بيان آية الله قاسم بمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (ع) ويوم القدس العالمي
بيان آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم بمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (ع) ويوم القدس العالمي – 20 رمضان 1444هـ / ١١ ابريل ٢٠٢٣
بسم الله الرحمن الرحیم
عظّم الله أجور المؤمنين جميعاً بذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
إنّه الإمام المجمع على إمامته الإلهيّة الحقّة بين المسلمين من شيعة وسنّة، وقد دلّ الدليل القاطع على عصمته وحجيّته على الناس بعد رسول الله “صلَّى الله عليه وآله”.
كان الإمام علي “عليه السلام” قوىً روحيةً لا تمتلك قوىً روحيةٌ لشخصٍ دونه بعد رسول الله (ص) مثل ما هي عليه من مستوى، وقوىً نفسيّةً وبدنيّةً ذات تفوقٍ هائل ودرجة مثال. وما كان في شدّته على الكفر والنفاق والظلم شيءٌ من لين، ولا في رحمته بالمؤمنين شيءٌ من قصور.
وهو بشخصيّته العملاقة في كلّ أبعادها الكريمة – والتي تأتي في الرتبة الثانية بعد شخصية الرسول الأعظم (ص)- ما كان أشدَّه على اليهود وأمضى سيفه في أشدائهم وأصحاب التعنّت في الكفر والجحود ومقاومة الحقّ وأهله، وهو قالع باب خيبر وفاتحُ الحصون.
فليكن الإمام علي وهو الإمام العظيم الحقّ الحجّة الإلهيّة الواضحة حاضراً في وعي الأمّة المؤمنة وضميرها وسيرتها يوم بشّر رسول الله (ص) بإمامته بعده، ويوم الغدير حين نصّبه في الجمع الغفير للإمامة في عقب حياته واستجاب الناس لتنصيبه، ويوم تولّى أمر الإمامة فعلاً بعد عثمان ببيعة الناس له، ويوم وفاته، ويوم القدس العالمي الذي يستدعي تذكّر مقارعته لرؤوس اليهود المفسدين في الأرض، المقاومين للحق الذي أرسل به النبي الخاتم (ص).
لنستحضر علياً “عليه السلام” في كل هذه المواقع والأيام، وفي كل يوم لنتعلّم منه توحّد الأمّة والشدّة والتضحية في مقاومة من دأبهم أن يعيثوا ظلماً وفساداً في الأرض ولا يرعوا عهداً ولا ذمّة، ويستعبدوا الآخرين من الصهاينة واليهود المتعصّبين في الدولة الإسرائيلية المؤقتة في الزمن الحاضر.
يوم القدس العالمي يومٌ يعكس للعالم مدى اهتمامكم وجدّيتكم في القضيّة الفلسطينية والقدس والأقصى، فإمّا انحسار يُطمِعُ العدو بالاستمرار والتوسّع في عدوانه، أو أن تغصّ الساحاتُ بأبناء الأمّة رجالاً ونساء، شيباً وشباناً، وتدوّي صرخات الجهاد ليعرف العدو من يواجه وأي شيءٍ ينتظر.
عيسى أحمد قاسم
١١ ابريل ٢٠٢٣م