عاشوراء – كيف نستقبل عاشوراء؟ كلمة في منطقة راس رمان 1422هـ

أنتم يا من تستعدون لإحياء موسم استشهاد الإمام الحسين (ع) ليس لكم أن تحيوا ذكرى
كربلاء قبل أن تفهموا الحسين (ع). لابد أن نفهم الحسين (ع)، وإلا قد نشط بعيداً
جداً عن أهداف الإمام الحسين (ع)، عن شخصية الإمام الحسين (ع)، ونحن نحاول أن نقترب
منه



كيف نستقبل عاشوراء؟ الكلمة التي القيت في منطقة راس رمان 1422هـ.

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
( بسم الله الرحمن الرحيم )
الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا ونور بصائرنا أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين..

كيف نستقبل عاشوراء؟

أطرح عدداً من الأسئلة وهي أسئلة بمقتضى انتمائنا للإسلام، ومدرسة أهل البيت (ع)، وبمقتضى وعينا الإسلامي، والذوق الذي تربّى ونما في ظل وعي أهل البيت (ع)، لها أجوبة في صدورنا، في عقولنا ووعينا وكل ما يطلب، ونحن نمتلك الجواب على السؤال أن نقارن بينما هي الإجابة في الفكر الديني في داخلنا وبينما عليه واقعنا الخارجي محاولين تغيير الواقع – التمرد الديني على الواقع – التصحيح الجاد للواقع.
نتخذ عاشوراء مسرحية ملهاة أو مسرحية مأساة أو مأتماً من مآتم، الأهل حين يموتون؟ نتخذه مدرسة نظرية؟ نتخذه دورة تطوير للإنسان والحياة الجواب في صدوركم واضح جداً، وقارنوا بين ما تملكونه من جواب ما تختارونه من بين هذه الفروض وبين ما عليه الواقع الخارجي..

عاشوراء يمكن أن يُتخذ مسرحية ملهاه ومسلاه ، فقطعاً للرّوتين ودخولاً في لونٍ من النشاط الاجتماعي المباح سياسياً، نستفيد من عاشوراء لنفرح أكثر مما نحزن، ولنلتقي مع بعضنا البعض في لقاءت جماعية واسعة وعلى موائد كريمة مادية، وفي مواكب تجوب الشوارع ، ويكثر نظّارتها والمتفرجون عليها، ونحن نستعرض العضلات، و نُبرز فنوناً من الأداء الموكبي العزاءي لنلفت النظر، ثم نعود من بعد الموكب نتفكه ونثرثر ونقارن بين هذا الموكب وذاك الموكب، وأيّ موكب أكثر بروزاً وأيّها يَستلفت نظر الجمهور بصورة أكبر. إنها الملهاة والمسلاه نتّفق عليها كثيراً، ونخرج من بعد العاشر أو الحادي عشر بنفسية منفتحة على الحياة أكثر مما كنا. يمكن أن نتخذ عاشوراء مسرحية ولكنها من نوع المأساة التي تعمق الجراح في النفس وتذيب الفؤاد، وتستدر الدموع وربما ما تكون لتخفيف المأساة الواقع نعيش مأساة كربلاء أو نقيم مأساتنا باسم كربلاء من أجل التعبير عن مأساة واقعنا وآلمنا يمكن أيضا أن نتخذ عاشوراء مأتماً نذرف فيه الدموع لضيق الصدر واعتصار القلب ولكن بمستوى أن هناك جثثاً مطرّحة، وأشلاء ممزّقة، وخيمات محروقة ومناظر بشعة ارتكبتها جريمة الأمويين. وهي مشاهد في حد ذاتها تستدر الدمع وتكوي الفؤاد. فلحرقة في الفؤاد، لمناظر القتل وبعثرة الأشلاء نحن نبكي على حدّ بكائنا وعندما يموت واحد من الأحبة، عندما نفقد بعض الأهل..

أمحرم للفرض الأول، للفرض الثاني، للفرض الثالث؟ أم لهذا الفرض الرابع؟ وهو أن لنتخذ من محرم مدرسة نظرية نستوعب فيها دروساً إسلامية على من مستوى الفكر محاولين أن نفهم من عقيدتنا شيئاً، نفهم من أحكامنا الفقهية شيئاً آخر، نتوفر على شيء من المفاهيم الإسلامية، هذا فرض آخر أيضاً. شيءٌ أكبر من هذا وذاك وهو أن محرم دورة تطهير ودورة تطوير، دورة بعث للإنسان، للحياة. للإنسان في كل أبعاده، وللحياة في كل مناحيها. لأيّ الفروض هو محرم؟ يبقى السؤال إلى حينٍ وأنتم تملكون الجواب فانظروا كم ننفق من أجل محرم، كم نعطي من وقت، كم تتعطل من دراسة، كم يتعطل من عمل، كم يبذل من جهد، هذا كله من أجل أيّ فرض يصح لنا أن نبذله.

سؤال آخر محرم موسم للقبيلة أم موسم للمنطقة؟ محرم موسم للحزب؟ موسم للإسلام؟ الفرض المختار، عندكم على المستوى الفكري واضح، ولكن انظروا كم هو الفرق الشاسع بين ما يبادر لاختياره من بين هذه الفروض وبين ما تدل عليه الممارسة الواقعية والخارج.

يمكن أن نقول محرم من أجل تعزيز موقع القبيلة، من أجل إعطائها موقعية اجتماعية أكبر، حيث أنها تمتلك الحسينية في المنطقة، وامتلاك الحسينية في المنطقة يعني شرفا، يعني سمعة، يعني جاهاً. يتغذى بهذا الشعور الشيخ والشاب من أبناء القبيلة والمرأة والرجل. إذاً تستحق الحسينية أن يبذل من أجلها، ويستحق الموكب أن يقام مادام في ذلك عزّ القبيلة وشرف القبيلة وجاهها. ولماذا لا ندخل في تنافس مناطقي؟ ولماذا نصرّ على أن تتقدم منطقتنا على المناطق الأخرى ؟ ولماذا لا أبذل من الجيب الكثير من أجل الدراز، من أجل رأس رمان، من أجل باربار، من أجل المنامة، فليكن هذا معبودي وأنا أقيم الحسينية، وأنا أرفع من مستوى النشاط في الحسينيّة، وأنا أبذل كل جهدي من أجل أن يكون موكب الحسينية هو أكبر المواكب، وأشدها إصرارا على التطوير. وتأتى الحزبية أيضاً في الحساب؛ يمكن أن تُنشأ أحزاب بالمعنى اللغوي، ويمكن أن تنشأ أحزاباً بالمعنى السياسي، فلتكن الحسينية محل الصراع السياسي، ومحل الصراع الحزبي بمعناه اللغوي أو بمعناه السياسي، يبقى أين موقع الإسلام، الإسلام بلا شيء، له الاسم، والاستثمار لغيره.

هذا أو نجعل المحرم موسماً للإسلام يتركز فيه الاسلام في العقول، في النفوس، في الأرواح، في الواقع العملي بدرجة أكبر، محرم أهو للفرقة المذهبية؟ لتغييب المذهب؟ لعرض الإسلام وتركيز الوحدة الإسلامية؟ ثلاثة فروض ويمكن أن يكون محرم لهذا الفرض أو ذاك من بين الفروض الثلاثة.

هل نريد لعاشوراء أن نزرع به الفرقة المذهبية… نركزها… نلهب الشعور بها… نزيد من الهوَّة بين السنة والشيعة؟ يمكن لك أن تتخذ عاشوراء لهذه الوظيفة، ولهذا الهدف، وبذلك تمزق أكثر، وتبعثر الوجود الإسلامي بصورة أوضح، وهناك ضد لهذا الأمر وهو أن نغيب المذهبية، أن نميع المذهبية، أن نقتل الشعور بالمذهبية من خلال شعارات عاشوراء، ومن خلال طرح المنبر الحسيني، وطرح الموكب الحسيني. الخيار الثالث أن نعرض الإسلام، أن نبرز عظمة مدرسة أهل البيت (ع)، أن نقدم الدروس الفكرية والدروس النفسية، والدروس العملية التي تهدي لها مدرسة أهل العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأن نبين كون قيادة أهل البيت للمسلمين لكل المسلمين، وما منهم إمام ُ إلا وأخلص لهذه الأمة بكل فصائلها وبكل مذاهبها وأنهم عاشوا الآلام العنيفة، والمقاساة الشديدة من أجل الضال، ومن أجل المهتدي، من أجل الشيعي والسني، من أجل الأسود والأبيض، من أجل الحاكم والمحكوم، أرادوا النجاة للجميع، أرادوا الجنة للجميع، أرادوا لهذه الدنيا أن تتحول جنة في حياة المسلمين، وأن تنعم بالإسلام كل الأرض، لتكون كل الأرض جنة. ما هو الخيار المختار لمحرم؟ محرم لتأزيم الأوضاع السياسية، للإصلاح السياسي، للمداهنة السياسية، هذا بغض النظر عن نوع الظرف السياسي هنا أو هناك؟ يمكن أن تكون عاشوراء أداة بيدنا لتأزيم الأوضاع السياسية في أي بلد ٍ من البلدان التي نعيش فيها، لإحداث عاصفٍ سياسي، لإحداث زوبعة سياسية من غير حساب، من غير دقة، بغير موازنة، ويمكن لنا أن نحول عاشوراء، إلى ميدان مداهنة للسياسيين ولأهل الدنيا والرؤساء والأمراء والملوك والحكومات، كما يمكن لنا أن نجعل عاشوراء أداة إصلاح سياسي، ووعيٌ للحقوق، وفتح واعية الإنسان المسلم على موقعة من السياسية والاجتماع، على حقه الروحي، على حقه المادي في كل وطن من أوطانه، أن نجعل عاشوراء دعوةً للعدل، دعوةً للإنصاف، للتوزيع السوي، لعدم التغريب للمجتمع الإسلامي، دعوةً لسد منافذ الغزو الفكري والغزو الأخلاقي للبلاد الإسلامية، يمكن لنا أن نفعل هذا أو ذاك وعلينا أن نختار. من هو رئيس الحسينية ؟ من هو النادب والمنشد في العزاء؟

من هو خطيب المنبر الحسيني ؟ أين تكون المرأة في موقعها من الموكب الرجالي ومن مكان الرجال في الحسينية ؟ يمكن أن يكون رئيس الحسينية قبليا، يمكن أن يكون مكانيا – أي دافعه دافع المكان – يمكن أن يكون رئيس الحسينية حزبيا، يمكن أن يكون رئيس الحسينية متديناً ولكن بلا نباهة، يمكن أن يكون رئيس الحسينية منغلقاً، يمكن أن يكون رئيس الحسينية متهوراً، يمكن أن يكون رئيس الحسينية مرتجفا، ويمكن أن يكون رئيس الحسينية صورة مصغرة كثيراً كثيراً من شجاعة الأمام الحسين (ع)، جرأت الإمام الحسين (ع)، وعي الإمام الحسين (ع)، تقوى الإمام الحسين (ع)، شهامة الإمام الحسين (ع)، إخلاص الإمام الحسين (ع)، انفتاحية الإمام الحسين (ع). علينا أن نختار. من هو النادب والمنشد في الموكب العزائي ؟ يمكن أن يكون النادب والمنشد العزائي من النوع الذي يبحث عن الشهرة لصوته، من النوع الذي يريد أن يغزو قلب البعض من أجل دوافع غير شريفة، يمكن أن يكون النادب والمنشد والذي نسميه الرادود في الموكب الحسيني من النوع الذي يبحث عن موقعٍ في الناس. ويمكن أن يكون غير ذلك. أن يكون المبدئي، أن يكون الشريف، أن يكون الواعي، أن يكون المحترق للإسلام ولكن في وعيٍ، وعقلانيته لها الحاكمية في قراره، في كلمته، في موقفه.

خطيب المنبر الحسيني: لو حاولنا أن نغطي حاجة المآتم الكثيرة بخطباء كلهم أكفاء لأحوجنا ذلك إلى كثير من الجهد والبذل والمحاولة؛ ولكن الأصل في الخطيب أن يكون كفؤا على مواصفات علمية وإيمانية وخلقية لا بد منها. الأصل في الخطيب أن يكون سلم انتماؤه الإسلامي وصدق، والأصل في الخطيب أن يكون ممن توفر على فهم إسلامي لا يسيء من خلاله للإسلام، ولا يقدم من خلاله إسلاماً غلطاً للناس، والأصل في الخطيب هو أنه ذلك الإنسان المتقي لله عز وجل، والذي لا يسمح له تقواه بأن يكذب على الله من خلال المنبر، ولا يُزين القبيح، ولا يجتري على الله سبحانه وتعالى في شيء، وأن لا يقول إلا ما يعلم، تاركاً ما لا يعلم، أن يكون الخطيب داعية من خلال سلوكه، من خلال لحظاته ونظراته، من خلال تعففه وتنزهه. أين تكون المرأة في موقعها من موكب الرجال؟! هل تدخل المرأة كما يدخل الشاب تماماً في موكب العزاء، لتلطم معه وفي جنبه؟! تدخل الشابة في الحلقة كما يدخل الشاب؟ لماذا لا نفعل ذلك؟؟ ما هو الحاجز؟! وهل هناك حاجزٌ فعلاً وصدقاً وحقاً؟؟ إذا لم يكن ذلك فليكنّ مختلطات بالرجال خارج الحلقة كما هو الحال بين الرجل والرجل تماماً، من الذي يحجز من ذلك؟؟ لماذا لا نختار أن تدخل المرأة وتجلس في الحسينية كما تجلس أنت تماماً؟؟ هذا المجتمع الذي قد يحضر عند الخطيب فليكن نساءً ورجالاً، وتفعلون ذلك في جمعياتكم؟؟ ألستم تحاولون صنع ذلك في الجمعيات، في النوادي؟

 ألسنا نخطو خطوات تطوير منفتح في الاجتماع بالمرأة؟؟ اعرضوا هذا على الإمام الحسين (ع). هذا الخيار أو نختار للنساء حسينيتهنّ الخاصة، تجمعاتهنّ الخاصة، نشاطهنّ العاشوريّ المكثف الخاص ألسن قادرات على أن يقدمن الجديد وكما تطور المجتمع الرجالي مستقلاً، يمكن أن يتطور المجتمع النسائي أيضاً مستقلاً؟ أنت مجمتع الرجال، جاءت ملائكة من السماء طورتكم، أو طوّرتم أنفسكم؟ الآن يمكن للمرأة أن تستفيد من ثروة مختمرة كثيرة، من خلال ما تقرأ، من خلال ما تسمع، من خلال ما ترى حتى في الفيديو وما إلى ذلك، يمكن لها أن تعمل على تطوير داخلها، على تطوير مجتمعها النسوي من غير هذا القرب الجسدي الذي لا يمثّل ضرورة. نحن نريد فاصلاً جسدياً بين المرأة والرجل، ولا نريد فاصلاً فكريّاً ولا شعورياً في قضايا الأمة وشؤونها، نريد فصلاً جسدياً، ويجنّب المشاعر الضارة فقط.

ما هي المواضيع التي يطرحها الخطيب فيما ينبغي؟ مثلاً ما هي المشاكل التي يعالجها؟ هل للخطيب أو عليه أن ينشغل بالواقع؟ السنة توجد مشكلة فعلى الخطباء كل الخطباء أن يشتغلوا بهذه المشكلة القائمة مستغرقة لهم؟ وفي العام القادم تأتي مشكلة أخرى عليهم أن يذوبوا في تلك المشكلة؟ – هذا طرح..

طرح آخر هل يوجد واقع ولا تلامس الخطابة ذلك الواقع بشيء حتى أن الخطيب يهجره تمام الهجران؟ وإذا لامس الواقع بخطابته، وأراد أن يتحدث من الواقع فيكف يعالجه؟ ماذا تختارون؟ تختارون أن تذوب المواكب والحسينيات وكل الخطب في مشكلة سياسية واحدة تكون اليوم أو تكون غداً وينسى الإسلام كله من أجل هذه المشكلة وحدها؟ ومن أجل تلك المشكلة الأخرى وحدها؟ أو تختارون أن يكون المنبر الحسيني أجنبياً في صورة كلية عن ملامسة الواقع؟ وكأن المنبر الحسيني عليه أن ينتقل بنا من واقعنا إلى التاريخ بحيث يغمض، عينيه عن هذا الواقع كله، ويحول التاريخ إلى تاريخ مسحوب الصلاحية عن اقتحام الواقع؟

أم أن الموكب والخطيب عليه أن يقدم الإسلام وأن لا ينسى جنبة من جنبات الإسلام، وأن يصنع الشخصية الإسلامية متكاملة الأبعاد، وأن يلامس الواقع؟ ولكن تبقى معالجة الواقع لها أكثر من فرض، يمكن أن أتحدث عن الواقع بعقلية علمانية، يمكن أقدم معالجات علمانية للواقع، أقدم معالجات حزبية للواقع، أقدم معالجات من وحي تفكيري الخاص بالواقع، ويمكن أن تكون المعالجة للواقع معالجات معالجة إسلامية تهتم دائماً بالإسلام، وتتقيد بالحكم الشرعي، وتحمل هدف إحياء الإسلام وتقريب الناس والواقع للإسلام، أيُّ الفروض نختار؟! من أجل جوابٍ يرضاه الله ويرضاه رسوله (ص) ويصلح أنفسنا، ويصلح واقعنا، ونسعد به دنياً وآخرة، علينا أن نفهم الحسين (ع) أولا.

أنتم يا من تستعدون لإحياء موسم استشهاد الإمام الحسين (ع) ليس لكم أن تحيوا ذكرى كربلاء قبل أن تفهموا الحسين (ع). لابد أن نفهم الحسين (ع)، وإلا قد نشط بعيداً جداً عن أهداف الإمام الحسين (ع)، عن شخصية الإمام الحسين (ع)، ونحن نحاول أن نقترب منه، فإنك حين تتعامل مع الحسين (ع) وأنت لا تفهمه قد تسيء إليه كثيرا. علينا أن نفهم أهداف الحسين (ع)، أساليبه، أخلاقيته في حربه وسلمه أولاً. الحسين (ع) الذي لم يدخر قليلاً ولا كثيراً في مواجهة للحكم الأموي الطاغي الظالم، من أي منطلقٍ انطلق في ذلك، ماذا كان هدفه؟! ما هي الأساليب التي استعملها؟! ما هي الأخلاقية التي ظهرت على كلماته، على مواقفه، هل كان قبلياً؟! – عودوا لأسئلتنا هل كان الحسين (ع) تحرك تحركاً من أجل الملهاة، من أجل المأساة، من أجل أن نقيم مأتماً عليه، من أجل أن يحيي الإسلام نظريا؟!

 أو كان تحرك الإمام الحسين (ع) من أجل أن يحيي الإنسان بالإسلام، أن يبعث في الناس الحياة، أن يحل ذكر الله في القلوب محل أي شيءٍ آخر يصد عن ذكر الله؟! كان تحرك الإمام الحسين (ع) لعز بني هاشم؟

ما أضيقه من هدف؟! وما أكبر الإمام الحسين (ع)؟!

 كان للاستقرار الأمني في مكة، في المدينة؟! الحسين (ع) له قلبٌ لا يتسع له هذا الكون، فكيف يرضى الإمام الحسين بقفص مكة والمدينة؟!

 الإمام الحسين (ع) هل استولت عليه المأساة؟  هل عُرف يوماً ما باللهو؟! إنّه عليه السلام ليس من أجل قصة ملهاة، ولا مأساة، إنما هو (ع) من أجل دورٍ خلافي صادقٍ في الأرض، يحيي به الأرض والإنسان، ويعطي للإسلام الحاكمية على الأرض، فمحرم لابد أن يكون دور تطوير للإنسان والحياة كما يشتهي الإمام الحسين (ع)، وكما يتناسب مع الإمام الحسين (ع). محرم موسم للقبيلة للمنطقة للحزب للإسلام؟ الحسين ليس قبلياً، العباس (ع) إنما ضحى واستشهد بين يدي الإمام الحسين (ع) ولم يرض بعرض الشمر وابن سعد، بالبقاء في الحياة والمركز، والشرف الدنيوي لا من أجل أخوة الإمام الحسين (ع)، وإنما من أجل إمامة الإمام الحسين (ع). فمحرم يريده منكم الحسين (ع) لا لقبيلتكم، لا لأحزابكم، لا لمناطقكم. كل ذلك مردودٌ علينا، كل ذلك لو تقدمنا به للإمام الحسين (ع) لسوّد وجهنا عند الإمام الحسين (ع).

أخلصوا القلوب إلى الله تكونوا مقبولين عند الإمام الحسين (ع)، ما كان فيه مصلحة القبيلة اطرحه، ودس عليه من أجل مصلحة الإسلام، ما كان فيه مصلحة المنطقة على حساب الإسلام فتجاوزه، وخذ بمصلحة الإسلام وإلا فلست الحسيني.

الحسين للفرقة المذهبية التي تشمل النزاعات بين المسلمين؟ حاشاه للإمام الحسين (ع) أن يطلب التفريق وتشتيت المسلمين وتبضيع الجسم الإسلامي، إنه يريد للمسلمين كل المسلمين الوحدة، كان يريد من أهل الشام وأهل العراق أن يكونوا على طريق واحد، أن يكونوا قلباً واحداً، ولكنهم لا يكونون كذلك إلا بأن يكونوا على طريق الإسلام، فلذلك نحن نطرح الإسلام ونطرح وعي مدرسة أهل البيت (ع) ونفتح من كنوز هذه المدرسة ما نستطيع أن نفتحه من أجل الوحدة الإسلامية وليس من أجل فرقة المسلمين، ولا يمكن أن نعمل على تغييب المذهب لأن هذا أكبر خيانة، وأكبر خسارة للأمة ، مذهب أهل البيت (ع) هو الذي تنتظر الدنيا كل الدنيا أن تعرفه وأن ينقدها. نعم محرم لعرض الإسلام كما هو من غير تحريف، ولتركيز الوحدة الإسلامية معاً.

محرم لتأزيم الأوضاع السياسية؟! (إنما خرجت طلباً للإصلاح في أمتي جدي) ، للمداهنة السياسية؟! هناك مداهنات سياسية مرضية تخدم الدين، وهناك مداهنات سياسية مخزية مرفوضة وهي التي تضر بالدين، لو داهن الإمام الحسين (ع) لمصلحة نفسه على حساب دينه لما تحرك ذلك التحرك كما هو واضح ، فلا مداهنة ولا محاولة لتأزيم الأوضاع السياسية، وتمزيق وحدة المسلمين. إنما هي دعوة الإصلاح السياسي وإيصال الحقوق إلى من تضيع حقوقهم. أما رئيس الحسينية والخطيب والنادب والمنشد فلابد أن يقاس كل أولئك إلى شخصية الإمام الحسين (ع) فكل من كان اقرب ولو بشيء ما إلى شخصية الإمام الحسين (ع) كان هو المرشح في أي موقعٍ من هذه المواقع وغيرها.

أين تكون المرأة ؟! في داخل الحسينية، في وسط الموكب، هي الرادود، في الحلق الرجالية، أسألوا الإمام الحسين (ع) استفتوه يا إخوان.
أين كانت زينب؟! كان الإمام الحسين (ع) أحوج ما يكون إلى الناصر، أم وهب خرجت منفعلة بعمود من حديد – ربما أم وهب – الإمام الحسين (ع) يردها إلى الخيمة، أين كانت النساء؟ وكان إخراج النساء إلى أمرٍ ضروريٍ جداً حتى لا تضيع مكتسبات الثورة العملاقة وحتى لا تقبر القضية. للمرأة دور اجتماعي، ودور سياسي، ولها عفاف ولها شرف ولها كرامة. ويجب أن نجمع بين الدور الاجتماعي والدور السياسي والإبقاء على العفاف والكرامة والشرف والنقاء، ولا تهافت ولا تناقض، الإسلام يجيد أن يقدم الطرح العملي الذي يجمع بين هذا وذاك. ولكن يؤسف لنا أن نحاول أن نجتهد على غير طريقة إسلامية في الأمور كلها.

وما هي المواضيع التي يطرحها الخطيب في ما ينبغي؟ كيف تحدث دم الإمام الحسين (ع)؟ راجعوا كلمات الإمام الحسين (ع) التي خاطب بها القوم، خاطب بها أعداءه خطاب بها أصحابه، خاطب بها الزمن كله، خاطب بها كل الأمم والأجيال. إنها كلمات تنطق بذكر الله، كلمات تدعو إلى الله، كلمات توحد الصفوف على طريق الله، كلمات تدعو إلى تحكيم شريعة الله، كلمات لا تقبل غير المقاييس الإسلامية في ميدان الاجتماع، في ميدان السياسة، في كل ميدان من الميادين. فالخطيب والمنشد ورئيس الحسينية دورهم لابد أن يكون دور الإمام الحسين (ع)، كلمتهم كلمته، فلنفهم الإمام الحسين (ع)، أهدافه، أساليبه، أخلاقياته التي لم تخرج على الإسلام في أحلك الظروف، وفي أضيق الأزمات، ولم يخرج على لسانه صلوات الله وسلامه عليه كلمة تغضب الله عز وجل، ولا كلمة لا تحمل مبدئية، وإذا جاءت كلمة من هنا أو هناك، من غير إثبات دليل تاريخي كافٍ فهي متروكة، ولنستفتي في جواب أسئلتنا المتقدمة وغيرها كلها الإمام الحسين (ع)، نستفتي فقهه، وفقه جده، وأبيه وأخيه وأبنائه المعصومين عليهم السلام، نستفتي سيرتهم (ع)، كيف كانت المرأة في بيت الإمام الرضا (ع)؟! وكيف كانت المرأة في بيت أمير المؤمنين (ع)؟!

 ألم يكن دعبل بينه وبين بيت الإمام الحسين (ع) ستارة؟! أم كان الاختلاط؟! أم كانت الجلسة منفتحة والقهقهات مشتركة؟! اتقوا الله إخواني، ارجعوا إلى إسلامكم. نعم علينا أن نستقي فقه الحسين (ع) وفقه جده وأبيه وأخيه وأبناءه المعصومين عليهم السلام وأين تجدون فقههم؟! عند مثقفٍ غربي! عند كاتب جريدة! أو عند الفقهاء العدول!! فلنراجع أسئلتهم، وصدق ولائنا في أيام عاشوراء وفي كل الأيام على المحك، إنّه في قبول إجابة أهل البيت عليهم السلام وعدمه.
غفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته….

أسئلة الحضور..
جزاكم الله شيخنا الجليل على ما قدمتموه لنا في ما يجب على كل إنسان مسلم وهو يستقبل هذا الموسم القيام به وربما كان الكثير منا وأنا واحد منهم جاء وهو يحمل كثيرا من التساؤلات إلا إنكم طرحتموها وأجبتم عليها فجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
هنا بعض الأسئلة ربما تكون مباشرة والبعض يريد سماع توجيهاتكم بشأنها.

السؤال الأول: هناك سؤال هل أن بعض الاختلافات والنزاعات التي تحصل في هذا الموسم منشأها فقهي إن جاز التعبير فمسألة التطبير. وما هو رأيكم في التعامل مع هذه المشكلة؟

ج: التطبير لا يرقى بحسب الفتوى عن حد الاستحباب على أحسن التقادير، وهل يستطيع أحد أن يأتي بفتوى فيها وجوب التطبير؟ وهذا الاستحباب لا يملك أحد من الفقهاء قاطبة دليلا عليه بعنوانه الخاص – يعني بعنوان أنه تطبير- لا يوجد فقيه واحد يمكن أن يدعي أن له دليلا على هذا الاستحباب بعنوانه الخاص، دعواه بعنوان إحياء الشعيرة وتعظيم شعائر الله، هذا شيء، الشيء الآخر لو سلمنا بالاستحباب وهو على هذا المستوى هل يمكن أن يُواجه شبهة التحريم؟ المورد مورد الاحتياط، هناك عدد يقول بالتحريم وعدد يقول بالاستحباب. الذي يريد الاحتياط أن يترك التطبير لو تركت شيئا مستحباً فليس علي عقوبة قطعا أمّا لو فعلت هذا المستحب الظاهري وكان في الواقع محرما، خالفت الواقع، خالفت ما يرضي الله سبحانه وتعالى واقعا وخالفت مصلحة الإسلام والمسلمين. لو كان حراما كان معناه، أن فيه مفسدة، لا مصلحة. الاحتياط في ترك التطبير بلا شك، ثم يأتي عنوان ثانوي آخر، يتمثل في احتمال إحداث الفتنة فما أجدر بالمؤمن أن يتنازل عن مستحب ممارسته ستحدث فتنة، هذا ملخص القول في هذا الأمر، والله المسدد للجميع. وعلى كل تقدير إذا كان شيء من هذا فلا تحدثنّ فتنة. فيجب أن لا تحدث فتنة أبداً.

السؤال الثاني: ذكرتم أن هناك من يتخذ من هذا الموسم، موسماً للقبيلة أو موسما للمنطقة أو موسماً للحزب، وهذا الواقع موجود ولربما لا أبالغ عندما أقول أن لا منه تخلو منطقة فالبعض يتساءل إذا كان هناك من يريد أن يتخذ هذا موسماً لشخصيته، لتعزيز شخصيته، أو موسماً لتعزيز حزبه، وهناك أبناء المنطقة يريدون التعامل مع هذا الشخص أو مع هذه الفئة تعامل عملياً، فكيف يعيدون هذا الموسم ويستفيدون منه كما تفضلتم به من توجيهات. فما هي المواقف العملية؟

ج: أرى: تختلف الظروف والموارد، وعلى كل تقادير يجب أن يوازن بين ما هو مهم وما هو أهم، ويُرجع في ذلك في التشخيص في هذه الموازنة لأهل الاختصاص، في كل مورد على حياده، كل مورد لوحده تجري له الموازنة. هناك بعض الأخطاء لكنّ تصحيح هذا الخطأ قد يؤدي إلى خطأٍ أكبر، هناك خطر ولكن دفع هذا الخطر قد يؤدي إلى خطر أكبر، هناك منكر ولكن دفع هذا المنكر قد يؤدي إلى منكر أكبر، هنا ماذا؟ يحرم عليّ أن أدفع المنكر بالدفع الذي يؤدي إلى منكر أكبر، والموازنة بين المنكرات وبين المهم والأهم يحتاج إلى اختصاص.

السؤال الثالث:هناك بعض الممارسات الخاطئة من بينها مثلاً: إطلاق أصوات الميكروفونات في خارج المحيط الذي فيه المأتم، ما هو توجيهكم لهؤلاء الذين يعملون هذا العمل؟

ج: نحن نحتاج إلى استعمال مكبرات الصوت في محرم، وعلينا أن نقدر الضرورات بقدرها، نحن محتاجون لاستعمال مكبرات الصوت في محرم، ولكن علينا أن لا نستعملها في خارج الحاجة، لوجود أحكام شرعية في المقام تمنع من هذا، تمنع من استعمال مكبرات الصوت خارج الحاجة لما يحدث من مضار، ومن تعطيل أعمال وإزعاج مرضى وما إلى ذلك، فعلينا أن نقدر الضروارت بقدرها.

السؤال الرابع: هل لديكم شعار لموسم عاشوراء في هذا العام، وما هو البرنامج الذي يجب أن نسير عليه حتى نحقق شيئاً من بعض الأهداف التي من أجلها نحيي هذه الذكرى؟

ج: أنا لي شعار دائم لكل عاشوراء ولكل موسم وهو كل شيء الإسلام، كل شيء من أجل الإسلام، وطبعا برنامج شهر محرم مفتوح وعلى الحسينيات والمواكب، ويطلب من المؤمنين جزاهم الله خير الجزاء ومن عقل الشباب النيّر، ومن خبرة الكبار –أيدهم الله- العمل على دفع مستوى الممارسة العزائية إلى الأمام، طبعا نحن مسئولون جداً أن نطور من أنفسنا، وشخصياً أفرح كثيراً لعدد من الخطباء ويوجد في بحريننا هذه على صغر حجمها وضيق مساحتها وقلة عددها، نماذج شبابية تبشّر بخير جداً على خط الخطابة، ولكنها تفتقد الرعاية المطلوبة، ونحن دائما نشكو من ضعف بعض الخطباء ولكن علينا أن نفكر كيف نوجد الكلية والمعهد الذي يخرج مبلّغين وخطباء أكثر كفاءة، وكخطوة عملية لتطوير أساسي في مستوى الخطيب.

السؤال الخامس: هناك من يقول بعض الأمور لا يمكن أن تصحح إلا بتدخل مباشر للعلماء، لأنها إذا تركت للمتخاصمين فإنّ هذا الخصام سيتزايد. وهو يتساءل لماذا لا يتدخل العلماء في فكّ هذه الخصومات؟

ج: أقول كلمة قاسية: العلماء بعد لم يعرفوا وزنهم، والمجتمع لا يريد أن يعرف للعلماء وزنهم. العلماء أمامهم ظروف طبعا صعبة، ومعادلات مانعة وليست خارجية دائماً، معادلات داخلية وخارجية يمكن أن تمنعهم من أن يحققوا خطوات إصلاحية لا يريدون بها علواً في الأرض ولا فساداً، وإنما يريدون صلاحاً وإصلاحاً، ولا يريدون فرقة في هذا المجتمع ولا اضطراباً، عندهم صعوباتهم ولكن أيضا لا بد أن يحمّلوا أنفسهم شيئا من التقصير، المجتمع أيضاً يرى العلماء مرجعية في ما يشتهي أن يجارى فيه، وإذا جاء رأي العلماء على خلاف ما يشتهي سقطت مرجعية العلماء عنده، وهذا واضح وأرجو أن نصحح هذه الأمور كثيراً.

السؤال السادس:العالم الإسلامي يمر بظرفين هذا العام الخاص يختلف عن الظروف التي مرت عليه في عصره الحاضر القديم، فقضية فلسطين وقضية ما يسمى بالحملة على الإرهاب العالم الإسلامي يمر بظرف هذا العام خاص يختلف عن ظروف التي مرت عليه في عصره الحاضر القديم، قضية فلسطين وقضية ما يسمى الحملة على الإرهاب من جانب عدة دول تقودها أمريكا وهناك الكثير مما يعني المسلمين فأين تكون هذه القضايا في موسم هذا العام؟

ج: من يغصّ بعظم يحاول أن يخرجه ومن حرقته الجراح في داخلة مقهور على أن يعبّر عنها ولو التعبير يجب أن يكون حكيما وسديدا.

السؤال السابع :ما رأيكم سماحة الشيخ بالخطباء الذي يلتزمون ذكر السيرة فقط دون غيرها……..؟

ج: (عموما) الإمام الحسين عليه السلام أكرر لم يستشهد من أجل أن يكون قصة وإنما من أجل أن يكون واقعا حيا في الناس، السيرة تطرح وتربط بالواقع، والسيرة التي تطرح وتبين معالمها وإيحاءاتها وما تقتضيه في مقام. لا تقدم سيرة محنطة. يمكن لي أن أقدم سيرة محنطة مبهمة غامضة تكتنف ألف درس من غير أن يبرز درس واحد منها، ويمكن لي أن أقدم سيرة فاعلة حيّة تحرك المشاعر، وتحيي العقول وتدفع بالواقع للأمام. الثاني هو المطلوب لا الأول.

السؤال.الثامن : ما رأيكم بما تقوم به لجنة المواكب الحسينية في تنظيم مواقع للنساء على الطرقات لمشاهدة المواكب الحسينية وفصلها عن مواقع الرجال؟

ج: أقل ما ينبغي يجب أن تدعم جهود هذه اللجان والتشجيع الكافي من سائر المؤمنين جزاكم الله خيرا. كثير من الأسئلة التي وردت مما جاءت الإجابة عليها من خلال المحاورة أو كتبها الأسئلة من بين السائلين وفي الختام لا يسعني إلا أن أكرر شكري لسماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم على كلمته القيمة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل هذه….. ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه كلنا لنا أدوار في هذا الموسم وكل له موقع في هذا الموسم وقد …. الجميع كل من موقعه وحسب دوره وعلينا أن نلتزم هذه التوجيهات وذلك لمصالح خيرنا وخير إسلامنا وإن الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره. سماحة الشيخ وهو يتكلم لا إشكال أننا جميعا أحسسنا كلّ بحسب دوره أنه يعنيه وقد أجاب الإجابات الصحيحة وبحسب كما تفضّل سماحته كأنه……….الإمام الحسين واعتبر الإجابة…….. فعلينا جميعا أن نبقى مع هدف الإسلام وهو هدف الحسين الأول والأخير. نسأل الله سبحانه وتعالى أن…..ويتقبل منا أعمالنا وأن يرزقنا في الدنيا زيارة الحسين وفي الآخرة شفاعته وأن يجعلنا من خيار شيعته إن الله على كل شيء قدير وبالإجابة حقيق جدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأفلح من صلى على محمد وآل محمد.

زر الذهاب إلى الأعلى