بيان سماحة آية الله قاسم: محاكمة الحر السجين

صدر عن سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم البيان التالي:

 

محاكمة الحر السجين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحميد المجيد، وصلَّى الله على الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله وآله النجباء وسادة الورى، وأصحابه المقتدين به، المهتدين بهديه، الناهجين نهجه.

محاكمة سماحة الشيخ علي سلمان موضوعها ليس خافياً ولا سرَّاً. موضوعها بيّن مكشوف يعرفه الشعب، ويعرفه الخارج، وما تدور حوله من خطب وتغريدات ومواقف ومقابلات فضائية أو غيرها تُبرِّئه ولا تُدينه، وتُزكِّيه لا تشينه. وهذا ما تكرّر في شهادات المنظّمات الحقوقيّة وغيرها، وتيقنته الجماهير الحرة من الشعب الكريم.
ولذلك فإذا كان للقضاء رأيٌ آخر، أو للسياسة توجه آخر فلن يكون مهضوماً لدى المحايدين والمنصفين، وسيكون صادماً كما هو أصل المحاكمة وبصورة أشد، وأقسى أثراً، وأعنف وقعاً للجماهير العادلة الواعية من أبناء هذا الشعب وأحراره، وسيعمّق في نفسها المظلومية التي يعاني منها أبناء الوطن، والشعور بالاستخفاف بالمواطن. والرسالة من أيّ إدانة لسماحته فيما تفهمه جماهير الشعب منها رسالةٌ لكل أحراره، وهي رسالة إسكات لصوت الحرية والمطالبة بالحقوق الوطنية، وهي رسالة لا يمكن أن يذعن لها الشعب. ومسألة القول بنزاهة القضاء واستقلاله وحياديته لا يمكن أن يترك له أثراً في النفوس الغاضبة والتي ترى أن المحاكمة لسماحته ظلم، وأن استمراره في السجن فيما مضى أو يأتي ظلم، وأن إدانته وهو البريء فيما تتيقنه من طبيعة التهم الموجهة إليه ظلم من الظلم الذي لا يطاق.

الجماهير الحرة من أبناء الشعب، وكل المنصفين من كل شرائحه الناطقة والصامتة، وكل المنصفين في الخارج تطالب بشدّة وإلحاح بإطلاق سراح الشيخ، واحترام حقّ حريته، وتبرئته. ومصلحة الوطن وبكل يقين إنما هي في ذلك. ولن يكون من المصلحة الوطنية، ولا المتناسب مع الحق، وطبيعة الأوضاع أن تصدر إدانة في حقّ سماحته، أو أن يستمر اعتقاله.

عيسى أحمد قاسم

الأربعاء 3 يونيو 2015
15 شعبان 1436 هـ

زر الذهاب إلى الأعلى