بيان آية الله قاسم: الشعوب القويَّة
بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين، وآله الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
الشعوب القويَّة
قوَّة الأوطان بقوَّة شعوبها، وضعفها من ضعف الشعوب. وكل الحكومات القويَّة حقَّاً لا ادعاءً من إنتاج الشعوب القويَّة، فالأصل في القوَّة الحقيقيّة لأيّ وطن وأيّ حكومة قوَّة الشعب.
والحكومة القويَّة من صُنع الشعب القويّ تصبّ في مصلحة القوَّة المضافة إلى ما عليه قوَّته، وتدفع بها إلى الأمام، وتزيد من عنفوانها.
والشعوب القويَّة هي الشعوب المبدئيّة مبدئيّةً قويَّة صحيحة صائبة بصواب وصحة ومتانة وحقّانيّة المبدأ الذي تنتسب إليه، وهذا ما يستوجب للشعوب الإسلامية أن تكون فائقة القوَّة به.
والثقةُ بالذّاتِ وصحّةِ الانتماء للمبدأ، والتمسّكُ بالحقوق والإصرار عليها، ومنها الحريَّةُ الرشيدة، وحق تقرير المصير، والتمتّع بالكرامة الإنسانية، والتوفّر على الأمن الشامل، وقول كلمته الحقِّ في وجه الظلم والانحراف والفساد بكل أشكاله وصوره هو ممّا لا بُدَّ منه لقوّة أيّ شعب واستحقاقه للاحتفاظ بهذا الوصف.
وعدم الاستجابة الفكريّة، ولا النفسيّة، وعدم اهتزاز الثقة بالحقّ والذات في مواقفها الحقّانيَّة أمام حملات التضليل واهتزاز الثقة والإضعاف النفسيّ، وهزيمة الإرادة علامة فارقة في قضية قوَّة أيّ شعب أو ضعفه.
وعدم الضعف أمام باطل النفس وهواها، وباطل وهوى أيّ طرف آخر شاهد قوَّة فائقة في حياة شعب.
وكثيراً ما تحاول حكوماتٌ جهدَها والإعلام الموالي لها أن تهزّ ثقة شعوبها في الذات، ونجاح المطالب الحقَّة التي تعمل على تحقيقها، وفي حقّانيَّة هذه المطالب.
وهذه المحاولات من أخطر ما ترتكبه حكومة في حقّ الشعب الذي يقضي عليها بأن تدأب في السعي لتقويته، وأن يكون البلوغُ به إلى أقصى درجات القوَّة محور سياستها.
وهذه المحاولات لا بُدَّ أن تفشل، ولا يكون لها مفعول أمام وعي وإرادة الشعوب القويَّة القادرة.
والحمد لله ربّ العالمين.
عيسى أحمد قاسم
4 ربيع الأوّل 1437هـ
الأربعاء 16 ديسمبر 2015م