خطبة الجمعة (454) 30 جمادى الثاني 1432هـ – 3 يونيو 2011م

مواضيع الخطبة:

الخطبة الأولى: الصفات الخاصة بالإسلام ورسالته الخاتمة

الخطبة الثانية: الحلول الأمنية في خلافات الحكومات والشعوب.

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي لا هُدى لمن لم يهدِه، وأحسنُ الهُدى هُداه، وخيرُ الدّين دينُه، وأصدقُ الكتب حقّاً كتابُه، ولا مُنقِذَ غيرُ شريعته، ولا نجاةَ لغير السَّالكين إليه، ولا فوزَ إلاَّ لمن نال رضاه، واستحقَّ عنده بكرمه جنّته.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
أُوصيكم عباد الله ونفسي المقصِّرة بتقوى الله، والسّعي الدائم إليه، وبذل العُمر في سبيله؛ فلا حقّ غيرُ الله يُقصد إليه، ولا منالَ لخير في قصدِ غيره، ولا غايةَ كغاية رضاه، ولا جزاءَ كجزائه.
غيرُ الله إمّا موهوم أو مملوك، والموهوم لا يُجدي شيئاً، والمملوك لا يملك نفعاً ولا ضرّاً إلا بإذن مالكه، فَقَصْدُ من عدا الله قصدٌ للسّراب، والقاصد إلى غيره مآله خيبة الأمل، وفشل الأمنية، ولا يرجع آمل غيره بشيء إلاَّ بإذنه، ومن فضله وعطائه، ولكنّنا للغفلة مخمورون، وفيها مغمورون، ولها مستسلمون.
أعذنا ربَّنا الكريم الرّحيم القدير الخبير العليم وإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين من سُكْر الغفلة، وغفوة العقل، ونسيان الذِّكر، وتضييع الشُّكر، وهوى المعصية، والتقاعس عن الطّاعة، ومتابعة النَّفس، والانخداع للشّيطان الرجيم.
اللهم اغفر لنا ولكلِّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة، ولكل من أحسن إلينا من المؤمنين والمؤمنات أجمعين، ولوالدينا وأرحامنا وأزواجنا إنك أرحم الرّاحمين.
أما بعد أيها الأعزاء من المؤمنين والمؤمنات أجمعين فالحديث في الصِّفات الخاصة بالإسلام ورسالته الخاتمة من بين كلِّ الرسالات الإلهية الحقّة للإنسان على وجه الأرض، وذلك مع ما له من صفات عامّة تشترك فيها كلُّ الرِّسالات الإلهية التي بشّر بها الأنبياء والمرسلون قد تقدم الحيث عنها.
وما يستوجبُ أن تكون للإسلام خصائصه المتميّزة بين كلِّ رسالات السّماء هو أمران: خاتميّته لخطِّ الرّسالات، وانتفاء تنزُّل رسالة إلاهية بعده، هذا أمر، والأمر الآخر عدم استغناء الأرض عن هدى الوحي في صدقه وأصالته، وحاجتها الملِحّة إليه ما دام عليها إنسان.
وكلُّ ما جاء من أسباب تستوجب أصل بعثة الأنبياء، وتنزُّل الوحي واردٌ في مسألة بقائه، واحتفاظه بأصالته وبقائه، وتوفُّره على القَدْر الكافي لقيادة الحياة البشرية في كلِّ مراحل تطوُّرِها، وتغطيتها بالتشريعات العادلة لحاجاتها المستجِدّة، ومشاكلها المتنامية.
وحتى يفِيَ الإسلام بسدّ الحاجة البشرية المستمرة للدين وتشريعاته العادلة، وحلوله الناجعة لابد له من هذه الصفات:
1. حِفظُه من التحريف: من شأنِ الامتداد الزمنيّ الطّويل منذ تنزُّل الإسلام حتى تأتي النهاية على أهل الأرض بِحَسْب ما عليه طبيعة الأحوال البشرية، وتناقض كثير من الأطماع الدنيوية مع الدِّين الحقّ، وبسبب النّظرة القصيرة للإنسان، والجرأة الجاهلية عند عدد من النفوس أن يُدخِلَ كثيراً من التحريف على القرآن الكريم، والتغييرات الجذرية التي تذهب بقيمته، وتُعكِّر صفاءه. فإذا لم يتكفّل الله عز وجل بحِفظ هذا الدين حِفظاً تامّاً ضاعت حقيقةُ الوحي(1)، وظلَّت أجيال كثيرة متعاقبة وأمم كثيرة محرومة من كلمة السماء، وهُدى الوحي، ونور الدين.
والحِفظ النافع للإسلام على مستويين: مستوى النصّ، ومستوى الفهم. وبقاء النص وحده مع غياب الفهم أو اضطرابه وتهافته لا يُمثِّل ضمانة كافية لتمتّع البشرية برحمة الدِّين، والهدى السّماوي المطلوب.
والقرآن محفوظٌ في نصّه بما يبقيه ذِكْراً ونوراً وهدى لا تغيب معالمه، ولا يفقد شيئاً من مقاصده، ولا تضيع حقيقته {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(2) وقد تقدّم الكلام في ذلك.
أما حِفظه على مستوى الفهم الدّقيق المأمون المعصوم فتتكفّل به قضية الإمامة، وما اشتُرِطت به من شرط العِصمة في العلم والعمل وهو ما يعنيه مثل حديث الثقلين اللذَين لا يفترقان حتى يرِدا على رسول الله صلّى الله عليه وآله الحوض.
أما السُّنة(3) بعد الاختلاف الذي أصابها حَسْبَ المصادر الإسلامية المختلِفة فإنَّه صار لابُدّ أن يُرجع فيها إلى كتاب الله عزّ وجلَّ ومن أوضح ذلك مواضع الاختلاف(4)، فكُلّما اختُلِف في فهم القرآن ظلّ الاختلاف في السُّنة التي يُرجع إليه فيها قائماً بلا انتهاء(5).
ومع تعدُّد الأئمة في الوقت الواحد أو حتّى مع اختلافهم وتعدّدهم في الفهم يضيع الفهم الحق الواقعيُّ للقرآن(6). وهذا الاختلاف في فهم الأئمة لابُدَّ منه مع تخلُّف العِصمة علماً أو عملاً عندهم(7).
2. نسخ كلّ الأحكام المؤقّتة للشّرائع السّابقة وحتّى أحكام الشريعة الإسلامية القائمة على مقتضيات مربوطة بزمن معيّن مما يجعلها محدودة بحدود زمنِ المقتضِي، أو التي لها عمر محدود بوجود مانع دائم.
فهذان النوعان من الأحكام لابد من نسخهما من الشريعة الإسلامية نفسها حتى لا تدخل في جسم الشريعة الدائم في ظلِّ غياب عِلتها الموجبة لدوامها.
وقد تمَّ النّسخ في زمن الرّسول صلَّى الله عليه وآله وسلم.
وأمّا الأحكام الوِلائية المنطلِقة من مثل حكومة الرسول صلَّى الله عليه وآله، أو حكومة المعصوم عموماً المشروعة من الله سبحانه فهي تابعة لموضوعاتها الآنيّة فينتهي هذا البعض من الأحكام بانتهاء موضوعه، ويستجدُّ آخر بنشوء موضوعه(8). 3.عالمية الإسلام:
فخاتمية الرسالة الإسلامية مع ثبوت حاجة الإنسان إلى كلمة السَّماء يستوجب أن تكون عالميَّة، وخطابها عامّاً لكلّ مكان، وقوم، وأمّة على حدِّ شمولها للزّمان كلِّه.
4. أن يكون الإسلام مستكمِلاً لكلِّ ما تحتاجه المسيرة البشريّة في المطلق من زمانها ومكانها من تشريعات ومعالجات لكلِّ قضاياها ومشاكلها، بأكمل صورة تُحقِّق لها سعادة الدنيا والآخرة، وتتقدّم بها إلى أكبر حدٍّ ممكن للإنسان.
{.. مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ…}(9).
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم.
اللهم اجعلنا من أصدق أهل الإيمان بك إيماناً، والتمسك بدينك تمسكاً، والوفاء بعهدك وفاءاً، والبذل في طاعتك بذلاً، والجهاد في سبيلك جهاداً يا عليّ يا قدير، يا عزيز يا حكيم، يا رؤوف يا رحيم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}(10).

الخطبة الثانية

الحمد لله الجاري قَدَرُه على كلِّ شيء، وكلُّ شيء مستجيب لِقَدره، والنافذ حكمه في الأرض والسّماء، ولا شيء يمتنع من حُكمه، وجعل لكلِّ شيءٍ حدّاً، ولا شيء يتجاوز ما حدَّه به، ولكلِّ شيء أجلاً، ولا يتأخَّر، ولا يتقدّم شيءٌ على أجله، وعَلِمَ بكُلِّ شيء، ولا شيء يخفى عن علمه.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وزادهم تحية وبركة وسلاما.
عباد الله علينا بتقوى الله، والتفكّر في قدرته علينا، وعلمه بنا، وإحسانه إلينا، وتجاوزه عنا، ونُصحه لنا، وما أطمعنا فيه من ثوابه، وما حذّرنا منه من عقابه، فإن من تفكّر وذكر ذلك استقام وقوي أمام نفسه، وأمام الخلق أجمعين، وكان في درعٍ حصينة من الشيطان وإضلاله وإغوائه، وخَلَت نفسه من الهموم إلاَّ همَّ الطاعة لله سبحانه، ونَيلِ رِضاه، ولا همَّ يُصلح أحداً كهذا الهمِّ، ولا أمر تكمُل به النفوس كهذا الأمر في ظلٍّ من تعادل الخوف والرّجاء، والحذر من نقمة الله وأخذه، والطمع في مثوبته وإحسانه.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم.
اللهم اجعل قلوبنا وَجِلة من أخذك، مطمئنة إلى رحمتك، حَذِرة من معصيتك، مستوحِشة من مخالفتك، طامعة في طاعتك، مأنوسة بعبادتك، مشتاقة إليك، مولعة بذكرك، مُصدِّقة بوعدك ووعيدك، مقدِّمة لك على من سواك، فارَّةً من غضبك إلى رضاك يا كريم يا رحيم.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله الصادق الأمين خاتم النبيين والمرسلين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة. وعلى الأئمة الهادين المعصومين حججك على عبادك، وأنوارك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن القائم المنتظر المهدي.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، وعجّل فرج ولي أمرك القائم المنتظر، وحفّه بملائكتك المقرّبين، وأيّده بروح القدس يا رب العالمين.
عبدك وابن عبديك الموالي له، الممهد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفقهم لمراضيك، وسدد خطاهم على طريقك. اللهم انصرهم نصرا عزيزا مبينا ثابتا قائما.
أما بعد أيها الأحبّة في الله فإلى هذه الكلمة:br> تُثبِت الأيام والأحداث في الساحة العالمية والعربية أنَّ الحلول الأمنية في خلافات الحكومات والشعوب قد فَقَدَ القُدرة على إسكات الناس. أما بالنسبة لحلِّ المشاكل فالحلُّ الأمنيُّ بعيدٌ عنه كل البعد، ولا يزيدها إلا تعقيداً وتفاقماً وامتداداً وتوسّعاً، ويضع المجتمعات على فُوّهة البركان.
وإذا استنفد الحلُّ الأمني طاقتَه ليزيد من تفاقُم المشاكل فماذا بعد؟ أن تبقى المشاكل على ما هي عليه لتتضاعف مع الأيام، وتزيد في سعة التمزّق وتعميق الخِلاف، وتغذية الصِّراع، وإضعاف الأوطان، ووضعها تحت التّهديد الدّائم بالانفجار.
هذا أو أن يُبادَرَ بالإصلاح من قِبَل الحكومات ليُعالِج أصل الدّاء، ويسدّ منبع الفساد والخلاف والتمزُّقات.
وإذا كان ذلك في أثْرِ موجةٍ أمنيّة صارمة، وانتهاكٍ واسعٍ للحقوق، وحملةٍ كبيرة من الإجراءات الانتقامية المخلِّفة لآلام صعبة، ومظاهِرَ قاسية كان أوّلُ الإصلاح التخلُّص من هذه الآثار الموجِعة والمظاهر الاستفزازية اللاهبة كما هي حالة امتلاء السجون والمحاكمات والأحكام السياسية المترتبة عليها، والفصل من العمل والدراسة، واستباحة أمن الناس، وكل مظاهر التعدي والإخافة والإرعاب.
ويُسأل من أين تأتي الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات؟ في الحالة التي يتفق فيها الجميع على الحاجة إلى الإصلاح، ووجود أوجه للفساد ولخلل تحتاج إلى معالجة لابد أن نسلم أن المنطلق للتحرك هو الفساد والخلل والحاجة إلى الإصلاح.
وعند التخلُّص من المظاهر الطافحة الصارخة مما يخلّفه الحل الأمني للإصلاح المطلوب ينتفي موضوع كل احتجاج ومظاهرة واعتصام، ويفقد كل ذلك معناه ووظيفته المقبولة، وغرضه المعقول.
فلبُّ ما يُنهي كلَّ مظاهر الاحتجاج هو الإصلاح، وكلّ المشاكل إنما هي في غيابه. والإصلاح الحلّ هو الإصلاح الحقيقي، ولا ننسى أن الحقيقة السارية في كل الأمور هي أن النتيجة تتبع أخسّ المقدِّمات، فإذا صغرت أيّ مقدمة صغرت النتيجة وإن اجتمع ما اجتمع من المقدِّمات الكبار، وتخلُّفُ مقدِّمة واحدة يعني التخلُّف للنتيجة مع توفُّر كل المقدمات الأخرى.
والحقيقة الثانية الثابتة هي أن المنظور الأول لكلِّ العقلاء إنما هي النتيجة، أمّا المقدمات فالنظر إليها نظر ثانوي والقصد إليها تابع للقصد إلى النتيجة. وكلّ المقدمات فاقدة للقيمة لو لم تترتب النتيجة.
ومن الواضح جدّاً أنّ الطريق لقضية الأمن الدّاخلي للأوطان قصيرٌ جدّاً وسهل، وواضح، ولا تعقيد فيه وهو أن تكون إرادةٌ سياسيّة مبادِرة للإصلاح، وبالدّرجة الكافية.
ثمَّ إنّه مرّةً يكون خلاف على الصلاحيات والواجبات والحقوق بين حزب معيّن وحكومة، ومرة يكون هذا الأمر بين شارعٍ عامٍّ وحكومة.
وطبيعيٌّ أن يكون المنظور في الحالة الأولى هو التوافق على الحلّ الذي تتلاقى عليه إرادة الحزب والحكومة. كما أنَّ الطبيعيَّ في الحالة الثانية أن يكون المنظور في الحلِّ هو تلاقي إرادة الحكومة والشّارع العامّ المعارِض على الحل.
ولا تقوم إرادةٌ شخصية أو حزب أو جمعيةٍ في هذا الفرض مقام إرادة الشارع العام إلاَّ بإنابةٍ وتوكيل واضح، وإن كانت أيُّ شخصية أو حزب أو جمعية عِضواً من أعضاء المجتمع، وله أن يتوافق عن نفسه مع الغير في أيِّ أمر من الأمور التي يُقدِّر أنّ فيها المصلحة.
وإذا دخلت أيُّ شخصية أو حزب أو جمعية في توافق على حلٍّ في مسألة طَرَفُها الثاني هو الشّارع العام أمكن أن يمثِّل ذلك خطوة تمهيدية فقط يُرجع إلى الشارع العام المعارِض في الأخذ بمؤدَّاها لأنّه الطرف الأصيل الثاني في هذا الفرض، ولأنَّ مطلوب الحلَّ هو أن يرضى هذا الشّارع ويحصل التوافُق العام على صِيغة سياسية واضحة ليُنهي سبب الشّكوى والتوتر والغليان.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم.
اللهم لا تَحْمِلنا على عدلك، واحملنا على عفوك، وتجاوز عنّا، ولا تخذُلنا، ولا تكِلنا إلى أنفسنا ولا إلى من سواك طرفةَ عين أبداً، واستعمِلنا ما أبقيتنا في طاعتك، وادرأ عنا، ووفِّقنا لخير ما وفَّقت له عبادَك الصّالحين يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين.
اللهم ارحم شهداءنا وشهداء الإسلام في كُلِّ مكان وزمان، واشف المرضى والمعلولين، وأطلق سراح السجناء من المؤمنين والمؤمنات أجمعين بفضلك ومنّك، يا خير المحسنين.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(11).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- لو تُرك القرآن للنّاس من غير حفظ إلهي، وعناية خاصة به من الله عز وجل لتغيّر كثيرا كما تغيرت الكتب السابقة، وبذلك يضيع الوحي، والذي لا تستغني عنه حياة الناس على الإطلاق.
2- 9/ الحجر.
3- سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله.
4- هناك مواضع اختلاف في سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بسبب ما حصل من تحريف ومن وضع.
5-عندنا السنّة فيها اختلاف، القرآن أيضا لو أصابه الاختلاف لضاعت حقيقة الوحي، حين يبقى الكتاب محفوظاً بنصّه وفهمه الواقعي، حينئذ ما دام المعصوم عليه السلام موجوداً فهو المرجع، إذا غاب المعصوم عُرِضت السنّة على الكتاب المحفوظ في نصه، وعلى ما اتفق على فهمه، وإلا ذهب كل مجتهد إلى مؤدى اجتهاده. وفي هذا الفرض يقع الإختلاف.
6- لو اختلف الحسن والحسين عليهما السلام في فهم القرآن لضاعت من عندنا حقيقة الفهم القرآني الصحيح، الحق مع قول الحسن أو مع قول الحسين عليهما السلام؟ الأمة لا تدري. فلابد من توحّد قول الأئمة وإن تعدّد زمانهم حتى يكون عندنا قول قرآني واحد هو القول الواقعي، والرأي الواقعي للقرآن، فيكون هو المرجع للأمة كلها. فنحتاج إلى اتّحاد فهم، ويُفسد القضية تعدد الفهم للقرآن.
7- أن لابدّ أن يكون الإمام معصوماً لحفظ القرآن، وللوصول للرأي الواقعي لكتاب الله عز وجل.
8- الأحكام الولائية للرسول صلّى الله عليه وآله منها ما ينقضي ومنها ما يستجدّ ويكون بحسب انتهاء الموضوع أو حدوث الموضوع.
9- 38/ الأنعام.
10- سورة الإخلاص.
11- 90/ النحل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى