عاشوراء – كلمة ليلة العاشر من المحرم 1422هـ

الكلمة التي ألقاها سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم ليلة العاشر من المحرم 1422هـ

 

أقول يا أمة الإسلام في مواقع القرار ، إذا
أردتم أن تملكوا إرادة الخط الأمريكي وأمام الاستكبار الأمريكي فأعطوا لشعوبكم أن
تنبعث على خط الإمام الحسين عليه السلام ، يملؤها عزةً ، يملؤها شعورا بالكرامة ،
يملؤها هادفيةً

السلام على القرآن الناطق مرفوعاً على رأس الرمح ، السلام على كلمة الوحي تتضرج بالدماء على أرض كربلاء* ، السلام على رسالة السماء تخمد أنفاسها للتفجر وتملأ الفضاءات كلها نوراً وجمالاً وجلالاً ، السلام على الصوت الهادر في افئدة الاجيال يحييها ، يبعثها ، يسدد خطاها على الطريق اللاحب الصاعد إلى الله ، السلام على الثورة العارمة التي تخاطب الأجيال بلسان الاسلام ، بكلمة الله أن تتشرب العزة والكرامة وأن تثبت على الدرب ، وتتصلب ارادتها في ذات الله ، السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين …**حسين ..حسين ..حسين …معك ياحسين ..معك ياحسين … معك ياحسين ..دربنا درب الحسين .. بانتظارك يا سليل الحسين ..عليه السلام ..واحسيناه .. واحزناه …وافجعتاه ..وامصيبتاه ..

نداء العقل ، صرخة الضمير ، لسان الوجدان ، أعماق القلب تقول واحزناه ، رؤية العقل تقول واحزناه ، التفكير في مصلحة الإنسانية يقول واحزناه ، آه ، آه ، آه للقيادة الإسلامية العليا ، آه لقيادة المعصوم تغيب شمسها على الأرض عن الإنسان ، يا اخوة .. كسفت الشمس يوماً قبل عام أو أكثر من عام لبعض ساعات فبكى علماء الفلك ، بلى تساقطت دموعهم لظلمةٍ عمت الأرض ، ولو أفاق الإنسان لهانت عليه ظلمة الشمس أمام ظلمة الأرض لمغيب شمس الإمام عليه السلام ، يقولون لنا لماذا نبكي ؟ يقولون لنا لماذا تتفجعون ؟ نحن نبكي لغيابٍ الروح الإنسانية ، وغذاء الذات الإنسانية العليا ، وقائد المسيرة الإنسانية إلى الله ، نحن نتفجع للضمير الإنساني يذبح على يد الفجرة ، نحن نتفجع للقلب الزاخر بحب الله ، نتفجع للروح تشع على الأرض شعاعات الإله ، شعاعات العدل ، إشعاعات الهدى ، نتفجع للإمام الحسين عليه السلام رمز السماء في الأرض ، كلمة الوحي والهدى في الناس ، وكلما غابت القيادة الإسلامية بأي وزن من أوزانها كانت فجيعةٌ أيها الاخوة …

فهل تعرف البشرية يوماً فقدت فيه الأرض أكبر من يوم فقدت فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أهل يصف المؤرخون وكل ذوي الألباب يوم أن غادر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،وغادرت كلمته المتواصلة ، غادر هداه المتواصل ، غادر توجيهه الفعلي الذي يقود المسيرة ، غادر هداه المتدفق الذي يقود الإنسان ، ألا يصف كل ذوي الألباب يوماً أن يوم غادر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان أقسى يومٍ على الإنسان وكان هو الأفجع ، وكان هو الأمرّ ، ولماذا هذا كله ؟ لأن الإنسان هو الروح و هو الشعاع الموصول بهدى الله عز وجل ، الإنسان ذلك الشعاع الذي يعقل ، ذلك الشعاع الذي يهّذب ، ذلك الشعاع الذي يرحم ، ذلك الشعاع الذي يلطف ، ذلك الشعاع الذي ينشر الخير ، وهذا الشعاع دائماً يكتسب وجوده ومتانته من الله ، بان تتيقظ الروح ، وأن تتنبه الروح وتكون دائمة الاتصال بالله ، وأن يكون لها الهادي ، وان يكون لها الدليل على الله سبحانه وتعالى ، حاجة الإنسان للقيادة ليست حاجة اقتصادية بقدر ما هي حاجة هدى ، وليست حاجة سياسية بمقدار ما هي حاجة نور وحاجة يقظة ،وحاجة ارتفاع وسمو واتصال بالله سبحانه وتعالى ، القيادة في نظر الإسلام حاجة للروح كحاجة الأبدان للشمس وكما أن الشمس بها تعيش أبداننا ، هناك شمسٌ أخرى بها تعيش أرواحنا ..هي شمس الرسالة وشمس الرسول وشمس القيادة الإسلامية المتصلة ..

يا أمة الإسلام ويا أمة الخير …افتحي للحسين عليه السلام الدرب ، أعطيه الحضور ، أعطوا الإمام الحسين عليه السلام أن يسكن الأرواح والعقول ، أعطوا الإمام الحسين عليه السلام أن يقول كلمته الهادية ، أن يتكلم بلغةٍ ثورته الدامية ، أن يتكلم بلغة ثورته المشفقة على الإنسانية ، المنقذة للإنسان ، الأمة في خور ، وخور الأمة تعالجه عزة الإمام الحسين عليه السلام ، والإرادة الفولاذية للإمام الحسين عليه السلام على طريق الخير ، ،الأمة في ضياع وضياع الأمة يؤول إلى هدى ويؤول إلى تواجد على الخط ، وإلى تماسك وكيان موحد ، وإلى هدف موحد ،وإلى هدف واضح ، حين تلتحم الأمة بهدي الحسين عليه السلام ، وكلمة الحسين عليه السلام ..

أمةٌ تركع لإسرائيل وقرارها الرسمي تمليه أمريكا تحتاج إلى الإمام الحسين عليه السلام *…الأمة التي تمثل محيطاً من بشرية على مستوى العنصر البشري ، ثم تقهر أمام شرذمة من شواذ الأرض ، أامة تحتاج إلى بعثٍ ولا يبعثها مثل الحسين عليه السلام ؟ ومثل تضحيات الحسين عليه السلام التي لا تعرف الحدود ولا تعتز بشيء من الدينا أمام الرسالة ..لأكثر من ذلك تحتاج إلى الإمام الحسين عليه السلام الكبير بالله ، العظيم بالله ، الفولاذي بالله ، المتيقن بالله ، العزيز بالله ، إن ما تحتاجه الأمة بكل تأكيد أن ترفع رأسها إلى الله والحسين عليه السلام ليس مثله ومثل جده وأبيه وأبنائه المعصومين دليلاً على الله ، وهادياً إلى الله .

أقول يا أمة الإسلام في مواقع القرار ، إذا أردتم أن تملكوا إرادة الخط الأمريكي وأمام الاستكبار الأمريكي فأعطوا لشعوبكم أن تنبعث على خط الإمام الحسين عليه السلام ، يملؤها عزةً ، يملؤها شعورا بالكرامة ، يملؤها هادفيةً ، يعطيها رفعةً في الروح ، يعطيها فسحةً في الرؤية ، يعطيها تأصلاً في الرؤية ، يعطيها امتداداً في الشعور ، يعطيها تعلقاً في الطموح ، الأمة الإسلامية بطموحها الإسلامي ، برؤيتها الكونية ، الضاربة في جذور الكون ، الأمة الإسلامية بهذا وذاك ستفوق عزتها عزة أي أمة وستكسر عزتها أعتى قوة ….

إخوتي ..أخواتي ..المؤمنين والمؤمنات ، فلننصر الحسين عليه السلام ، كيف ننصر الحسين عليه السلام ؟؟، نريد أن ننصر الحسين عليه السلام على مستوى داخلي ، على مستوى النفس في ذاتها ،وعلى مستوى الصف الإسلامي والأمة الإسلامية ، ثم نريد أن ننصر الحسين عليه السلام على مستوى قضايانا مع الخارج ..
لا أريد منك أيتها الفتاة سيفاً تجاهدين به ، أريد منك إرادةً فولاذية وعزيمةً جبارة تستقينها من زينب عليها السلام ،
، تسترفدينها من الحسين عليه السلام ، بل من طفلة من طفلات كربلاء ، أريد منك يا فتاة الإسلام ، يا فتاة البحرين ، أيتها الفتاة العربية ، يا فتاة الإسلام في كل مكان ،أريد منك إرادة جبارة تستسقينها من طفلة من طفلات كربلاء ، وتقولين بكل جبروتك وبكل اعتزاز ، وبكل صلابة ..لا للنمط الأخلاقي الأمريكي والغربي لا و الف لا ..

أنا لا أخاف عليكِ من أن تضيعِ أنوثتكِ في إنسانيتكِ ، أنا لا أخاف عليك أن تذوب منك إنسانية كبيرة عملاقة ، أنا أخاف عليك أن تتحولي إلى لاشيء ، إلى الشيء التافه المسحوق ، حين تتحولين …وتمتلك إنسانيتك أنوثتك وحين تطغى الأنوثة على الجانب الإنساني ، أتستطيعين أن تقولي لكل مظهرٍ عريانٍ كلمة الرفض ..كلا ؟؟ أتستطيعين أن تقولي لكل إنحدارةٍ خلقيةٍ ، لكل حفلةٍ ترفيه ، لكل مظاهر الزيغ والضلال ، لكل الانحرافات الأولية البدائية التي يريد أن يسوقها العدو الكافر ، التي يريد أن يسوقها أعداء الإنسان في كل مكان في الأرض ، أتستطيعين لكل هذه البدايات التي تترائى صغيرة وهي كبيرة ، وهي بدايات لتحولٍ أخلاقي خطير ولوضع إنساني عقيم ، أتستطيعين أن تقولي لها بوعي وبإرادة وبرؤية مستقبلية ممتدة : أنا فوق ذلك .أريد منكِ أن تقولي أنا فوق أن تداعبني الصحافة الإعلامية ، والإعلام العالمي ، تداعبني مشاعر ا لتصطاد من إنسانيتي وتحولني عدواً للأمة ولكرامة الأمة ولرسالة الأمة ..

شباب ، يا شباب* ….أحيوانية تجعلنا نتسكع في الشوارع لنطالع فتاة ؟؟ أين العزة ؟ أين الكرامة؟ أين الشموخ ؟ أين الإباء ؟ أين الرؤية ؟أين الهادفية؟ أين الشعور الدفاق بالإنسانية ؟ ..
أنت فوق الملَك أنت خليفة الله ، أنت صاحب الدور الأكبر ، أن تصنع الدنيا ، أنت تقود التاريخ ، أنت المسئول عن تصحيح خط الأمم ، عن قيادة الأمم ، عن تعليم أمريكا إنسانيتها ، عن العودة بأمريكا لخط الإنسانية ، أنت أيها الأسمر الشاب النحيل ، أنت مسئول أن تعلم الدنيا كلها كيف ترقى بمستوى إنسانيتها وعزتها وكرامتها ، تقزمك فتاة ؟ فتاة تمشي في الشارع ؟ ؟نريد إباءً ، نريد عزة ، نريد رفعةً ، نريد رؤيةً فسيحةً ، نريد تطلعاً إلى الله …يا أبناء الحسين عليه السلام انصروا الحسين وانصروا الله و انقذوا أنفسكم ، هذا على مستوى الذات ..

نريد نصرة الأمة نريد أن نسعى للإصلاح ، أن نقول كلمة الخير ، أن لا نكون بداية فتنة ، ولا دعاة تمزق ، هذا نريده والحسين مبدئية وإصلاح ، خط المبدئية والإصلاح الإمام الحسين عليه السلام ، المبدئية في كل الحالات لا تنازل عن حكمٍ شرعيٍ واحد ، إلا أن نُقهر ، ليس في قاموس الإنسان المسلم حلول وسط على حساب الشريعة ، ليس في قاموس الإنسان المسلم أن يبيع الاستراتيجية من أجل التكتيك أبدا ، المصالح الصغيرة والمصالح الآنية ، لا تبرر رعايتها أبدا أن نبيع الخط وأن نميّع الخط ، أنا غير مستعد أبدا أن أميع في أي خط آخر غير خط الإسلام ، غير مستعد في أي لحظة أن ألين شعرةً عن مقررات الإسلام ،هذه مبدئية ..، المبدئية تعني أن اشعر بالإصابة ، أن أشعر بالشفقة على الطرف الآخر أن اشعر بالفوقية الرسالية ، أن اشعر بفوقية الطرح بالنسبة للطرف الآخر ..أنا عندي طرحٌ منقذٌ للعالم كله ،أنا أخونك و أخون نفسي حين أقدم طرحك على طرحي ، و أخونك وأخون نفسي حين آخذ ضغثاً من طرحك وضغثاً من طرحي الرسالي ..لماذا ؟ لأخرج صورة شوها عن الإسلام ، هنا أظلم نفسي ، اظلم الأجيال ، اظلم الأمة ، أظلم التاريخ .

سأبقى مبدئياً ، سأحافظ على قلاع المبدئية ،وعلى خطوط مبدئي ، و أحكام مبدئي ، لكن أستطيع أن أتعاون معك بالموضوع الخارجي ، نحن على الدرب وهو درب ثابت ، درب الحق ن لا نحيد ولا نميل يسرة ولا يمنة، تقول لي خذ هذا وهو من عند غير الله ؟؟ فأقول لك نعم ؟ ..لا يمكن ومطلقاً لا يمكن ..
فنحن على درب ثابت ، عندنا الرؤية السديدة الصائبة ، التي قامت على دراسة تغلغلت إلى أعماق الكون ، و بداية الكون ، إلى ما بعد الكون المادي ، رؤية مؤصلة تأصيلاً جذريا دقيقاً ضارباً كاملاً ..

أنت رأيت حالة اجتماعية معينة ، رأيت وضع اجتماعيا معيناً ، تأثرت به وصغت نظرية ، أين تلك الرؤية من هذه النظرية ؟ أنا غير مستعد أن أتنازل عن رؤيتي المبدئية ، لكن يمكن أن يأتي منك نداء ، نداء بالخير ، أنت تخطو خطوة إصلاح ، فلن أتأخر أبدا ولا يمكن أن أتأخر عن أي خطوة إصلاح يخطوها طرف من الأطراف ، أنا أعرف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل حلف الفضول ، وان أي دولة إسلامية ، تقوم في الأرض اليوم غير دولة الإمام القائم عليه السلام مستعدة بان تمد يدها إلى كل مستضعفي العالم ومحرومي العالم ، ليصححوا خط التاريخ ، نحن نسمع الحكمة من أين أتت ونتعاون مع الكلمة الإيجابية من أين جاءت ، من غير أن نذوب ، ومن غير أن نُستغفل ، ومن غير أن نُسرق من مواقعنا .

افهمني آخي ، نحن هكذا ، و الآن فلنبق على خط الإمام الحسين عليه السلام ، لم تقدم الأرض ، ولن تقدمَ أبدا ، أطروحة كأطروحة جاءت من الرب ، ولم تقدم الأرض قيّماً أمينا على أطروحة الرب كالمعصوم وورثة المعصوم عليه السلام ..
كل الأمة إذا أصغت إلى كلمة الفقهاء ، وجسدتها في حياتها ستُهدى ، والفقهاء لا يهدمون الأمة ، والفقهاء لا يبعثرون الوضع الأمني في أي بلد ، أعقل الناس وأحرص الناس ، وأرشد الناس ، و أشفق الناس على أمن الشبر الواحد في البلاد الإسلامية ، أنا لو كنت افهم من الفقهاء أنهم للتفرقة وانهم لزعزعة الأمن وأنهم لبعثرة الوجود الإسلامي ، والتفريق بين هذا المسلم وهذا المسلم لقلت للفقهاء : أنتم لستم خط أهل البيت عليهم السلام ، ولكن ما أعرفه عن خط الفقهاء و أتيقن به هو أن الفقهاء للوحدة الإسلامية ، وللحفاظ على الكيان الإسلامي ، الفقهاء يحثونكم أيها الاخوة على أن تتراص الصفوف الإسلامية ، من غير تفرقة مذهبية أبداًً.

دعوة الفقهاء لكم بأن تخلصوا لإخوانكم السنة ، وان يخلص الإخوان السنة لكم ، ودربنا دين إسلامي واحد ، ومسألة الخلافة بالأمس – في ما أراه – لا تنعكس على الواقع السياسي اليوم بين السنة والشيعة ، لأنه لا يمكن للسنة الملتزمين أن يقدموا الفاسق على العادل ولا يمكن للمؤمنين الملتزمين في السنة والشيعة أن يقدموا الجاهل بالإسلام على العالم به و يبقى كيف نعرف هذا العاِلم ، وهذا العاِلم في طريق الشورى أو من أي طريق آخر يفرق مَن هو العاِلم العادل وبصراحة مفتوحة لتمثيل شورى أو بالانتخاب ما أن يتعين الحاكم سنياً أو شيعياً فأنا لا أرى أن الخلافة التاريخية على بعدها على الإمامة في بعدها السياسي ، وفي زمن الغيبة الكبرى لها انعكاس سلبي على الوضع السياسي ومسألة السياسية ، فيما هي العلاقة بين السنة والشيعة طبعاً في تلقي الأحكام واضح أن الشيعي لا يسعه إلا أن يأخذ الحكم عن طريق أهل العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وان يدعو العالم كله إلى الهدى الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واحتفظ بأسبابه أهل البيت عليهم السلام يوجد شيء ، بما يهيئ ولم يقدر لأحد بأن يحتفظ به فالهدى الذي عند أهل البيت عليهم السلام منه عند جميع المسلمين ولكن أكمل الهدى ، اصل الهدى ، و أتم الهدى ويقيناً يتوفر من أهل البيت عليهم السلام حيث انهم ورثة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهناك مئات من الأحاديث المعصومة التي لا يحتمل كذبها بنسبة واحد على مليون ، تؤكد هذه الحقيقة وأقول : كلمة قلتها في جامع الإمام الصادق عليه السلام بالدراز و أعيدها ، تسألني ما أنت من ناحية مذهبية ؟ أقول لك : إنني شيعيٌ صرف ، تسألني ما أنت من ناحية المصلحة الإسلامية ؟ أقول لك : إنني سنيٌ شيعيٌ تماماً أنا للمصلحة الإسلامية عامةً ، لمصلحة الإنسان المسلم سنياً كان أم شيعياً ، لن اعرف الحدود ،ولن اعرف الفوارق.

أما الفئات الأخرى والخطوط الأخرى ، التي تمتلك رؤية غير إسلامية ، فهل أعطيها فرصة الامتداد في صفوف المسلمين . أعطى لهذه الرؤية أن تمتد ؟..هل يقبل المحتضن للشيوعية فرصة تمكين الفكرة الإسلامية ، وتركيز الفكرة الإسلامية في صفوف أبناء روسيا ، هل يعطيني تمكين الفسحة ، حال تمسكه بالشيوعية ..إلا أن يتنازل عن شيوعيته ويكفر بها ..

أنا لست كافراً الإسلام ، أنا مؤمن به تمام الإيمان ، وإيماني بالإسلام تمام الإيمان وانه المنقذ لا غيره ، أستطيع أن أقول لك : هذه ساحتي ، هذه أمتي ، هذه أوساط ، غذها بما تريد من فكرٍ معادٍ للإسلام ؟ أنا لا أستطيع أن أقول لك ذلك ، اسمح لي ، تريد أن تتعاون معي على الخير ، تريد أن انسق معك في المسألة السياسية ؟ انسق معك كما انسق مع الحكومة وأي طرف آخر ، لا فرق أن جاءت الدعوة إلى الخير من الحكومة أو من هذا الخط ،انسق معه ، ولا أظن أن تسبق دعوة للخير دعوة الإسلاميين للخير ، وإذا سبقت دعوة الإسلاميين للخير فهو تقصير من الإسلاميين .

فأقول ستجدنا كل الفئات وكل القطاعات على الدرب التي هي عليه ما دامت هي على درب مصلحة الإنسان وعلى درب الوحدة الوطنية في ما لا يخالف قيمنا وأحكامنا الشرعية .
وستجدنا أي فئة مختلفين عنها ، مفترقين ، مصارحين لها بأن لكم دينكم ولنا دين ، حين تكون المسألة السياسية على حساب الإسلام وعلى حساب الحكم الشرعي ..

غفر الله لي ولكم والسلام عليكم..

 

زر الذهاب إلى الأعلى