خطبة الجمعة (540) 20 ربيع الأول 1434 هـ ـ 1 فبراير 2013م

مواضيع الخطبة:

الخطبة الأولى: تكملة لموضوع: الإنسان بين أكثر من نظرة

الخطبة الثانية: وجود أو لا وجود – ما الذي ينتظره هذا الشعب؟ – إذاً لتخل شوارعنا

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي خَلَقَ الإنسانَ في أحسن تقويم، وَدَلّهُ على الصِّراط المستقيم، وفَتَحَ له بابَ اليقين، والطريقَ إلى أعلى عِلِّيين، وضاعف له الأجر على الطاعة، وأجزل الثواب.
نحمدُه ربَّنا حمدًا لا يُعدُّ ولا يُحصى، لا يقف عند إدراك العقول، ولا ينتهي بما تنتهي إليه الأفهام، حمدًا فوق كلِّ تقدير، ليس إلّا له وحده.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.
عبادَ الله الباحثين عن النَّجاة، الطّالبين للفوز والنّجاح، الرّاجين للرِّبح بلا خسارة، الطّامعين في خير النّفس الوفير العميم اطلبوا تجارةً لن تبور؛ تجارةً قال عنها سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}(1).
وقال عزّ وجلَّ بشأنها:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}(2).
تجارةٌ لا تلحق بها تجارة، جلال ربح، ودوام ربح، وغزارة وتدفّق، ودوام عطاء.
اللهم اجعلنا لا نُخطئ النظر، ونضلّ في الرأيِّ فنعدل بهذه التجارة تجارة أخرى، ونرضى بدلًا عنها، ونستثقل شيئًا مما ملّكتنا في سبيلها، أو نتباطأ فيها، أو يصرفنا صارِفٌ عن الجدِّ والطمع بها يا رحمان، يا رحيم، يا كريم.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، وثبّت ولايتنا لك ثمَّ لهم، واجعل طريقنا طريقهم، واحشرنا في زمرتهم ياربَّ العالمين، وأرحم الرّاحمين.
أمّا بعد أيّها الأعزّاء من المؤمنين والمؤمنات فالحديث يأتي تكملة لموضوع:

الإنسان بين أكثر من نظرة:

سَبَقَ ما يفيد بأنَّ هناك قاعدة انطلاق لما يختاره الإنسان من مسارٍ لحياته، باختلافها يختلف عنده الاختيار.
هذه القاعدة التي لا يستوي فيها كلُّ النَّاس مُعتقدًا وأصلًا، وقوّةً ومتانة واستمساكًا هي نوعُ رؤيتِهم للكونِ مبدءًا ومنتهى، رؤيتهم لقيمة حياتهم وأُخراهم، ورؤيتهم للقيمة الإنسانية لأنفسهم، لما هي الوظيفة المناسبة، والدّور الملائم لما عليه مستوى إنسانيّتهم في هذه الحياة، والغاية التي تتوافق مع هذا المستوى.
كما تقدّم ما يُعطي أن لابد في القاعدة التي تُمثّل منطلقًا صحيحًا لحياة سليمة صالحة، وغاية مرضية أن تتوفّر على أمرين مجتمعين: أن تكون واقعيةً لا من وحي الخيال، ونسيج الوهم، وأن تكون راقيةً تدفع بالإنسان إلى الرّقيّ، وتضعه على طريق الكمال(3).
وإذا كان من بين مكوّنات قاعدة الانطلاق في اختيار الإنسان لمسار الحياة نوعُ نظره إلى نفسه في قيمتها الإنسانية، وأنَّ النظرة الراقية منه للذات الإنسانية تحميه من السقوط، وتشدّه إلى قمّة عالية من المجد والكرامة على أن تكون هذه النظرة الراقية لا تستمد وجودها من الخيال، ولا تعتمد الوهم في صناعتها فلا بد من البحث عن الرؤية الراقية والواقعية لما عليه الذَّات الإنسانيّة ليكون اختيار الإنسان لمسار حياته، وتوجُّه حركته في ضوئها.
ولا يجتمع الرقيّ والصواب والواقعية لرؤية الإنسان كما في رؤية الإسلام إليه.

الرؤية الإسلامية للإنسان:
1. مخلوق مكرّم:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}(4).
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(5).
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ}(6).
الإنسان مخلوقٌ لا خالقٌ لنفسه، ولا فعلَ له إلا بإذن ربّه، لكنَّه قد كرّمه ربّه خلقًا، وأحسنه صنعًا، حتى سوّاه فَعَدَلَه، وجعل خلقه في أحسن تقويم، وفضّله خَلقةً وإمكاناتٍ واستعداداتٍ ومواهب عظيمة على كثير ممن خَلَقَ تفضيلًا.
الإنسان عقل وصورة، وكلّ ما فيه روعة وجمال، ودِقّة وحكمة، ولطف ورحمة، وللإنسان في كل منهما تميّز على كثير من الخلق(7)، ويبقى السبق، والقيمة الكبرى، والأهمية الأشدّ للعقل، وهو مفخرة الإنسان.
عن الإمام عليّ عليه السلام:”الإنسان عقل وصورة، فمن أخطأه العقل ولزمته الصورة لم يكن كاملًا، وكان بمنزلة من لا روح فيه…”(8) فإذا كان له من حيث الصورة جمال فهو جمال ظاهر، وإلى انتكاسٍ، واندثار، وزوال، لا جمال لبٍّ، وجمال باطن، وليس مما يدوم.
والإنسان شهوة وعقل يكون منهما المركّب الذي يقوم بوظائف الحياة، ويطور أوضاعها، ويتقدم بها، ويستهدف أن يبلغ غاية أكبر مما تعطيه أوضاع هذه الحياة، ويتسع له أفقها، ويستوعبه مداها.
والإنسان حسٌّ دنيويّ، وحاجاتُ دنيا، وحسٌّ أخرويّ واستعدادات للحياة الأخرى.
عن الإمام الكاظم عليه السلام:”خلق الله عالمين متّصلين؛ فعالم علويٌّ، وعالم سفلي، وركّب العالمين جميعًا في ابن آدم”(9).
والإنسان قبضة من طين تشدّه إلى حاجات الأرض، وهمومها، وأمانيها، ونفخة روح تتجه به إلى السماء وقيمها وجلالها وجمالها، وإلى الجلال المطلق، والجمال المطلق لربّ السماء والأرض، وتثير أشواقه إليه، وتؤجّجها فيه، وترفع من مستواه، وتجعل تطلّعه إلى الكمال غالبًا على تعلّقه بما تُقدّمه الأرض من لذّة، وما تُغري به من جمال ماديّ عابر لا يملك أن يقارِب جمال المعنى في قيمته وأفقه وسعادة النفوس الحيّة به.
إنّه الإنسان فيه ما يشدّه إلى الأرض، ويُغري به الشيطان، ويطمعهُ فيه، ويجد الأمل في انخداعه به، وفيه ما ينفتح به وعيًا وشعورًا كريمًا، وشوقًا حارًّا على ربّه، ويجعل همّه الأول والأكبر في التقرّب إليه بأن ترقى ذاته بالتحلِّي بالمحدود والممكن له من صفات جلال الله وجماله المطلق الذي لا حدود له.
فقه الرضا:”قال العالم: وجدت ابن آدم بين الله وبين الشيطان؛ فإن أحبّه الله – تقدّست أسماؤه – خلّصه واستخلصه، وإلّا خلّى بينه وبين عدوّه”(10).
ولابد من إعمال الإنسان إرادته في سبيل التقرُّب إلى ربّه سبحانه وتعالى من أجل أن يُخلّصه الله من عدوه، وكل عوائق تقرّبه إليه، واستخلاصه لطاعته ومحبّته. الإنسانُ معادلاتٌ وموازنات دقيقة ومحكمة ومتناسقة ومتكاملة وموجَّهة، ومصممة تصميمًا عادلًا، ومتّسقًا مع الطلب الإرادي للغاية الكريمة الكبرى المتمثلة في القُرْب من الله عزّ وجلّ، ونيل رضاه.
الإنسان كريم خلقًا صورة، كريم خلقًا معنى ومضمونًا. صورته منتصب القامة، مرفوع المحيّا، يرمي ببصره إلى بعيد، ويرتفع به إلى السماء.
يرفع طعامه وشرابه إلى فيه بيده، لا أنّه يكُبّ عليه. عن الإمام زين العابدين عليه السلام:”{…. وَفَضَّلْنَاهُمْ} يقول: ليس من دابّةٍ ولا طائرٍ إلا وهي تأكل وتشرب بِفِيها، لا ترفع بيدها إلى فِيها طعامًا ولا شرابًا غيرُ ابن آدم، فإنّه يرفع إلى فِيه بيده طعامه، فهذا من التفضيل”(11).
وعن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى:”{وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} خَلَقَ كلّ شيء منكبًّا غير الإنسان خُلِق منتصبًا”(12).
نعم إنّه من التفضيل لهذا الإنسان من حيث الصورة أن يُخلق الإنسان منتصب القامة قادرًا على أن يطمح ببصره إلى السّماء وكلّ ما عداه من حيٍّ يراه على الأرض خُلِق ووجهه إلى الأرض، وأن يرفع طعامه وشرابه بيده إلى فمه، وغيرُه من أحياء الأرض التي يشهدها تضطرُّ إلى أن تصلَ طعامها وشرابها بفِيها في صورة أبعد من الكرامة التي عليها طريقة الإنسان في تناوله لشرابه وطعامه.
هذا من كرامة الإنسان وتفضيله صورة. ومن كرامته وتفضيله معنى هذا التميُّز الواضح العظيم في موهبة العقل والنطق والإرادة الذي لا مخلوق من مخلوقات الأرض من نبات وحيوان يُشارك الإنسان فيه.
فعقلُ الإنسان هو سرّ تصرّفه في أشياء الأرض وموجوداتها، وسرُّ تقدّم مستوى حياته وحضارته، وقدرته الهائلة على تطوير أوضاعه ليس لغيره من شركائه في حياة الأرض مثله، ولا المشاعر الكريمة الرفيعة التي تعمر بها النفوس الحيّة في عالم الإنسان يجدها نبات أو حيوان من دابة أو طير، ولا القدرة على التعبير ونقل الأفكار والمشاعر التي يتمتع بها الإنسان تكون لشيء من ذلك، ولا الإرادة وصفة الاختيار للهدف والمنهج هي لغير الإنسان من موجودات تشاركه الحياة المادية في الأرض مما ذُكر.
عن الإمام الهادي عليه السلام في رسالته في الردّ على أهل الجبر والتفويض:”فإنّا نبدأ من ذلك بقول الصادق عليه السلام: لا جبر ولا تفويض ولكن منزلةٌ بين المنزلتين وهي صحة الخلقة، وتخلية السَّرب…”(13).
ففتح الطريق أمام الإنسان، وإعطاؤه القدرةَ على اختيار الطريق لصنع مستوى متقدّم أو متخلّف لوجوده، ومصير ناجح أو فاشل له مما يتميّز به الإنسان ويُعطيه الأفضلية على غيره من فاقد القدرة على الاختيار للمنهج والمصير.
ويقول الإمام الهادي عليه السَّلام في هذه الرِّسالة عن تفسير صحّة الخلقة:”أما قول الصادق عليه السلام: فإنَّ معناه كمال الخلق للإنسان، وكمال الحواسّ، وثبات العقل والتمييز، وإطلاق اللسان بالنُّطق وذلك قول الله {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} إلى أن يقول عليه السلام: فأول نعمةِ الله على الإنسان صِحّة عقله، وتفضيله على كثير من خلقه بكمال العقل وتمييز البيان….”(14).
فبالعقل يتقدَّم الإنسان ويكون له الفضل الظّاهر من حيث الخلق على كلِّ فاقد لهذه النِّعمة الكبرى مما خلق الله تبارك وتعالى.
وتأتي نعمةُ التعبير عن الأفكار والمشاعر، والمقاصد ميزةً أُخرى من ميزات هذا المخلوق وتفضيله.
هذا وللحديث تتمّة.
والحمد لله رب العالمين.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم أكرمنا بمعرفتك، وشرِّفنا بطاعتك، وارفع درجتنا بعبادتك، واجعل جهادنا فيك، وسعينا مُوصلًا إلى رضوانك إنك الحنّان المنّان، المتفضّل، المحسن، الحميد، المجيد.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}(15). 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي لا شبيه له من خلقه، ولا يلحقه وصف واصف. غائب عن الأبصار بعزّ جلاله، ظاهر للعقول في كلّ شيء من صُنعه، خفيٌّ عنها في عدم تناهي عظمته، وامتناعه على الحدود في كماله.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.
عباد الله من سَلَكَ طريق الخير وجده، ومن سلك طريق الشرِّ انتهى إليه، ولن يُلاقيَ امرؤٌ بعد هذه الحياة إلّا ما عمل له، وعمل يُدخل الجنّة لا يُدخل النّار، وعمل يُدخل النّار لا يُدخل الجنّة، فلينظُرْ كلّ امرؤ لنفسه ما يحب من جنّة أو نار فيعملَ له. ومن هانت عليه نفسه اختار لها النّار، وكان عمله مما ينتهي به إليها، ومن كرُمت عليه نفسه اختار لها الجنّة وكان عمله مما يفضي إليها.
واليوم فرصة الاختيار مفتوحة، ومع بلوغ الروح التراقي تنتهي فرصة الاختيار، ويتحدَّد المصير.
أعاذنا الله وكلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة من تضييع الفرصة، واختيار طريق العذاب والكربة، والتساهل في ما هو الأهم، والتغافل عما هو الأعظم، والتشاغل عن يوم المعاد، وقلّة الاستعداد، ورداءة الزاد.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة، وعلى الهادين المعصومين؛ حججك على عبادك، وأمنائك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وعجِّل فرج وليّ أمرك القائم المنتظر، وحفّه بملائكتك المقرّبين، وأيّده بروح القُدُس ياربّ العالمين.
عبدك وابن عبديك، الموالي له، الممهِّد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين، وفِّقهم لمراضيك، وسدِّد خطاهم على طريقك، وانصرهم نصرًا عزيزًا مبينًا ثابتًا دائمًا قائمًا.
أما بعد أيها الأحبّة في الله فإلى بعض كلمات:

وجود أو لا وجود:

الأمّة التي تريد أن يستمرَّ لها وجود… أن يكون لها بقاء لا تسمح لنفسها بالتمزُّقات، الأمّة التي تتوق للنهضة والسبق والرِّيادة لابُدَّ لها من الحفاظ على وحدتها.
تكون الأمّة قد اختارت أن لا تكون لها نهضة، وأن لا يكون لها تقدّم ولا سَبْق، بل ولا بقاء إذا اختارت طريق الانشطار والتمزُّق والتشظّيات.
إنّ مسألة وحدة الأمّة وعدمِها مسألة تقدُّمٍ أو انتكاس، بل قضيّة استمرار أو انتهاء.
والأمةُ الإسلاميّة ليست مستثناة من هذا الأمر، فهي محكومةٌ لما يحكم كلَّ الأمم.
وبقاء هذه الأمّة بصفتها الدينية الإسلاميّة غير منفصل بحال من الأحوال عن استمساكها بدينها وانشداد كلّ واقعها إليه.
والإسلام في ظهوره العمليّ، وفي امتداد وجوده في الأرض وغلبته، محتاج إلى وحدة الأمّة التي آمنت به، وحملت أمانته، وفي ضعفها ضعفه، وفي تفتتها تفتته، وفي ذهابها ذهابه.
وكلما زاد الانقسام على الإسلام، وتعدّدت رؤى الأمّة حول مرتكز من مرتكزاته كلَّما كان ذلك سببًا رئيسًا لانقساماتها وتشظّيها، وليس أدعى إلى ذلك من أن يتصدّى إلى بيان الرَّأي في مسائل كبرى من مسائل الإسلام من لا أهليّةَ له علمًا أو ورعًا فيُسمع لرأيه ويُؤخذ به، فعلى الأمّة أن لا تسمح لهذه الآراء القاصرة أو الفاجرة أن تجد لها موقعًا في حياتها.
أمَّا لو توقّفت وحدة الأمَّة على أن تتوحد آراء مجتهديها كلّهم في كلِّ المسائل حين لا يمكن أن تتوحّد الآراء الاجتهادية في إطار المذهب الواحد لكان عليها أن تكون مئة أمّة وألف أمّة، وأن تتمزّق كلّ مُمزّق(16).
وليس أسعد لأعداء الأمّة جميعًا من أن ينحطّ مستوى مجتهديها علمًا وتقوى، وتتفرّق بهم الآراء في ما لا يصحّ الاختلاف عليه من أمر الإسلام، ويتكثّر علماء السَّلاطين، ممن يبيعون دينهم بالأدنى، والطّامحون من القاصرين علمًا ودينًا في الزّعامات الدنيوية فلا يهمّهم أن تتوزّع الأمة أشتاتًا، وتفقد وحدتها، وأن يسعوا إلى ذلك عن قصد وسَبْقٍ وإصرار ما دام طريقهم إلى الدّنيا هو الاختلاف(17)، ودعم السياسات الظالمة، وما دام تقاضي الأجور والمكافآت الماديّة الضخمة، والحصول على الألقاب المغرية، والشهرة الزائفة يتطلب ثمنًا من الدين، ومن وحدة الأمَّة، ولا يحصل إلا بتفتيت كيانها.
وعلى الأمة حفاظًا على ما تبقّى من وحدتها، وطلبًا لصون هذه الوحدة ومتانتها واشتداداها وتأبّيها على التفتّت والذوبان، وقدرتها على أن تنهض بمستوى الأمّة وتبلغ به مبالغ لا تطاله الأمم أن تزيدَ من فهمها للإسلام، وتُحاول أن تقترب بفهمها من فهمه، وبواقعها من واقعه، وخُلُقِها من خُلُقه، وأهدافها من أهدافه، وأُفقها من أُفقه، وتتمحور في كلّ حركتها حول التوحيد.
وهي إذا أرادت ذلك لابد أن تتمحور كلّ حركتها حول الرّسول والرسالة لتأتي الأمّة الوسط بحقٍّ، وأوعى أمة، وأهدى أمة، وأقوم أمّة، وأعلم أمّة، وأنتج أمّة، وأكثر الأُمم سَبْقًا إلى كل مجدٍ وعزٍّ وخيرٍ وكرامة.

ما الذي ينتظره هذا الشعب؟
الشعب لا ينتظر حوارًا خِدعة كما يسمّيه البعض، ولا حوارًا جادًّا كما يسمّيه البعض الآخر، ولا يهمُّه أن يسمع كلامًا قليلًا أو كثيرًا بشأن الحوار، ولا يعطي للحوار أيّ قيمة في نفسه.
هذا الشعب المغبون الذي يُعاني من سياسة التهميش والعزل والتمييز والحرمان والاضطهاد لا ينتظر غير إصلاح يشهده على أرض الواقع يُعيد له اعتباره، ويعترف برأيه وحقّه، ويقِرُّ له بسيادته، ولا يُبقي بقيّة من ظلم واضطهاد، ولا تهميش أو تمييز كيفي، أو إقصاء كيدي، أو تسيُّدٍ قهري، ولا سجينًا من سجناء الرّأي السّياسي، ولا خوفَ خائف من أن يعود إلى وطنه، ولا مظلومًا لا يجد من ينتصف لظلمه، ولا رأيًا سياسيًّا تضطر صاحبَه الملاحقةُ الأمنية والقضائية الجائرة إلى كبته.
هذا الإصلاح هو الذي حرَّك الشعب وطلبه من أول يوم في حراكه، وكلُّ عمر حراكه، ولا زال ينشده، ويصرّ عليه. وقد بَذَلَ ولا يزال يبذل الكثير والغالي من أجله.
أعطى على طريقه من أمنه وراحته وماله ودمه… أعطى شهداء من رجال ونساء، وأعطى ألوفًا من السجناء، وعاش ليالي وأيامًا طويلة في منازله، وغُرف النوم تحت رحمة السحب من الغازات الخانقة.
وعلى الطريق نفسه هُتِكَت حرمة المساجد والحسينيات والمنازل والأعراض، ومسَّ الأسى والسّوء والقلق والفزع والأذى والضرر مئات الألوف من المواطنين، وتشرّد من تشرّد، وتعذّب من تعذّب، وارتفع عدد الجرحى والمعلولين، وفُقِئت العيون، وشُلّ من شلّ، وأُزهِقت أنفس بريئة في السجون وتحت وطأة التعذيب، وفُصِل من فُصِل من عمله ووظيفته ودراسته، ونالت العقوبات المعنوية الغليظة، والاتهامات الظالمة العديد من الشخصيّات بقصد تحطيم السُّمعة والقضاء على المعنويّة وإسكات الصّوت وإجهاض الدّور، واستمرّت محنة المعاناة والألم والجراحات لما يقرُب من السنتين لحدّ الآن.
وبشأن الحوار الذي دعت إليه السُّلطة في هذا الظرف الخاص لا زالت تصريحات المسؤولين الرَّسميين تُصرّ على أن الخلاف بين عدد من الجمعيات السياسية أو بين طائفتين، وأنَّ موقعها الطبيعي في الصِّراع القائم أن تكون حَكَمًا بين الطرفين، وهي ترى لنفسها العدالة والنزاهة والموضوعية الكافية التي يتطلّبها هذا الموقع، ويُساعد على ذلك كون الصّراع بعيدًا كلّ البُعد عن منفعتها ومضرّتها، وأنَّ الطرفين(18) يقفان منها(19) موقفًا واحدًا في كلِّ ما تأخذ به سياستها وأنْ لا ميل من هذه الجمعيات أو تلك على الإطلاق لدعم هذه السياسة.
هذا يعني أنّ قوّات أمنٍ تابعة لقسم من الجمعيات السياسية أو متسلّلة من الخارج هي التي تقمع المتظاهرين في شوارع البحرين(20) ممن يُطالبون بالإصلاح بالطريقة السلمية، وبسلاحها سقط من سقط من الشهداء، وجرح من جرح، وعلى يدها امتلأت السجون من المعتقلين والموقوفين(21)، وأنَّ لها سجونًا ومحقّقين ومعذِّبين، ولها محاكم تُصدِّر أحكامها القاسية على الأعداد الكبيرة من الجمعيات المتقابلة وجماهيرها التي تطالب بالحقوق(22).
ولا يقول هذا الرّأي إلّا معتوه.
ويحدد المسؤولون الرَّسميون نتيجة الحوار في توصيات ينتهي إليها الخصماء من جمعيات سياسية ومستقلّين لتنفذها المؤسسات الدستورية والقانونية للدولة على حدّ ما كان عليه الأمر بالنسبة لتوصيات ما يُسمّى بالتوافق الوطني السابق.
أما الضمان لتنفيذ هذه التوصيات فهو الشّعب كما يقول التصريح الرسمي.
ووسيلة الشعب في الضغط لصالح التنفيذ لأي توصية يراها تنصبُّ في مصلحة الوطن هي وسيلته في المطالبة بالإصلاح(23)، وهي مسيراته واعتصاماته واحتجاجاته السلمية والتي يتلقّى جزاءها قتلًا وجرحًا وسجنًا وويلات وتعذيبًا فهل هذه هي الضمانة التي يقترحها الجانب الرسمي لتنفيذ وصايا الحوار، وبعد الاحتياطات المتخذة لعدم خروجها على التوجه الرسمي، وتجاوزها لمشتهياته وإملاءاته!(24)
وإذا كان التوافق الوطني المطلوب للحوار هو من جنس سابقه، وسقفه سقفه، ومستوى نتائجه مستوى التوصيات فلماذا هذه الجولة الثانية، وتكرار التجربة، والبحث من جديد عن نتائج لا تُمثل حلًّا للمشكل، ولا ترقى للطموح العادل للشّعب، ولا تُحقق مُهِمًّا من مطالبه؟!
لا منظور للشّعب غيرُ الإصلاح الحقيقي، ووضع العلاقة بين الشعب والحكومة في نصاب يتّسم بالعدل، ويقدّر للشعب وزنه، وكلمته في الشّأن العام الذي ترتبط به مصالح دينه ودنياه وآخرته.
ولا أقلَّ من ضمانة دستور عقدي متوافَق عليه بين طرفين هما طرف الحكم وطرف الشّعب، وكما لا يُنيب عن الحكومة أحد في ما تريد إلا بإذنها، فكذلك لا يُمكن أن يُقرِّر عن الشعب فيما يريده إلا هو، ولا يمكن لأحد أن يُنيب عنه رغمًا على أنفه.
وكيف يغيّب مغيَّبُو السجون، ومغيَّبو الخارج عن حوار هم مَنْ أولى أهل الأولوية بشأنه ونتائجه، ومن أشفق أهل الشفقة على مصلحة الوطن، وأصدق أهل الصِّدق وحملة الراية في الدفاع عن حقوقه، والمطالبة بحرّيته؟!
وأمَّا عن ترحيب دول كبرى والأمم المتّحدة بالحوار فهل جاء بعد معرفة تفاصيله، ومدى قيمته، والاطمئنان إلى كفاية نتائجه في تقديم حلٍّ عادل للأزمة السياسية الحادّة في البحرين؟ أو جاء بخلفية حسن الظن في نية السّلطة لسوابق مقنعة، وتجارب دالّة؟
أو لا خلفية لهذا الترحيب من شيء من ذلك وإنّه لغرضٍ يناسب سياسة تلك الدول والمؤسسات التابعة لها؟
أمّا كونه لقيمة يُطمأنّ إليها في الحوار فهذا ما ينافيه المكشوف والمصرّح به من أمره لحدّ الآن.
وأمَّا التأميل في ذلك فلا سابقة من التجارب المعروفة تُساعد على هذا الأمل.
وإذا كان لا خلفية للترحيب بالحوار من كِلا الأمرين فيبقى السؤال عن معقوليته وحكمته؟
هنا أكثر من تصوّر، ولكنَّ المعتاد أنَّ مصالح شعوبنا لا تمتلك أولوية في اهتمام الدول الكبرى ومؤسساتها، والأولوية دائمًا لمصالحها الماديّة المتنوّعة.

إذًا لتخلُ شوارعنا:
مئات الألوف من أبناء هذا الشعب استفادوا من الميثاق وحتى من الدستور المختلف عليه، ومما عرفوه من المواثيق الدوليّة وحقوق الإنسان وحرية التعبير أنَّ من حقّهم أن يُشاركوا في المسيرات والاعتصامات السياسية السلميّة. ثم إنَّ العاصمة جزء من هذا الوطن وهي عاصمة الجميع، ولا يصحّ حرمانهم من التعبير(25) عن رأيهم السياسي وبالطريقة السّلمية المنضبطة الحضارية الرّاقية الشرعية على أرضها.
فإذا كان الأمر كذلك وكان الجزاء للمشاركة في مسيرة مخطر عنها في العاصمة أو غيرها اقتياد المشاركين في صورة مهينة للتوقيف ولمدة 45 يومًا، ويحتاج أمر المشاركة إلى التحقيق طوال هذه المدّة فإذًا لتخلُ الشوارع(26)، ولتخلُ البيوت في البحرين من مئات الألوف من مواطنيها لجرم المشاركة في المطالبة بالحقوق والإصلاح بالأسلوب الملتزم بالسلميّة.
حُيّيتم أيها الأعزّاء من علماء وقادة وشرفاء من رجال ونساء وشباب وشابات ممن تغصّ بهم السّجون من أبناء هذا الشعب الكريم(27).
حُييتم أيها الشباب الذين اقتيدوا للتوقيف من مسيرة الجمعة الأخيرة في المنامة التي لم تخرج لبطش أو إفساد وتخريب وإنما لترفع صوت المطالبة بالعدل والإصلاح.
حُيّيت شيخنا الزّاكي فأنت وإخوانك من أهل العلم والفضيلة والصّلاح والتقوى ممن يحتاجهم النّاس عِلمًا، ودورًا هاديًا، وقُدوات صالحة، وبصيرة ووعيًا وحُبًّا في الخير، وصوتًا ناطقًا بالحقّ إنما مكانكم السّجن في سياسةٍ تعيش خللًا في الموازين، وتسخر بقيمة الإنسان، وتستخفُّ بأحكام الدين، ولا تعترف بحقوق المواطنة.
وأنتم جميعًا حيثما وجدتم كنتم قادة ومعلّمين، ومربّين، وهادين، ومصلحين…. فهنيئًا لكم على كلّ حال، وبوركتم، وضاعف الله أجركم، وحقّق آمالكم في نصر الحقّ وأهله في كلّ مكان.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم جنّب أمة الإسلام شرّ الفتنة والفُرقة والشَّتات واجمع كلمتها على التقوى، وباعد بينها وبين كلِّ سوء. اللهم ارحم شهداءنا وموتانا، واشف جرحانا ومرضانا، وفك أسرانا وسجناءنا، ورُدَّ غرباءنا سالمين غانمين في عزٍّ وكرامة إنّك أرحم الراحمين.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون (28).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – 10 – 13/ الصف.
2 – 29، 30/ فاطر. 3 – حتى يكون المنطلق لمسار صحيح في هذه الحياة لابد له أن يجتمع على هذين الأمرين معًا.
4 – 70/ الإسراء.
5 – 4/ التين.
6 – 6 – 8/ الانفطار.
7 – في صورته، وفي عقله ومعناه.
8 – موسوعة العقائد الإسلامية ج1 ص193 ط1.
9 – بحار الأنوار ج58 ص253 ط2 المصححة.
10 – فقه الرضا ص349 ط1.
11 – الأمالي ص489 ط1.
12 – تفسير نور الثقلين ج3 ص188 ط4.
13 – تحف العقول ص460 ط2.
14 – بحار الأنوار ج5 ص77 ط2 المصححة.
15 – سورة التوحيد.
16 – إذا انتظرنا لوحدتنا الإسلامية الكبرى أن نتفق داخل المذهب الواحد فضلا عن كل المذاهب على كل الآراء الاجتهادية فبيننا وبين تلك الوحدة ما لا يمكن أن يُقطع. مستحيل أن تتحقق وحدة تتوقّف على وحدة كل الآراء الاجتهادية في كل المذاهب.
17 – اختلاف الأمّة.
18 – هذه الجمعيات، وهذه الجمعيات.
19 – في تصويرها.
20 – ليست هناك قوّات حكومية، يعني الحكومة بريئة، طرف بعيد عن الصراع.
21 – كلُّ ذلك على يد قوات تابعة لجمعيات سياسية أو متسلّلة من الخارج.
22 – معنى ذلك أن البلد محكومة لبعض الجمعيات السياسية أو لقوّات وأجهزة متسللة من الخارج.
23 – ماذا عند الشعب من وسيلة ضغط؟ نفس الوسيلة هي التي يستعملها في المطالبة بالإصلاح.
24 – هذه الوسيلة ممنوعة أيضًا، تُقابل بالرصاص الشوزن، والغازات الخانقة، هذه هي وسيلة الضمان؟ معنى ذلك استمرار الاعتصامات، واستمرار المسيرات، واستمرار القمع والتنكيل!
25 – هذا ما يفهمه الناس.
26 – هتاف جموع المصلين (هيهات منا الذلة).
النتيجة لهذا الفهم، ولهذا النوع من العقوبة أن مئات الألوف من أبناء البحرين لابد أن يكون مقرهم السجن، وأن تخلو منهم شوارع البحرين وبيوتهم. وإلا هذا الذي يُؤخذ بتهمة المشاركة ما الفرق بينه وبين من لم يؤخذ؟ خذونا كلّنا، خذوا كل من يخرج، إذا كانت المشاركة في مسيرة سلمية مخطر عنها يستوجب التوقيف لمدة 45 يوما، والمحاكمة، والحكم القاسي المترتب على المحاكمة فإذًا يجب أن يخضع مئات الألوف في البحرين لهذا الأمر، أم هو التكرُّم؟ ولماذا هذا الانتقاء؟
27 – هتاف جموع المصلين (نطالب بالإفراج عن المساجين).
28 – 90/ النحل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى