قاسم: الأطروحات الأخرى تصنع فكراً متقدماً ولكن ليس كالإسلام
بمشاركة كريمة من سماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم أطلقت كشافة الإمام المنتظر”عج” بجمعية التوعية الإسلامية برنامجها الصيفي لعام 2007م ،والذي تنظمه تحت شعار ” فكرٌ أصيلٌ … و سلوك قويم”،ويمتد في الفترة من 28 يونيو الجاري إلى 28 أغسطس المقبل، ويضم في طياته برنامجاً متنوعاً متكاملاً يتطرق إلى المجالات الكشفية والتعليمية الدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية الترفيهية ويشتمل على زيارات وأنشطة ميدانية.
مستهل البرنامج كان بلقاء سماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم مع أولياء أمور الكشافة وعدد من أعضاء الفرق الكشفية،حضره رئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية وتحدث فيه سماحته منطلقاً من الحديث الشريف : المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف،موضحاً سماحته جوانب القوة التي يجب أن يشتمل عليها المؤمن،مشيراً إلى أن الإنسان خلق ضعيفاً وسيبقى ضعيفاً أمام الله سبحانه وتعالى مهما ملك من القوة،إلا أنه مطلوب أن يملك القوة أمام نفسه وأمام الشر في الأرض،وامتلاكه للقوة أمام نفسه لأن المنهزم أمام نفسه ليس له مستقبل في الدنيا ولا في الآخرة،وكلف بأن يطلب القوة ليهزم الشر في الخارج بدل أن ينهزم أمامه،وقال سماحته إن للإنسان معركة هي معركته مع شر نفسه وشر الآخرين،ولن يستطيع أن يشق طريقه للنجاح وأن يقوم بدوره في إعمار الأرض ودور الإعمار والبناء ما لم يكن قوياً أمام شر نفسه وشر الآخرين،فالقوة ليس مطلباً ثانوياً في الإسلام وإنما هي مطلب أساس في التربية الإسلامية،على مستوى ما كلف به الفرد وكلفت بها الجماعة،وليس من المستحب وإنما هو من الواجب أن نكون أقوياء،والقوة المطلوبة هي على كل الأبعاد،وليس للإسلام عدو في الأرض إلى أهل الشر،”وأعدوا ما استطعتم لهم من قوة..” أولئك الذين يعادون الإسلام ويعادون الله(..) ويعلمون على إسقاطه،ويسعون في الأرض فساداً وإلا فالإسلام صديق الإنسان.(..) ونحن مكلفون ببناء أنفسنا وأن نطلب القوة على مستوى الفكر وعلى مستوى الإرادة وعلى مستوى الالتزام والنهوض بمسئولة التكليف،ولن يغلب أحد أحداً ما لم يغلب نفسه.
وخلال كلمته التي تضمنت توجيهات عبادية وروحية وتربوية قال سماحته: الكشافة حين نريد لهم أن يكونوا أقوياء فإنه لا يكفي أن نكسبهم القوة على مقاومة البيئة الخارجية،فيما تفرضه من ضعف على البدن،لا يكفي أن نعطيهم قوة الصمود البدني،وإنما لا بد وقبل ان نعطيهم قوة الصمود الفكري وقوة الصمود الإرادي،ولن يجد أحد في الأرض مستوى من القوة في الإرادة والفكر كما يمكن أن نجد ذلك على طريق الإسلام.الأطروحات الأخرى تصنع فكراً متقدماً وتصنع إرادة وتصنع قوة،ولكن ليس كالقوة التي يستطيع صنعها الإسلام تصنعها أي أطروحة أخرى وأي مبدأ آخر،ولهذا شرط وهو أن فهم الإسلام،وأن نغوص إلى أعماق الإسلام،وأن نفهم أهداف الإسلام ومقاصده وننبني به،والقادرون على فهم الإسلام يدركون رؤية واضحة وهي أن ليس هنالك طريق للقوة قوة الفرد والجماعة أكثر عطاء وإنتاجاً من طريق الإسلام.
وختم سماحته مخاطبا إدارة التوعية : في مظنوني أنكم تحاولون من خلال اعتماد فرق الكشافة أن تطلبوا سبباً من أسباب القوة للناشئة والشباب وللمجتمع،وهذا خير ولكن ذلك لن يتم لكم ولن ينفع الناشئة والشباب والمجتمع،ما لم تكن وراء قوة اليد والرجل نفس أكبر قوة،وإرادة أشد متانة وفكر يميز بين الخير والشر فتستجيب النفس للخير وتتأبي على الشر،فكر يميز بين الحق والباطل فلا يقسره شيء على الأخد بالباطل ولا يرده شيء عن الأخذ بالحق،إن تصنعوا هذه الفكر وإن تبنوا هذه النفس فقد فعلتم خيراً وإلا فلا.
وبعد اللقاء الكريم بسماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم علق نائب رئيس الجمعية الأستاذ حميد البصري على الكلمة وأوضحها للحضور، فيما تحدث رئيس المجلس الاجتماعي والخيري الأستاذ عبد العزيز العجيمي عن البرنامج وأهمية التركيز على محتوياته وخصوصاً والتعليمية والعبادية منها، ويهدف البرنامج الصيفي للكشافة إلى صقل شخصية الكشاف الولائية و ينمي كل الجوانب العقلية و الجسدية، و يشجع على الإبداع و يغرس روح المسؤولية بواسطة الالتزام و الانضباط المتواصل،وينقسم جدوله على قسمين تتخللهما العمرة الرجبية، ويشمل كل الفرق الكشفية بما فيها الفرق الجديدة، فيما تهتم إدارة الهيئة الكشفية بفرقة الجوالة و ستقيم لها برامج خاصة تتناسب معها.