البيانات والبرقيات – (25) 9 ذي الحجة 1417هـ

لو طرحت الدّولة على نفسها بعض الأسئلة
وحاولت أن تأخذ بالقسط في الإجابة لما وجدت الجواب الذي يبرر لها ديناً ، أو عقلا ،
أو عرفا عقلانياً ، أو حتى على مستوى المصلحة السياسية البحتة هذا الاضّطهاد
المتواصل والزّج بالأفواج تلو الأفواج من مختلف الأعمار في السجون الشّيوخ والشباب



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسول الكريم محمد الأمين وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين
يمرّ العيد بعد العيد والسّجون في البحرين تغصّ على كثرتها وتزايدها بالألوف لا المئات من أبناء الوطن العزيز ذي الرقعة الجغرافية الضيقة والعدد السكاني الضّئيل
ولو طرحت الدّولة على نفسها بعض الأسئلة وحاولت أن تأخذ بالقسط في الإجابة لما وجدت الجواب الذي يبرر لها ديناً ، أو عقلا ، أو عرفا عقلانياً ، أو حتى على مستوى المصلحة السياسية البحتة هذا الاضّطهاد المتواصل والزّج بالأفواج تلو الأفواج من مختلف الأعمار في السجون الشّيوخ والشباب ، الكهول والصبية ، والرّجال والنّساء ، والعلماء والمثقفون ممن تعجّ بهم السّجون من أبناء الانتفاضة أهم من شريحة اللصوص والمختلسين ؟! والجناة وقطّاع الطرق ؟! والمتساهلين أخلاقياً والموغلين في المخدّرات والسلوكات المنحرفة ؟! أم هم من شريحة المصلّين الصّائمين ، التّالين لكتاب الله ، المتعففين عن محارم الله ، الطّالبين لرضوانه ؟ لا أرى أن يتجاسر أحد ، فيبهت هؤلاء الصالحين الأخيار فيصنّفَهم تحت القسم الأول
ثم هؤلاء المؤمنين ؛ أشهروا السّلاح في وجه السلطة ؟ أو انتظموا جيشاً يهاجم معاقل الحكومة ، ويسعى لإسقاط الحكم ؟! أهمُّ هؤلاء هو نشر الفوضى وزعزعة الأمن وتسميم الجو بالرعْب.؟!
أهم كذلك؟! أم هم مواطنون أحسوا ظلما ورهقا فرفعوا مطالب لا تبلغ في حدّها الأعلى ، ما هو الحد الأدنى مما تعيشه المجتمعات التي تعترف بآدمية المواطن شيئا ما، فضلاً عمّا تقرّره الشّريعة الإسلامية العادلة من حقوق انسانية جليلة ؟! مواطنون وجدوا أنفسهم يندفعون إلى الشّارع بعد الضّيق والخناق ونفاذ كلّ الوسائل ليصرخوا بالحكومة وا ويلاه ، وا غوثاه . فجاءهم الغوث رصاصاً في الرؤوس والصدور ، وجاءهم الغوث سجنا وتعذيبا وتنكيلا . وغيره كثير مهول مخجل من المؤسف أن يكتب في تاريخ البحرين البلد الاسلامي العريق .

الصّحيح والدقيق من الأمرين ، هو ما يقول به الفرض الثاني . وآية ذلك تظهر فيما لو استجابت الدولة لصرخات الشّعب ، وحقّقت مطالبه العادلة حيث من المؤكد أنه ستنتهي عندئذ كل مظاهر الاحتجاج والتظاهر .
ومن دون ذلك ستبقى ضرورات الشعب أقوى من عنف الدولة . والمسألة في جانب الشعب مسألة ضرورة ودين لا مسألة بطر وغرور . وهي الضرورة التي جعلت هذا الشّعب المبارك يدفع كلّ الثّمن الذي دفعة ويدفعه كلّ يوم ، وأن تكون أعياده مآتم ، وهو الدّين الذي جعله لا يملّ المعاناة ، ولا يمنّ بما أعطى ، ولا يستكثر ما بذل . والمراهنة على كسر ضراوة الضرورة ، وتراجع الدين بالعنف ، قرار غير مدروس ولا موفّـق
يا من بيده الفرج ، ومن عنده يلتمس المخرج ، فرّج للمؤمنين والمؤمنات ، وأخرجهم بفضلك من الضيق إلى السّعة ، ومن الشّدة إلى الرخاء ، وأحرسهم بعينك التي لا تنام ، وأكنفهم بركنك الذي لا يرام يا قوي يا قوي ، يا عزيز يا عزيز
والحمد لله أولاً وآخراً ، والصّلاة والسّلام على محمد وآله سادات الورى والمحجّة البيضاء إلى ربِّ العلى ، وعلى أصحابه النجباء 

عيسى أحمد قاسم
9 ذي الحجة 1417 هـ 

زر الذهاب إلى الأعلى