البيانات والبرقيات – (19) 16 رجب 1417هـ
إن الأحداث التي تتحدى الحكومات والأمم ، ويمكن لها أن تثبت
جدارتها الكبيرة من خلالها ، هي أحداث البناء الحضاري الشامخ ، والتقدم الإنساني
المجيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، واله أولياء الله ، وأصحابه الأوفياء بعهد الله
إن الأحداث التي تتحدى الحكومات والأمم ، ويمكن لها أن تثبت جدارتها الكبيرة من خلالها ، هي أحداث البناء الحضاري الشامخ ، والتقدم الإنساني المجيد
ولا طريق إلى هذا أمام أيّ حكومة من الحكومات ، ما لم تستطع أن تجمع الصفوف في وحدة وطنية رائعة ، وراء مشروع حضاري إنساني رائد ، يلتزم القيم ، ويستهدف مصلحة الجميع ، ويهمه شأن الإنسان بكل أبعاد روحه وعقله وقلبه وبدنه
ولم تتم هذه الوحدة ولن تتم في يوم من الأيام في أي دولة من الدول عن طريق القهر والقسر لتبقى وتتجذر ، وتُعطي وتُنْمي . وكل يوم من حياة الوطن يمكن أن يمرّ عابرا بلا تاريخ ، أو بتاريخ من المأساة والتمزق ، والشيء الصّعب أن تُوجد حكومة ذلك اليوم الذي يمثل نهاية للمأساة والتمزق ، وبداية لإشراقه تاريخ جديد حافل بالتعاون والأُخُوات ، غني بالعطاء ، مؤكّد على الأنصاف ، مفعم بالمحبة ، منفتح على خير الجميع
ويوم السادس عشر من ديسمبر قريب موعده ، وبوسع الحكومة في البحرين أن تجعله نقلة من تاريخ الأزمة إلى تاريخ الانفراج والتفاهم والتلاقي على طريق المصلحة الوطنية الواحدة، باتخاذ خطوات إيجابية ـ يتطلع إليها الشعب، ويثمن المبادرة بها ـ من رفع أحكام الإعدام وإطلاق كل المعتقلين ، وفي مقدمتهم سماحة الشيخ الجمري حفظه الله وبقية المشايخ والأساتذة ، ورفع المنع عن المبعدين والممنوعين من العودة إلى الوطن . وهذه الخطوات افضل باب تفتحه الدولة على مسألة تسوية المشكلات ، والحوار الوطني الناجح الذي لا يستهدف إلا ب
ناء الوطن ووحدته ومجده بالتشييد والتثبيت والترسيخ
وهي خطوات لو تمت لوجدت ترحيباً شعبيّاً واسعاً ولكان لمصلح أن يرفع عقيرته بتثمينها
نأمل أن يكون هذا تامّاً غير منقوص ، كاملاً غير مجزوء فإنه لا ينقص من قدر أحد ، ولا ينال من كرامة أحد ، بل فيه عزّ العدل وشرف الإنصاف ، وفيه سلامة الوطن ووحدة أبنائه
والله وليّ أمرنا جميعاً وهو المعين تفضلاً لمن استعانه ، والهادي تكرّماً لمن استهداه ، والموفق تحنُّنا لطالبي سبيله
عيسى احمد قاسم
قم المقدسة
16 رجب 1417 هـ – 28 / 11 / 1996 م