عاشوراء كلمة في عزاء الدراز يوم العاشر من محرم 2
أننا نصرّ على الإسلام، أننا ننادي بكلمة لا اله إلاّ الله، لنشهد تطبيقها الدقيق الكامل الشامل على الأرض، ولتصوغ الواقع جميلاً ولألأ ولتعطي الناس الأمن والهدى والاستقرار والتقدم والرخاء، أنتم هنا لتقولوا إنَّ إيماننا بالإسلام وحده.
كلمة سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم التي ألقيت في عزاء الدراز يوم العاشر من محرم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إنَّا نستهديك ونسترشدك، ونعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، سيدي يا رسول الله صلى الله عليك وآلك، عظم الله أجرك في سبطك الذبيح، سيدي يا رسول الله عظم الله أجرك في بنات الرسالة المسبيات، سيدي يا رسول الله، عظم الله أجرك في فجيعة رسالتك وشريعتك يوم قتل أبي عبد الله (ع).
أتدرون ماذا تعني واحسيناه؟ واحسيناه تعني وإسلاماه، تعني واعدلاه، تعني وا عفافاه، تعني وإنسانيتاه، كل شئ من هذا المعنى الكبير، من هذه القيم الرفيعة مفقود، والأمة والإنسانية فيه مفجوعة، حين تفجع الإنسانية في الإمام الحسين (ع)، لكن أيصح لنا أن ننعى الحسين؟ وننعى العدل؟ وننعى الدين؟ وننعى الإنسانية؟ لا، الحسين (ع) ليس للنعي، كيف ننعاه وهو يعطي هذه الأجيال ومدرسته تخرّج هؤلاء الأبطال، هذه الصفوف الثورية التي تعد ذاتها لمواجهة الكفر العالمي وإسرائيل اللقيطة، كيف ننعى الحسين (ع) والحسين (ع) يولد يومياً في ملايين من الناس، في أفئدة تتوقد وتشتعل وتتسعّر من أجل نصرة الإسلام، ومن أجل حمل راية لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله (ص)، أمنكم أيّها الجمع الغفير من لا يقبل النهضة أن يستجيب لنداء الحسين (ع) حين يطرق أذنه؟ إنَّ السبعين من الأنصار يستوون الآن أكثر من مليار، أنا لا أرى أنصار الإمام الحسين (ع) في الشيعة فقط ولا في المسلمين فقط، أنا أرى أنصار الإمام الحسين (ع) في كل فؤاد يخفق بذرّةٍ من الإنسانية كان هذا الفؤاد فؤاد نصراني أو فؤاد يهودي أو فؤاد مجوسي أو فؤاد علماني يهتدي بعد يوم. فسترى العالم أيّ قوة هو الإمام الحسين (ع)؟ وسيرى العالم أن الإمام الحسين (ع) لم يمت ولن يموت وستستمر الصحوة الإسلامية الإيمانية، والإصرارعلى درب الإسلام، والإيمان بالطرح الإسلامي حتى ظهور الإمام القائم عجل الله فرجه وسهل مخرجه، وإلى غدٍ ينقاد العالم كله طوعاً أو قهراً تحت راية لا اله إلاّ الله لتظلل الأرض عدلاً، لتظلل الأرض خصباً، لتظلل الأرض غناءً، ولتظلل الأرض إيماناً وهدىًً وجمالاً ودلالاً وتقوى ورفعةً وسمواً وأصالة.
إخوتي الكرام … أخواتي المؤمنات … أنتم هنا لنصرة الإمام الحسين (ع) وأنتم هنا تقولون كلمة مؤداهاأننا عشاق للإسلام، أننا نصرّ على الإسلام، أننا ننادي بكلمة لا اله إلاّ الله، لنشهد تطبيقها الدقيق الكامل الشامل على الأرض، ولتصوغ الواقع جميلاً ولألأ ولتعطي الناس الأمن والهدى والاستقرار والتقدم والرخاء، أنتم هنا لتقولوا إنَّ إيماننا بالإسلام وحده ولا غير، وإنَّ المنقذ في رؤيتنا ليس هو إلا الإسلام بلا زيادة ولا نقيصة.
أيّها الإخوة الكرام …. أيّتها الأخوات المؤمنات الكريمات … كان سيدي الإمام الحسين (ع) أرواحنا له الفداء، كان عظيماً بأسمى معاني العظمة التي تتاح للإنسان كان قريباً في عظمته من عظمة رسول الله (ص)، لكن ما كان الحسين (ع) هذا وحده، وإنما كان منضافاً إلى ذلك إذا لم يكن من ذلك وهو أنَّ الإمام الحسين (ع) يعرف ما هو، يعرف عظمته، يعرف قدره كان ابن سعد عظيماً بعض الشيء له إمكاناته العلمية وله إمكاناته الإجتماعية وله بيتيته، وله وزنه السياسي، ولكن كان الرجل يفقد الحكمة كان جاهلاً بالكامل، كان منحطاً بالكامل، كان سخيفاً بالكامل، كان صفراً بالكامل، حين كان لا يعرف قدر نفسه، ولنكن عظماء ولكن ما لم نعرف أنفسنا فنحن تافهون، الحسين (ع) عظيم بمعرفته لله، عظيم بقلبه الذي يسكنه ذكر الله، عظيم برؤيته التي يتجلى لها الله، التجلي الكبير ويبقى تجلي الله غير محدود ولا يحاط بفكر ولا وهم ولا خيال.
الإمام الحسين (ع) كان العظيم بصلته بالله قبل أنْ يكون عظيماً بأي شئ آخر، ولأنه كان يعرف عظمته، كانت الدنيا كلها برعبها وخوفها وفزعها وبرغائبها ومادياتها لا تساوي في رأيه (ع) جناح بعوضة، واحد من مليون من الإمام الحسين (ع) يعرف قدر نفسه، لا يبيع ذاته للدنيا أبداً ولا يتنازل عن إسلامه أمام أي إغراء أو تهديد أو وعيد، الشاب الذي يبيع نفسه من أجل شهوة عابرة والفتاة التي تبيع نفسها من أجل رغبة مارة، من المؤسف جداً أنهما لا يعرفان ذاتهما وما هما؟ أنت الإنسان، أنت العقل، أنت الضمير، أنت الروح الشفافة، أنت شعاع من نور الله، أنت نفخة روح نسبها الله عز وجل إلى نفسه، أنت الكبير العملاق أترى أنك لو اكتشفت نفسك بعت ذاتك بمنزل، تبيع نفسك بمنصب، تبيع نفسك بشهوة عابرة المشكلة كل المشكلة أننا لا نعرف ما مكنون ذاتنا؟ ما مخزون ذاتنا؟ ماهي هويتنا؟ ما انتماؤنا؟ أنا أنتمي لرسول الله (ص) أنا أنتمي لأمير المؤمنين (ع) أنا أنتمي لعلي (ع) للحسن للحسين لصحابة رسول الله (ص) الكرام، أنا يشتريني أمريكي، أنا يشتريني روسي، أنا يشتريني أذناب أمريكا؟ أنا يشتريني أذناب روسيا متى أبيع نفسي رخيصاً إذا نسيت انتمائي، إذا نسيت هويتي، أنا لا أريد أن أطيل لأن الوقت قصير وهناك دروس ودروس كما تعرفون تستوعب المجلدات ولو أراد الإنسان الوقفة الطويلة لكان من مدرسة الحسين (ع) ما يملي عليه الدروس التي لا تتوقف.
غفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.