خطبة الجمعة (62) 25 ربيع الأول 1423هـ – 7-6-2002م

مواضيع الخطبة:

الاعتصام بحبل الله  –  منابع تسميم متدفقة  –  الوحدة الإسلامية الكبرى وبطل من أبطال الإسلام

نعم لمنتدى الوحدة الإسلامية الذي أشادته جمعية التوعية الإسلامية، نعم للوحدة الإسلامية الكبرى ، نعم لكل مسلم يسعى بجهد كبير أو صغير حسب إمكانه لتحقيق هذه الوحدة، ولا للفرقة بين المسلمين، ولا لقطَّاع الطريق على الوحدة الإسلامية التي يدعو إليها الكتاب الكريم والسنة المطهرة.

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي لا خير إلا وهو مصدره، ولا شر إلا وهو قادر على دفعه، ولا حياة ولا موت إلا بتقديره، وهو العليم الخبير، الفعال لما يريد، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تقديره فوق كل تقدير، وتدبيره وراء كل تدبير، وقهره لا تقوم له حيله، وأمره لا تواجهه وسيله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله كاشفاً للغمم، منقذا للأمم، رافعا للهمم، باعثا للقيم، صل الله عليه وآله، وزادهم شرفا، وكرامة، وسلم عليهم تسليماً كثيراًًًً
عباد الله ألا فاتقوا الله ما أردتم بأنفسكم خيرا، فلا ينسى تقوى الله إلا من أراد بنفسه سوءاً، وهان عليه أنّّّ تسقط نفسه، ويكون في النار مقره، وفي العذاب مقامه، وإن درب الاستقامة والسعادة لا تُوافىََ ممن لا تكون له تقوى، ومن كانت التقوى مركبه كان حظه الاستقامة، ومن جزائه السعادة وهل يكون الاتجاه لله فتزل القدم وتميل الخطى عن طريق النجاة؟! ويكون انحراف عن وجهة الحق؟! وهل يكون العمل لله فيصاب صاحبه بخسران أو شقاء؟! ألا فلنلتزم َبطاعة الله وخط أولياء الله، ولنهجر معصية الله ونضاد من ضاده، ونعاند من عانده، والله هو القوي، والله هو الجبار القهار. اللهم صل وسلم وزد وبارك على رسولك الكريم محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
اللهم اغفر لنا وأعذنا من معصيتك، ووفقنا لطاعتك واختم لنا بخير ما ختمت به لعبادك الصالحين.
أما بعد فإن اصدق القول وأحسن الحديث كتاب الله الحميد المجيد، وقد قال عز من قائل في كتابه المنزل على نبيه المرسل صلى الله عليه وآله وسلم (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ، وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات أولئك لهم عذاب عظيم)04-105 آل عمران.
1) النداء للذين آمنوا، وهم أمة ذات هُوّية محددة متميزة من بين الأمم
ومسؤولية ضخمة بمقتضى هذا الإيمان، ورصيد كبير يهيئ لهذه المسؤولية، ورصيد الإيمان رصيد تقوم على أرضيته كل ٌلأرصدة الإيجابية، وتنمو وترعرع حتى تسمُق شجرتها بما لا تسمُق به شجرة خير في الأرض على قاعدة أخرى.
2) المقطع القرآني الكريم يضع على كاهل الأمة أن تطلب العصمة والإمتناع من الضعف والذوبان والتحلل والتسيب، ويحدد الطريق إلى ذلك ، وهو الاعتصام بحبل الله ،وحبل الله منهجه لأهل الأرض الذي يجسده الكتاب الكريم والسنة المطهرة المتلقاة من أهل العصمة أهل بيت الرسالة عليهم أفضل الصلاة والسلام . والاعتصام بحبل الله تطبيق كامل دقيق لمنهج الله في كل مساحة الحياة وميادين الفكر والشعور والعمل.
وعصمة الأمة من كل التخلفات والتبعية، وفقد الموقع الرائد، وخسارة الأصالة إنما يتم حين يكون الاعتصام بحبل الله المتين ومنهجه الكريم اعتصام أمة لا شريحة من شرائحها فقط، وإن كان هذا الأخير له نتائجه الكبيرة الملحوظة .
ومن حبل الله الذي يعتصم به فيعصم ويحمي ويكفي، رموزُ المنهج الإلهي وقدوا ته وقياداته المتجسدة في أجلى وأكمل مصداق لها رسول الله ثم أوصيائه المعصومين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. ويأتي في الدرجة الثانية المنصوبون لموقع الولاية في غياب المعصوم عليه السلام حسب ما دل عليه الدليل الواضح الجلي .
3) الوحدة الحقيقيَّة على مستوى الفكر والشعور والموقف العام المتصل بقضايا الأمة وعلى مستوى العمق والسطح من وجودها وبصورة متجذرة قوية ممتدة لا تقبل أن تقطع أو تجتث نتيجة مترتبة حتماً وبصورة تلقائية على اعتصام الجميع بحبل الله والأخذ بمنهجه وهي إحدى ثمراته الكثر ونتائجه الطيبة.
والوحدة التي تترشح عن الاعتصام بالمنهج الإلهي، وتنبت في ظل قيادة إسلامية صادقة لا تكون حسب منطلقها وهدفها والرحم الطاهرة التي جاءت منها للفساد والتخريب والعدوان وإنما هي من أجل الحق والهدى والعدل والمساواة والإعمار النافع والإنماء الصالح ، ذلك لأنها وُلدت من رحم القيم الرفيعة ، ومن عطاء الاعتصام بالله الذي يرتفع بالنفوس عن الهوى والجهل والفساد ، ويأخذ بها على طريق النور والهدى والحق والجمال .
4) التفرق عن حبل الله الذي لا عصمة إلا به يعني الوقوع فريسة الهوى والضلال والمشتهيات والعصبية العمياء والجاهلية الجهلاء ، ولازم ذلك التشتتُ والتصادم والتشرذم في حالة من الاقتتال على المصالح الصغيرة ، والحروب الإستنزافية المدّمرة، وخفة الوزن ، وتفاهة الهم ، وضيق الأفق ، وسفه الرأي ، وغلبة الهوى .
5) الآية الكريمة تحيل ذاكرة الأمة على تجربة عاشتها وهي تطلب الاعتصام من الضعف والتخلف والهزيمة والتشرذم وألوان المآسي بغير حبل الله ومنهجه ورسله وأوليائه ، وأخرى كان اعتصامها فيها بحبل الله ومنهج القرآن والسنة والرسل والأولياء.
التجربة الأولى أذاقتها مر العداوة والفرقة والاقتتال، وأحرقتها بنار الحروب والفتن والنهب والسلب والعدوان ، وشارفت بها على حفرة من النار والسقوط النهائي والذوبان الكامل وخسارة انسانيتها تماماً.
والتجربة الثانية خلقت وحدة معمّقة متجذرة في الأعماق ، وأخوّة إيمانية صادقة عمرت بها الأفئدة والنفوس ، وعبّرت عنها المواقف في السعة والضيق ،والرخاء والشدة ، وقد أخرجت هذه التجربة الأمة من كل عذاباتها ، وأنقذتها من التخلف والسقوط لتقف بها في مقدّمة الأمم ، تهديها وترشدها وتعلمها كيف ترقى بذاتها والحياة ، وتكسب الدنيا والآخرة بلا تهافت وتعارض .
وإن فارق التجربتين آية على صدق الحق، وكذب الباطل وعظمة الإسلام ونجاحه، وتفاهة الجاهلية في كل صورها وفشلها الذر يع في قيادة الإنسان . وكلُّ ما يتهافت مع الإسلام جاهليةٌ كان من قديم الفكر والطرح أو حديثه . والقلوب القادرة على التلقي ، يتعمق عندها الدرس من فارق التجربتين فلا تقدّم على منهج الله جاهلية من أي صيغة وبأي ثوب ،والقلوب التي أغلقها العمى وأصمّها الضلال تمرّ على هذه الآية وكل آية أخرى لله في الناس والكون والحياة ، وعلى تجارب الإسلام والجاهلية على مرّ القرون لتكرر الخيار الخاسر في كل مرة ، وتصرّ عليه ، وترفضَ أن تستجيب لمنهج الله المنقذ ولو لمرة واحدة .
6) وحتى لا تخسر الأمة اعتصامها بحبل الله عز وجل فتغرق في المأساة، وتسقط هالكة لتقوم أمة أخرى مقامها في الأخذ بهذا المنهج الحق ، لا بد لها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ودفع المتلكئ على طريق الخير والصلاح ، ورد المنحرف عن الحق المقار ف للإثم إلى الصواب ،و إلا فلا فلاح ولا نجاح حين تتراكم الخروقات، ويعلو صوت الباطل ويخفت صوت الحق ، وتُسحق القيم .
7) الآية الأخيرة من الآيات الثلاث المتلوّة، فيها تركيز على أن الخلاص ليس له أكثر من منهج واحد وهو الإسلام، وإن يقد حركة الحياة يحقق أهدافها ويسعد بها الإنسان دنياه وآخر ته، وأن يقدها أي منهج آخر من صنع الأرض وإن انتسب زوراً إلى الإسلام تكثر عذابات الإنسان هنا وفي الآخرة. وإن أي تفرق عن منهج الله يلازمه الاختلاف وتصارم المصالح، والدخول في الصراع ، وما يمكن أن يحقق الوحدة الحقيقية المستقرة الخيرة هو خط التوحيد وحده ، ومنهج الله لا غير .
اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تؤيسنا من رحمتك، ولا تسلمنا لأهل عداوتك، وأنلنا مغفرتك ، واسّلُكْنَا في أهل طاعتك ، وباعد بيننا وبين أهل معصيتك . اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك فاغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات ولوالدينا وأرحامنا وكل ذي حق خاص علينا من أهل الإيمان والإسلام يا رحيم يا كريم .
(( بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد))

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي لا تعد محامده، ولا يوصف مجده، ولا تحصى آلاؤه، ولا منتهى
لنعمه. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّداً عبده
ورسوله، أدّى ما كلّف، وبلّغ ما حمّل، ونهض بالعبء الثقيل وما فرّط في أمر كبير ولا صغير، صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً.

عباد الله …أوصيكم ونفسي المشفقَ عليها بتقوى الله الذي إليه مرجع العباد، وعلمه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها، ولا منقذ من أخذه ولا منجي من بطشه، وبطش الله لا يقاوم “إنّ بطش ربك لشديد”، ألا وان تهنأ الحياة كلها أيها الإنسان، لينتهي بك هذا الهناء إلى يوم عذاب واحد في الآخرة، تكن الخاسر الظالم لنفسه، الشديد خيانة لها، البالغ استخفافاً بها.
اللهم أغفر لنا وأعذنا من معصيتك ووفقنا لطاعتك واختم لنا بخير ما ختمت به لعبادك الصالحين.

اللهم صل وسلم وزد وبارك على رسولك الكريم محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطاهرين. اللهم صلّ وسلّم على إمام المتقين علي أمير المؤمنين. اللهم صل وسلم على الراضية المرضية فاطمة الزهراء الزكية، اللهم صلّ وسلم على الوليين الهاديين والامامين الراشدين والسبطين الكريمين أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب، وأخيه أبي عبدالله الحسين، اللهم صلّ وسلم على أئمة الهدى وقادة الورى، وأعلام التقى علي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري أنوار الأرض ورحمة السماء.

اللهم صلّ وسلّم على ولي العصر، الموعود بالنصر، محطّم الأصنام، ومنقذ الأنام محمد بن الحسن الإمام بن الإمام. اللهم عجّل فرجه وسهّل مخرجه وافتح له فتحاً يسيراً، وانصره نصراً عزيزاً واملأ به الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت من أعدائك ظلماً وجوراً. اللهم المؤمن به، السائر على دربه، المنتصر له، المنتهج نهجه أعزّه وأعزز به، وانصره وانتصر به، ولا تخذله يا كريم، وانصر وأيّد فقهاء الإسلام وعلماءه العاملين المجاهدين في سبيلك، وجندك الذين يقاتلون في سبيلك ويدافعون أعدائك، ويحمون الدين وبلاد المسلمين يا أقوى من كل قوي ويا أعز من كل عزيز.

أما بعد ..
فهذا نداء للذين آمنوا من رب العباد الغني عمّن خلق وما خلق في كتابه المجيد يحذّرهم وينذرهم رحمة بهم ولطفاً (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) ويقول سبحانه موقفا الكفار أمام مصيرهم المحتوم يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم لا عذر لهم فيعتذرون، ولا عودة للعمل فيرجعون (يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنّما تجزون ما كنتم تعملون).

مصيران محتومان:-

مصير محسن ومسيء، ولا يتساوى في عقل، ولا يتساوى عند العقلاء ولا يتساوى في الحق ودين الله محسن ومسيء. للمسيء دربه وغايته، وللمحسن دربه وغايته، درب المسيء تخريب وفساد في الأرض، وغايته نار وجحيم، ودرب المحسن إصلاح واعمار وزكاة واحسان وعمل صالح وليست له غاية إلاّ الجنة، إلاّ رضوان الله.

وقايتان:-

نعرف أن من الوقاية التربية والمراقبة للنفس، للولد، للزوج، للأهل للأقارب، ولكن من الوقاية أيضاً الوقاية الاجتماعية العامة، وإهمالها يغرق المجتمع كله في المأساة ويضع المجتمع كله على طريق النهاية المأساوية المخزية. الوقاية الكبرى الاجتماعية إحباط محاولات الاستغفال والاستغلال وحماية الأجواء الاجتماعية من التسمم، والوقوف أمام مؤامرات التغريب ومحاولات إفساد المجتمع الإسلامي بكامله. فتسميم الأجواء عملية اغتيال هادئة للعقيدة والقيم وكل المقدسات. ومسالك التسميم كثيرة، وحين تضع عينك على ظاهرة من ظواهر التسميم خاصة في بدايتها لا تكترث بها ولا تلفت من الإنسان النظر إلاّ أن يكون صاحب نظر دقيق، لكن هذه الظواهر تتجمع وتتراكم ليجد المجتمع نفسه قد خسر هويته وقد خسر انتماءه، ووجد نفسه أنه قد ارتمى في أحضان حضارة أخرى معادية.

أيها الأخوة ..
إنّ أمريكا وكل الكفر العالمي لا يحارب على جبهة واحدة فقط وإذا كانت حروبه القتالية ومن خلال الطائرات والصواريخ والمدافع والقذائف حرباً مؤقتة قد تأتي بعدها بزمن طويل أو قصير حرب أخرى لتدمّر وتبعثر وجود الأمة إلى وقت، فان هناك حرباً مستمرة لا تفتر لحظة واحدة من ليل أو نهار. هذه الحرب أخطر في نتائجها وهي أقل الفاتاً لنظر الأمة وتنبيهاً لحساسيتها، فتفعل في الأمة ما لا تفعله الحروب القتالية وان أبناء الأمة ليفرحون ويصفقون وهم يتساقطون صرعى على الطريق في هذه المعركة، معركة الإعلام، معركة التغريب الثقافي، معركة التضليل، معركة استبدال الثقافة الإسلامية إلى ثقافة الإنسان القرد الذي رضي لنفسه انه ابن القرود. الحرب مشتعلة على كل الجبهات بالأصالة وعن طريق العملاء والوكلاء الرسميين والشعبيين في كل مكان، في كل شبر من بلاد الإسلام، ولا أعني كل الرسميين، ولا أعني كل الشعبيين لكن العدد هائل من هؤلاء وهؤلاء الذين تشتريهم أمريكا بثمن بخس.

منابع تسميم متدفقة:-

هنا ظواهر واقرأوا هذه الظواهر، وكم تباعد بين المجتمع ومنابع ثقافته وخط أصالته وانتمائه وهويته:-
• فتيات في عمر العشرين يخسرن حياءهن بمباشرة المناطق الحرجة من أجسام المرضى الرجال في مستشفى السلمانية وغيره، ويعدل عن الرجال إلى النساء في هذه الوظيفة بصورة عمدية أو بصورة تقوم على الإهمال. قد يكون العذر المطروح هو أن إقبال الشباب على التمريض إقبال ضعيف وإقبال الشابات على التمريض، والدخول في الدورات والمعاهد التي تعد لهذه الوظيفة اقبال قوي.
إنه لو كان هناك تشجيع للشباب ولو كانت هناك تربية ولو كان هناك نصح للشابات أو عدم توظيف للشابات في مجال خدمة الرجال خاصة، خاصة في المناطق الحرجة من جسم الرجل ما كان الذي كان أبداً. إن بمقدور الدولة أن تخطط بنجاح كامل لأن تخصص للمرضى الرجال ممرضين رجالا، وللمرضى النساء ممرضات نساءً ولا عذر وبشكل قاطع.

• فتيات في عمر العشرين يجري الحديث كثيراً عن امتهان كرامة عدد منهن في معامل الخياطة للملابس الجاهزة على يد آسيوين متعطشين للجنس، مدفوعين بسعاره للنهش من أعراض الآخرين بلا وازع وبلا مانع، وبلا أدنى ضمانة أو احتياط تفرضه الوزارة المختصة والمشرفة على هذه المعامل يمنع من مثل هذه الكارثة الأخلاقية. والسكوت عن الفساد للقادر على منعه لون من التخطيط.

• الدعارة في مراكز العلم والتربية والإشعاع الفكري والروحيّ كما ينبغي من جامعات وثانويات واعداديات وأماكن أخرى، هذه الدعارة ليس بعيداً أن ينكشف أن وراءها تخطيطاً رهيباً، وشبكات مخصصة لإشاعة الفحشاء في المؤمنين والمؤمنات.
• بدأت العلاقات الحرام تبارز دين الله في الحدائق العامة وعلى الشواطئ والمنتزهات وبشكل فاضح وعلني وعلى مستوى التحدي والإثارة، وعلى مستوى وسائل الإيضاح الحية لتعليم الرذيلة والفحشاء، وتدجين المجتمع واسقاط شعوره بالوحشة من الرذيلة، ولخلق ألفة نفسية تسهل على النفس أن تهش إلى الجريمة من غير رادع ولا وازع.

• يلتقي مع ذلك نشاط شبكات المخدرات وشبكات أخرى بالغة الخطر.

• بدأ تدفق أبطال التشكيك في أساسيات الدين، وثوابت العقيدة من صنايع الفكر الغربي الذي يعد جيوشاً لهذه المهمة الأساس عنده، أكثر مما يعد جيوش المعارك القتالية الغازية وعنده اهتمام بالإنفاق على هذه الجيوش، وبرعايتها منذ نعومة الأظفار والتقاطها من كل البلاد الإسلامية رعاية تفوق ربما فاقت اهتمامه بجيوشه القتالية لأن جيوش الفكر والروح أفتك من جيوش الأجساد، حين تصفي في الأمة فكرها وروحها وشعورها بعزتها وكرامتها بلغت من مأربك الاستعماري الاستغلالي الاستنزافي ما لا تستطيع أن تبلغه حروبك القتالية المكثفة بما تنفقه عليها من ملايين وبلايين.
• تسمعون عن جمعية القطط والكلاب البحرينية، ومسابقة للكلاب والقطط كان حضورها في تجربتها الأولى أربعمائة شخص، ويترقب لها الآن جمهورٌ أكبر من الحضور يستوفد ثلاثة أجلة عظام من الإنجليز للتحكيم في هذه المسابقة، للتعرف على أفضل قطّ ليدلل، وعلى أفضل كلب ليكرّم، أما أفضل إنسان فالتعامل معه قد يأتي على العكس تماماً.
• المعرض الخيري القربي – وحاشا لله وحاشا لله – :تشارك خمس عشرة متدربة من البحرينيات في معرض الأزياء المقام بالمعرض بمعهد البحرين للتدريب الرعاية هي رعاية وزارة العمل والشئون الاجتماعية مسؤولة عن لون من تربية المجتمع وإنقاذ الفقير وتوجيه الضال، وتستعمل فيه أجساد النساء وسيلة مغرية لعرض الأزياء وكأنهن الدمى تأكيداً على القيمة العليا للمرأة في الحضارة المستوردة، وتوظيفاً للمال العام في بناء الإنسان وقيمه وأخلاقياته الرفيعة على خط الإسلام في بلاد الإسلام والإيمان. فهنيئاً للمعهد المذكور وهنيئاً للوزارة وشكراً لها.
ما دورنا؟
هذا جيش هواة الغرب، وبعض جهده المكشوف فأين هم أهل الحق ممن يؤمنون بدين وقيم وجنة ونار وشرف وكرامة وهوية وأصالة؟ أين هم بحضورهم الفاعل في الكتابة والتربية والمؤسسة الثقافية الصالحة، والسياسية الصالحة، ومشاريع التوعية، ومواسم الثقافة الإسلامية وفعالياتها ونشاطاتها؟! أين هم بجهدهم ومالهم وخبراتهم وتوحدهم وتنسيق خطواتهم، وتوزع أدوارهم في هذه المعارك العقيدية والخلقية والمفاهيمية التي تلتهم أبناء الجيل وبناته ليتحولوا أدوات غبية تنفذ مخططات العدو من غير ثمن بل في غمرة من الفرح والتصفيق؟! والثمن لكبار العملاء وان كانوا يدفعون في قباله أعز ما يعز على عاقل شريف دينه واخلاصَه لأمته وحياتَه التي لا يملك معها ثانية على ظهر الأرض اليوم. أين هم رجال العقيدة وشباب الرسالة وحماة الأمة وورثة الأنبياء من إحياء الثقافة الإسلامية والفكر الإسلامي، والذود عن قيم الإسلام وحماه؟!

نعم للوحدة الإسلامية الكبرى
ثم أننا نقول نعم لمنتدى الوحدة الإسلامية الذي أشادته جمعية التوعية الإسلامية، نعم للوحدة الإسلامية الكبرى ، نعم لكل مسلم يسعى بجهد كبير أو صغير حسب إمكانه لتحقيق هذه الوحدة، ولا للفرقة بين المسلمين، ولا لقطَّاع الطريق على الوحدة الإسلامية التي يدعو إليها الكتاب الكريم والسنة المطهرة، وحمل لواءها أئمة أهل البيت عليهم السلام في كل حياتهم، وكل صحابي مخلص وتابعي غيور على الإسلام، وكل عالم واع تقي من علماء الأمة، ومثقف من مثقفيها المخلصين. ولا للكتابات التي تسب وتشتم طائفة من المسلمين لترد على السب سبّاً والشتم شتماً لأختها في الإسلام،(1) وخندق الجهاد فتتحقق مؤامرة الفرقة واشتغال المسلمين بحروب الاستئصال الداخلية. ولا للرد على هذه الإثارات إلاّ بتلاحم أكثر بين العقلاء والمخلصين من المسلمين من كل المذاهب، وتعاون مستمر على البر والتقوى.
بطل من أبطال الإسلام والوحدة الإسلامية:-
ويفرض علينا الحديث عن الوحدة الإسلامية أن نحيي جهاد الإمام الخميني قدس سره في هذا السبيل، وتأسيسه لأسبوع الوحدة الإسلامية وذوبناه في قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، وحتى غدا لسعة أفقه ينتصر لكل المستضعفين في العالم، ويوحدهم ضد استغلال الإنسان للإنسان وسيطرة الاستكبار العالمي، ونهبه لثروات الشعوب وسحق الكرامة الإنسانية.
اللهم صل على البشير النذير، السراج المنير عبدك المصطفى وآله الشرفاء واغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين ولكل ذي حق خاص علينا، واجعلنا ممن اخترته لطاعتك وسلكت به درب رضوانك وأكرمته بالجهاد في سبيلك، وكفيته شر أعدائك، ووقيته من كيد الشيطان الرجيم يا رحمن يا رحيم، يا رؤوف يا كريم.

بسم الله الرحمن الرحيم

(إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المقصود أن تشتم طائفة فتشتم الطائفة المشتومة أختها، بالضبط هذا هو المقصود

زر الذهاب إلى الأعلى