الشيخ عيسى قاسم في مهرجان الولاء لزينب
في الليلة الختامية لمهرجان الولاء لزينب (ع) وبحضور جمهور غفير من النساء، ألقى سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم كلمته التي حملت عنوان ” سعادة الإنسان ” كان ذلك ليلة الاثنين الموافق 5 مارس 2002 على مسرح صالة شهرزاد، وقد قسّم سماحته الكلمة لثلاث محاور، تناول في المحور الأول السعادة كهدف تسعى له كل البشرية ليثير عن تساؤلات عدة.. كيف يتم تحقيق السعادة ؟ هل أن السعادة تصنع في الخارج أم تبنى من الداخل ؟ ومن ثم ليؤكد في إجابته عليه بأن ما تنجزه البشرية من حضارة لا يمثل سعادة الإنسان بل حقيقة السعادة في النفس، والشعور بالقوة والرضا والثقة والانتماء و انتفاء القلق والخوف وكل شعور سلبي والحضارة ما هي إلا عطاء ينعكس على الداخل بالسعادة ..
ثم بيّن في معرض حديثه عن السعادة بأن هناك نوعين من السعادة، سعادة الغفلة وسعادة اليقظة ، ففي الأولى يكون الابتعاد عن أبعاد وضغوطات الحاضر والمستقبل لتبقى كل الصور مدفونة في اللاشعور، وفي حال سعادة اليقظة يلتفت الإنسان إلى مشكلات وتحديات الحاضر والمستقبل في ظل نظرة واقعية للحياة وقد تناول سماحته أمثلة كثيرة لتبيان ذلك من بينها التغلب على المتاعب النفسية فإما أن يكون بإيجاد فاصل بين ذاكرة الإنسان والماضي المأساوي للتخلص من الضغط النفسي بناء على التخدير النفسي ونسيان الواقع وإما بالحالة المثلى التي يقوى فيها الإنسان على التكيف مع الماضي الضاغط وحمل الأمل الكبير بالحياة .. .
ليؤكد في نهاية هذا المحور بأن السعادة من الخارج طريقها مسدود وأن الاستعداد النفسي للشعور بالرضا يُعد الطريق الأمثل الذي يوصل الإنسان للسعادة، فالإنسان لن يتمكن أبداً من أن يصوغ ظروف الحياة وفق ما يشاء فلابد من نفسية تتقبل الحياة بكل ما فيها، ولا بد من معرفة حقيقية لله تُشرق بها النفس فلا تنهزم ولا تسوّد نظرتها للحياة ..
وفي المحور الثاني تناول قضية دخول المرأة للمعترك السياسي مشيراً إلى أن المرأة صارت تبحث عن مواقع جديدة في الحياة وأنكر على النساء الرساليات ربطهن بين المعنوية الكبيرة وبين تقلّد المواقع السياسية وشعورها بأنها إن احتلت موقعاً سياسياً فستشعر بالسعادة، وطرح متسائلاً هل للمرأة المسلمة في ظروف الحشمة والتعامل الإسلامي مع الرجل أن تشعر بالنقص والتخلف إذا لم تتقلد منصب سياسي ؟
بل هناك حقول عمل كبيرة وميادين ضرورية فارغة ولا بد أن تملأ من قبل النساء ، فتحقيق اكتفاء من داخل صفوف النساء في التعليم الديني وتخريج المبلغات من المستوى المتقدم والكتابة والبحث هو مطلب نسعى لتحقيقه ، وإذا كانت الحياة النيابية تجد صفوف رجالية كافية فالأولوية تفرض أن تجد المرأة شرف المكانة العالية في مجالات أخرى كالتخصصات الفقهية.
أما في المحور الثالث للكلمة بيّن سماحة نماذج إنسانية اهتدت لطريق سعادتها، فآسيا البطولة ومريم الطهارة وزينب الصبر التي أكملت رسالة الحسين عليهما السلام وأعطت لها امتداد ، أن المرأة مؤهلة لهذا الدور الاجتماعي والرسالي والقيادي إذا سارت على خُطى زينبية وعياً وترفعاً على الدنيا وقوة وإرادة ونشاط وحكمة ..
بعد ذلك تألقت فرقة الولاء الإسلامية أثناء عرضها لأوبريت “الجريمة” لترتقي في آخر الأوبريت كل اللجان المنظمة للمهرجان من الإعلامية إلى العلاقات العامة والتحكيم والتنظيم والمتابعة على خشبة المسرح تتقدمهنّ رئيسة اللجان في حفل إنشادي بهيج وهنّ يرتدين الشادور ويحملن الأعلام السوداء، الأوبريت يتناول حكاية خلود الحق المتمثل بالعباس منذ كربلاء ليومنا هذا
وفي بداية الحفل الختامي ألقت رئيسة لجنة التحكيم الأستاذة “زينب التل” كلمتها التي أكدت فيها على أهمية الإرتقاء بمستوى الأوبريت بإقامة ورش متخصصة في اللحن والموسيقى والإخراج ومشاورة المختصين والأخذ بآرائهم القيمة للنهوض بفن الأوبريت، والتركيز على الفكرة من ناحية العمق والوضوح والقوة والجدة والابتكار ، كما ونوهت بأنه يجب أن لا ننس قلب الحوراء المفجوع بالوأد الروحي المتكرر فنبالغ في التعبير عن فرحتنا وإنما يجب أن نهب أعمالنا إلى السماء راجين القبول.
أما رئيسة المهرجان السيدة بتول السيد فقد أثنت في كلمتها على الجهود المباركة لكل من شارك في إنجاح المهرجان من مؤسسات وشركات وشخصيات معروفة بالإضافة إلى اللجان المشاركة في المهرجان
بعد ذلك ارتقت حرم الوجيه عيسى بن رجب منصة المسرح لتوزيع الدروع على كل الفرق المُشاركة في المهرجان إكراماً لمشاركتهن في المهرجان
منتديات البحرين