إستراتيجية المجلس الإسلامي العلمائي في الشأن السياسي والقيادي
تعيش الساحة تجاذبات ومخاضاً على أكثر من مستوى؛ فمن جهةٍ تتحرّك في الساحة أزمة سياسية متعدّدة الأبعاد والجوانب، وتحاول الحكومة حلّ هذه الأزمة عبر استدعاء الخيار الأمني واستعمال منطق القوّة، وتتغافل نداءات الحوار الصادقة التي ما فتئت الرموز الدينية والقوى السياسية تكرّرها وتأكّد عليها. ومن جهةٍ أخرى تتحرّك في الساحة قضيّة القيادة والمرجعية لتيار المعارضة، وإمكانية التعدديّة في هذا الشأن، ما دفع بهذه القضية لواجهة المشهد السياسي في البلد، وفي هذا السياق ومن أجل تجلية الصورة ورفع أي ضبابية أو حيرة، نرى في المجلس الإسلامي العلمائي ضرورة بيان النقاط التالية:
1 – نرفض طريقة التعاطي من قبل الحكومة مع الأزمات والمشاكل التي تعصف بالبلد. ونؤكّد على ضرورة الإصغاء لنداءات الحوار الجادّ والشامل الصادرة من الرموز الدينية والقوى السياسية، ونرى أنّه الحلّ الوحيد للأزمة السياسية في البلد، وأنّ القبضة الأمنية لا تصلح أن تكون حلّاً لهذه الأزمة، ولن تزيد الوضع إلاّ تأزيماً وتعقيدا.
2 – نرى أنّ المطالبة بالحقوق العادلة للشعب حقّ مشروع لكلّ أحد، ونؤيّد تكثيف الجهود وإبداع الوسائل السلمية المؤثرة والفاعلة في هذا الطريق وفق الضوابط الشرعية. ونؤكّد أنّ اختلاف الأساليب في المطالبة بالحقوق لا يجوز أن يتحوّل إلى تصنيفات مضرة بوحدة الصفّ المعارض. كما نؤكّد أنّ المعارضة في حاجة إلى تراكم الجهود وتكاملها لا إلى قيام بعضها على أنقاض الأخرى.
3 – تنعم الساحة بمرجعية دينية وسياسية واعية وكفوءة متمثّلة في كبار العلماء في البلد، وفي مقدمتهم سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، فهم ثقة الفقهاء العظام والمحافظون على نهجهم في الأمّة. من هنا نرى ضرورة أن يكون تحرّك المعارضة وكياناتها السياسية في سياق التوجّه العام الذي يرسمه هؤلاء العلماء الأمناء، وأن لا يتجاوز إطار مرجعيتهم الدينية والسياسية. فالموقف الديني السياسي الذي نؤمن به وندعو جميع المؤمنين إليه، هو التمسّك بنهج الفقهاء والالتفاف حول كبار العلماء واستمرار المطالبة بالحقوق العادلة بالأساليب السلمية والشرعية الفاعلة.
4 – التعدديّة المقبولة والنافعة هي التي تعبّر عن التنوّع في أساليب الضغط، وخطوات التحرّك، وبرامج العمل، التي تشكّل بمجموعها تيار المعارضة المتوحّد في أهدافه واستراتيجياته ومرجعيّته. أمّا التعدديّة على مستوى المرجعيّة والاستراتيجيات والأهداف فهي مضرّة بوحدة الساحة وفاعلية المعارضة.
5 – البعد الجماهيري كان ولا زال عنصراً مهماً وأساسياً في إستراتيجية العلماء في قيادة الساحة، فالقيادة العلمائية تؤمن بدور النخب السياسية الواعية والمخلصة في التفكير والدراسة وإبداع الوسائل والآليات المناسبة والفاعلة في المطالبة بالحقوق، كما تؤمن بضرورة المشاركة الجماهيرية بالحضور الواعي والجادّ في الساحة، وإبداعات الرأي المتاحة التي تقدم عبر الطرق العقلائية المعتمدة في هذه المجالات.
والله من وراء القصد
المجلس الإسلاميّ العلمائيّ
21ربيع الأول 1430هـ
19/ 3 / 2009م