آية الله قاسم في حفل «نداءات التوبة»: أيُّ خطر أكبر من النَّار؟
وسط حضور غفير… ودعوة للتفاعل مع الموسم
آية الله قاسم في حفل «نداءات التوبة»: أيُّ خطر أكبر من النَّار؟
السّنابس :
تساءل سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم في الحفل المركزي لموسم نداءات التّوبة قائلاً «أيُّ غايةٍ أكبر من الجنّة بعد رضا الله؟ وأيُّ خطر أكبر من النَّار التي توعّد الله عزّ وجلّ بها مَن عصاه؟ وأيُّ طريق تيه وضلال أشدُّ تيهًا وضلالاً من طريق المعصية؟ وأيُّ سقوط هو ذلك الذي لا تبقى به معنوية روح، ولا كرامة نفس، ولا سلامة قلب، ولا وزن لشخصية. والذَّنب يأتي على أحدنا حتى يسقط قيمته بالكامل فيكون على صعيد واحد مع أحجار النار يوقد هناك كما توقد الأحجار».
وأضاف سماحته: «مَنْ منّا وقد صحّت عنده الإرادة، وثبت العزم، واتضحت الغاية، غاية من غايات الدنيا التي يطمح إلهيا، وانكشف له الطريق؟ مَنْ منّا مِن بعد ذلك كلّه لا يحرص على أنْ يلتزم الطريق إلى الغاية، ومَنْ منا وقد ضل به الطريق عن غايته التي يعتز بها، مَنْ لا يحاول بكل جهد وعزم وقوة أن يرجع إلى الطريق الصواب».
وأوضح سماحته: «أنتم هنا في أسبوع نداءات التوبة تنطلقون في حركة ميمون مباركة – إن شاء الله – أقوياء أشدّاء، تمتلكون عزمًا، وتفعمون أملاً، وتطمحون كثيرًا وتتوكّلون على الله عزّ وجلّ وتشقّون طريقكم بنجاح، في الغزو غير أخلاقي»، لافتًا أنّ لدينا «أسبوع التوبة و﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، وهذا كله يحتاج لمواجهة ومقاومة وبذل كثير وتكاتف جهود وحصافة رأي، وسعة صدر، ورفعة خلق، وأنْ تبذلوا التواضع والرحمة والشفقة على المجتمع لا الاستكبار والاستعلاء على الناس حتى العصاة منهم».
ومن جانبه، أشار عريف الحفل باقر درويش إلى «أنّنا في محفل نستذكر فيه ما أعددناه ليوم الحساب والفضيحة الكبرى، فهو محفل يلتقي فيها أحباب الله، هربًا من تبعات يوم الفرار من النّار، ويوم غفلة الأمّ عن وليدها ذاهلة عمّا أرضعت»، ومحذّرًا من عاقبة الغفلة بقوله «يا لعظم تلك الآلام التي يستشعرها من تخرج روحه على غير إيمان، ويا لذاك اللّظى الّذي يكوي جلود المذنبين عند غسلهم بالماء والسّدر، ويا لتلك الوحشة في تلك الحفرة المظلمة، الّتي يغيب عنها المؤنسون، وتتجسّد فيها الأعمال – إنْ لم تكن حسنةً – بأبشعِ الصّور».
هذا، وشارك في الحفل – الّذي شهد حضورًا كبيرًا – كلٌّ من فرقة الثقلين للتواشيح الإسلاميّة، وفضيلة الشيخ محمّد المخلوق بفقرة روحيّة مؤثّرة، إذ اختتم بها هذه الأمسية التي أقيمت مساء يوم الجمعة 17 شعبان 1431هـ، الموافق لـ: 30 يوليو 2010م في مأتم السنابس، وجرى فيها توزيع عدد من المطبوعات التربويّة الخاصّة بموسم نداءات التّوبة الرّابع، والتّأكيد على ضرورة التّفاعل مع هذه النّداءات في مناطق البحرين وقراها كافّة.