آية الله قاسم في خطابه لشعب البحرين بمناسبة يوم القدس: هذا اليوم ليس للتلهية وإنما لتزداد الثورية واليقظة

آية الله قاسم في خطابه لشعب البحرين بمناسبة يوم القدس: هذا اليوم ليس للتلهية وإنما لتزداد الثورية واليقظة.. وليس شعب البحرين الذي لا ينكر منكراً ولا يردّ باطلاً

قال سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في الحفل المركزي لشعب البحرين بمناسبة يوم القدس العالمي والذي شارك فيه سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين المعتوق، وسماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم الحيدري، قال مخاطباً شعب البحرين “قضايا الأمّة قضاياكم، وهمُّها همُّكم، ونصرُها نصرُكم، وأمنها أمنكم، وألمها ألم لكم، وفي خسارتها خسارةٌ لكم، وربحها ربحٌ لكم، ونصرتكم دائماً لها، وموقفكم دائماً معها، وخندقكم هو خندقها، وهي صفّكم الذي لا صفّ لكم سواه، وسندكم في الأرض بعد الله عزَّ وجلّ”.

وشدد سماحته في الخطاب الذي ألقاه مساء الجمعة 20 مايو 2020 وبثه “مركز المقاوم” عبر منصاته الإلكترونية “أنتُم لستُم الشعب النائم الذي يحتاج إلى إيقاظ، ولا الغافل الذي يحتاج إلى تنبيه، ولا الجاهل الذي يحتاج إلى تعليم، ولا الناسي لواجبه في نصْر الدِّين والأمّة حتى يُذَكَّر، ولا الساذج الذي يستغفله المستغفِلون، ويلعب بذهنه اللاعبون. ولستُم مِمَّن تُكسَر ارادته الإيمانيّة الجهاديّة، أو يغيّر إيمانه بقيمه ودينه، ومكانة أمّته، وأهمية استقلاليّتها وسلامة أراضيها وحريّة إنسانها، ألاعيب التضليل ومؤامرات التطبيع، وهرولة الارتماء في أحضان أعداء الدِّين والإنسانيّة ومصاصي دماء الشعوب ومَنْ يعيث في الأرض الفساد”.

وواصل سماحته “شعب البحرين العزيز الكريم شعبٌ لا ينقصه التمييز بين الحقّ والباطل، ولا بين رجالٍ مع الحق ورجالٍ آخرين مع الباطل، وقوىً وكيانات مع الحق أو الباطل، وإعلامٍ للحقّ وإعلامٍ للباطل، ومَنْ يخدم الأمّة أو يخدم أعداءها، ومَنْ يبيع الأمّة لنفسه ومَنْ يبيع نفسه للحقّ الذي معه ومَنْ معه مِنْ الأمّة قَلّوا أو كثروا، ومَن حساباته ومواقفه كلّها لدنياه، ومَن حساباته ومواقفه لدينه وأمّته وآخرته.

وليس من عينٍ عمياء اليوم لا تملك أنْ تُميّز بين مَنْ هو على حقٍّ أو باطل في الصراع مع الصهيونية البغيضة وداعميها، ومَنْ ينتصر للتطبيع معها على حساب مصالح الدين والأمّة، إلاّ تكون عيناً سدَّت عليها مطامع الدنيا أنْ تبصر الواقع والحقيقة”.

وأكد سماحته بأن “يوم القدس العالمي، وكلّ احياءٍ له في كلّ مكانٍ يعيش الحيويّة الإسلامية، وحالة اليقظة التي يستلزمها الإيمان، وروح الحسّ الموضوعيّ والثوريّة الرشيدة، لا شيء منه للتلهية والتسلية، وإنّما ذلك لتزداد البصيرة بصيرة، واليقظة يقظة، والادراك ادراكاً، والثوريّة ثوريّة، والرُشْد رشداً، ولتكون الخطوات على طريق النصْر وتحرير المسجد الأقصى والقدس وفلسطين أسرع وأوسع وأنتج وأهدى وأرضى لله ولرسوله “صلَّى الله عليه وآله”، وأقرب ليوم النصر المبين”.

وكان سماحته ابتدأ خطابه بتوجيه التحية لشعب البحرين، واصفاً إياه بأنه “الشعب المُسلم الأبيّ الوفيّ المُجاهد الصابر الذي لا تُتعِبه ولا تردّه عن الحقّ سنواتُ الجهاد الطويل، ولا تكسر ارادته الإيمانية ولا ينفد صبره أنْ تثقل تكاليف الجهاد وتتعاظم”.

المعتوق: لن نقبل بوجود العدو الصهيوني، وسنبذل كل ما نستطيع في سبيل الله

من جانبه، قال سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين المعتوق (الكويت) بأن إحدى المؤامرات الكبرى التي قام بها الكفر العالمي اليوم هي زرع الغدة السرطانية التي تتمثل بالعدو الصهيوني في فلسطين المباركة، مؤكداً بأن هؤلاء جاءوا بالعدو الصهيوني لأجل أن يكون هذا الوجود جاثماً على العالم الإسلامي، ويساعد على هيمنة قوى الإستكبار على شعوبنا ودولنا.

وشدد سماحته في الكلمة التي ألقاها في الحفل المركزي الافتراضي لشعب البحرين بمناسبة يوم القدس العالمي بأنّ كل قوى الكفر العالمي تجمعت اليوم، وتكشفت الأقنعة حتى عن عملائهم، متساءلاً في الوقت نفسه “هنا ما هو وظيفتنا؟ هناك موقف عقائدي لابد من أدائه، وهو أن نرفض وجود الطاغوت”.

ونبه سماحته بأن قوى الكفر العالمي اليوم تريدنا أن نتنازل عن هذه القضية أو على الأقل لا نبالي بها، حتى يفرضوا ثقافة التطبيع التي جاءت هذه السنة في بعض المسلسلات الخليجية، موضحاً بأن الارتباط بنهج الله ورسوله والتمسك بالعروة الوثقى لا يتمّ إلا بالكفر بالطاغوت.

الحيدري: العدّ التنازلي لسقوط اسرائيل بدأ

وقال سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم الحيدري بأن شباب القدس وفلسطين، وشباب المقاومة في كل جبهة المقاومة يحملون الاستعداد للمقاومة، ولابد أن يبقى الأمل ويتجدد، مؤكداً بأنه ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران قد بدأ العدّ التنازلي لسقوط اسرائيل، وهو في تصاعد وتسارع، ونحن يوماً بعد يوم نمضي ونتقرب من يوم تحرير القدس وفلسطين.

وعن صفقة القرن، شدد سماحته بأنها لن تتم ولن يتحقق منها شيء، لافتاً إلى أنّ أمريكا تصعِّد في قضية القدس خصوصاً مع مجيء الكاذب ترامب، وذلك لإراحة اسرائيل وبسط هيمنتها بشكل أكبر، وقد أطلق صفقة القرن التي تحولت إلى مهزلة وصفعة القرن، وهذه الصفقة مع الأسف تراكض كثير من الحكام إلى التصفيق وتصفية القضية، وهذا الأمر إن شاء الله لن يدوم ولن يتحقق.

وشدد سماحته بأن الحل لتحرير فلسطين والقدس هو المقاومة لا غير، وخيار المفاوضات أثبت فشله، وعبر هذه العقود من احتلال فلسطين ثبت للجميع بأن خيار المفاوضات والطاولة هو خيار فاشل ولن يؤدي إلى نتيجة، والخيار هو حمل السلاح والسكاكين والحجارة والمقاومة.

وقال سماحته “في هذا العام نفتقد الحاج قاسم سليماني، ولهذا في هذا اليوم نعاهد هذا الشهيد الكبير بأننا سنواصل الدرب حتى نصلي في القدس”

زر الذهاب إلى الأعلى