لقاء تلفزيوني مع آية الله قاسم بمناسبة عاشوراء – 11 محرَّم 1444هـ
اللقاء الصحفي الذي أجراه التلفزيون الإيراني مع سماحة آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم بمناسبة عاشوراء في الحسينية البحرانية في قم المقدسة – 11 محرَّم 1444هـ
دَيْنٌ في رقبة الأمة، بل في رقبة العالم أجمع.
كانت -ثورة كربلاء- من أجل تحرير العالم، من أجل نهضتها، من أجل أن يربح الإنسان الدنيا والآخرة.
ثورةٌ قادها الإمام المعصوم عليه السلام لتبقى سجّلاًّ خالداً بكل كلمةٍ قالها، بكلّ حرفٍ نطق به، وبكلّ موقفٍ وقفه.
هو القرآن الثاني بعد كتاب الله تبارك وتعالى، نطقه بالقرآن، موقفه موقفٌ لا يحيد عن القرآن، وهو حجّةٌ ثابتة ثبوت الحجّة القرآنية.
ثورة الحسين عليه السلام حاجة الدنيا، حاجة العالم، ما بقيت الدنيا وما بقي هذا العالم.
كما هي الحاجة للإسلام هي الحاجة للإمام الحسين عليه السلام، وكما أنَّ على الأمة أنْ لا تنسى شيئاً من الإسلام، عليها أن لا تنسى شيئاً من كلمات الإمام ومواقفه.
حينما نُضحّي على طريق الإمام فإنما نُضحّي على طريق الإسلام، وحينما نُرضي الإمام عليه السلام إنما نُرضي الله تبارك وتعالى، وكلّما يأتي منّا فيه غضب الإمام فإنّ فيه غضب الله على هذه الأمة وعلى هذا العالم.
أتباعُ أهل البيت عليهم السلام يبذلون الكثير في موسم مُحرّم، ولكنْ يبقى بذلُهم دون ما يعطيهم مُحرّم الحرام. مُحرّم يعطي العزّة، الكرامة، الشهامة، الإباء، عمق الإيمان، التعلّق بالله تبارك و تعالى، النفس العزيزة التي لا تخضع لظالم ولا تقبل بِذُلّ، وهذا عطاءٌ إنسانيٌ نادر لا توفّره سائر الثورات كما توفّره ثورة الإمام الحسين عليه السلام.
نحتاج إلى احياءٍ حقيقيٍ صادقٍ شديد قويٍّ لثورة الإمام الحسين عليه السلام لننال من عطاءات الثورة شيئاً، وعطاءات الثورة الحسينية كلّها عطاءات كريمة وخالدة وبنّاءة.
علينا أنْ نُصِرّ الاصرار الشديد على إحياء هذه الثورة والارتباط بها، والالتحام بها، وعلينا أن نُعطي لها كلّما أمكننا، لأنّ في حياتها حياتنا، وفي بقاءها بقائنا، وفي خلودها خلودنا، هي ليست لدنيانا فقط إنما هي طريق الربح للدنيا والآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.