الحديث القرآني الرمضاني – 21 رمضان 1435هـ / 19 يوليو 2014م

سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم

في إضاءات قرآنية في رحاب (سورة لقمان)

الحلقة الرابعة

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.

قوله تعالى: ” خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ”[1].

المحور الرئيس في القرآن الكريم هو محور التوحيد توحيد الذات والتشريع والعبادة والتوحيد الشامل الذي يُرجع الأمر كله لله ويربطُ كل حركة من حركات الإنسان بطاعته ورضوانه ويرد إليه أمر التشريع كله.

هناك أغراض وأهداف كثيرة للقرآن الكريم كلها تتحرك في إطار هذا المحور وكلها تصب من أجل هذا المحور وكلها تنطلق من روح هذا المحور، الآية الكريمة توقف الإنسان أمام حقيقة الكون والكون كتاب مفتوح أمام الإنسان، والقرآن دائما يُري الإنسان هذا الكتاب وآياته ويقف به على أسرار من أسراره، الفكر القرآني والتربية القرآنية وربط الإنسان بالهدف النهائي كل ذلك يستعين فيه القرآن بهذا الكتاب المفتوح في التكويني المفتوح أمام الإنسان والذي لا يستطيع ينكره. لذلك نجد مساحة التوحيد في القرآن مساحة واسعة جدا وتجد قضية التوحيد في كل سورة من سور القرآن والهدف الرئيس هو ربط الإنسان بهذه القضية.

الآية الكريمة “خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا”[2] هذه السماوت نراها فما هذه السماوات؟ هل هي هذه القبة التي نراه ولا نعلم حقيقتها؟ أو هي النجوم والكواكب والمجرات والسدم وكل ذلك عظيم وعظيم؟ نقطة مضيئة في الفضاء تكبُرُ أرضنا مرات ومرات ومئات ومئات وتصل إلى الملايين والملايين، هذا هو الكون.

المسافات الكونية والفضاء الكوني لا يملك الإنسان له تحديدا أبدا وهو يمتد أمام اكتشافاته العلمية يوما بعد يوم وكلما اكتشف أن الكون أوسع مما كان يتصور، وكل المسافات الكونية على مستوى السنوات الضوئية والتي تبيلغ بملايين السنوات، المنظر البسيط فقط الذي يتلقاه الإنسان الفطري العادي بلا توغل ولا بدراسات علمية هو منظر يشده إلى هذا الخلق ويحيره ويدجعله يستصغر نفسه أمام هذا الخلق، وأما الخلق يتقدم في اكتشافه الكواكب ومكونات السماء وللفضاءات الشاسعة فالبصبر يرتد هنا ومن خلال العلم يرتد ناقصا حسيرا، وعقل الإنسان يصغر ويضمر وخياله يتقزم أمام سعة الكون وإبداعاته.

لا أستطيع أن أنكر السماء، بيت من سعف النخل أره وأسأل من الذي صنعه فصناعته ممتازة وأن كان صنعه لأول مرة من أحد الأشخاص فأراه صناعة جيدة، كون لا يقف العقل أمام دقائقه وإبداعاته هل أوجد نفسه؟

“خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا”[3] ننظر للسماء لا نرى فيها عمد، “بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا”[4]، ترونها: إذا كان الضمير في ها عاد على السماوت فيأتي معنى الآية هكذا: خلق السماوات التي ترونها من غير عمد فكما ترونها من غير عمد فما ليس له عمد على هذا التفسير هو السماوات وهنا منفي عنها العمد نهائيا والسقوف البسيطة لا تقوم إلا على عمد فكيف بهذه السماء التي نقطع الأرض كلها ولا ينتهي أفقها ، نصعد على ناطحة سحاب فنرى الأفق وهو نقطة إلتقاء السماء مع الأرض تمد بصرك وأن استطعت وكان حديدا وبعيدا ترى قبة متسعة جدا وأفق بعيد جدا، أذهب إلى النقطة التي رأيتها أفقها وأصعد ناطحة سحاب كتلك ستجد الأفق ممتدا من جيد، وكوكب واحد في السماء ولا تساويه الأرض ويصغر أمام حجم الأرض والأرض ذرة صغيرة جدا في عالم السماء.

السماء بغير عمد وأنا فوق رأسي شيء يحتاج إلى عمد. ولو كان المراد هذا لاستقرب أن يكون تركيب العبارة غير تركيب الآية الآن، فلو كان ضمير الهاء عاد على السموات لكان التعبير: خلق السموات ترونها من غير عمد، لكن الآية لم تأتي بهذا الشكل “خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا”[5] والضمير إذا كان يصلح المعود له كان بعيدا أثنين “معودان” أحدهما قريب من الضمير والثاني بعيد فيحملون الضمير عائد على القريب ما لم تكن قرينة مانعة، وهنا الضمير القرين هو العمد “خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا”[6] ترونها تعود إما على العمد وهو قريب من ترونها من الهاء، أو تعود على السموات التي هي أبعد ذكرا من كلمة العمد، وعلى هذا التقدير يكون المعنى خلق السموات ليس بلا عمد مطلقا وإنما بعمد لا يمكن لكم أن تروها، وهذا يعني أن القرآن يشير إلى قانون الجاذبية وقانون الجاذبية اكتشف أيام نيوتن، ولكن من أين لرسول الله؟ والجاذبية بمنزلة الرباط بين السماء والأرض.

في الميزان عن تفسير القمي علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا: قلت له: أخبرني عن قول الله الله تعالى “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ”[7] قال هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه أي متصلة بالأرض، فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول “خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا”[8]؟ فقال الإمام: سبحان الله أليس يقول -الله عز وجل- “بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا”[9]؟ فقلت: بلا، فقال: فثم -حسب الآية يوجد عمد- ولكن لا ترونها، فالإمام يختار تفسير أن هناك سموات لها عمد والعمد لا يراه الناس وهو قانون الجاذبية.

الصنع عظيم والإبداع فوق ما نتصور وهناك إعجاب في الإخبار بهذا العمد الذي لا يعرف العلم أصلا، هناك إعجاز قرآني وإثبات برهاني كامل على أن الكتاب كتاب الله وليس من صنع محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهو ليس نطق عن هوى  “إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ”[10]. “خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا”[11] صنع بديع ونعمة كبير وتدبير حكيم.

“وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ”[12] هذه الجبال الراسيات الراسخات ذات الامتداد في أعماق الأرض، الاية تقول أن الجبال موضوعة من قبل الله عز وجل ومن تدبيره وبأن لا تميد بكم وبأن لا تضطرب فلا يكون لكم مقرا فيها ولا ثبوت قدم فيها فلا تقيمون حضارة فيها ولا تقعدون عليها.

فمن هو الإنسان ومن يعلمه وما هو وزنه وما هي حاجة الاستقرار؟ ومن يعلم أن هذه الجبال تعطي استقرارا؟ علمه الله عز وجل وحكمته وتدبيره الحكيم، والجبال لها رابطة بتخفيف الزالزل فمن دون وجود الجبال فالأرض كلها زلازل ليلا ونهار وأشد بمرات المرات بما هي عليه الآن فلا أرض ولا حياة، فهذه نعمة من الله ومنة وتدبير منه وهو حكيم وعليم وقادر وعليم ويستحق العبادة والطاعة، فكيف لا يعلم التشريع وكيف لا يعلم الاصلاح الاقتصادي وهو يعلم هذا كله؟ وكيف لا يعلم تشريعا للمجتمع الناجح؟ خسأت أيها الإنسان الكافر.

الزالزل يقولون هي من الضغوطات الشديدة الناشئة من حرارة الأرض الداخلية والجبال تخفف الزالزل وتعالج هذه الناحية، ومن جهة أخرى فالجبال متصلة في أعماق الأرض وتكون شبكة أمان لاستقرار الأرض ومن جهة ثالثة تخفف جاذبية الشمس والقمر، ولو لم تخفف الجبال هذه الجاذبية لحصل مد وجزر في قشرة الأرض أشد من المد والجزر في ماء البحار فلا يمكن أن تكون حياة على الأرض. والجبال من جهة ثالثة تخفف العواصف ولولا ذلك لتصحر الأرض وتصبح الأرض كالصحراء الجافة تماما ولا تكون هناك رطوبة وتبلغ العواصف والأعاصير إلى حد أن يهلك الإنسان.

“وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ”[13] ألقى عليها ثقلا يهدئها ويثبتها وحتى تقوم عليها حضارة ويمشي عليها الإنسان وحتى يزرع الإنسان ويصنع.

“وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ”[14]، جعلها مستقرة هادئة، وبث فيها من كل دابة والدواب من حيوان يصل وزنه إلى أطنان إلى حي مجهري لا يرى إلا بالمجهر، وهذا تدب فيه الحياة وهذا تدب فيه الحياة وهذا له تركيبه العجيب وهذا له تركيبه العجيب وهذا غني بالأسرار العلمية وهذا غني بالأسرار العلمية وهذا عالم عجيب من الإبداع والصنع وهذا عالم عجيب من الإبداع والصنع وهذا له نظامه وهذا له نظامه وهذا له قوته وهذا له قوته وهذا له أجهزته وهذا له أجهزته فالله صانع حكيم وعليم وقدير.

فالإنسان فيه مئات محطات الا سلكية للاستقبال والإرسال ومئات المستودعات التي تحفظ وتوزع ومئات الوظائف الدقيقة والآجهزة الدقيقة المتعددة والنظام المتكامل، الإنسان كله صنع مذهل من أذن وعين وجهاز تنفسي ولمفاوي وعضلي وعظمي وهضمي والخلية.

أنت تأكل تفاح والتفاحة تتحول إلى أظفار وإلى شحمة عين وتتحول إلى عضل وتتحول إلى واللحم ويوزع كل واحد له نصيبة وما يقومه، والنملة عندها ما يؤدي وظيفة السمع وما هو أكلها وكيف تستفيد من الأوكسجين وعندها أجهزة بالكامل وما أصغر من النملة الميكروب، تنوع في الدواب ومئات ألوف الأنواع حشرات وحوش إنسان وميكروبات وأنواع وأنواع هذا التنوع العجيب وكله بنظام رائع دقيق وكل يعيش على هذه الأرض وكل من ذلك أُعد له زاه ما يصلح له من أكل، فأكلك غير أكل الحشرة وما يصلح الإنسان غير ما يصلح الحيوان وكل واحد يعلم الله به وما يحتاجه من طعام وأعد له نوع الطعام الذي يحتاجه وهذا تدبير لا يملكه أحد، والتدبير البسيط الذي يملكه الإنسان أليس بالمخ والعقل والإرادة والإنسان لا يملك من هذا شيئا، والمَلَك كذلك لا يستطيع تدبير نفسه فما دام هو معدوم في ذاته.

فما يفعله الناس هو مجرد قراءة للقرآن ليس إلا، ولكن القرآن في قراءته يتحتاج إلى دراسة وإلى علم ونحتاج إلى تعلم الفلك لنفهم القرآن ونرى دقائق الكيماء هناك مئات المراكز الكيمياوية في جسم الإنسان لا نعلمها، نحتاج أن ندرس سياسية لنفهم القرآن في السياسية، وندرس الاجتماع لنعرف عظمة القرآن في الاجتماع ونحن لا نملك شيء، فمن يفهم القرآن كله كمثل رسول الله صلى الله عليه وآله فما لديه من علوم؟ فإذا لم تكن عنده هذه العلوم وأطلعه الله عز وجل بالوحي فلا على هذه العلوم فلا يعرف القرآن ولا عظمته.

“وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ”[15]، فالدواب لا تعيش إلا بالماء “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء”[16] وأرض بلا نبات لا يكون “فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ”[17] نبات متنوعة ولا نعرف إلا كما محدودا منها وأنزلنا بجميلنا وعظمتنا وعظمة قدرتنا وبعظمة علمنا “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء” فالأرض لا تعطي في حد ذاته ولا قطرة ماء فلو حرمت الأرض قطر السماء لانتهت فيها الحياة وكل الماء المخزون الأرضي والأنهار كله مربوط بعطاء السماء.

“فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ”[18]، يأتي قانون الزوجية، فالذين كانوا في عهد بداية الدعوة وقد اتهموا رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه لا يعرف وهو أبن الجزيرة العربية! فقد كانوا يعرفون أن النخلة فيها ذكر وفيها أنثى ولا يوجد ثمرة تنتج بلا تقليح بين ذكر النبات وأنثاه ولكن ما هذا الذكر وما هذه الأثنى لا يعلمون، خلية ذكورة خلية أنوثة وقد يكونان في زهرة واحدة، أو أن هذه في زهرة و تلك في زهرة في عود واحد من الالغصن، أو هذه زهرة ذكورة وتلك زهرة أنوثة في زهرتين كل منها في عود مستقل، أو خلية ذكورة وخلية أنوثة في شجرتين مختلفين، فمن من البشر يدري بها القانون وبنحو الكلية -كل النبات-؟ أين تعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وأين أهتدى إليه وبأي عقلية؟ وهذا ليس فلسفلة وإنما اكتشافات، الآن استقراء علمي واسع لم يجدوا نبات ينتج من غير تلقيح هذه الخليتين أو الزهرتين.

“وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ”[19]، كريم يتناسب ولا يكون المنزل من الله إلا ما هو كريم وشريف، زوج كريم: نافع، أزواج النبات تُحسن البيئة وما تعتمد عليه نقاء البيئة والنبات فيها الفيتامينات وفيها الأملاح والنبات منه القمح والرز وتمر والذي يعتبرمقوم ويعتمد عليها الحيوان في طعامه وهناك دواء في النبات فهي أزواج كريمة معطاءه، وقائمة على حكمة وعلم وكرم وتدبير إلهي دقيق، وكريمة لأنها تنفع وتقوم الحياة ولأنها تمد حياة الإنسان والحيوان في الأرض بالديمومة المقدرة لهذه المخلوقات من الله عز وجل.

“هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ”[20]، لم يقل أحد من السابقين ولا اللاحقين ولا في عصرنا المتعنت أن السماوات وأن الأرض وأن الجبال وأن الماء والنبات وأي خلق صنعه فلان أو فلان، لا كوكب وصنم وفرعون المتأله لم يقل أن صنعه ولم يخلق شيئا ولا المصانع الأمريكية ولا علماء روسيا ولا من أحد، وإنما يقولون صدفة! فالعقلاء لم يخلقوه فهل تخله الصدفة ويخلقه العدم!! يتكلمون عن الهيئة وأصل المادة ويقرون أن المادة لا توجد من العدم، ولكن الله عز وجل يوجدها من العدم، فلو لم يكن إلا العدم لما وجدت المادة ولكنها وجدت بوجود الحق تبارك وتعالى.

من تدعون ومن ترجعون إليه أين خلقهم؟ ” هَذَا خَلْقُ اللَّهِ”[21]، هل تنكرون؟ والمخاطبون لم يكونوا ينكرون أن الخلق من الله عز وجل ولكنهم يسندون التدبير إلى غير الله، فالصنم والملك والجن الذي يعبدونه والكواكب كلهم لا يخلقون ولكنها تسهم في التدبير وفي إدارة الكون وتصريف أمور الكون وفي ترتيب أمور الكون، ولكن هنا سذاجة لأن تدبير الكون ليس إدارة أوامر ونواهي قانونية وجعلية من مثل أفعل وأرفع وإنما التدبير الكوني يكون بإمداد تكويني بصنع فينزل عليك ما تحتاجه من ذراتك لتكون فلان بن فلان وينزل عليك مقادير وجودك لحظة بلحظة فهذا التدبير ويبقى بقوته الشمس في مسارها والقمر في مساره، ويُبقى هذا السبب ليؤدي هذه لانتيجة وهذا الإبقاء ليس جعلي وليس بالقانون، فهل ليرفع المكبر الصوت يكون ذلك بالقانون؟ وإنما جعل فيها قوة تكبير الصوت وهذا يحتاج إلى إيجاد صلاحيات تكوينة، والكون تدبيره كله بإعطاء صلاحيات تكوينة وأوزان تكوينة ووجود تكويني وهذا خلق.

فمن لا يعطي لأحدا خلقا فلابد أن لا يعطي لأحد تدبيرا، وإذا أعطى لأحد تدبيرا فيقول أنه خالق فتدبير الكون ليس مفصولا عن عملية الخلق والإمداد التكويني والوجودي.

 

إذا لم يكن خلق فكيف يوجد تدبير لغير الله؟ ويا كفار الأرض تعترفون بأن لا خلق لغير الله عز وجل فكيف تقولون أن الكون يدبر نفسه؟ وإذا قلتم أن الكون وكل الموجوات مدبر لله فكيف تقولون أن التشريع لا يعرفه الله عز وجل وتعطون لأنفسكم حق التدبير؟ فهذا ظلم وسخف.

والحمد لله رب العالمين

 

[1] سورة لقمان، الآيتين 10 و11.

[2] سورة لقمان، الآية 10.

[3] سورة لقمان، الآية 10.

[4] سورة لقمان، الآية 10.

[5] سورة لقمان، الآية 10.

[6] سورة لقمان، الآية 10.

[7] سورة الذاريات، الآية 7.

[8] سورة لقمان، الآية 10.

[9] سورة لقمان، الآية 10.

[10] سورة النجم، الآية 4.

[11] سورة لقمان، الآية 10.

[12] سورة لقمان، الآية 10.

[13] سورة لقمان، الآية 10.

[14] سورة لقمان، الآية 10.

[15] سورة لقمان، الآية 10.

[16] سورة لقمان، الآية 10.

[17] سورة لقمان، الآية 10.

[18] سورة لقمان، الآية 10.

[19] سورة لقمان، الآية 10.

[20] سورة لقمان، الآيتين 11.

[21] سورة لقمان، الآيتين 11.

زر الذهاب إلى الأعلى