سماحة الشيخ محمد صنقور يفنِّد أراجيف السعيدي


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد….

إن المدعو بالسعيدي ما فتئ يسعى من أجل جرِّ أبناء هذا البلد العزيز إلى فتنةٍ طائفية لا أعتقد أن عاقلاً يجهل عواقبها وسوءَ ما يترتب عليها من آثارٍ وخيمة.

ونحن كنا وما زلنا تصلُ إلينا خطبه وما يكتبه من أراجيف وإساءاتٍ لنا ولمذهبنا ورموزنا فنربأ بأنفسنا عن الرد عليه أملاً في أن يثوب إلى رشده أو ينصحه العقلاء ممن هم حريصون على هذا الوطن ونسيجه ولحمته إلا أن كلَّ ذلك لم يقع فأغراه إعراضنا عنه وأوهمه أننا عاجزون عن تفنيد أراجيفه فلم يُدرك أن سكوتنا عنه إنما كان ينشأ عن حرصنا على الوحدة الدينية والوطنية وإدراكنا لخطورة الدخول في سجالات طائفية عاقبتها المزيد من الاحتقان الطائفي.

إلا أنَّه ورغم حرصنا على عدم الدخول في سجالات طائفية نرى من المناسب الإجابة بنحو مُقتضب عمَّا تمنى السعيدي الإجابة عليه حيث تساءل عن الأهلية الشرعية للأئمة (ع) فنقول إن أهليتهم الشرعية نشأت عن آية التطهير وآية الولاية والمباهلة وحديث الثقلين المتواتر وحديث المنزلة والغدير وحديث السفينة وآيات وروايات أخرى كثيرة وردت عن الرسول الكريم (ص) رواها الفريقان وحكموا بصحتها وتواتر بعضها.

ولا بدَّ لمثلك لو كان له حظ من العلم أن يكون قد وقف عليها، ومن العجيب -وإن عشت أراك الدهر عجبا- أن تسخر من سفينة الحسين (ع) وقد أجمع الفريقان على نقل قول رسول الله (ص) “أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى وغرق” وسفينة الحسين (ع) هي سفينة الإسلام بإجماع الأمَّة وبصريح هذه الرواية التي نقلناها، وأظن أن الذي استفزَّك في كلام الشيخ عيسى قاسم هو الغمز في (يزيد) فإن كان كذلك فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وأما إيهامك الناس أن الشيخ عيسى قاسم غير واضح في القول بعدم تحريف القرآن الكريم فهذا من التدليس المستقبح فكلامه صريح في أن التحريف إنما هو في التفسير والتأويل وهذا المقدار من التحريف لا يختلف عليه أحد من المسلمين على اختلاف مذاهبهم وإلا فما معنى الاختلاف والتباين في التفسير وهل كل التفاسير رغم تباينها مطابقة للحق.

إنك أيها السعيدي تُدرك أن الشيخ وكلَّ مَن ينتمي لمذهب أهل البيت (ع) يعتقدون بعدم تحريف القرآن وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وأما حديثك عن الفقهاء العدول فمرجعيتهم تنشأ عن أنهم حملة الأحاديث الواردة عن الرسول وأهل بيته (ع) وأنهم القادرون على تمييز الصحيح من الضعيف منها وأنهم العارفون بمعاني وسياقات ما ورد عن الرسول وأهل بيته (ع) فالرجوع إليهم إنما هو على أساس رجوع الجاهل للعالم كما هو مقتضى السيرة العقلائية والمتشرعية ومقتضى قول الإمام المعصوم “وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم”. وهو قبل كل ذلك مقتضى قوله تعالى (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) التوبة/122

فهل عرفت لماذا يكون الرد على الفقهاء ردًّا على الإمام والرد على الإمام ردًّا على الرسول (ص) وعلى الله تعالى، فلأنَّ الله قد جعل الرسول حجَّة على عباده ولأن الرسول قد جعل الإمام حجة على أمته ولأن الإمام قد جعل الفقهاء العدول حجة على الأمة لذلك نحن نعتمد قولهم بوصفهم يعتمدون قول الله تعالى وقول رسوله (ص) والأئمة المعصومين (ع) من بعده.

وأما تهديدك فجوابه: كد كيدك واسع سعيك فإنَّ الله تعالى يتولى الصالحين (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ) يونس/71

(إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) الأعراف/196

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

22/1/2008م

زر الذهاب إلى الأعلى