بيان آية الله قاسم حول إحياء عاشوراء والاحترازات الوقائية – 31 يوليو 2021
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر بيان كبار علماء البحرين حول إحياء عاشوراء (١٤٤٣هـ/٢٠٢١م) متضمنًا توصيةً تؤكد على تقيّد المؤمنين المحبين للموسم المعظّم بالاحترازات الوقائية التي يوصي بها الفريق الوطني الطبي من مثل التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمام داخل المآتم وخارجها، وأثناء المواكب العزائية.
والعلماء “حفظهم الله وأيدهم وسدّد خطاهم ونفع بهم” يهمهم أمران؛ الحفاظ على الصحة العامة للجميع، وإحياء عاشوراء بأكبر وأثمر صورة فيها بناء العقول والأرواح البناء الصحيح، وتوحيد الصفوف على طريق الهدى الحسيني وعطاءات كربلاء الكريمة الفيّاضة.
وهم لا يعنون بالاحترازات التي يوصون بالتقيّد بها إلا ما كان منها منطلقًا من روح الاحتراز حقًّا، والوقاية من الوباء.
ولا يدخل في ذلك ما كان له منطلق آخر بعيد عن هذا الهدف، والذي لا يمثّل إلا تضييقًا وعرقلة لإحياء الموسم المهم الشريف.
هذا أمرٌ بيّنٌ لا يحتمل خلافه من العلماء الأجلاء.
ومقياس الاعتدال في هذه الاحترازات، وكونها للوقاية لا غير؛ أن تأتي متساوية مع الاحترازات في التجمعات الأخرى التي ينبغي التحذّر فيها، وهي التجمعات التي تباركها الدولة.
إنّ الاحتراز لعدم خروج الصوت من المآتم في إلقاء المادة الدينية والمواعظ والدروس النافعة لمن يحضر خارج المأتم لا علاقة له من الناحية الصحية، ولا يمكن حمله على أنّه مراعاة لها، وهو ما يماثله اعتيد التركيز عليه من الجهة الرسميّة في أكثر من مناسبة دينية.
ولا شك أنّ العلماء يوصون بالاستجابة للاحترازات الصحية المتعقلة، والمتخذة في مختلف التجمعات المسموح بها، دون الاحترازات التي يُراد لها أن تخصّ مجالات الإحياء لعاشوراء بلا مبرر واضح، وأسباب مفتعلة.
مضافًا إلى ذلك، أنّ الجانب الرسمي مسؤول كلّ المسؤولية بأن يتوقف عن أي استفزازات تثير الضمير الديني، وتمثّل مضادة لإحياء الموسم، وعن سياسة التجريم الظالم للخطباء والرواديد ورؤساء المآتم والمواكب، ومحاربة المظاهر الولائية لإمام الأمَّة الإسلامية العظيم سيّد شهداء كربلاء الخلود.
عيسى أحمد قاسم
٣١ يوليو ٢٠٢١م