علماء البحرين يعتصمون للتنديد باعتقال النساء ويطالبون بالإفراج الفوري عنهن
نفذ كبار العلماء في البحرين وطلبة العلوم الدينية والحوزات وأئمة الجماعة في البحرين اعتصاماً احتجاجياً على اعتقال النساء والتعرض لهن من قبل السلطات الأمنية، وطالب المعتصمون بإطلاق سراحهن من غير قيد أو شرط وبشكل فوري.
وجاء الاعتصام الذي أقيم بحوزة العلامة السيد جواد الوداعي في قرية باربار بدعوة من المجلس الإسلامي العلمائي وعدد من الحوزات الدينية.
وألقي في نهاية الإعتصام البيان الختامي الذي طالب بالإفراج الفوري عن الأخوات المؤمنات دون قيد أو شرط، كما طالب بوقف كافَّة أنواع الانتهاكات والتَّعدِّيات، وخاصَّة في حقِّ النِّساء والأطفال.
وندد البيان الختامي بشدة لما لاقته وتلاقيه أخواتنا المؤمنات من إهانات وإساءات واعتقالات غير مبرَّرة بأيِّ شكل من الأشكال، مضيفاً أن ما حدث يمثِّل وصمة عار في جبين هذا الوطن حينما يُساء إلى نسائه، وحرائره، ومخدَّراته.
وطالب البيان الختامي للإعتصام العلمائي الذي شاركت به الحوزات العلمية وأئمة الجماعة والمجلس العلمائي، بمحاسبة كلِّ مَن شارك في عمليَّات الانتهاك والتَّعدِّي على الحُرمات.
كما طالب البيان كافَّة المؤسَّسات والجمعيَّات، وخصوصًا المؤسَّسات النّسويَّة أنْ يكون لها كلمة وموقف أمام هذه التَّجاوزات، فيما نطالب المؤسَّسات الدُّوليَّة بأنْ يكون لها موقف مسؤول لوقف هذه التَّعدِّيات.
وجاء في البيان الختامي: إلى أخواتنا المؤمنات ممَّن تعرَّضنَ للإساءة والإهانة والاعتقال بأنَّنا كعلماء وطلبة حوزات علميَّة وأئمَّة جماعة وخطباء نعيش ألمهنَّ، وأنَّنا لن نقبل بغير الإفراج الفوريِّ عنهنَّ، وأنْ نراهنَّ أحرارًا يتنفَّسنَ هواء الحريَّة بكلِّ كرامة، وأنَّنا لن نقبل بغير محاسبة ومحاكمة كلِّ مَن أساء وشارك في هذا العمل الإجراميِّ.
الغريفي: المآلات مخيفة وصعبة
وألقى سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي كلمة رئيسية بالاعتصام، أكد فيها على أن الحل الأمني لم ولن ينتج حلاً، وهو خيار فاشل ومدمر للوطن، مطالباً بإطلاق سراح النساء المعتقلات وكل المعتقلين.
وقال الغريفي مالم يتصالح النظام مع شعبه ويعيش الشعب الاطمئنان فهو وطن بئس الوطن، متسائلاً إلى أين تسير الأمور في هذا الوطن؟ ماذا بعد هذا البطش وسفك الدماء وحرق المساجد؟.
وأردف: أبناء الوطن إذا كانوا لا يأمنون على مقدساتهم وعلى شعائرهم و مساجدهم وحسينياتهم وأنفسهم وأعراضهم وأرزاقهم فأي وطن هذا؟ وطن بلا كرامة ولا حرية وطن لا قيمة له.
واستدرك بقوله “نحن مطالبون بالولاء للوطن والحب للوطن، ولكن القائمون على الوطن مطالبون بأن يوفرون الحياة الكريمة.. نحن أبناء دين وأبناء قيم وأبناء رسالة، لا يمكن في يوم من الأيام أن نخون وطننا، وكما قال اية الله الشيخ عيسى من يملك الدين لا يخون الوطن”.
وتابع: الوطن في قلوبنا ولا يمكن أن نخونه بالصمت والسكوت عما يجري، فالكلمة المنافقة تدمر الوطن، والكلمة الهوجاء تدمر الوطن، نريد الكلمة الصادقة المخلصة لمصلحة الوطن.
وقال أن الوطن بحاجة لإنقاذه، فالأمور تتجه لمزيد من الاحتقان والتصعيد، وان تعتقل نساء وتنتهك أعراض أمر في غاية الشناعة وستكون له تداعيات خطيرة، فشعب تشرب الإيمان والغيرة لايمكن أن يصمت أمام انتهاك عرض.
وأردف: إذا كنتم تريدون لهذا الوطن أن يعيش الهدوء والاطمئنان، فأنهوا هذا الوضع وبادروا للإصلاح، ولتتوقف أعمال العنف والبطش، فالأمن هو امن المواطن، فحين لا يأمن المواطن على نفسه وعرضه، فأي امن هذا؟ وأين الأمن والاعتداء على البيوت والمساجد واعتقال النساء.
وتابع العلامة الغريفي: نقولها بصراحة، إن أخشى مانخشاه أن تنفلت الأوضاع، فلازال الشعب يمارس مواقفه بكل سلمية وعقلانية وحكمة، وأخشى مانخشاه أن تنفلت الحكمة والعقل والمآلات مخيفة وصعبة.
حضور الاعتصام:
وشهد الاعتصام حضوراً كثيفاً لعلماء الدين البحرينيين وكان في مقدمتهم سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم والعلامة السيد عبدالله الغريفي والعلامة الشيخ عبدالحسين الستري وعدد من العلماء، فيما شهد أيضاً حضورا نسائياً لطالبات الحوزات، وتلي بياناً باسم نساء البحرين يستصرخ العالم بإنقاذ نساء البحرين، وأكد على المحافظة على العزة والكرامة كزينب “ع” حينما كانت مع أخيها الإمام الحسين “ع” في نهضته”.
وألقيت كلمة لحوزة العلامة السيد علوي الغريفي تطالب السلطة بترك المعاملة السيئة لشريحة النساء والشعب وتشجب ماجرى، وتقول نحن رهان أيدي القيادة العلمائية في اتخاذ ماتراه في هذا الشأن.
كما ألقيت كلمة باسم مجلس خطباء المنبر الحسيني الذي اعتبر أن ماجرى يدمي القلوب وان من يدعي اتباع دين الله يجب أن يتحمل مسؤوليته وماجرى تسيب وتعسف وأعراض عن كل الحرمات ويجب أن يتوقف ويفرج عن كل المظلومين ومنهن النساء المعتقلات وارجاههن لوظائفهن.
بدورها، طالبت حوزة الإمام زين العابدين عليه السلام للعلامة الراحل الشيخ عبدالامير الجمري تطالب باطلاق سراح النساء فورا، وحملت السلطة المسؤولية الكاملة عن كل ما ينتج وتفضي إليه هذه الخطوة التعسفية.