تدشين «مكتبة المعارف» بجمعية التوعية الإسلامية
الدراز – قاسم حسين
افتتحت صباح أمس مكتبة المعارف بجمعية التوعية الاسلامية في منطقة الدراز، بحضور جمعٍ من علماء الدين والمدعوين.
وألقى الشيخ عيسى أحمد قاسم كلمةً في حفل الافتتاح، قال فيها: «إن أمةً تقرأ من أجل البحث والعلم تختلف عن أمةٍ تقرأ من أجل التسلية والفراغ. وان شعباً يقرأ سباباً وشتماً يختلف عن شعب يقرأ علماً ووعياً، وهو الفرق بين أمة تسلك طريق القمة وأمة تسلك طريق الحضيض».
وأضاف قاسم «ان مكتبة الجمعية يجب أن تكون بعيدة عن كتب الشتم والسب من أية جهة ولأية جهة كانت، فالهدف هو حل الخلافات والوقوف على الحق والحقيقة، وليس تغذيتها وتوسعتها».
ودعا إلى ضرورة الاعتماد على فريق متخصص من الباحثين والمثقفين والنخبة الفكرية لبناء معرفة إسلامية صحيحة.
وأثنى على اختيار مناسبة النصف من شعبان لافتتاح المكتبة، موجهاً في كلمته إلى ضرورة أن تكون المكتبة للعمل النافع حيث ان المطلوب منها بناء معرفة اسلامية صحيحة وأكيدة، ما يعني بناء فريق متخصص من تنمية بشرية وامكانات وتوفير كل الظروف المناسبة سواء كانت الحاجة للباحث الفرد أو الباحث «الفريق»، والتركيز على الدراسات المستهدفة التي تحتاج إليها الأمة والمجتمع على المدى الطويل لبناء الفكر الإسلامي.
وفي كلمته أشار مدير المكتبة عباس المهدي إلى أنها كانت حلماً تحوّل أخيراً إلى واقع، فقد بذلت جهود كبيرة لتحقيقها على مدى العامين الماضيين خصوصاً، هادفين إلى أن تكون من أكبر المكتبات العامة في البحرين، على أن تضم الكتاب الهادف وليس أي كتاب. وأشار إلى أن الجمعية اقتنت في الأشهر الأخيرة كل الكتب المطلوبة من المكتبات المحلية التجارية، كما كانت أكبر جهة على الإطلاق اشترت كتباً من معرض الكتاب الدولي الأخير في البحرين.
وذكر المهدي أن المكتبة تحتوي حالياً على عشرة آلاف كتاب، ويجري الترتيب لتنظيم أكثر من رحلة إلى الخارج لاقتناء أعداد أكبر من الكتب من مكتبات الدول الأخرى.
وعُرض في حفل التدشين فيلم وثائقي عن جمعية التوعية ومراحل إنشاء المكتبة وتصميمها الهندسي. كما جرى تكريم عددٍ من الناشطين الذين أسهموا في تحقيق هذا الحلم، وتصنيف الكتب وإدخال المعلومات. ومن المتوقع أن يعلن عن مجموعة من الفعاليات الثقافية التي تشجع على القراءة والبحث، إلى جانب تخصيص أيام للنساء والفتيات.
ثم قام المدعوون بجولةٍ للاطلاع على محتويات الجمعية من كتب ومجلات وإصدارات ومكتبة الكترونية حديثة. هذا واعتمدت المكتبة تصنيفاً خاصاً يشمل علوم القرآن والحديث وعلم الأصول والفقه والرجال والعقائد والأخلاق واللغة العربية والأدب والمعارف العامة، فضلاً عن السيرة والتاريخ والتراجم.
ومن جهته، أوضح رئيس جمعية التوعية الإسلامية الشيخ باقر الحواج أنه إذا كانت المكتبة بما تقدم وتنتج، فالمسئولية ليست مسئولية مؤسسة فقط، فهي مسئولية مجتمع متطلعين إلى النخب من العلماء والمثقفين، فحتى نحصل على مجتمع قارئ له علاقة بالكتاب فنحتاج إلى قدوة ملهمة مشتغلة بالقراءة والعلاقة بالكتاب.
وذكر أنه من خلال تخصيص النخب وقتاً للقراءة والحضور في المكتبات العامة يعتبر سلوكاً مؤثراً لخلق أجواء القراءة، إلا أن الطموح يرتفع لأن تكون المكتبة كل المبنى لا قاعة واحدة وأن يكون كل المبنى يغص بالقراءة والباحثين والمؤلفين، وهذا يحتاج إلى مساندة واحتضان هذا الطموح ليكون واقعاً معاشاً يغادر دائرة الأمنيات.
الوسط | العدد 4299 |الأحد 15 يونيو 2014م