كلمة آية الله قاسم عند رياض الشهداء أول أيام عيد الأضحى – ١٢ أغسطس ٢٠١٩
زار سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، رياض شهداء البحرين والمدافعين عن الحرم والحرب المفروضة في مقبرة جنة المعصومة (ع) في مدينة قم المقدسة.
الشهداء لا يقيمون وزناً للحياة حين تكون القضية قضية الدين ..
فيما يلي ينشر “مركز المقاوم” كلمة سماحة آية الله قاسم أمام رياض الشهداء في قم المقدسة – الأثنين ١٤٤٠هـ / ١٢ أغسطس ٢٠١٩م
للمشاهدة :
نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا أراد الله عزّ وجلّ للإنسانية أن تكون، أن تجتمع على كلمة الحق برغم التعدد القومي والتعدد الجغرافي وأي تعددٍ آخر، أن تلتقي على الحق، وأن يؤلِّف بينها وأن تسترخص في سبيله الحياة وكل غالٍ ورخيص.
هكذا يفعل خط الإيمان، هكذا تفعل القضية الإيمانية النافذة للقلوب، تخرج بها من كل الولاءات الصغيرة، ومن كل الولاءات المحدودة، وتنتقل بها من كل الأطر الضيّقة، وتأخذ بها في نظرةٍ لا تقف عند أرضٍ ولا تقف عند سماء، لا ترضى نظرة هذه القلوب إلا أن تنشدّ لله خالق الأرض والسماء، وأن يكون كل ما آتاها الله له، تبذله في سبيله.
هكذا تذوب كل الفوارق، هنا فوارق سن، وفوارق إنتماءٍ قطري، وفوارق إنتماءٍ قومي، فوارق ثقافة في مستواها وإنْ توحدت في اتجاهها، فوارق غنى وفقر، فوارق قوةٍ وضعف، إلا أن كل هذه الفوارق فوارق عرضية وفوارق شكلية وفوارق لا يقف عندها نظر الإنسان المؤمن، يرى كل إنسان مؤمن في الأرض أخاً له، والحياة في نظر هذا الإنسان حياةٌ لا تساوي شيئاً ولا يقيم لها وزناً حين تكون القضية قضية دين، وقضية حكم إلهي بالتضحية.
هؤلاء جموعٌ غفيرةٌ يضمّهم الثرى هنا، أجسادهم في الثرى، قلوبهم عند الله، أرواحهم تظلِّلُها رحمة الله تبارك وتعالى.
الأفغاني هنا يشعر بأنه أخ الباكستاني، أخ العربي، أخ الإيراني، وكل ذي قومية هنا نسي قوميته، ولا تمثل له قوميته شيئاً من وزن، إنما كل الوزن عنده لإيمانه وللأخوّة الإيمانية وللرباط الإيماني بينه وبين كل من يسكن معه في هذه الروضة، ومن يسكن بعيداً عنه بملايين الكيلو مترات من اخوانه المؤمنين.
هؤلاء من جاء في أمثالهم أنّهم يتجالسون ويتعارفون في أُنسٍ وفي موّدة في حياتهم البرزخية.
فهنيئاً لهم ولا أحرمنا الله عزّ وجلّ مآلهم وخاتمتهم ومثواهم.