كلمة آية الله قاسم لأعضاء مجمع ممثلي طلاب وفضلاء حوزة قم

آية الله قاسم يلتقي أعضاء مجمع ممثلي طلاب وفضلاء حوزة قم العلمية: مسؤولية العلماء وطلاب العلوم الدينية تزداد بزيادة التحديات، ولا نتوقع وجوداً مقاوماً منتصراً للأمة بلا صفٍّ علمائي وطلابي ضخم

 

التقى سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم بوفدٍ من أعضاء مجمع ممثلي طلاب وفضلاء حوزة قم العلمية (الثلاثاء 20 فبراير 2024) في مقر إقامته. 

 

وشدد سماحته في كلمة وجّهها للوفد بأنّ المسؤولية الإسلامية والإنسانية بالنسبة للعلماء وطلاب العلوم؛ كبرى وتتنامى وتزداد، وتكبُر في وتثقل باستمرار، لافتاً إلى أنه بمقدار المستوى الذي يكون عليه العلماء وطلاب العلوم في إيمانهم وتفكيرهم ووعيهم بالحالة الموضوعية وإلمامهم بالخبرة العملية، يكون مستوى الأمة. 

 

وأكد سماحته بأن التحديات العالمية ليست في حالة تراجع وإنما في تقدّم واشتداد، ويتصدّرها الكفر وعملاؤه، مشيراً إلى أن ذلك لابد أن يقابله قوّة مُقاوِمة. 

 

وقال سماحته “لا نتوقع وجوداً مقاوماً منتصراً بلا صفٍّ علمائي ضخم، وصفٍّ طلابي ضخم، وعلى وعيٍ شديد، وعلى إرادة صلبة، وعلى إيمانٍ عملاقٍ كبير”، مشدداً بأن صناعة الجيل الجديد من طلاب العلم، الصناعة الناجحة يعني صناعة الأمة الناجحة،  ويعني صناعة الوجود المقاوم المنتصر.

 

 

*فيما يلي نصّ كلمة سماحته: 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

مغمورٌ بالسرور بلقائكم، متشرّفٌ بكم، سعيد بلقياكم، متتلمذٌعلى كلماتكم ونشاطاتكم.

 

أركّز على نقطة واحدة وهي أنّ المسؤولية الإسلامية والإنسانية بالنسبة للعلماء وطلاب العلوم؛ كبرى وتتنامى، تزداد، هذه المسؤولية تكبُر في استمرار، تثقل في استمرار.

 

كلّما ارتبط الجيل الجديد بالإسلام وكان طريقه للإسلام هم العلماء والطلاب، كلّما ارتفعت مسؤولية العالم والطالب.

 

الأمة في مستوياتها المختلفة وفي أجيالها المتعاقبة صناعة علمائها. ما حجم العلماء؟ ما هو مستوى تفكيرهم؟ ما هو مستوى إيمانهم؟ ما هو مستوى وعيهم بالحالة الموضوعية؟ ما هو مقدار إلمامهم بالخبرة العملية؟ بمقدار كلّ ذلك يكون علم الأمة، وإيمان الأمة، ووعي الأمة، وخبرتها ونشاطها وحماسها للإسلام، وبمقدار ذلك تكون حياة الإسلام، وبمقدار ذلك يتقدّم أو يتأخر الإسلام.

 

الإسلام الكامل في ذاته يمكن أن يأتي ناقصاً ويمكن أن يأتي كاملاً على المستوى العمليّ بمقدار ما عليه مستوى علمائه وطلاب العلم.

نحن أمام تحدياتٍ عالميةٍ يتصدّرها الكفر وعملاء الكفر. هذه التحديات ليست في تراجع وإنما في تقدم واشتداد، يزداد عنفوانها ويزداد خطرها. 

 

كان بالأمس توجد تحديات -ولم تنقطع في يومٍ من الأيام-، لكنّالجديد أنّها تزيد ويرتفع مَوْجُها ويخطر وضعها. 

 

ازدياد التحدي لابد أن يقابله قوّة مُقاوِمة. تحديات كافرة تنمو وتزداد وتتواصل في ارتفاعها، إذا كان مستوى المقاومة جامداً إلى حدٍّ معيّن فالمقاومة لابد أن تنكسر. حتى تتفوّق المقاومة على تحديات الكفر المتنامية لابد أن يكون التنامي بيد المقاومة، -تنامي القوّة، الوعي، الحركة، قوة الإرادة، القوة المالية، القوة العسكرية، الترابط الاجتماعي، الالتفاف بالقيادة الصالحة-، كلّ ذلك لابد أن يكون أكثر ازدياداً مما تشهده القوة على يد الكافر من ازدياد. 

هناك تنامي في القوة وازدياد في التحدي لابد أن يقابله تحدٍّ أكبر. 

 

مَن المسؤول عن دور التحدي المُواجِه؟ المقابل؟ هل يوجد صفّ آخر غير الصفّ العلمائي وغير صفّ الطلاب يمكن أن يتصدّر حركة الأمة؟ يمكن أن يقود الأمة؟ أن تكون قيادة الأمة على يده آمنة؟ 

 

لا يوجد صفّ قيادته أأمن قيادة، وأكفأ قيادة، وأكثر القيادات إيماناً وإصراراً على نصر الإسلام من القيادة العلمائيةوالطلابية.

 

كلما هبط الوجود العلمائي والطلابي الديني درجة هبطت الأمة درجات. نسأل من أين مصدر هذا التخلّف على مدى سنين؟ -طبعاً العلماء يبذلون جهوداً في كلّ وقت وزمان، ولكن مرّة يكون هذا الجهد واعياً وملاحظاً للناحية الموضوعية والعملية، وأحياناً تكون قراءته للإسلام ناقصة، ومطلوب دائماً أن تتم وتتكامل المعرفة بالإسلام، أن نعرف الإسلام في بعده الأخروي وفي بعده الدنيوي-. 

 

على كلّ حال وباختصار، صناعة الجيل الجديد من طلاب العلم، الصناعة الناجحة يعني صناعة الأمة الناجحة، يعني صناعة الوجود المقاوم المنتصر، لا نتوقع وجوداً مقاوماً منتصراً بلا صفٍّ علمائي ضخم، وصفٍّ طلابي ضخم، وعلى وعيٍ شديد، وعلى إرادة صلبة، وعلى إيمانٍ عملاقٍ كبير. 

 

هذه مسؤوليتكم أخوتي الكرام، وأنتم أعرف بهذه الوظيفة وهذه المسؤولية وأنتم تعيشون التجربة وتخوضونها عملياً، ومنكم يؤخذ العلم في هذا المجال، ولستم الذين تُعطَوْن إيّاه. 

 

علماء المستقبل هم أمانتكم، طلاب اليوم علماء الغد، والطلاب أمانة بيدكم، هذا يعني أن علماء المستقبل أمانتكم، وكوْن علماء المستقبل أمانتكم يعني المقاومة والانتصار من مسؤوليتكم.

غَفَرَ الله لي ولكم، ووفقكم الله لخير الدين والدنيا. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى