الكلمة التي ألقاها سماحة آية الله قاسم في جامع الإمام الصادق (ع) – 2001م

انتم إذا حملتم رسالة القرآن , وعيتم خط الإسلام صار لكم
الالتحام الكامل بأهداف الإسلام , فإنكم عند إذن شمس الأرض ماؤها هواؤها الذي لا
غنى لرئة التاريخ ورئة الحضارة عن التنفس به .

 

الكلمة التي ألقاها سماحة العلامة الشيخ عيسى احمد قاسم في جامع الإمام الصادق بالدراز في يوم الجمعة 2001-3-9 م
على جمهور غفير من المؤمنين وحشد من الشخصيات الاجتماعية المختلفة في جامع الإمام الصادق بالدراز في يوم الجمعة – 13 ذي الحجة 1421 هـ

السلام عليكم أيها الاخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته ..
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده وصلى الله على صفوة أنبيائه ورسله محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين

أيها الاخوة الكرام , يا أبناء الإسلام , يا عشاق القرآن , انتم جزء من أمة , وأمتكم أكبر الأمم فكراً .. هدفاً.. منهجاً.. انطلاقةً حضاريةً شاملة , أنتم روّاد الأرض , حاجة الأرض إليكم اكثر من حاجتها إلى الذهب والفضة وما هو أغلى , انتم إذا حملتم رسالة القرآن , وعيتم خط الإسلام صار لكم الالتحام الكامل بأهداف الإسلام , فإنكم عند إذن شمس الأرض ماؤها هواؤها الذي لا غنى لرئة التاريخ ورئة الحضارة عن التنفس به .

ألستم ورثة أنبياء , ثم أو ليس الأنبياء قادة الأمم ودعاة الإصلاح فيها وهداتها , بإسلامكم تكون لكم قيمة من قيمة الأنبياء , ويكون لكم وزن من وزنهم , وتكون لكم حاجة أو إليكم حاجة , كما أن الحاجة إلى الأنبياء قائمة ثابتة .
هذه مقدمة … ثم أفاتحكم في نقاط ثلاث محدودة …….

1) كان علي قبل أن أجيء إلى هذا الوطن الكريم أن اسأل نفسي لماذا عيسى تذهب إلي البحرين ؟ أتذهب مصلحاً أم تذهب مفسداً ؟ , تذهب لتجمع أو تذهب لتفرَق ؟ , تذهب لتشارك في بناء صالح , أو لتكون عثرةً وعرقلةً لأي بناء , من هذا اللون , حين اقتنعت أن النفس لا ترغب في الشر في ظل ما كان لها من فضل الله عز وجل من هداية , وما كان لها من عطاء الله عز وجل من ذخيرة نور من فطرة , ونور من تعليم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولا حول ولا قوة ولا عصمة ولا منعة إلا بالله سبحانه وتعالى ..

حين اقتنعت أن النفس ليست الرغوبة في الشر وإنما بدافع إيماني هي تطلب الخير للناس أن شاء الله , ولا تستبيح لذاتها إلا أن يكون على يدها هدى إن وجدت وان يكون على يدها إصلاح إن قِدرت , حين أنستٌ من النفس هذا وعساني أن أكون غير مغشوش وغير موهوم غير واهم , صار القرار وصار العزم على أن أعود إلى هذا الوطن المبارك , فما جئت لئن أفرّق وما جئت لاستحدث الخلاف , وإنما جئت أحاول في عديد من الإخوان هم الأقدر واكثر إخلاصا ومراسا وتجربة , جئت أشارك وأسهم في لملمة الصفوف كلها وفي توحيد الشعب كله , وفي رتق فتوق مضت بين مواقع القرار الرسمي ومواقع الطموحات الشعبية , لذلك جئت , وهذا وعد والمؤمن عند وعده , وكل الشروط وكل الوعود إنما تلزم إذا لزمت إذا كان فيها مرضاة الله لا غضبه , وكانت موافقة الشريعة لا مخالفتها , فأنا أعد أن أكون جندي لعملية الوئام والانسجام في داخل الصف الإسلامي شيعيه وسنيه .وأريد أن اقف هنا للتذكير فقط كانت تجربة المجلس التأسيسي والمجلس الوطني وكانت البلد أصغر من يومها هذا ولم يكن الانتباه الاجتماعي ذلك الانتباه , هذا الصغير ذهب إلى المحرق وذهب إلى الحد يريد التلاقي ويريد التوافي واجتماع الكلمة, فإذا كان هذا هو السلوك أمس فليس المرتقب دونه اليوم .

تسألوني أنت شيعي أم سني ؟ وقد تستغربون أن أثير هذا السؤال , أقول لكم أنا عقيديا شيعياً بحت , لكني من حيث مصلحة الشيعي والسني سني وشيعي سواء , شيعيتي لا تتقدم على سنيتي في رعاية مصالح المسلمين , وأقسم بالله عز وجل صادقاً أن شاء الله أن لو كان بيدي شيء ما أجزت لنفسي أن أظلم أخاً سنياً ما استطعت لو بمقدار ذرة ما استطعت . طبيعي ما استطعت مع عصمة الله عز وجل .

أقول أنا شيعي عقيدة وقناعة أنا من خط أهل البيت عليهم السلام الذي هو نور الدنيا وصلاح الدنيا والدين ، لا أعدل به خطاً آخر هذا صحيح ، لكن أنا شيعي أكثر من أمير المؤمنين عليه السلام لأكون للشيعة مصالحهم فقط ؟ رأس التشيع أمير المؤمنين عليه السلام حجّمه تشيّعه ؟ وأطّره وقّزمه ؟ أو انفتح على مصالح جميع المسلمين بل على جميع مصالح العالم الكبير ، الإنسان الذي يضيق به مذهبه ليخنقه ، حتى لا يعرف مصلحة إلا في الإطار الضّيق ، هو إنسان لا يفهم مذهبه أو أن مذهبه منقوص ، مذهب أهل البيت عليهم السلام مذهب كامل ، يذوب أمير المؤمنين عليه السلام ، ويكتوي بالأسى ويحترق داخله ، لمظلومية نصرانية ، وعيسى يضحك لمظلوميه سنية ، عجباً ! ! . أقول أنا شيعي سني من حيث رعاية المصالح العامة للمجتمع والحفاظ على كرامة المسلمين والذود عن حقوقهم .

وهذا المجتمع بشعبه وحكومته إما شيعي أو سني ، وإذا كان هناك نصراني أو حتى يهودي وكانت له المواطنة فحقه محفوظ في الإسلام بما يقرره الإسلام ، وأصحاب القرار الرسمي هم الذين ماذا ؟ هم الذين يعترفون بحق النصراني واليهودي وليس اليهودي والنصراني محتاجين إلى اعتراف مني ومن أمثالي بحقوقهم ، هذه نقطة .

2) سألني راديو مونتيكارلو عن ما هو دورك السياسي? ، ما هو برنامجك السياسي الذي بنيت عليه مجيئك ؟، وكان الجواب يحمل هذا المضمون ، هناك سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري حفظه الله ، وهناك نخبة من الوعاة الحريصين على المصلحة العامة معه ، فما دخل في تقريري أن أدخل في العمل السياسي بشكل مباشر ، وأن نظري يتجه ابتداء ، وقد يكون التفصيل أكثر مما كان هناك ، أو من ناحية التحديد أكثر ، بما أراه قد يتجه نظري إلى أن يكون دوري التبليغي والدراسي والتدريسي إن وجدت هو الدور الأول ، على أن الهم السياسي يجب أن يبقى موافقاً لأنه دين ، والنظر في المسألة السياسية يجب أن يكون مستمراً لأنه دين ، والمطالبة بحقوق الناس ومحاولة التوفيق بين مختلف المصالح ، في حدود الإطار الإسلامي ، وظيفة دائمة ، فليس معنى أن يكون الأخوة الكرام ، هم الداخلون في العملية السياسية مباشرة ، أن الآخرين معفون نهائياً من هذا الدور ، كل الآخرين يحملون الهم ، ويحملون المسئولية ويتحملون وظيفتهم أمام الله سبحانه وتعالى ، إلا أن نفراً من الأكفاء يكونون قد تفرغوا لسد هذه الثغرة , فيهم غنى عن أن يشتغل الجميع بلون واحد من النشاط ، سيكون الهم السياسي والتفكير السياسي والتوجه السياسي وهو وظيفة من دين الله عز وجل ، آخذاً من الوقت ، لكن ما سيكون الطابع العام لهذا العبد الضعيف ، هو الكلمة التبليغية ، الكلمة التبليغية أن تيسرت ، ذلك لقناعتي بأن الأخوة الكرام …

لذلك لما ذكرت سيكون من به التفافكم ومن تصغون إلى كلمته في أمور الساحة هو سماحة الشيخ الجمري لا عيسى ، سماحة الشيخ الجمري حفظه الله ، يستقطبه الإسلام وبمقدار ما يستقطبنا يستقطب أحدنا إسلامه يكون التفافنا به ، والاطمئنان بأن سماحة الشيخ قادر بتوفيق الله ورعايته وعصمته وأذنه أن يرعى حق الأمانة وأن يسعى بالإصلاح وأن يوحد الصفوف الوطنية كلها في إطار الرضى الإلهي والحكم الشرعي ، فلذلك أنا أعلن لكم مرة ثانية ، بأن من به التفافكم السياسي في أمور الساحة هو سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري .

3) مطلوب أن تقوم جسور الثقة وأن تتمتن العلاقات مع أي جهة من الجهات العاملة في الساحة لكن بما يتقيد برضوان الله ، وبما يتأطر بإطار الحكم الشرعي ، ليس لنا خيار إلا أن نتقيد بالحكم الشرعي ، والحكم الشرعي إذا فهمناه وفهمنا موضوعه الخارجي استطعنا أن نرعى حقوق الآخرين بما لا يضيع حق الله سبحانه وتعالى ، وعلاقات الصف الإسلامي سنية وشيعية يجب أن تكون أمتن وأن لا تتخللها ثغرات يدخل منها السوء على الجميع ، وقد تقدم مني أذّكركم ثانية بأني من حيث المصالح سني وشيعي في عرض واحد ، وإن كنت من حيث القناعة والعقيدة شيعي مائة بالمائة إن شاء الله .

ولا يريحني أن أتحدث عن إطار العلاقات الشيعية لأنه يصعب علىّ أن أفرق بين الطائفتين ، ولكن لوجود أحداث فرّقت في الداخل في الخارج ، فمن المحّتم الديني لملمة الصفوف على طريق الله سبحانه وتعالى ولما يرضيه ، وما من شخص هو نسخة مطابقة لشخص آخر في هذا العالم حتى التوأم من بويضة واحدة ، ما موجود هذا التطابق ، فاختلاف الرأي لا بد منه , مرة يكون الرأي من منطلق الإخلاص كبرت أو صغرت ، ومرة يكون الرأي عند الطرف الآخر متبيّناً أنه من منطلق سوء ، الثاني لا كلام لنا معه .. إذا تحقق .. إذا تحقق .. لا يكون لنا كلام معه ، أما الأول فهو صديق , أنا اليوم في رأيي أصّوب منه بمقدار , هو غداً يكون رأيه أصّوب من رأيي بمقدار ، هذا مع جامع ماذا ؟ المنطلق الحسن وسلامة النية , إلا أن يكون الشخص على سذاجة كبيرة فطبعاً لا وزن لرأيه ، ورأيه عادة يكون ملغيا ً من ناحية اجتماعية عامة .

فما أدعو إليه أيها الأخوة الكرام بالنسبة للشروخات التي حدثت في الساحة داخلاً ، أو حدثت قم , أو حدثت في لندن ، ما أدعو إليه هو إننا جميعا نتحمل مسئولية ترميم ما انهدم ورتق ما انفتق ، وغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

زر الذهاب إلى الأعلى