بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ على عظيمِ رزيتنا، والصَّلاة والسَّلام على نبينا، نبيّ الرّحمة محمّدٍ وآلهِ الطّيبين الطّاهرين، واللّعن الدّائم على أعدائهم أجمعين.
عاشوراء عادت كما بدأت، وبقيت كما كانت، نورًا لا يُطفىء، وذكرًا لا يُمحى، وحرارةً في قلوبِ المؤمنين لا تبرد أبدًا.
ونحن على أعتاب الذّكرى الخالدة والمصيبة الرّاتبة، ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (عليه السَّلام)، نُعزّي مولانا صاحب العصر والزّمان -أرواحنا لتراب مقدمه الفداء-، ومراجع الدّين العظام، وعموم الأمّة الإسلامية، وأبناء شعبنا الوفي، وقائد مسيرتنا المظفّرة سماحة آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم (دامَ ظلّه)، بمصابنا بسيّد شباب أهل الجنّة، سيّد الشّهداء أبي عبد الله الحسين -عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام-.
وبهذهِ المُناسبة العظيمة نُعلن الشّعار السّنوي لعام ١٤٣٩هـ تحت عنوان:
(نُصرَتي لَكُم مُعدَّة)
نُصرة بالقلبِ والرّوح، وبالبدنِ والدّم.. نُصرة بالكلمةِ والموقف، وبالبيان والقلم.. نُصرة في ميادين الجهاد، وسوح التّغيير، في النّفس، والمجتمع، والأمّة، والحاضر، والمصير..
نُصرة للدّين، للإمامة، للقيادة الدّينية.. نصرة للإسلام، للعقيدة، لحرية الإنسان من عبودية الإنسان.. نصرة لكل مستضعف، ومظلوم، ومضطهد، أوجب الله تعالى نصرته وغوثه.
نُصرة عملٍ، وسعي، وإعداد، واستعداد، وجدٍّ واجتهاد، وبذلٍ وتضحية، وإقدامٍ ومثابرة، مكلّلةٍ بالصّبرِ الجميلِ والنّصرِ المرتقب.
إنّ استراتيجيتنا في هذا الطريق تمتدُّ من كربلاء الإمام الحسين عليه السَّلام، إلى قيام الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه الشّريف.
إنّ دعوة “ياليتنا كنّا معكم” ليست أُمنية خاوية من الإستعداد، بل هي دعوة لشحذ الجهوزية النّفسية، والاستعداد العملي، لكلّ ما تتطلّبه النّصرة، التي هي قائمة بالفعل وليست أمرًا فات وانقضى زمنه، فكلُّ أرضٍ كربلاء وكلُّ يومٍ عاشوراء.
إنّنا اليوم مدعوّون جميعًا ومن منطلق التكليف الشّرعي والواجب الإلهي، للإعداد والتّمهيد لانتصار الحقّ، وظهور الدّين، وإعلاء كلمةُ الله تعالى، وتحقيق العدل والكرامة والإصلاح، ومحاربة الطّغيان والظّلم والفساد والإفساد في كلّ مساحة من مساحات الحياة، وفي كلّ بقعة بالمعمورة.
إنّنا في وطننا الحبيب البحرين نعيش ظروفًا استثنائية قدْ تكون الأصعب في تاريخ البلد، وإنّ ديننا ووطننا يستنصرنا بشدّة غير مسبوقة، وهذا يضاعف المسؤولية الشّرعية على عاتقنا جميعًا.
ومن هذا المنطلق فإنّنا ندعو أنفسنا وجميع العلماء الأجلاء والخطباء الفضلاء والرّواديد المحترمين والشعراء الكرام، والشّخصيات والمؤسّسات الإسلامية لا سيّما الحسينيات والمواكب والفعاليات العاشورائية، وندعو كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ إلى تحمّل المسؤولية والتّآزر لتجذير الوعي بهذا الشّعار وهذا التكليف، وتحريكه عمليًا في الواقع خلال هذا العام، وخصوصًا في موسم عاشوراء القادم، حتى نتقدّم بمجتمعنا خطواتٍ مؤثرةٍ بإذن الله تعالى على طريق الهدف المنشود الوارد في الزيارة:
“وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأمْري لاَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى يَأذَنَ اللهُ لَكُمْ”.
وعظم الله أجورنا وأجوركم.
🔻علماء البحرين
١٧ ذو الحجة ١٤٣٨هـ
٩ سبتمبر ٢٠١٧م