بيان آية الله قاسم : حول وباء كورونا وآخر التطورات بشأنه
بسم الله الرحمن الرحيم
ضحايا وباء كورونا والخسائر البشرية والمالية والاجتماعية والثقافية والتعليمية الكارثية التي تسبَّب بها كافٍ لبيان هوْله وخطره.
وردّ الفعل الديني والعقلي والعقلائي على هذا الوباء هو التعاون العام المشترك في تقليل خسائره وفجائعه، ومحاصرته وإيقاف زحفه وإنهاء محنته، بينما ما يحدث في بعض الأوساط هو فتح الطريق لتمدّده وتوّسعه والتمكين له في تعريض خالٍ من الإحساس بأيّ درجة مِنْ المسؤولية الدينية والإنسانية، ومِنْ غير إصغاء لصوت الدِّين والعقل والحكمة والإنذارات الجديّة بالخطر للنفْس والأهل والأحبة والأصدقاء والنفْس المحترمة بفَقْد الحياة والوقوع تحت الوطء الشديد للمحنة.
وهذه سذاجة لا يرتكبها عاقل، ومخالفة دينية لا يأتيها مُتشرِّع، ولا مُحتَرِم لدينه، ولا صاحب حسّ اجتماعي يهمّه أمر مجتمعه، وحاشا لمؤمن يعي مسؤوليته الدينية ويُقدِّر للموضوع خطورته أنْ يقدم عليها، والأخوة والأخوات في البحرين من المؤمنين، والعقلاء، وأصحاب الحسّ الإجتماعي النابه، وهذا لا ينسجم مع الحاجة إلى التنبيهات الكثيرة والإلحاح على الاحتراز عمّا يتسبَّب في تعريض النفس والمجتمع إلى أشدّ المخاطر.
وخطر الكورونا تُعطَّل من أجله السُنن الدينية في حال كانت مُسبِّبة لانتشاره، ومنها تفطير من أدَّى فريضة الصوم في يومه، فلو جاء هذا التفطير في صورة تنشر الوباء لانقلب سيِّئة بعد أنْ كان حسنة، وشرَّاً بعد أنْ كان من الخير. ولكان من الإضرار بالناس الذي يُحاسب الله فاعله عليه ويجزيه به.
ومَنْ ثَقُل عليه أنْ يلتزم البقاء في المنزل احتماءً لنفسه وللآخرين فعليه أنْ يتذكَّر أنَّ البديل قد يكون حَجراً طويلاً، ومتجدداً، ومتاعب جمّة، وقد يكون أشدّ وأقسى مِنْ ذلك لا سمَحَ الله.
والبقاء في البيت يحتاج إلى أنْ يضع الشخص برنامجاً عمليَّاً لقضاء الوقت بنشاطات متنوّعة بما يستطيع للاستثمار الجيِّد للوقت والعائد على النفس والعائلة بالأثَر الطيِّب.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عيسى أحمد قاسم
١٤ مايو ٢٠٢٠