أوّل معارك ما بعد التطبيع الطاحنة: ما هو سرّ البروز المفاجئ لجماعة السفارة؟
*للطليعة: أحمد العصفور
لا شيء يُفسِّر طفرة “جماعة بدعة السفارة/جمعية التجديد” على مسرح الساحة المحليّة، وبعد طول بيات في ظلام صاحبها الذي ظهر في الثمانينيات، ولا أحد يعرف -فجأةً هكذا- سرّ هذا الخروج من قمقم الإنزواء والعزلة، لهيجاء الحرب دفعةً واحدة، أهجوم مفاجئ أم تكتيك أو أخذٌ بالثأر؟ ولماذا كلّ هذا الاندفاع في استفزاز الساحة؟
السياسة وحدها تعلم ما يجري، وكما يقولون، فهي لا تعرف الصدف، خصوصاً عندما تتزامن الأحداث مع بعضها، أو تتوالى وكأنها تسير بشكلٍ متتابع ومنظّم، ألا تشير حبّات المسبحة ليد الاستخبارات في كلّ ذلك؟
لا تدخل إسرائيل لميدانٍ من دون عُدّة الحرب، ولا يُؤمَن لها جانب، وقد عُرفت على مرّ التاريخ بطرائقها غير التقليدية، وكلّ ما يُعرف من أساليبها في الخبث والمكر والمفاجئة قد يكون القليل القليل.
منذ 11 سبتمبر (أيلول) 2020 والساحة البحرينية تنتظرها معارك طاحنة -كنّا في “الطليعة” قد تحسّبنا عنها-، بعد توقيع السلطة لاتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين، وهو خيار طبيعي وكلاسيكي لإسرائيل، في بادىء دخولها على فسيفساء ساحة البحرين، والتي أبرزها الشوكة الأقسى، للأغلبية الشيعية.
لا معاجز للأنبياء، بل قصص خرافية واسطورية، لا القرآن في مفرداته هو القرآن، ولا الروايات هي الروايات، وكلُّ شيءٍ رأساً على عقب، والكثير مما تسالمت عليه المذاهب الإسلامية ليس سوى تفسيرات “رجال” تتنابز الجماعة بتسميتهم كذلك، تطهيراً للسانها القذر.
علماء الدين “رجال كهنوت”، والمفسرون “كاذبون ينسجون القصص والحكايات”، وتقليد المراجع “بدعة”!
كوميديا سوداء لا صلة لها بعلمٍ ولا منطقٍ ولا منهجيةٍ واضحة، استفزازاتٌ واستدراجاتٌ وكلامٌ لا يمتُّ إلى ما تدعيه الجماعة من تقديم بحوث علمية، فإلى ماذا ترمي جماعة الخرافة التي أصبحت بين ليلةٍ وضحاها جماعةً للتجديد؟
هذا هو محتوى القنابل الفوضوية لما يُعرف في البحرين بـ”بدعة السفارة”، وواجهته الثقافية “جمعية التجديد”، وهي القنابل التقليدية التي تعرف بها أمثال هذه الجماعات في كل المنطقة، والتي تدّعي زوراً ارتباطها بالإمام المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه).
قنابل عنقودية متفرّعة، تتالت في ظهورها مع توقيع السلطة لاتفاقية التطبيع مع إسرائيل، لتعلو في صوتها على صوت المعركة الأساس، صوت آية الله قاسم وهو ينادي على أسماع شعبه باجتثاث شجرة التطبيع الخبيثة، فهل هذا هو سبب البروز المفاجىء لساحة النزال؟
أسئلة نطرحها للساحة كلّ الساحة، بالتلميح والتصريح، لإثارة الغبار من تحت هذا الركام الذي أحدثته هزّة التطبيع مع قطب الشرّ: أين “إسرائيل” في الخارطة الجديدة؟ من هم أدواتها وما هي أساليبها؟ من هو وجهها المُخْلص داخل جماعة السفارة؟ ولماذا تعاقب ظهور الجماعة مع دخول إسرائيل للبحرين؟