بسم الله الرحمن الرحيم
(…. وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا • لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا).
نحنُ ثُلَّةٌ مِن الشّبابِ النّاجين بمشيئةٍ ربّانيَّةٍ لأنْ نَكونَ البقيَّة الباقية مِمّا شاهَدناهُ مِن هَولٍ وفضاعَةٍ وتنكيلٍ بالشّهداءِ الذينَ لفظَ بعضُهم أنفاسَهُ الأخيرَة أمام مرأىً مِن أعيننا.
ونَحنُ الجَمْرُ المُدَّخَرُ الذي كَتبَ اللهُ لَهُ البَقاءَ شاهداً على إقبال النُّجباءِ إقبالَ الواثقينَ الموقنين دفاعاً عن أعتابِ سماحة الوليّ القائد، صدقاً لعهدهم مع صاحِبِ العصرِ والزَّمان.
وإنّنا بقيَّةُ الكفوفِ التي تعاضدت منذُ اللّيلةِ الأولى وقرأت قَسَم الفِداءِ، وإننا تتّمَةٌ لنزيفِ مصطفى .. نزيف العِشق الإلهيّ الذي سيقارِعُ الطّاغوتيّةَ في الأرضِ حتّى انبلاجِ الأرض بنورِ العدل.
تقدَّمَ مُصطفى، وبرهَنَ أنَّ ماكنّا نرفعهُ من آياتِ الفِداءِ ليست مجرّد كلمات، وأتى المُحمَّدِيّونَ شهداءُ يومِ الفداءِ مُقبلينَ بصدورهم وسطّروا تاريخاً لم يصل إليكم منه إلا عنوان الشّهادَة – التي لايفوقُ بِرَّها برٌّ – فيما ستصلكم في ظرفهِ المناسب تفاصيلُ ملحمةِ العشق المذهلةِ التي خطّها هؤلاء الشهداءِ النّجباء دفاعاً عن مقام قيادتهم الربّانية آية الله قاسم بكل شغفٍ وبصيرةٍ.
وإنّنا الآن، وبِقَدر الدَّمع الذي ذرفناهُ معاً لعدم التحاقنا بقافلةِ الشّهادَة، وبعُمقِ رسوخ العهد الذي عاهدناهُ إمامَ زماننا، وبِحَجمِ الشّوقِ والوَلَهِ والإعتقادِ الذي نحملهُ تجاه رأس ديننا وإمام تشيُّعِنا في هذه الأرض شيخنا المفدّى … نؤمن أشدّ الإيمان، ونقسمُ مجدداً بأغلطِ القَسَم أنّنا لن نلينَ ولن نستكين.
ولا واللهِ لانرى ماقدّمنا نحنُ ورفاقِنا مِن أبناءِ عليٍ وفاطمة إلا فوزاً عظيماً في أداء تكليفنا الشرعيّ. ولا نقرأ في أعينِ بعضنا البَعض إلا قولَ أصحاب الحسينِ في قيامَة كربلاء: ما فارقتُك حتى ألقى حِمامي دونَك ، فكيف لا أفعل ذلكَ وإنما هي قتلةٌ واحدةٌ ، ثمَّ هيَ الكرامةُ التي لا انقضاء لها أبداً !
إنَّ العزَم الذي شاهدتموهُ فينا، ودرعَ العشقِ الذي لم تستطيعوا نزعَه مِنّا، وبأسَ المبارزين العاشورائيين الذي نظرتموهُ فينا، ووعيَ الفدائيين المهدويينَ الذي وصلكم عنّا … يُقولُ لكم أننا مستمرون، دفاعاً عن شيخنا وقائدنا وعن شموخِ هامتهِ هامَة الإسلامِ والعقيدة، وقامتهِ قامة العزّة والكرامة.
اللهم فاشهد …
جمعٌ من النّاجين مِن واقعة الدّراز والمدافعينَ في يوم الفداءِ الأعظم