بيان آية الله قاسم حول موقف الشعب من الانتخابات – 13 يوليو 2022
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ إنجازَ عمليةِ الانتخابِ حسبَ مخطّطه الرجعيّ الظالم لتحقيق الأهدافِ السلطويّة المركِّزة للسياسةِ الانفرادية، والمضادّة لمصلحةِ الشعب؛ لا يعني إلا نكسةً جديدةً للوطن، وتعميقاً أشدَّ لمأساة الشعب، وتثبيتاً لدكتاتورية الحكم، وإطالةً لأمد المحنةِ العامّةِ التي يعاني منها أهلُ هذا البلدِ العزيز.
إنَّ على المؤمنينَ بشريعةِ الإسلام عدم الصمت أمام المخطّط الانتخابي الجائرِ المستهدفِ لرسم مصير الشعبِ على خلاف إرادته، ولمزيدٍ من تهميشه وإلغاء مصلحته.
مطلوبٌ من الجميع، من مؤمنٍ بعدل الدّين، ومن مدّعٍ لحبِّ الوطن؛ أن يقفوا في وجه هذه الانتخابات المزيّفة المكذوبةِ على الشعب، الملتفّةِ على حقوقه، وإذا مضت قُدُماً رغماً عليه فلابدَّ له من إعلان براءته منها حتّى لا يَتمَّ إلغاء إرادته بدعوى موافقته ورضاهُ العلني أو السكوتي باستعباده.
السَّعيُ الجادُّ لانتخاباتٍ صحيحةٍ غيرِ مزوّرةٍ هو المُتعيِّن، ومع فشل المحاولةِ يأتي دورُ الرفضِ الصريحِ لأيِّ انتخابٍ كاذبٍ مخادع. ومن جرم الشَّعبِ على نفسه أن يسكتَ على انتخابٍ ظالم، وأن يَظهَر بمظهرِ الراضي عنه.
لا يصحُّ للشَّعب مطلقاً أن يعطي فرصةً لأحدٍ أن يُسرّب دعوى زورٍ عليه بأنّه شاركَ في الانتخابِ الجائرِ، أو صَمَتَ عليه؛ فيكون بذلك قد بايعَ على التنازلِ عن إرادته، وألغى حقَّه في الحريّة، ورضي مختاراً بذلِّ العبودية.
ولو أرادتْ الحكومةُ الخيرَ لهذا الوطنِ بجميع أهله ما كان لها أن تَعدِلَ عن الانتخابات العادلة بكلّ ما يضمن لها العدالةَ والانصافَ والصدقَ إلى الانتخابات المغشوشةِ الزائفةِ التي ليس لها من الانتخاباتِ الصادقةِ إلاّ الإعلام الكاذب، والدعاية المُضلِّلة المشتراة بأموال الشعب.
عيسى أحمد قاسم
١٣ ذو الحجّة ١٤٤٣هـ
١٣ يوليو ٢٠٢٢م