الشعلة:إهانة القيادة جريمة منظّمة

إنّ من أهداف مخطّطات هذا المشروع الفتنويّ هي صناعة شارع سنّي يقف مع السّلطة، ويدافع عن ظلمها، ويُزيّف الحقائق عوضًا عنها؛ حتى لا تعيش في معزل عن الشّعب كلّ الشعب، وحتى لا تتحمّل مسؤوليّات قانونيّة لتبريراتها ودفاعاتها، وهذا الشارع يتكوّن من عناصر أمنيّة، وسلطويّة، وبندريّة، وقد نصّ هذا المشروع الفتنويّ نفسه على زيادة دور فاعل للعلماء في تحريك أبناء الطائفة السنيّة، ومن المعلوم أنّ التحريك الفاعل لن يكون تجاه السلطة وإنّما تجاه المعارضة…

بسم الله الرحمن الرحيم، أحمد الله وأستعينه، وأستغفره وأتوب إليه، وأعوذ بالله من شرّ نفسي إنّ النّفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي.
اللهم صلّ على فاطمة، وأبيها، وبعلها، وبنيها، والسرّ المستودع فيها.

روى الشيخ الكليني في كتابه الكافي – في رواية معتبرة – عن معلّى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: {إنّ الله تبارك وتعالى يقول: من أهان لي وليًّا، فقد أرصد لمحاربتي، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي}.

* هجوم مدروس ومقنّن
وفي ظلال هذا الحديث الشريف أودّ الحديث عن حالة الاستنفار المدروس والمُقنن للإساءة المغرضة لأكبر شخصيّة رمزيّة في هذا البلد الصغير، وهو الحدث الأبرز الذي تعيشه ساحتنا هذه الأيام.

وفي البدء أودّ القول بأنّي على يقين في أنّ حضور عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب بالأمس قد أفرح قلب صاحب العصر والزمان (ع) من جهة، وأبغض أعداء الدّين وأهله من جهة أخرى، وأستطيع أنْ أدّعي أيضًا أنّ المسيرة الشعبيّة على شارع البديع كانت مصداقًا من مصاديق نصرة الله لأوليائه، وإلاّ فإنّ تسخير القلوب، توجّهها، ميلها، حركتها بيد باريها سبحانه وتعالى، ونُصرة الله لهذا العبد الصالح تجلّت من عدّة جهات، أُشير لبعضها:

أولها: أنّ حضور عشرات الآلاف لنصرة هذا العبد الصالح، جاء في ظلّ أجواء أمنيّة متوتّرة، فهناك اضطرابات مُستمرة، وهناك مسيرة مماثلة في العاصمة قبل بضعة أيام قد ضُربت من قبل قوات ما يُسمى بالأمن، وكان في هاجس الكثيرين أنّ تواجهها السلطة، ورغم ذلك فقد رأينا عشرات الآلاف حضرت مُلبية نداء الدفاع عن العلماء، ونبذ الفتن الطائفيّة الرّعناء، وهي رسالة واضحة للأعداء أيًَّا كانوا سلطويين، أو غير سلطويين، محلّيين أو دوليين.

رسالة مفادها أنّ الشعب حاضر لنصرة قياداته ورموزه مهما كانت الظروف والأجواء.
ثانيها: أنّ حضور عشرات الألوف لنصرة هذا العبد الصالح قد وجهت ضربة للمشروع الفتنويّ الذي صُرفت عليه الملايين لعزل الشعب عن رموز هذا الشعب الأبيّ وقياداته، وكشفت عن فشل الانجرار لعمليات الاستفزاز الطائفيّ، ووجّهت أصابع الاتهام لمَن يقف خلف أمثال هذا الرّجل لصناعة الطائفيّة البغيضة في أوساط المجتمع.
إنَّ الشعب بحضوره الكبير قد قال بأنّه ليس للطائفيّة أرضيّة على هذه الأرض الطّيبة، وما تلك سوى أصوات تكفيريّة دخيلة على ثقافة هذا البلد المحبّ لأهل البيت (عليهم السلام) من سنّته وشيعته، ولهذا البلد الفخر في انتمائه واتباعه لأهل البيت (عليهم السلام).

وقد يثير البعض ممّن – يُزعجه تعميق الرمزيّة الدّينيّة في وجدان الأمّة-، وللتقليل من وقع حضور الشعب في الشارع في أنّه: ما هي الحاجة لما يقرب من حضور مائة ألف إنسان لاستنكار شخص لا وزن له سوى كونه موقعيّة برلمانيّة هزيلة؟

ولم هذا التضخيم واستنفار المجتمع؟
لم تتحمّل الرموز وجماهيرها كلمات النقد؟
وبغض النظر عن كون هذه الكلمات صيغة من صيغ هذا المشروع الفتنويّ الذي دأب على التقليل من وعي هذا الشعب وإنجازاته وإفشال مشاريعه، وبغض عن كونه تبنّي للعمليّات التحريضيّة التفكيريّة بطريقة لا مباشرة، ويطالب الناس أنْ تسكت عن التحريض والاستفزاز والشحن الطائفيّ، فبغض النظر عن كلّ ذلك أودّ أنْ أقف عند هذا الطرح الذي يصب في مصب حركة الشخصيّة الفتنويّة التكفيريّة.

* وقفات مع الواقع
الوقفة الأولى: إنَّ استحقار المؤمنين والاستخفاف بهم، وترك توقيرهم وتعظيمهم، من المحرّمات الكبيرة في الشريعة الإسلاميّة، بل من فعل ذلك كان بمثابة من هيّأ نفسه لمحاربة الله سبحانه، لأنّه تعرّض بالإساءة لحرمات الله، وهذا ما دلّت عليه النصوص الشريفة الكثيرة منها ما ذكرته في صدر الحديث، ومنها ما رُوي عن أبي جعفر (ع) أنّه لما أُسري بالنّبي (ص) قال: {يا ربّ ما حال المؤمن عندك؟ قال: يا محمّد، مَن أهان لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي}، وإنّما سمّاه الله محاربًا لأنَّ المحاربة هي سلب الأموال والأنفس، فكأنَّ هذا المُهين لولي الله عزّ وجلّ يريد أنْ يسلب المؤمن – ما أنعم الله عليه- من كرامة وعزّة، ويريد أنْ يسقطه من المرتبة الرفيعة، والمكانة العالية التي يتمتّع بها، فإذا كانت الإساءة للمؤمن بهذه الموقعيّة عند الله، فكيف لو كان المؤمن عالمًا، ورعًا، قائدًا، محنّكًا؟!

كيف لو كانت الشخصيّة المؤمنة ممثّلة، ومتحدّثة باسم المحرومين والمظلومين؟! فقد جاء في رواية صحيحة الإسناد رواها الكافي عن أبي جعفر (ع)، قال: {عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد}، وهذا كافٍ لبيان موقعيّة المؤمن العالم، وعلى هذا الأساس، فإنّ هذه الإهانات المتتالية والمتكرّرة تدعونا من منطلق دينيّ للمحاربة، ونصرة أولياء الله.

وفي رواية أخرى صحيحة رواها الكافي عن أبي عبد الله (ع): {مَن أهان لي وليًّا، فقد بارزني بالمحاربة، ودعاني إليها}، فإذا كان الله سبحانه وتعالى يغار على وليّه المؤمن، فكيف يجب أنْ يكون السائرون على خطّ الله؟
وإذا كان الله يقول: {أنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي}، فأين موقعيّة المؤمن؟ المؤمن غيرته من غيرة الله، ولهذا لا يستغرب أحد من تلك القلوب التي جمعها في موقف واحد، وحركها؛ لتستنكر القوى الفتنويّة، فبحضورنا كنّا يد الله الناصرة لأوليائه.

الوقفة الثانية: إنَّ وقفة الشعب الأبي مع رمزه الرّباني سماحة (الشيخ عيسى أحمد قاسم)، ليست في حقيقة أمرًا استنكاريًّا على شخصيّة لا موقع لها من الإعراب الشعبيّ – وإنْ كانت مقدّرة عند أقطاب من رموز الحكم-، بل هي وقفة استنكاريّة ضدّ المشروع الفتنويّ المتزايد في استهتاره، والممعن في إقصائه لهذا الشعب المظلوم، وأنا لست ممن يميلون إلى تحليل وجود خلاف بين أقطاب السلطة، فلست مقتنعًا بوجود خلاف في القضايا الاستراتيجيّة، والخلاف الموجود إنّما هو في حجم السيطرة على المكاسب، وعمّن حقّه أنْ يسرق هذا الساحل أو ذاك، ولذا فإذا توجّه إلينا خطر يمسّ بمصلحة الشعب وأمنه، فهو ليس من جهة معيّنة، ومَن يراجع المشروع الفتنويّ الذي كشف عنه البندر يجد أنّ الفئة القائمة لها موقعيّة رسميّة متقدّمة، وهو ليس مشروع فصيل إسلاميّ، وأهل السنّة مستهدفون في هذا المشروع الطائفيّ أيضًا، فالتقرير ذكر أنّ هؤلاء سيعمدون للسيطرة على الصناديق السنيّة الخيريّة، حتى لا يسيطر فصيل من الفصائل الإسلاميّ، فهي جهة تُدير شؤون البلد، وهي تُوصي بتفعيل معهد البحرين للتنمية السياسيّة، وتُوصي بتفعيل المجلس الأعلى للمرأة، فالجهة القادرة على تفعيل هذه المؤسسات والسيطرة عليها ليست فئة هامشيّة في هذا البلد، ولقد قلتُ سابقًا – في أحد تحليلاتي السياسيّة -:

إنّ من أهداف مخطّطات هذا المشروع الفتنويّ هي صناعة شارع سنّي يقف مع السّلطة، ويدافع عن ظلمها، ويُزيّف الحقائق عوضًا عنها؛ حتى لا تعيش في معزل عن الشّعب كلّ الشعب، وحتى لا تتحمّل مسؤوليّات قانونيّة لتبريراتها ودفاعاتها، وهذا الشارع يتكوّن من عناصر أمنيّة، وسلطويّة، وبندريّة، وقد نصّ هذا المشروع الفتنويّ نفسه على زيادة دور فاعل للعلماء في تحريك أبناء الطائفة السنيّة، ومن المعلوم أنّ التحريك الفاعل لن يكون تجاه السلطة وإنّما تجاه المعارضة، ولا يُعقل أنْ يتحرّك العلماء تجاه المعارضة، لأنّه سيجعلهم في خانة السلطة، ولذا فليس هناك سلاح أنفع من سلاح إثارة الغرائز الطائفيّة، وتحويل الصراع السياسيّ لصراع طائفيّ، وفئويّ، وكيل اتهامات العمالة بالمجّان، وقد نصّ المشروع الفتنويّ أيضًا على الإسراع في صنع القيادات الدّينيّة المؤثّرة؛ لتكون مؤهلة لقيادة السنّة، ويبدو أنّ عملية الإسراع هذه سوف تكون على حساب تكفير الشيعة، وإهانة علمائهم ورموزهم ومقدساتهم، ولذا أدعو لقراءة جديدة للتعاطي مع المشروع الفتنويّ الذي كنّا نتغاضى عنه مخافة إشعال الفتن الطائفيّة، لأنّ السكوت عنه جرّأ أصحابه بعدما تمكّنوا، وهيمنوا من إشعال النيران.

ولدي تساؤل في هذا السياق، فقد صرح رئيس الوزراء قبل بضعة أيام عن أنّ حماية الجبهة الداخليّة ليست من مسؤولية السلطة لوحدها، وطالب الآخرين للدفاع عن الجبهة الداخليّة، ولم أعرف مراده من حماية الجبهة الداخليّة؟!

فإنْ كان مراده من حماية الجبهة الداخليّة هو كلّ الوطن وأهله؟، فليس هذا ما يحصل من شخصيات مقرّبة ومحبوبة عنده، فهي تمارس التمزيق، والتشطير، والتحريض.

وإنْ كان المراد من حماية الجبهة الداخلية هو حماية السُّلطة، فحمايتها ممّن؟
فهل حمايتها من الشعب المعارض بغالبيّته الساحقة لِمَا يجري من ظلم واستهتار بالدّين وأهله؟

أم حمايتها من إيران، وهو العدو الوهمي الذي صنعه أمثال هؤلاء التكفيريين، ويُريدون من خلاله أنْ يُمعنوا في إذلال أتباع أهل البيت (عليهم السّلام) في هذا البلد؟، ويجعلونهم محرقة للوصول إلى المآرب الفئويّة، والمبتغيات التكفيريّة؟

إنّي ومن هذا المنبر أوجّه رسالة للسُّلطة باعتباري مواطنًا عاديًّا يتفاعل مع الأجواء الذي تحيط به، وتنعكس عليه، وتولّد فيه مجموعة من الأحاسيس والانطباعات، وهذه الرّسالة مفادها: إنّ قناعات الكثيرين هي أنّ أطرافًا في السُّلطة تقف خلف هذا التوجه الفتنويّ، وهذه القناعة آخذة في التزايد والاتساع، فإنْ كانت السُّلطة كانت راغبة في زراعة هذا الشعور لدى النّاس، فقد نجحت، وإنْ كانت غير راغبة في زراعة هذا الشعور، وأرادت تحريك هذا المشروع الفتنويّ من وراء الستار، فهي لم تنجح، وأصابع الاتهام موجّهة إليها، وإنْ كانت تدّعي أنّ المشروع الفتنويّ ليس مشروعها، ويتحرّك بغير إرادتها، وعلى يد أطراف من داخلها، فهذا أخطر؟!.

إنّ القوى الفتنويّة – كما أشار إليها المشروع الفتنويّ الذي نشره البندر- ستعمل على إسقاط شخصياتنا وقياداتنا وعلمائنا، إلى إسقاط مكانتها وهيبتها في النفوس؛ لكي لا يسمع لها النّاس، وبالتالي يسهل على هذه القوى تمرير مشاريع الخراب والنهب والسلب، فكلّ شخصيّة قوتها بالتفاف المجتعات حولها، والسير وفق إرشاداتها، وهذه الحلقة هي الحلقة الأقوى في الصراع ضدّ الظلم، وهي الحلقة التي يراد كسرها، لكنّ الشعب أبصر وأوعى من أنْ ينفصل عن قياداته، ورموزه المخلصين.

والرهان على إسقاطها، ولن نسقط –بمعونة الله ونصره- في هذا الرهان، وستظل كلمة العلماء نافذة فينا ما دامت على خط الله، ومن أجله، وفي سبيله.

الوقفة الثالثة: إنّ هذه الخطوات التي يُمارسها المشروع الفتنويّ تستهدف عدة أمور أُشير إلى بعضٍ منها:
الأمر الأول: قَطْع الطّريق أمام الشعب، والحؤول بينه وبين حقوقه المشروعة بإثارة الشحنات الطائفيّة؛ ليتم تخويفه بالطائفيّة، فلا تقولوا بأنَّ هناك تمييزًا وظيفيًّا، لأنّ هذا طائفيّة!
ولا تقولوا هناك تجنيس سياسيّ، لأنّ هذا طائفيّة!
ولا تقولوا هناك تقسيم جائر للدوائر الانتخابيّة، لأنَّ هذا طائفيّة!
ولا تقولوا بأنَّ هناك أئمة تكفيريين، لأنَّ هذا طائفية!
ولا تقولوا هناك مناهج تُسيء لمذهبٍ، لأنَّ هذه طائفيّة!
ولا تقولوا بأنّ هناك مدرسين ومدرسات مسيئات لمذهبٍ، لأنّ هذه طائفية!
ولا تقولوا هناك بعثات تمييزيّة، لأنَّ هذه طائفيّة!
ولا تقولوا هناك مساجد ومآتم كثيرة لا يُسمح ببنائها، لأنّ َهذه طائفية!!

إذاً سياسة الهجوم خير من الدفاع هي السياسة التي يستخدمها المخطّطون الفتنويون في هذا البلد.
الأمر الثاني: خلق أرضية الصراع الطائفيّ، إذ أجد أنَّ هناك تناغمًا بين اللّغة التصعيديّة لهذا الرّجل الذي يُمثل مشروعًا، وبين بوش تجاه الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، فكلما صعّد بوش من حملته ضدّ إيران تجد هذا الرّجل كذلك، ولا تجد أمرًا إلاّ وحشر إيران!!

أقول هناك لغة تصعيديّة أمريكيّة تُزامنها لغة طائفيّة تصعيديّة محليّة وفي المحيط الإقليميّ أيضًا، ومع هذه الممارسات الفتنويّة إلاّ أنّي أعتقد بأنْ لا خوف على الوحدة بين السنّة المواطنين والشيعة في هذا البلد، ولكن الخوف الحقيقيّ هو أنّ التكفيريين قد ركّزوا نشاطهم على أهل السنّة المجنّسين الأجانب، وراحوا يبنونهم على الفكر التكفيريّ الدّخيل على أهل السنّة والجماعة وعلى أهل هذا البلد، وهو الفكر الذي ابتلت به بلداننا المجاورة.
إنه يُريد أنْ يجعل أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في هذا البلد محرقة لدعمه للمشروع الأمريكيّ والصهيوني في المنطقة فيما لو شنت الحرب على إيران، فالتلحليل الذي يُصرح به هو أنّ الشيعة لن يسكتوا، وأحسن سلاح لإخراسهم هو تحريض السنّة عليهم.

الأمر الثالث: خلق أرضيّة تكبيل المسجد، طبعًا هذا النمط التّحريضيّ التّكفيريّ يُتعمد؛ ليخلق أرضيّة للسلطة لتكبيل كلمة المسجد، فعندما ينتفض الشارع ضدّ تصريحات البغضاء والفتنة فسوف تعمد السلطة لاستثمار هذه الأرضيّة التي صنعتها؛ لتكبيل كلمة المسجد، ولذا فعلينا أنْ لا نخلط بين تحريم إشاعة البغضاء والكراهيّة بين المواطنين، وبين ما يفتّت وحدة الوطن وأمنه وبين حقّ المنبر في الكلمة العادلة والناقدة المبيّنة للحقّ والرافضة للظلم، وعليه فلا يحلم أحد في استصدار قوانين مُكبّلة للمسجد، وأنا لست ممّن يطالبون وزارة العدل بمحاسبة أمثال هؤلاء التكفيريين لأنّي أرفض أنْ تتدخّل في شؤون المذهب السنّي، لكن بما أنّ تعيين أئمة المساجد السنيّة في تصرف وزارة الشؤون وهو كواقع، فنحن نُحمّل الوزارة تصرفات أمثال هؤلاء، وإلاّ فأنا على يقين لو كانت صلاة أهل السنّة باختيارهم خلف مَن يريدون لَما كان هناك بقعة يُصلي فيها أمثال هؤلاء الفتنويين.

ومن الضروري التنويه إلى أنّه لا ضير في أنْ ينتقد أيًّا كان من شخصياتنا، بل لا ضير في نقد عقائدنا أيضًا.
لا مانع أنْ ينتقد أحد زيارة للقبور وأمثال ذلك، ولكن عليه أنْ ينتقد نقدًا علميًّا وموضوعيًّا، ولن نعتبر نقده الموضوعيّ والعلميّ مهما كانت النتائج من الطائفيّة في شيء، ونحن من جهتنا سوف نقوم بدراسة النقد فقد نقبله وقد نرفضه.

فالنقد العلميّ الموضوعيّ والاستدلاليّ ليس من الطائفيّة في شيئ، وليس أمرًا مرفوضًا، وإنّما المرفوض هو إكالة التّهم جزافًا، والكذب، والافتراء، والتحريض.

المرفوض هو اتهام طائفة مسلمة موحّدة لله بالشرك والضّلال بلا دليل من كتاب الله وسنّة نبيّه.
المرفوض هو اتهام أتباع أهل البيت (عليهم السّلام) بسبّ الصحابة مع أنّهم محبّون لصحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المخلصين والصادقين، فهو محض تزييف وافتراء وليس من النقد الموضوعيّ والبحث العلميّ في شيء.

أسأل الله أنْ يُغيّر سوء حالنا بحسن حاله، ويمنّ على الوطن وأهله بالأمن والأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى