لقاء مع رؤساء المآتم / في 24 ذي الحجة 1423هـ

على الأخوة الخطباء في كل موسم وفي كل مناسبة
أن يركزوا على هذا الموضوع ويذكروا أخوتهم المؤمنين المستمعين بأهمية توحيد الكلمة،
والقضاء على أسباب الفتنة والشحناء بين الحسينيات.

 

 

أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا، ونور بصائرنا أبي القاسم محمد وآل محمد.

اللهم إنّا نؤمن بك، ونتوكل عليك، ونسترشدك، ونستهديك، وأنت أرحم الراحمين.

أُحيِّيكم أيها الأخوة المؤمنون تحية الإيمان، تحية الأخوة القرآنية، تحية الدرب الواحد الصاعد إلى الله سبحانه وتعالى، أُهنِّئ السادة الكرام ممن هم خَدَمَة الإمام الحسين (ع) من رؤساء الحسينيات، وكل الأخوة المؤمنين الذين ينالون شرف خدمة الحسين عليه السلام وقضية الإسلام في أي ميدان من الميادين.

تعرفون أيها الإخوة أن الفقه قانون حياة المسلم، وأن ليس فعل من الأفعال إلا وله حكمه الخاص في الشريعة، فالفرد في حدود حياته الشخصية يحتاج إلى الفقه، وإذا كان رب أسرة تضاعفت مسؤوليته واتسعت، والمؤسسة الحسينية من أكبر مؤسساتنا وأهمها، وليست رئاسة الحسينية من المستوى الثانوي بالقياس إلى رئاسة المؤسسات الأخرى شأنا ودوراً، فإذاً يتحمل مسؤلو الحسينيات دوراً مهما يتطلب منهم التوفر على الفقه الكافي لتسيير هذه المؤسسة المباركة المهمة. الحسينية بما تمتلك من أهمية كبيرة ودور رسالي ضخم وبما مثلته من موقع تاريخي كبير في حياة الإسلام والمسلمين ليست الأمر السهل، وهي([1]) أكثر تطلباً للتوفر على الفقه والإلمام بالفروع المتصلة بإدارة المأتم لتسيير شؤونه، فلا ينبغي لأحد من الأخوة الكرام أن يغض الطرف عن السؤال الفقهي فيما يتصل بإدارة المأتم كل ما وجد الحاجة إلى ذلك. نحتاج أن نسأل عن تكليفنا الفقهي في دائرة المنزل، وفي الدائرة الشخصية، وفي كل علاقتنا، أيضا فنحتاج أيها الأخوة الكرام كذلك أن نسأل عن الحكم الفقهي؛ عن الحلال والحرام، عن ما يجب، وعن ما يحرم في مسألة إدارة المأتم. وهذا مجرد تنبيه وأنتم – إن شاء الله – حريصون بطبيعتكم على مثل هذا الأمر، ومما يدخل في هذا الباب قضية الولاية على أموال المأتم، وعلى أوقافه وممتلكاته. ممتلكات الحسينيات وأوقافها يحتاج التصرف فيها إلى ولاية، والولاية في هذا الأمر ترجع إلى الإمام القائم (عجل الله فرجه وسهل مخرجه) فهو ولي أمر العصر، والمرجع إليه، وقد نصّب نوابا في هذا المجال([2]) وهم الفقهاء العدول، وعلينا أيها الأخوة الكرام أن نراجعهم في مسألة اكتساب الولاية، حتى لو كان هناك انتخاب للإدارات، ولكن بعد الانتخاب يُتحصل على ولاية لرئيس المأتم والإدارة من أجل صحة التصرف في أوقاف الحسينيات وممتلكاتها.

الحسينية كما تعرفون استطاعت أن تحافظ على الإسلام، وتبقيه حيا في قلوب المسلمين وأفكارهم طيلة قرون كانت تعيش ظروفا صعبة مضادة للإسلام، فبرغم المشكلات الكبرى التاريخية التي اعترضت تاريخ الإسلام ولا زالت استطاعت الحسينية بما كان لها من توفيق من الله عز وجل وبركة من أجل الإمام الحسين عليه السلام، ومن خلال جهود المؤمنين أجدادا وآباءا وأبناء استطاعت أن تبقي على الإسلام مشاركةً المسجد ودورَ العلماء والفقهاء في ذلك. ولكن كما تعلمون الظروف تتطور، والمستوى الثقافي لا يثبت على حال، والتحديات الحضارية تتلون وتتنوع، وتكبر المشكلات فما كان من دور للحسينية قبل مئتي سنة لا يصحّ أن نجمد عنده. دور الحسينية فيما كان قبل، وفيما عشناه في الطفولة يقتصر في الكثير على النياح، وعلى المديح، وعلى سرد شيء من قصص التاريخ وواقعة كربلاء من غير تحليل، ولا اقتباس دروس كافية، هذا المستوى كان له دور فاعل في ذلك الوقت، أما اليوم فالظروف الموضوعية القائمة والمستوى الثقافي الحالي والتحديات الطاغية؛ كل ذلك يتطلب مستوى جديدا، ودوراً أكثر نضجا، وأكثر فاعلية للحسينيات، وأنتم بيدكم أمر الحسينيات، وتستطيعون أن تجمدوا دورها، كما أنكم تستطيعون أن تعطوها الدور الإيجابي الفاعل المؤثر، ولا يظن بكم إلا أن تكونوا فاعلين، وأن تكونوا إيجابيين، وأن تكونوا مؤثرين. أنتم اليوم جنود الحسين عليه السلام وأنصاره، ودور نصرتكم أن تعطوا للحسينية دورها الفاعل المؤثر في الناس، تركيزي هذه الليلة على جنبة، الحالة الاجتماعية المرتبطة بالحسينيات، وجودا ودورا.

لا شك أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت تستهدف فيما تستهدفه، خلق حالة اجتماعية متماسكة بين المؤمنين، ثورة الإمام الحسين عليه السلام من أجل إيجاد مجتمع مؤمن متناصر في الحق، متعاون على الخير، يعيش الألفة والمحبة والمودة والاندماج الإيماني، كلنا يعرف أن هذا من أهداف الإمام الحسين (ع)، فما موقفنا نحن من هذه المسألة؟ ما هو تأثير الحسينيات على وضعنا الاجتماعي؟

الناس خلقوا شعوبا وقبائل لحكمة؛ وذلك لأن تنوع الشعوب والقبائل يعطي تنوعا في الخبرة، ويعطي تلونا في الثقافة بما لا يضر بوحدتها النافعة. الشعوب والقبائل لو بقيت شعوباً وقبائلَ في مصالحها وأهدافها الكلية، وفي محاور ثقافتها لكانت دائما الحروب والمشاحنات، ولكان الصراع. يقرر الله عزّ وجل في كتابه الكريم أن تنوع الشعوب والقبائل من أجل التعارف، لتعارفوا، ويأتي التعليق “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. فلتكن قرى، ومدن، وحسينية القبيلة الفلانية، وحسينية القبيلة الثانية والثالثة، ولكن لا لتتفرقوا، وإنما لتتعارفوا، وتتلاقوا على خط الحسين عليه السلام، وتتناصروا في الحق، وتتعاونوا على البر والإحسان، لا للتصارع وإنما للتآلف، هذا التعدد طبيعي، ولكن لا بد من أن تحكم هذه التعددية ضوابط رسالية مقتبسة من سيرة الإمام الحسين عليه السلام، وسائر الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، من يوم التلاحم الكبير بين أهل الإيمان والتقوى يوم كربلاء؛ اليوم الذي يمثل شاهدا صارخا بأن الشعوب والقبائل في ظل الإسلام تتوحد، وأن الشعوب والقبائل والأجناس والعناصر المختلفة إذا اعتنقت الإسلام، واتبعته حقا كانت صفا واحدا ويدا واحدة من أجل الحق وعلى الباطل.

الترابط الاجتماعي هدف مَنْ مِنَ الطرفين يوم كربلاء؟ التمزق الاجتماعي هدف مَنْ مِنَ الطرفين يوم كربلاء؟ هناك طرف الحسين عليه السلام وطرف يزيد، من كان يعمل على تمزيق المجتمع؟ من كان يعمل على توحيد المجتمع المسلم المؤمن؟ كلكم سيجيب بأن الحسين عليه السلام كان يعمل على الترابط الاجتماعي على طريق الإيمان، وأن يزيد كان يهمه جدا أن يمزق الصفّ الاجتماعي الإيماني، وقد عرف الحكم الأموي بذلك حيث فرق بين العربي والعربي، وفرق بين العربي والموالي، فرق بين المجتمع المسلم، وصنَّفه تصنيفات مختلفة من أجل إثارة الفرقة، وتفتيت الصف.

الترابط هدف حسيني، التفرق هدف يزيدي، حسينيتك يا أخي – جزاك الله خير الجزاء – نرجو أن تكون حسينية، والحسينية إذا كانت حسينية لا بد أن توحد، لا بد أن تجمع، لا بد أن تعطي التحاماً بين مؤمني القرية بعضهم مع البعض، وبين هذه القرية والقرية الثانية والقرية الثالثة، وبين القرية والمدينة، وبين القبيلة والقبيلة الأخرى، وحين تتحول الحسينية إلى أدة تفريق ستكون يزيدية،وعندئذ فلنرفع عنها اسم الحسينية ولنعطيها اسم اليزيدية، لأن يزيد كان دوره التفريق بين المؤمنين، فعندما يكون دور حسينيتي التفريق بين المؤمنين فلأكتب عليها يزيدية فلان، ولا أكتب عليها حسينية فلان. الحسينية تعني إسلاما، وتوحيد الصفوف على طريق الحق والإيمان.

هناك مسببات للترابط الاجتماعي، هل ممكن للحسينية أن تؤدي دورا في مجال الترابط الاجتماعي، أو لا؟ من الطبيعي أن يكون للحسينية دورها ومن دورها الواضح جدّاً إحداث الترابط الاجتماعي على أساس الأخوة الإيمانية. هذا على مستوى المطلوب، ولكن الأمر على مستوى الواقع مؤلم جدا فكما تعرفون أن الحسينية فاقدة لهذا الدور. قد تقوم بعض الحسينيات وإن لم يكن عن قصد، وعن سوء نية، بدور التفريق بدل دور وحدة الكلمة، وجمع المؤمنين على توحيد الله سبحانه وتعالى، وعلى خط واحد هو خط الحسين، خط الحسن، خط علي، خط محمد، خط الله سبحانه وتعالى.

فلا بد إذاً من خطوات عملية من أجل تحقيق الأهداف الحسينية المباركة، وإسهام الحسينية في الإيصال إلى هذه الأهداف ومنها هدف الترابط الاجتماعي في سبيل الله سبحانه وتعالى.

نأتي لإدارة المأتم، إذا كان الهدف حسينيا؛ خَلق وعي إسلامي، إيجاد أخلاقية إسلامية، إيجاد نفسية إسلامية، توجه إسلامي، الترابط الاجتماعي على طريق الإسلام، فالإدارة من أي جنس تكون؟ لا بد أن تكون من أشخاص لهم نصيب من هذا الزاد، لهم نصيب من هذه الأبعاد. نحتاج دائما أيها الأخوة إلى إدارات تراعي الله عز وجل، تلتفت إلى الحكم الشرعي، شخصيات ذات طبع ميّال إلى الوحدة الاجتماعية، ليس عندها حالة خلاف وعداوات شرسة داخل القرية، داخل المنطقة. كلما كان الشخص أقدر على التفاهم مع الناس، أكثر تلاقيا مع الناس، أكثر تسامحا، يقدر أهداف الإمام الحسين عليه السلام، استطاع أن يتحاور مع المآتم الأخرى، كلما كانت الشخصية متوفرة على صفة الانفتاح، والتسامح، والتفاهم كان الأجدر أن تنتخب، إذا كان المأتم يعيش حالة الانتخاب. لما نجد اثنين في المنطقة كل منهما لا يسلم على الآخر، ولا يريد أن يلقى بوجهه الآخر، والقرية فيها مأتمان، ونعطي المأتم (أ) لأحد الإثنين، والمأتم (ب) للشخص الآخر، فتلقائياً المأتمان سيتعاديان، الحسينيتان ستتصادمان، لأن رئاستهما أساساً متصادمة، مطلوب لنا أن نبحث عن شخصية تستطيع أن تلتقي مع الشخصيات في المأتم الآخر، لمثل هذه الخطوة يمكن أن تسد نافذة من نوافذ الخلاف بين المآتم، وحالة التشنج التي تحدث بين هذه الحسينية وتلك الحسينية.

تسمعون اليوم في الحكومات عن وجود صقور وحمائم، فما هو مصير حكومتين لا يحتويان إلا على صقور؟ طبيعي ستكونان في حالة صراع دائم.

لا بد لنا من حسينيات من وجود الحمائم أيضاً، بل من الواجب في الدائرة الحسينية أن نكون كلنا حمائم مع بعضنا البعض، ولا يكون أحدنا صقراً على أخيه الآخر فقد وصف الله أصحاب محمد “أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين” فلا يتناسب مع دور الحسينية ووظيفتها أن تنشر عضلاتك على إخوانك من قريتك.

فيما عرفته من بعض الحالات أن بعض الحسينيات تتجه إلى كتابة ضوابط بمنزلة قانون لها، بمنزلة دستور للحسينية. ويحسن جدا في مثل هذا الوضع أن يتضمن دستور الحسينية نصا واضحا جدا على عدم إحداث الفرقة بين الحسينية وبين غيرها من الحسينيات والمؤسسات الأخرى، وعلى أنه يجب ألا يتسبب المأتم في إحداث فرقة لغير وجه الله سبحانه وتعالى، وهذه المادة تحكم رئيس المأتم، وتحكم الإدارة فإذا عمل شخص – لا سمح الله – من الإدارة على إحداث فتنة بين مأتم ومأتم، فإنه يفصل بمقتضى هذه المادة نحن نخسر كثيراً، ونخسّر الحسين عليه السلام، ونقضي على أهدافه من خلال هذه الفرقة، نحن نقتل الحسين عليه السلام قتلا أكبر من قتل يزيد له. يزيد قتل الإمام الحسين عليه السلام جسدا، فإذا قتلناه معنىً فقد ظلمنا الحسين عليه السلام أكبر مما ظلمه يزيد. ليكن هناك تزاور بين الحسينيات، في الموسم نفسه، وفي المناسبات الأخرى، وتزاور بين القرية والأخرى، والقرية والمدينة. فلنحاول أن نقضي على الشيطان، ونغلق الطرق عليه لئلا يتسلل إلى قلوبنا، ويفسد علينا أعمالنا، وأهدافنا الحسينية المباركة. إنه كلما استطعنا أن نسد أبواب الفتنة وأبواب التشاحن كان علينا أن نفعل.

الأخوة في السنوات الأخيرة صاروا يميلون إلى توحيد المواكب في داخل القرية الواحدة، هذا هو المطلوب أولاً إن أمكن، وإذا كان التوحيد عاجلا صعبا فإنه يطلب أن يكون تنسيق بين المواكب، ويكون هذا التنسيق خطوة تمهيدية من أجل وحدة الموكب.

يحسن تبني أنشطة ثقافية مشتركة بين الحسينيتين والثلاث الحسينيات، ولا يكون دائماً النشاط منفرداً مستقلا، لأنه يخلق حالة تنافس، وإن كان تنافسا في الخير، ولكنه قد يساء فهمه. جيد جدا أن يكون تنسيق في الأنشطة، فمرة تحيى المناسبة من مناسبات المواليد مثلاً في هذه الحسينية من قبل جميع حسينيات القرية، ومرة في الحسينية الأخرى. فهذا مما يخفف حالة التوتر، ويحدث حالة الوئام إن شاء الله.

اهتمام الخطباء بالتوعية والتثقيف في مجال الاتحاد والترابط الاجتماعي له دوره، فعلى الأخوة الخطباء في كل موسم وفي كل مناسبة أن يركزوا على هذا الموضوع ويذكروا أخوتهم المؤمنين المستمعين بأهمية توحيد الكلمة، والقضاء على أسباب الفتنة والشحناء بين الحسينيات. الحسين لا يتعادى مع نفسه يا أخوان، وكلما كنا مؤمنين كلما وجدنا أنفسنا موحدين متوحدين، وإذا وجدنا أنفسنا نفترق فلنتهم أنفسنا، ونتهم درجة إيماننا.

يجب أيضاً – ويسمح لي رؤساء المآتم لهذا – على جمهور المستمعين ورواد الحسينيات، ممن يستمعون الخطيب، ويشاركون في الموكب، أن يكون لهم ضغطهم المناسب، ومن أجل الله سبحانه وتعالى على رؤساء المآتم وإدارات المآتم بأن يستهدفوا دائماً الوحدة، ومن وُجد من رؤساء المآتم – وهذا نادر إن شاء الله – لا يحب إلا الفرقة فليكثروا له النصيحة بأن يعدل عما لا يرضي الله إلى ما يرضيه. إنه لا بد من لون من الضغط المدروس والعقلائي في مثل هذه الحالة مما يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإحلال الوئام محل الفرقة والخصام.

هذه نقاط وددت أن أذكرها ويبقى الكثير من الكلام في شأن الحسينيات وتطوير دورها وما ينبغي لها من تحمّل المسؤولية وتطوير الوضع الثقافي الإداري فيها. والإدارة مسؤولية ينبغي للراغب في الإسهام فيها أن يقف مع نفسه أولاً موقف المحاسبة. فليسأل أحدنا نفسه عما هو دافعها الحقيقي لهذه الرغبة فإن كان لله أقدم مستعيناً بربه على نفسه، وإلا توقف ما لم يستطع حمل النفس على الهدف الكريم الذي يرضاه الله له.

والنفس تحتاج دائماً إلى المحاسبة كل خطوة من الطريق، لأن أكثر ما يحدِّث به صاحبها هو حديث الأنا القتَّال.

الشهرة أحياناً المؤقتة العادية تحرمني سعادة الأبد، راقب النفس وحاسبها تكن حسينياً.

فلنحذر من سحر الشهرة فلرب طالب شهرة عادية عابرة حرقت صاحبها من سعادة الأبد وأذهبت عمله الكبير هباء.

فلو كانت تضحية العباس بن علي عليهما السلام لأن يذكر بطلاً كبيراً لعشرين قرناً، ومليون قرن فهل كان لقتله أن تكون شهادة؟! وهل تجدون لقتله بهذا الدافع شأناً عند الله؟! إنما كان العباس كبيراً، وقدوة في الدين لأنه المخلص في عمله الصادق مع الله سبحان في تضحيته.

وأنت ابذل ما تبذل، ابذل الملايين، اخرج من كل مالك، وإذا خرجت من كل مالك للدنيا فلن تنال عند الله آخرة أبدا. اعطِ وقتك، ابنِ حسينيات، ولكن أخاف أن أفعل كل ذلك وأحشر مع يزيد مع الأسف الشديد. لنكن جميعاً حسينيين بحيث نحشر مع الحسين عليه السلام وفي زمرته. ولن تكون كذلك إلا بأن تعرف الحسين وأهدافه وأخلاقيته وتستقيم على خطه، ونقتفي خطاه.

وفقنا الله لخير الدنيا والآخرة، وأخذ الله بيدنا لوحدة الصف، والسير على هدى الإمام الحسين عليه السلام. وأريد أن أنبه أخيراً على نقطة مهمة جداً، المواكب بدأ يغزوها الفساد، فساد الاختلاط وما يجر إليه من ويلات. صونوا المواكب من هذا الفساد، وإلا فإن الشيطان يستطيع أن يحول مواكبنا له، وتكون الملايين المبذولة، والجهود الكبيرة التي تُعطى لهذا الموسم صالح الشيطان وجنده، ولا تصب في مصلحة الدين والحسين عليه السلام.

وغفر الله لي ولكم والسلام عليكم.([3]) ([4])

——————————————————————————–

[1] بما لها من نسبة إلى الحسين عليه السلام.

[2] – وغيره.

[3] – نعتذر لعدم وجود المداخلات والأسئلة لعدم وضوحها في التسجيل.

[4] – أُجري حذف وإضافة على الكلمة في كتابتها في حدود الحفاظ على المضمون، وذلك لشعبية الاجتماع.

زر الذهاب إلى الأعلى