كلمة آية الله قاسم لوفد من العاملين في مؤسسة أنوار طه
آية الله قاسم ملتقياً بوفد من العاملين في مؤسسة أنوار طه: الأمة بلا مجاهدين -ممن يملؤون الساحات الحربية وممن يضحون بأموالهم ووقتهم في أي مجالات خدمة الدين- لا تساوي شيئاً
التقى سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم وفد من العاملين والطلبة في مؤسسة أنوار طه التي يشرف عليها سماحة آية الله السيد هاشم الحسيني البوشهري في مقر إقامته بمدينة قم المقدسة .
وقال سماحته في كلمة موجهة لهم بأن “الأمة بلا مجاهدين من أمثالكم، ومجاهدين من أمثال من يملؤون الساحات الحربية في سبيل الله، ومجاهدون أيضاً كبار وعظام ممن يضحون بأموالهم وبوقتهم في أيّ مجالٍ من مجالات خدمة الدين، لا تساوي شيئاً”.
وأشار سماحته بأن هناك شباب عاملون في صَمْتٍ في سبيل الله تبارك وتعالى -سواءً كانوا من أهل الحوزات أو ليسوا من أهل الحوزات- وهم يخدمون الإسلام خدمات جليلة عظيمة كبيرة، وهم من أبناء الجامعات والدراسات الأكاديمية، والكلُّ فريقٌ في الأخير.
وذكر سماحته “وأنتم تعملون في سبيل الله تبارك وتعالى تتذكرون تماماً أن الهجمة على الإسلام شرسة، ومعدودٌ لها إعداداً كبيراً، وأنّ الأعداء قادرون على البطش، وقادرون على التحايل، وعلى الوصول إلى القلوب بأساليبهم الساحرة، وأنّهم أشدُّ الأعداء على المسلمين، وأن ما يستعينون به في سبيل تهديم الإسلام وهدم البنية الإسلامية النظرية والعملية هو توحد كلمتهم وتعاونهم، ونحن أولى بالاجتماع والتعاون بالمعروف والتقاء القلوب التقاءً يؤسس له ويبنيه الحب الواحد وهو الحب للرحمن الرحيم المتفضل الكريم”.
وأطلع الوفد، سماحته على نشاطات المؤسسة وأدوارها، فيما أشاد سماحته بجهودهم وباركها لهم.
*فيما يلي نصّ كلمة الوفد الزائر، وكلمة سماحة الشيخ:
كلمة الوفد الزائر:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)
نفتخر في هذه الليلة أن نتشرف بحضرتكم عند فقيه من فقهاء أهل البيت (عليهم السلام)، من المجاهدين على خط الإسلام والشيعة..
شيخنا باختصار هؤلاء الجماعة الذين تشرفوا بلقائكم كلّهم من الطلبة المدرّسين على مستوى السطح والخارج المشتغلين بالفقه والأصول والفلسفة في المؤسسة الموسومة بأنوار طه تحت إشراف آية الله السيد هاشم الحسيني البوشهري -سلمه الله-، واشتغالهم دائم بما يستهدف الأحداث العالية ، السيد القائد، النظام الإسلامي، الشيعة، الإسلام، المنطقة، العالم، وكلٌّ يعتقد أن دور الفقهاء في عصرنا دورٌ جسيم، دورٌ مؤثر في هداية البشر والأمّة، ولذلك مع اقتدائهم بسلفهم الصالح يؤكدون على التأصيل والتأسيس، على التجديد في هذا الطريق، ولذلك تشرفنا عندكم بلقاءكم -إن شاء الله- تزودونا بخير نصيحة، وما يرضى المولى سبحانه تعالى، علماً بأن جنابكم ممن صرف عمره الشريف خدمةً لأهل البيت عليهم السلام ومولانا صاحب العصر والزمان، وكلنا بخدمتكم ونسمع كلامكم الشريف إن شاء الله، لو سمحتم نحن نستمع لكم..
كلمة سماحة آية الله قاسم:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا محمدٍ النبي الخاتم وآله الطيبين الطاهرين.
اعلموا أنكم جئتم تعطون ولا تأخذون، جئتم أغنياء بما تبحثون عنه مما لا تجدونه عندي، برغم ذلك اسمحوا لي أن أقول بعض ما يحضرني، أو شيء مما يحضر في مجال مهمتكم الكبرى، مهمة الحفاظ على الإسلام، على رسالةٍ هي أكبر رسالة لهذا العالم، أجلّ رسالة، أغنى رسالة، أقوم رسالة. رسالة لا صنع لإنسانٍ يريد أن يكون قويماً إلا بنورها.
كلُّ صناعةٍ إنسانيةٍ مع تفاوت الصناعات الإنسانية للإنسان هي لا شيء أمام صناعة الله تبارك وتعالى، كما لا صُنع تكويني من أحدٍ كما هو الصنع من الله عزَّ وجلّ، فلا صنع عن طريق التشريع وعن طريق مخاطبة الإرادة الحرّة كما هي صناعة الله عزَّ وجلّ ودينه لهذا الإنسان.
الأرض بلا دين الله ظلام، والأرض بنور الله كلّها نهار وكلّها ضياء وكلّها هدىً ورُقيّ.
نريدُ قوّةً للأمّة. لأيّ أمّة؟ للأمّة الإسلامية المتصلة بهدى الله تبارك وتعالى. هذا له وسائله الدنيويّة ووسائله الأخرويّة.
نحن فارغون من أنّ الدنيا لا تساوي شيئاً من الآخرة قيمةً وشأناً، لنا همٌّ كبير يتعلق بالدنيا لكن لا من أجلها وإنما من أجل الآخرة.
الأمّة بلا مجاهدين من أمثالكم، ومجاهدين من أمثال من يملؤون الساحات الحربيّة في سبيل الله، ومجاهدون أيضاً كبار وعظام ممن يضحّون بأموالهم وبوقتهم في أيّ مجالٍ من مجالات خدمة الدين.
أيّ فريقٍ من الفرق الكُثر الذين يعملون للإسلام، كلُّ فريقٍ منهم يعطي الكثير ولكن عليه أن يستقلّ ما يعطيه في سبيل الله تبارك وتعالى، ويتواضع للعطاء الآخر من أي فريقٍ آخر.
الفقهاء الكبار يرون أنهم يعطون لأنفسهم ما يعطون كثيراً، وحقّ لهم أن يحسّوا بهذا الشيء، وصحيحٌ أنهم من أكبر المجاهدين، ولكن عليهم أن يتذكروا أبطال الساحات الأخرى، ومن هذه الساحات الشباب العاملين في صَمْتٍ في سبيل الله تبارك وتعالى -سواءً كانوا من أهل الحوزات أو ليسوا من أهل الحوزات- هناك شباب يخدمون الإسلام خدمات جليلة عظيمة كبيرة، وهم من أبناء الجامعات والدراسات الأكاديمية، والكلُّ فريقٌ واحد في الأخير، يتوزّع إلى فئات تختص في هذا المجال أو في ذلك المجال، ولكن كلّ الجهود تصبّ عند المخلصين مصبّاً واحداً وهو الإبقاء على دين الله مشّعاً، تحمُّل أمانة إيصال الإسلام إلى العقول والقلوب، وتحويل الإسلام إلى واقعٍ عمليٍّ نشطٍ يقود هذه الحياة، ويمتدّ بهداه وبفاعليته وتربيته الكريمة إلى كلّ نفسٍ على وجه الأرض، ويلج كلّ قلبٍ ويأخذ بالعقول كلّها إلى المسار الصحيح.
أنتم في جهادكم هذا تصنعون دنياً جديدة، وتوصلون إلى آخرة سعيدة، فهنيئاً لكم، والحياة لا تساوي شيئاً بدون أمثالكم، وأنتم أولى بالحرص على الأخذ بالنفس إلى الإخلاص لله عزَّ وجلّ، واستصغار ما تبذلونه في سبيل الله تبارك وتعالى -وهو عظيم-، لأنكم تبذلون هذا الشيء في سبيل العظيم الأعظم الذي لا ينال أحدٌ على الاطلاق أداء حقّه، وشكر نعمه الشكر الوافي.
وأنتم تعملون في سبيل الله تبارك وتعالى تتذكرون تماماً أن الهجمة على الإسلام شرسة، ومعدودٌ لها إعداداً كبيراً، وأنّ الأعداء قادرون على البطش، وقادرون على التحايل، وعلى الوصول إلى القلوب بأساليبهم الساحرة، وأنّهم أشدُّ الأعداء على المسلمين، وأن ما يستعينون به في سبيل تهديم الإسلام وهدم البنية الإسلاميّة النظريّة والعمليّة هو توحد كلمتهم وتعاونهم، ونحن أولى بالاجتماع والتعاون بالمعروف والتقاء القلوب التقاءً يؤسس له ويبنيه الحب الواحد وهو الحب للرحمن الرحيم المتفضل الكريم الخالق المنعم ويسوق إليه الخوف الواحد وهو الخوف من الجبار المتكبر العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.