الحديث القرآني الإسبوعي – 15 اغسطس 2014م

سماحة آية الله

الشيخ عيسى أحمد قاسم

في

إضاءات قرآنية في رحاب (سورة لقمان)

الحلقة الخامسة عشر

للمشاهدة :

https://www.youtube.com/watch?v=-lTZ-U1YWC4

نص الدرس :

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.

قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”[1]

موضوعا لهذا النداء حيث أن الله عز وجل رزقه العقل ورزقه الفطرة الهادية والأحساس بالمسؤولية وإرادة العمل الصالح ومثل هذا الموجود تؤهله هذه المواهب والخصائص لأن يكل ولأن يسعى السعي الإرادة لبلوغ الغاية الكريمة

” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ” على مستوى الاختيار أن يستجيب لأموار الله ونواهية فهذا النداء يصلح للإنسان فلينظر أحدنا نفسه أنه من هذا أ, ذاك وأنه من الإنسان المؤهل لاستجابة لهذا الدعاء أ, من الحيوانات الأعاجيم التي لا تملك التأهيل للاستجابة لمثل هذا النداء ومن احترم تفسه من بين الإنسان لا يختار البهية التي لا تدرمكط ولا تتحمل مسوؤلية ولا تملك السمع والبصر الذي يملكه الإنسان.

 

” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ” هناك دين عظيم والدين العظيم بعقائده وأخلاقه وهداياته وبكل أحكام وبنظاه الرصين يستهدف صناعة الإنسان ويستهدف وضع الإنسان على طريق النجاة والفوز ويستهدف أ، يتقس هذا الإنسان ربه فلا يقدم سواه عليه ويستوجه أن يقدم الله على كل شيء ولا يتقوغ أمام أمر من أ/وامر الله ولا نهي من نواهي فيخضع ويستجب ذليلا مستكيرا مدرك الله عز وجل لى الله بارك وتعالى الهدف من الإسلام من كله أن نعيش حالةالتقوى، والتقوى التي لها منبع من حب الله عز وجل في الفطؤة وفي إدركنا لأنعم الله عز وجل وفطرة تنبع بشكر الله عز وجل وتغنى ب=خوف الله عز وجل ويدعمها في ذلك كل هذه النعم التي را والتي تغمره ليلا ونهار ويدعم ذلك الآيات الكونية التي لا تتوقف لحظة عن مطالة الإنسان بدلالاتها العظ ولطفة ورحمته

مطلوب الإسلام أ، يصنع هذا الإنسان والطريق إلى ذلك واحد وهو أن يتقي الله ربهو تبارك وتعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ” الذي لا وود ولا حياة ولا نعمة إلا منه وانتظام أمركم كله وأمر الكون كله بتدبيره وهذا كاف لأن تتقوا الله “اتقوا ربكم” الذي بيه مصيره وبيده رزقكم ووجودكم وحياتكم والذي كل نعمة عنده وهذا المعنى صالح لأن يعلل ولأن يكون سبب كافيا لنداء الاستجابو ولنداء الله بتقواه ونتيقه لأنه ربنا وكفى بهذا علة تامة لأن تتقوه

” وَاخْشَوْا يَوْمًا لّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا” أنتم في حاضركم محتاجون لله كل الحاجة وأي حاجة من حاجاتكم لا تقضى إلا من عند الله تبارك وتعالى وهذا يستجبوا أ، تتقوا واحسبوا حسابكم ليوم مهول وليوم كرب وغمّ وليوم يبغ من هوله ومن فزعه ومن شدته أن الوالد لا يلتفت إلى ولدة عدم قدره ولو فرضنا أن والدا أشفق على ولده في ذلك الموالقف والتفت لولده وأشفق عليه وأن

يعطل رؤيتي الصحية وهذه حالة الانصراف تحصل عن غلفة ويسمى الغرور غرو لأنه يصيب غرة الإنسان وغرة الإنسان في حالة يقظته وليس في حالة غوةقوهذه الغفلة وهذا الانصراف وضياع الهدف والرؤية الصحية وفيما يريد له الطرف الآخر لإحداث غفلة فيك هذا هو لتغرير

” فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا” أذكروا هول الآخرة وأذكرو ا ما يسوجب تقواكم من اله تبارك وتعالى حتى لا تغرنكم الحياة الدنيا.

” وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ” ويحدث له الغلفة عن يقظة وعن الشعور بقيمة نفسه وبح وكل ما يفعل ذلك هو غرور أي يغر الإنسان ويفعل الغفلة فيه والدنيا أطلق عليها أنها الغرور لكثرة ما يغر وجاء عن أكمير المؤمني عليه السلام “أن الدنيا تغر وتضر وتمر” وفسر بعضهم الغرور بالشيطان “” فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا” فهناك تغرير من الدنيا وهناك تغرير من الشيطان وبعضهم الغرور عممه للشيطان وغيره متاع الحياة الدنيا وهنا مثلا حب شخص معين وهذا الحي قد يغرر بالإنسان فيصرفه عن الحق كما الحب قائم على العاطفة والمنفصلة عن نور الهدى ويوقعه في المصائب.

“إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”

”        “إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ” تأكيد وليس لغير الله علم بالساعة و تعبير عنده بمعنى ليس عند غيره وعلم الساعة تفرد به الله تبارك وتعالى فهو معلوم له ذاتا ولغيره ليس معلوم والله عز وجل لم يعطي علم الساعة لأحد وكلعلم لله عز وجل والله عز وجل علم الإنسان علوما وعلم الإنبياء علوما وعلم الساعة لم يعلمه لأحد وذلك لحكمة.

” وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ” الآية لم تقل أن لا أحد يعلم الغيث وإنما ينزل فالآن حدس علمي ولكن أعلم أن المطر سينزل وأن القوانين ستبقى هي القواني نوالمؤثلات ستبقى هي المؤهرات والمعادلات الطبيعية ستبقى هذه ال بان غدا سيقط مطر وسقوط المطر يعتمد على قوانين وظوتهر وهي ما جعلتني أقول أن المطر سيقط ويأتي العالم بذلك من الملعلوم ات التي يأخذها من الأرصاد الجوية الولا يضمن بقاء المعادلات لأنه ليس هو الخالق  فأصل نزول المطر العلم اليقيني ومع هذا التوقع العلمي بنزول المطر وقد يعطي على ما هو عليه فلو وصل علم الإنسان لهذه الدرجة فهو لا يعلم كم قطرة ستنزل ولا مدة النزول بالثواني.

” وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ” في فترة من الحمل الآن العلم يكتشف لك ما نوع الجنين ولكن هذا لا يعني علم الإنسان بما في الأرحام فأول لقاء البويضية لالحيوان المنوي لم يستطع العلم معرفة نوع الجنين في تلك اللحظة فالعلم بما في الأرحام ليس معرفة نوع الجنين فقط متى يموت وما هي أحواله ولم يتوصل العلم لأي شيء من هذا كله.

” وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا” وما مقدار هذا العلم وما هو هذا العلم وتكسب صداقات وتكسب عدوات وتكسب نصرا وتكسب هزيمة وحتى المال وبقي إبرام الصفقة بل أبرمت الصفقة فلكي أضمن أني سأروق المليون دينار فعليّ أن اضمن أن ابقى للغد أ, أ، ذاك عنده وظيفته وهذه الوظيفة لها راتبها وفلكي أضم نأن الراتب يصلني وأن المستأجر يعطيني راتب فلابد من وجود كلانا ما ساكب.

” وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ” قبل لحظة الاحتضار وقبل لحظة الغرغرة وهناك أحاديث عن الأئمة عليهم السلام بإخبارات غيبة عن أعمارهم في كربلاء فكيف لا يوجد أي نبي يعلم بشيء إلا بتعليممن الله تبارك ولكن الله سبحانه تعالى علم بعض الأنبياء تفيد بذلك وهناك أحاديث تنفي صاحب الميزان أعلى في كلامه في حديث ناف لهذا العلم بأنه حديث مخصص تخرج منه مساحة مما لا يعلمه الإنسان تجعل هذه المساحة وهناك قسم من لسانها ولغتها لا تقبل تقييد وتبقى الأحاديث بأن ” وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ” لكن ها مقيد بما أعطى الله عز وجل في مساحة من المساحات وبعض المصطفين من تعليمه تبارك وتعالى.

” إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” كون كل شيء معلوم لله عز وجل لأن علمه تبارك وتعالى ذاتيو ليس مأخوذ من الغير فيعطيه إياه أو لا يعطيه ومن حقيقته وكنهه أنه عليم خبير وحياته علمه وعلمه حياته وهو سبحانه وتعالى من حيث هو حي هو عالم وهو ذاته العلم والقدرة والحياو من غير تعدد في هذه الأمور في هذه الأمور وهذا لوحده فهذا تحليل عقلي أن يصف العقل الله عز وجل مرة بالحي والمريد والعالم وإلا ففي الخارج والحياة مفصولة عن العلم ومن كل هذا هو فهو عليم خبير بذاته ولا يمكن أن تخفى عليه خافية والآية الكريمة عن يوم القيامة أن علم الساعةو عند الله وحده وتقول له أن الأمور التي تتصل بحياتك أنت لا تعلمها فكيف بموعد يوم القيامة فأنته الغيب ويتصل وماذا تكسب وكل ذلك خاف عليك وفاعرف قدرك واتعرف بحجمك المحدود وبوجودك المملكو بالكامل لله تبارك واتق الله

فخلاصة الدين وثمرة الدين وكل تعاليم الدين من أل أ، نكون على تقوى لوم لم يكن على القوى لم يحصل على شيء من الدين

والحمد لله رب العالمين

[1]  سورة لقمان الآيات من

زر الذهاب إلى الأعلى