بيان كبار العلماء .. رسالة محبة إلى أبناء المحرق سنّة وشيعة
أيّها الأحبّة سنّة وشيعة: إنّ الفتنة الطائفية فتنةٌ عمياء، إذا استيقظت دمّرت الأوطان، وأزهقت الأرواح، وهتكت الأعراض، وهددت الأموال، وعبثت بالمقدّرات والمقدّسات، وقتلت الأمن والأمان، وحرقت الأخضرَ واليابسَ…
رسالة محبة إلى أبناء المحرق سنّة وشيعة
بسم الله الرحمن الرحّيم
يا أبناء المحرق الغيارى سنّة وشيعة:
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
بكلِّ محبّةٍ نخاطبكم بهذه الكلماتِ النابعةِ مِن القلب، والمدفوعة مِن نداء القرآن: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } بعيدًا عن أيّ حساباتٍ ذاتية أو مذهبية أو سياسية…
أيّها الأحبّة سنّة وشيعة:
لقد تابعنا بقلقٍ وأسفٍ شديدين ماحدث في منطقتكم ليلة الجمعة الماضية، هذه المنطقة التي تمثّلُ نموذجًا رائعًا للأخوة الدينية والوطنية، كما أكّد ذلك التاريخُ المتجذّر، فمن الجنايةِ على هذا التاريخِ أن يحدث ما يهزّ صدقية هذا النموذج.
إنّ أيّ محاولة لاصطناع أحداثٍ تؤزّم العلاقة بين الطائفتين الكريمتين تمثّلُ محاولةً مشبوهةً يجب التصدّي لها، وإقبارها؛ حفاظًا على الوجه المشرق لمنطقتكم، وليبقى عنوان المحبّة حاكمًا على كلّ الحسابات….
أيّها الأحبّة سنّة وشيعة:
إنّ الفتنة الطائفية فتنةٌ عمياء، إذا استيقظت دمّرت الأوطان، وأزهقت الأرواح، وهتكت الأعراض، وهددت الأموال، وعبثت بالمقدّرات والمقدّسات، وقتلت الأمن والأمان، وحرقت الأخضرَ واليابسَ…
فرفقًا رفقًا بالبلاد والعباد، وحذارِ حذارِ من أيّ فعل يدفع في إتجاه (الإحتراب الطائفي)، ومتى ما حدث خلافٌ أو إختلاف فالاحتكام إلى (الحوار والتفاهم) وليس إلى (الفزعات الطائفية)، إنّ الذين ينفخون في هذه الفزعات الطائفية لا يهمّهم أن ينتحر الوطن، وأن تُسفك دماء، وأن تدنّس الأعراض، وهنا يجب أن يمارس العلماء الأتقياء وجميعُ العقلاء، وكلُّ الغيارى مسؤوليتهم الدينية والوطنية والإنسانية في إسكاتِ صرخات الفتنة والتي تقود إلى المنزلق الطائفي المدمّر..
كما نؤكّد على ضرورة الإبتعاد عن أيّ شكل من أشكال الإستفزاز الطائفي، وعن أيّ حَراك أوسلوك يضرّ بالوحدة والتقارب…
وأمّا السلطة فيجب أن تتحمل مسؤوليتها كاملة:
• في إنهاء كلِّ الأسباب التي تستنهض الهواجس الطائفية، وتغذي الصراعات.
• وفي الحفاظ على أمن جميع المواطنين بدون إستثناء.
• وفي حماية حرية ممارسة الشعائر الدينية لكلّ طائفة.
وفي الختام يجب علينا جميعًا أن نتذكر قول الله تعالى: { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }، وقوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}.
الموقعون:
السيد جواد الوداعي
الشيخ عيسى أحمد قاسم
الشيخ عبدالحسين الستري
السيد عبد الله الغريفي
في 3 ذوالحجّة 1432هـ الموافق 31 أكتوبر 2011م