العلامة الغريفي: استهدافُ العلامة المجاهد آيةُ اللهِ الشيخ عيسى أحمد قاسم
إنَّ أبًا ورمزًا وقائدًا أعطى كلَّ وجوده لهذا الشعب، وحمل كلَّ معاناته وآلامه، وجاهد مِن أجل قضاياه وحقوقه… لا يمكن لجماهيره أن تخذله في يومٍ ما، أو تتخلَّى عن الدفاع عنه، أو لا تفدِّيه بكلِّ ما تملك، حينما يمسُّهُ ظلمٌ، وحينما ينالُهُ سوءٌ، وحينما يطالُهُ اعتداءٌ، وحينما تلامسُهُ إهانةٌ، وحينما يواجهُهُ تهديدٌ، وحينما يقاربُهُ استهداف.
حديث ليلة الجمعة 10 مايو 2012 م للعلامة السيد عبدالله الغريفي “استهدافُ العلامة المجاهد آيةُ اللهِ الشيخ عيسى أحمد قاسم” ،،
تاريخ: 2012-05-10 م
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد للهِ ربِّ العالمين وأفضل الصلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة الميامين..
استهدافُ العلَّامة المجاهد آيةُ اللهِ الشيخ عيسى أحمد قاسم..في هذه الأيام استنفارٌ سافرٌ وممنهجٌ يستهدف هذا الرمزَ الكبير، والقامةَ الشامخةَ، ورجلَ العلم والفقه، وإنسانَ التقوى والصلاح، وداعيةَ الوحدة والتقارب، وصاحبَ العقلِ والحكمة، هكذا قيَّضَ الله تعالى لهذه المسيرة في هذا البلدِ أبًا وقائدًا يملكُ بصيرة الدين، ورؤية الشرع، وتقى الإيمان، وخبرةَ السِّياسة، وقوَّةَ، الإرادة، وشجاعة الموقفِ، وحكمة القرار…
قالوا: إنَّ خطابَه خطابُ تحريضٍ، وخطابُ عنفٍ، وخطابُ فتنةٍ، فيجب أنْ يتوقَّف هذا الخطابُ، ويجب أنْ تتخذ كلّ الإجراءاتِ القانونية الصارمة ضدَّه…
هنا نتساءل؟هل أنَّ خِطابًا يتحدَّثُ عن معاناةِ شعبٍ، وعن أوجاعِ شعبٍ، هو خطابُ تحريضٍ، وخطابُ عُنفٍ، وخطابُ فتنةٍ ؟!!!
هل أنَّ خِطابًا يتحدَّثُ عن مطالبَ مشروعةٍ، وعن حقوقٍ عادلةٍ، يقرّها الميثاقُ والدستورُ هو خطابُ تحريضٍ، وخطابُ عُنْفٍ، وخطابُ فتنةٍ؟!!!
هل أنّ خِطابًا يدعو إلى الإصلاحِ السِّياسي، وإلى الحوارِ والتفاهمِ من أجلِ صالح هذا الوطنِ ومن أجل أمنهِ واستقرارهِ هو خطابُ تحريضٍ، وخطابُ عُنْفٍ، وخطابُ فتنةٍ؟!!
هل أنَّ خِطابًا يمارسُ المناصحةَ، والمصارحةَ، والمكاشفةَ مع السلطةِ، وبدوافعَ صادقةٍ ومخلصةٍ هو خطابُ تحريضٍ، وخطابُ عُنفٍ، وخطابُ فتنةٍ؟!!
هل أنَّ خِطابًا يُندِّدُ بالتطرف، ويُحاربُ الطائفية، ويَدعو إلى المحبَّة والتسامحِ، ويؤكِّدُ دائمًا على اعتمادِ السلميَّة ونبذِ الانفلاتِ هو خِطابُ تحريضٍ وخطابُ عُنْفٍ، وخِطابُ فتنةٍ؟؟!
هذا هو خطابُ منبر الجمعةِ عند سماحة الشيخ، وهذا هو خطاب منابرنا، ولن نسمحَ لأنفسِنا أن ننحرفَ عن المنطلقاتِ والأهداف والمسؤوليات والضوابط التي حدَّدها شرعُنا ودينُنا، وانتماؤُنا لهذا الوطن…
إذا كان هذا الخطابُ مرفوضًا عند السُلطة فأيّ خطابٍ هو المقبول؟
هل المطلوبُ أنْ نصمتَ؟ولن يسمحَ لنا ربُّنا، ولن يسمح لنا إسلامُنا، ولن يسمح لنا قُرآنُنا، ولن يسمحَ لنا تكليفُنا أنْ نصمتَ…
وهل تكتفي أنظمةُ الحكمِ أنْ يصمتَ علماءُ الدين، أنْ يبتعدوا عن شؤونِ السِّياسة؟كلَّا، لن يكتفوا بذلك، بل يطالبون العلماء لكي يكونوا مخلصين لأوطانهم ولحكَّامهم أنْ يباركوا سياساتِ الأنظمةِ، وإنْ كانتْ هذه السِّياساتُ خاطئةً أو فاسدةً أو ظالمةً أو منحرفة…
نتابع الحديثَ حول استهداف شيخنا الكبير المجاهد..يتعرَّضُ هذا الرمزُ إلى إساءاتٍ مكشوفةٍ وممنهجةٍ، وفي واجهاتِ صحافةٍ مموَّلةٍ، ومِن خلالِ كلماتٍ مشحونةٍ بعباراتٍ مقيتةٍ جدًا، ومعبَّئةٍ بالكراهية والتحريض، وتحملُ أكاذيبَ مفضوحةً…
وإنْ كانتْ الكثيرُ مِن هذه التخرّصاتِ والتفاهات لا تستحقُّ أنْ نعيرها شيئًا من الاهتمام، وأنْ نتصدَّى لها، فهي في غاية السخافةِ والاستهجان إلَّا أنَّ تركَ هذا العبثَ يتحرَّك يدفع إلى مزيدٍ من الجرأةِ والوقاحةِ ضدَّ رموزنا النظيفة والشريفة…
في هذه الأيام تُطبِّلُ الصحافةُ وتزمِّرُ لاكتشافٍ كبير استطاع أنْ يتوفَّر عليه نائبٌ من نواب الشعب، ولا أدري هل حصل هذا النائب على هذا الاكتشاف عن طريق شياطين الإنس أو شياطين الجنّ…
هذا الاكتشاف الكبير يقول: (أنَّ عيسى قاسم ليس مواطنًا أصليًا بل من المجنَّسين، وقد تفضَّلتْ الدولة عليه، ومنحته الجنسية بتاريخ 7/4/1962م رغم أنَّه لا يحمل شهادة ميلاد، ولا ما يؤكِّد ولادته في البحرين»، وفي ضوء هذا الاكتشاف تتابعت التصريحات من أولئك الغيارى على أصالة هذا الوطن وعلى هويته السكانية لتطالب بسحب جنسية عيسى قاسم لأنَّ وجود مجنَّسٍ يشكِّل خطرًا على هذا البلد!!!!!
رغم إنَّ هذا هراءٌ وهذيان إلَّا أنَّه يعبِّر عن وقاحةٍ وجرأةٍ قادت إلى كلامٍ أسوء وأكثر وقاحةً ويمثِّل قذفًا وبهتانًا يجب أنْ يحاكم عليه قائِلُه، ففي عباراتٍ شائنةٍ جدًا، وسيِّئةٍ للغاية تحدَّث هذا النائب عن سماحة الشيخ بأنَّه «لا جذور عائليَّة له» و«لا توجد بياناتٌ عن والده أو جدِّه أو أعمامه أو أخوته».
هذا بهتانٌ عظيم، وقذف فاحش، يجب أنْ يسحبه قائله، وأنْ يعتذر عنه، وإلَّا فهو يتحمَّل كلَّ المسؤولية في إهانته للطائفة بكاملها..
إنَّ شعبًا يحملُ كلَّ الولاءِ والوفاءِ لهذا الأب، الرمز القائد لن يسمحَ أنْ تتجرَّأ الكلماتُ السيِّئةُ أنْ تنالَ منه، أو تتعدَّى على شخصيَّته…
إنَّ أبًا ورمزًا وقائدًا أعطى كلَّ وجوده لهذا الشعب، وحمل كلَّ معاناته وآلامه، وجاهد مِن أجل قضاياه وحقوقه… لا يمكن لجماهيره أن تخذله في يومٍ ما، أو تتخلَّى عن الدفاع عنه، أو لا تفدِّيه بكلِّ ما تملك، حينما يمسُّهُ ظلمٌ، وحينما ينالُهُ سوءٌ، وحينما يطالُهُ اعتداءٌ، وحينما تلامسُهُ إهانةٌ، وحينما يواجهُهُ تهديدٌ، وحينما يقاربُهُ استهداف.