خطبة الجمعة (571) 13 ذي القعدة 1434هـ – 20 سبتمبر 2013م
مواضيع الخطبة :
الخطبة الاولى : البخل
الخطبة الثانية : ما فوق المنطق – ماذا نريد؟ – ولماذا اعتقال المرزوق؟
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي يرفع أقدارًا، ويحطّ أقدارًا، ويُعلي شأن قوم، ويخفض شأن قوم آخرين، وهو العدل الذي لا يظلم أحدًا، الحكيم الذي لا يفعل جزافًا، وقد جعل لكلّ شيء سببًا، ودلّ عباده على أسباب الخير، وأمر بها، وعلى أسباب الشرّ ونهى عنها، فمن أخذ بما أمر به سبحانه وجد في ذلك إلى النجاح والرِّفعة سبيلا، ومن خالف نهيه كان إلى سوء، وخسار وخِسّة وانحطاط.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.
فلنعرِفْ عباد الله طريق عزّتنا ونجاحنا لنأخذ به، وليس لنا من طريق إلى ذلك إلّا باتّباع دين الله، والأخذ بما أمر، والنأي عمّا نهى، وملازمة مقتضى تقواه، وترك كلّ فجور.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم.
ربّنا اهدنا لما اختُلِف فيه من الحقّ، وخذ بيدنا إلى صراطك المستقيم، واجعلنا بمنجاة مما يوجب غضبك، ويُستَحقّ به عقابُك، ويحرم من رحمتك، واجعل طاعتنا لك بلا انقطاع، ولا تردّد، ولا فتور، وسهّل لنا السبيل إليك، وافتح علينا أبواب هداك، وأيقظنا من السبات، وجنّبنا الغفلة يا رحمان، يا رحيم، يا كريم.
أما بعد أيّها الأعزاء من المؤمنين والمؤمنات هذا الحديث متابعة في موضوع البخل.
أصناف البخل:
للبخل أصناف مشتركة في السوء؛ فمنه:
1- البخل بالمال: وهو المنسبق إلى الأذهان من كلمة البخل في العرف العام.
وهذا البخل على تفاوت في الدرجة فقد يكون بخلًا بما في اليد، وقد يتجاوز هذا الحدّ فيكونُ بخلًا بما في يد الغير بأن يتمنّى البخيل ألا يبقى في يد غيره شيء([1])، وأن يكون كلّ شيء مما لغيره في يده، وقد يُضيره أن يبذل الآخرون المال، وأن تسود صفة الكرم.
والبخيلُ في تمنّيه ما بيد غيره من مال، وأن يكون كلُّ شيء له، أو الذي يضيره بذل غيره مُبالِغٌ في الرّذيلة. تقول الكلمة عن عليّ عليه السلام:”مَن بَخِلَ بِما لا يَملِكُهُ، فَقَد بالَغَ فِي الرَّذيلَةِ”([2]) وهناك حادثة تُروى عن الإمام الصادق عليه السلام مفادها أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام بعث بخمسة أوساق من التمر لرجل يرجو العطاءَ من عليّ عليه السلام من دون أن يسأله أو يسأل غيره شيئًا فقال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام “والله ما سألك فلان، ولقد كان يجزئه من الخمسة أوساق وسق واحد([3]), فقال له أمير المؤمنين عليه السلام “لا كثر الله في المؤمنين ضربك([4]) أُعطي أنا وتبخل أنت. لله أنت!!([5])([6])
ويستمر الإمام علي عليه السلام في تعقيبه على اعتراض الرجل بما يفيد الاحترام الجمّ منه عليه السلام لإنسانية الإنسان، وعدم رضاه بأيّ درجة من الإذلال يُعرَّض لها وجهٌ يُعفِّره صاحبه في التراب ذلًّا وتعبُّدًا لربّه الكريم، فإنه الوجه الذي يجب أن يكون عزيزًا في العباد، وأن لا يُشارَك ذُلّه لله عزّ وجلّ ذلٌّ آخر([7]).
وأين هذا مما يفعله الظالمون بوجوهٍ ساجدة لله ليلا ونهارا، وبجباه يعفّرها أهلها في التراب خشوعًا لكبرياء الخالق العظيم، ويأبون لها أن تذُلّ لغير وجهه الكريم؟!
ومن البخل بالمال ما يكون بخلًا من النفس على نفسها.
المستدرك على الصحيحين عن جابر :خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله في بَعضِ مَغازيهِ، فَخَرَجَ رَجُلٌ في ثَوبَينِ مُنخَرِقَينِ يُريدُ أن يَسوقَ بِالإِبِلِ.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله: ما لَهُ ثَوبانِ غَيرَ هذا؟ قيلَ: إنَّ في عَيبَتِه([8]) ثَوبَينِ جَديدَينِ .
قالَ: اِيتوني بِعَيبَتِهِ، فَفَتَحَها فَإِذا فيها ثَوبانِ.
فَقالَ لِلرَّجُلِ: خُذ هذَينِ فَالبَسهُما وألقِ المُنخَرِقَينِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ ساقَ بِالإِبِلِ، فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله في أثَرِهِ كَالمُتَعَجِّبِ مِن بُخلِهِ عَلى نَفسِهِ بِالثَّوبَينِ”([9]).
وعن الإمام علي عليه السلام:”أبخَلُ النّاسِ مَن بَخِلَ عَلى نَفسِهِ بِمالِهِ، وخَلَّفَهُ لِوُرّاثِهِ”([10]).
وعنه عليه السلام:”مَن بَخِلَ عَلى نَفسِهِ، كانَ عَلى غَيرِهِ أبخَلَ”([11]).
وعنه عليه السلام:”مَن بَخِلَ بِمالِهِ عَلى نَفسِهِ، جادَ بِهِ عَلى بَعلِ عِرسِهِ”([12]).
يترك هذا البخيل من ماله الذي بخل به على نفسه ما يترك لترث منه زوجه التي قد تتزوج بعده فينال ذلك الزوج من نفع ماله الذي بخل به([13]).
2- البخل بالعلم:
عن الرسول صلّى الله عليه وآله:”عُلَماءُ هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلانِ: رَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلما فَبَذَلَهُ لِلنّاسِ… ورَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلما فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ، وأخَذَ عَلَيهِ طَمَعا، وَاشتَرى بِهِ ثَمَنا، فَذاكَ يُلجَمُ يَومَ القِيامَةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ، ويُنادي مُنادٍ: هذَا الَّذي آتاهُ اللّهُ عِلما فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ، وأخَذَ عَلَيهِ طَمَعا، وَاشتَرى بِهِ ثَمَنا، وكَذلِكَ حَتّى يَفرُغَ مِنَ الحِسابِ”([14]).
وعن الإمام عليّ عليه السلام:”إنَّ النّارَ لا يَنقُصُها ما اُخِذَ مِنها، ولكِن يُخمِدُها أن لا تَجِدَ حَطَبا، وكَذلِكَ العِلمُ لا يُفنيهِ الاِقتِباسُ، لكِن بُخلُ الحامِلينَ لَهُ سَبَبُ عُدمِهِ”([15]).
3- البخل بالسلام:
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله:”إنَّ أبخَلَ النّاسِ مَن بَخِلَ بِالسَّلامِ”([16]) .
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله:”أمّا أبخَلُ النّاسِ، فَرَجُلٌ يَمُرُّ بِمُسلِمٍ ولَم يُسَلِّم عَلَيهِ”([17]).
4- البخل بالصلاة على النبي صلّى الله عليه وآله:
عنه صلّى الله عليه وآله:”البَخيلُ الذي مَن ذُكِرتُ عِندَهُ فلَم يُصَلِّ عَلَيَّ”([18]).
لشناعة هذا البخل وخسَّته، وكونه أحطّ درجة من درجات البخل عُدّ كأنّه هو البخل كلّه، وكلُّ ما دونه لا يُعدّ بإزائه بخلا.
وعنه صلّى الله عليه وآله:”إنّ البخيل كلّ البخيل الذي إذا ذكرت عنده لم يصلّ عليّ”([19]).
وهناك بُخْلٌ من بخل المال لا يُخفّف من قُبحه كَرَمٌ مالي آخر، وهو البخل بما افترض الله على عباده من حقوق كحقّ الزكاة عند وجوبها.
فعنه صلّى الله عليه وآله:”الجَوادُ مَن جادَ بِحُقوقِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ في مالِهِ، وَالبَخيلُ مَن مَنَعَ حُقوقَ اللّهِ، ولَيسَ الجَوادُ مَنِ اتَّخَذَ حَراما وأنفَقَ إسرافا”([20]).
وعن الإمام الصادق عليه السلام:”البَخيلُ: الَّذي لا يُؤَدّي حَقَّ اللّهِ عز وجل عَلَيهِ في مالِهِ”([21]).
ومع الغنى يتضاعف قبح البخل:
عن الإمام علي عليه السلام:”ما أقبَحَ البُخلَ مَعَ الإِكثارِ”([22]).
وإذا جاء البخل من ذوي النبل والشرف ظهر له قبح شديد. فعن الإمام علي عليه السلام:”ما أقبَحَ البُخلَ بِذَوِي النُّبلِ”([23]) فما أوضح المجافاة بين النبل والشرف وبين البخل وهو خُلُق خسيس!!
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اجعلنا على خُلُقِ القرآن، وأدب الإسلام، وارزقنا الصِّفات التي تُقرِّبنا إليك، وجنّبنا كلَّ ما خسّ من فعل وقول ونيّة وخاطر، ولا تفرِّق بيننا وبين صراطك المستقيم.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}([24]).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا يكون شيء على خلاف ما قدّر وقضى، ولا حركةَ ولا سكون على خلاف ما أراد. ولا علم لأحد إلا بتعليمه، ولا قدرة لشيء إلّا بإقداره، ولا يُخرج من ضيق إلّا بإخراجه، ولا من يجد فرجًا إلّا بتفريج منه.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.
عباد الله علينا النظر في عواقب الأمور، وأن نطلب خيرها، وأن نُحسن الطريق إليها، ونجدَّ في السعي لها. فما نال أحد خيرًا في ما سعى إليه من غير هذا كله. وقد خسر من أهمل النظر، أو أساء الطريق، أو تكاسل في الطلب.
وما فات ربح كثيرٌ أو قليلٌ من اختار ما اختاره الله، وسلك الطريق الذي أمر به، وسعى السعي الصادق الجاد الذي دعا إليه. ومعرفة كلّ ذلك لمن أراد من دينه حيث يُرجع فيه إلى من ارتضى من رسله والأئمة الحجج من أوليائه.
فما أربح من قدّم اختيار الخالق العليم الحكيم على اختياره، ولم يعدل في شيء عن أمره ونهيه، ولم يتوانَ عن الاستجابة لما دعا إليه، والتزم طريق النجاة والفوز بتقواه!!
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اجعل لنا من ضيقنا مخرجا، ومن سوئنا فرجا، واسلك بنا سبل النجاة، وانتهِ بنا إلى أعظم الفوز والنجاح، وحقّق لنا آمالنا في الخير مما يرضيك للدُّنيا والآخرة.
اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصِّدّيقة الطّاهرة المعصومة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعلى الهادين المعصومين؛ حججك على عبادك، وأمنائك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وعجِّل فرج وليّ أمرك القائم المنتظر، وحفّه بملائكتك المقرّبين، وأيّده بروح القُدُس ياربّ العالمين.
عبدك وابن عبديك، الموالي له، الممهِّد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفِّقهم لمراضيك، وسدِّد خطاهم على طريقك، وانصرهم نصرًا عزيزًا مبينًا ثابتًا دائمًا قائمًا.
أما بعد أيها الأحبة في الله فإلى بعض عناوين:
ما فوق المنطق:
هناك منطق عقل، وضوابط فطرة، ومقرّرات دين، وهناك منطقٌ فوق كلّ ذلك كلّه؛ منطقٌ يستند إلى مواقع القوّة والسلطة([25]).
هذا المنطق الذي هو خارج المنطق، ناسف للمنطق، ومُلغٍ له، ويتخذ قراره بمعزل عنه، ولا يرجع إليه في شيء إذا خالف إرادته.
منطقٌ قوله عند الخلاف مع أيّ منطق آخر من عقل أو فطرة أو دين عندما يكون له الحكم عمليًّا أن السلطة هي الحق والحقَّ هو السلطة، وليس من الحق ما هو حقٌّ إذا لم تكن بيده السلطة، وهما في هذا الحال واقِعان مفترقان.
قوله أن كن صاحب السلطة ومن أي طريق، وبأي وسيلة، وتصرّف ما تتصرف، وإن أتيت ظلمًا، وارتكبت خطأ وخطيئة، وسلكت ما سلكت من منهج، وأخذت بما تأخذ من سياسة، وكَثُر على يدك الظلم فأنت المحِقُّ([26])، وأنت الشرعية، والعدل، والتقدّم، والوطنية، والاعتدال.
هكذا أنت عندما يكون بيدك القرار المدعوم بالإعلام الواسع، والثروة الطائلة، والجند الكثير، والسلاح المكدّس.
وأنت مقياس الصواب والخطأ، وميزان الحق والباطل، والمصلحة والمفسدة…. رأيك، حكمك، قرارك، كلمتك، موقفك هو الميزان، هو المقياس.
أمّا من خالفك وليكن من يكون، وعلى أيّ رأي هو، وأيّ موقف، وأي مستوى فهو باطل محض، وظلم، وخيانة، وتهوُّر، وُرعونة، وإجرام، وتآمر، وإفساد، وعنف، وإرهاب.
ظلم مواقع السلطة والقوّة عدل، وعدلك ظلم، قولها المخالف للواقع صدق، وقولك كذب، رأيها الخطأ صواب، ورأيك الصواب خطأ.
هذا المنطق هو السائد اليوم في مجتمعات النّاس، وهذا هو الطبيعي في ظل غياب طويل، وعمل طويل على تغييب العقل والدين والفطرة من حياة المجتمعات.
وهو منطق لا يقوم معه بناء إلا ما كان شرًّا، ولا يسلم معه مجتمع، ولا تستقيم حياة، ولا ينتظم كون، ولا خلفية له من نور أو هدى، ولا يحفظ أمنًا، ولا يؤدي إلى سلام.
منطق كم حارب من أنبياء ورسل، وكم سفك من دماء أبرياء، وكم أطفأ من هدى، وكم دمّر من أمم، وكم أتى على ما أتى من حضارات، وكم عانى منه الإنسان، وشقيت به الإنسانية في كل مكان!!!
وهو الذي يُمزِّق هذه الأمة اليوم، ويبعثر جهودها، ويحطّم قواها، ويجهض نهضتها، ويكتب عليها الفشل والتخلف والاندحار.
وفئات من الأمة تحاول جهدها أن تصحح عندها([27]) المسار ولكن الطريق شاقٌّ وطويل، وهو مع ذلك ليس مسدودًا أمام الأجيال الزاحفة بإيمان وعزم ويقين بوعد الله القوي العزيز على هذا الطريق إلى الأمام. ووعد الله لا خلْفَ فيه، وما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور.
وإنّ تصحيحات لأوضاع المجتمعات من مستوى وآخر لتكون، ولن يطول انتظارها إن شاء الله، ولكنَّ يوم العزة الشاملة للأمة وارتفاع شأن الإنسان يحتاج إلى درجة عالية جدًّا من الجهد والإخلاص والصبر، ويحتاج إلى النَّفَس الطويل. وهو يوم آت آت، ووعد الله لا خُلْفَ له، ولا يردّه العباد على الإطلاق([28]).
ماذا نريد؟
حين يُكره رموز العلم والإيمان والعمل الصالح وكلمة الإصلاح على الرحيل عن الوطن كما هو الحال بالنسبة لسماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي، وحين يسعى سعيًا جادًّا لغلق أبواب الوعي الديني والكلمة المشِعّة، ومصادر المعرفة، وإخماد صوت الإرشاد، وإسكات الكلمة الناطقة بفكر الكتاب والسنة، وإنهاء دور العلماء ماذا نريد؟([29])
هل نريد إلّا إضعاف الدّين، وإطفاء نوره، وإسكات صوته، وألّا يكون له دور في حياة الناس، وأن يسودهم الجهل به من بعد حين؟([30])
المسألة متجاوزة للمساحة السياسية، والهمَّ السياسي، والهدف السياسي، والمواجهات السياسية.
المسألة تجسيد عملي لاستهداف صميم الدّين، والوجود الديني، والهُويّة الدينية، والمصير الديني([31]). وتلك أشدّ المسائل خطورة وحساسيَّة وإثارة عند كلّ الأمم والشعوب. فلماذا نفعل ذلك، ولماذا نخلق لهذا الوطن المشكل بعد الآخر، والأزمة تلو الأزمة، ونراكم عليه الكوارث؟!
أهذا عقل؟! أهذه حكمة؟! أهذه سياسة؟! أهذا احترامُ دين؟! أهذا احترامُ عقيدة؟! أهذه حريةُ فكر؟! أهذا احترام مواطن؟! أهذا رعاية حق أصيل من حقوق الإنسان؟!
في المجلس العلمائي طلبُ علم بالدّين وتعليم، وفيه دعوة لله سبحانه وتبليغ، وتصدر منه كلمة توجيه ديني وإرشاد، ويقول كلمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ويُبدي رأيًا في المسألة السياسية بين حين وآخر كما تفعل كل الجماعات والفئات، وكما يتعاطى ذلك الكثير الكثير من الأفراد، ولم يخرج في كلِّ ذلك عن الوظيفة الدينية المعتادة لأيِّ عالم من العلماء في كلِّ البلاد الإسلامية. وهو لا يقود حركةً سياسية، وليست له قرارات في هذا الشأن.
نعم يرفع صوته عاليًا بالإنكار على الانتهاكات الدينية، ويشارك في الدعوة للاحتجاج على هدم مسجد أو حرق مصحف، وإساءة صارخة للدّين، أو ظلم فاقع للمواطنين([32]).
وهذا كله مأمور به كل مسلم ضمّته مؤسسة ما، أم لم يكن له انتماءٌ إلا انتماؤه للإسلام.
شأن هذا شأن الصلاة والصوم والحج وسائر فرائض الدّين الحق.
وهل قُيّد الامتثال لهذه التكاليف الشرعية بأنْ يستأذن المسلمُ أيَّ حكومة في القيام بها؟
هل جاء أمرٌ بهذا الاستئذان، أو أن يصدر إذن إبتداءًا لثبوت هذه التكاليف، أو أن يكون شرطًا من شروط صحّة أدائها؟([33])
أو خُصِّص طلب العلم، والتعليم، والتبليغ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذا الشرط دون سائر التكاليف، أو قُيِّدت به دون سائر الواجبات؟
لقد شُرِّع كذلك مطلقا بلا هذا القيد، وبعد أن شُرّع كذلك لم يبق مكان للاستئذان حتى من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم([34]).
فما كان المسلم محتاجًا بعد إطلاق الكتاب والسنة للاستئذان حتى من النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله في القيام بواجب التعلُّم والتعليم والتبليغ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر([35]).
فكيف توجَّب أن يُؤخذ الإذن، وأن تُطلب الإجازة في شيءٍ من ذلك من أيِّ حكومة دينية أو وضعية؟! وكيف جاز لأيِّ حكومة إسلامية أن تُعطِّل هذه الوظائف الثابتة على المسلمين ما لم تُعطِ هي موافقتها بذلك، وهل بعد إذن الله إذن، وهل بعد إطلاق تكليفه انتظار إجازة وترخيص من عبد من العبيد؟!
أن نُرحِّل العلم والإيمان والعمل الصالح والكلمة المصلحة ووعي الدين منكر فظيع([36])، وأن نعمد إلى منابع النور المعرفيّ، والوعي الدّيني، ومصادر الإشعاع، ومنطلقات الكلمة البنّاءة، وهدى الكتاب والسنة فنحاصرها ونصادرها، ونأتي عليها ونلغيها منكر، وأيّ منكر، وأيّ منكر([37])، ولا يمكن أن يقبله مجتمعٌ مسلم عل الإطلاق.
ولنطرح هذا السؤال هنا وهو هل يتوقّع المسلم في البلاد الإسلامية المحكومة لحكومات إسلامية أن يأتي يوم لا يُقرأ فيه القرآن على رؤوس الأشهاد، وفي الملء الغفير، أو المجموعة الصغيرة من النّاس إلا بإذن رسمي رغم دعوة الله سبحانه للمؤمنين بتلاوته آناء الليل والنهار وإطلاقه لدعوته وأمره والقرآن حتّى في عقيدته سياسي([38]) ويفارق كثيرًا من السياسات الحاكمة للمسلمين وتفارقه، وفيه الآيات الصارخة في وجه السياسة المخالفة له بصورة مباشرة لا غموض فيها؟([39])
وما الفرق بين وجوب الامتثال لأمر الله سبحانه بتلاوة الكتاب الكريم، وبين أمره بتعليم وتعلُّم مضامينه([40])، والتعرُّف على علومه، وفهم فكره، ونشر هذا الفكر والدعوة إليه، وتبليغ الإسلام، والحثِّ على تطبيقه؟([41])
وهل العَزْم أن نربط كل شيء في الإسلام من صلاة وصوم وحج وزكاة ودخول مسجد وصلاة جماعة وجمعة وتلاوة الكتاب وقراءة الدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك بالإجازة الرسمية، وترخيص الحكومات لتكون الطاعة في أصلها للحكومات، ثم إذا سمحت بطاعة الله سبحانه كانت طاعته متفرّعة على طاعتها وتابعة لها؟([42]) أهذا دين؟! أهذا إسلام؟! أهذه شريعة الله عزّ وجل؟ّ!
أفتونا أيها المفتون. وأصدقوا الدين، وأخلصوا لله في فتواكم!
ولماذا اعتقال المرزوق؟
لا شك أنَّ للأستاذ المجاهد خليل المرزوق انتماءً سياسيًّا إلى جمعية سياسية مرخّصة، وموقعًا متقدّمًا في الجمعية التي ينتمي إليها، وأنَّ له رأيًا سياسيًّا مخالفًا لرأي الحكومة، وصوتًا جاهرًا بهذا الرأي، وتعبيرًا صريحًا عنه، وكلُّ ذلك من صلب الوظيفة للجمعيات السياسيّة المعارِضة ما دام وضعٌ يقتضي وجودها.
ولكن هل انتهى القرار السياسيّ إلى الحجب التام للرّأي السياسي الآخر ووئده في مهده، واجتثاثه من أصله بإيقاف ومحاكمة وسجن كلِّ من يجهر به؟! وهل أصحاب هذا الرأي ممن يُعدّون على الأصابع؟! ولماذا أساسًا يُرخَّص للجمعيات السياسية قانونًا وهي ممنوعة من مباشرة وظائفها؟! ثمَّ ألا تدفع هذه الإجراءات الأمنيّة المشدَّدة، وعنف الدولة والاستهداف للمادي والمعنوي، وللعادي والمقدّس مما يهمّ الشعب ويتمسّك به، ويُعدُّ من ضرورات حياته ودينه إلى أن وتكثر وتتزايد باستمرار هذه الأصوات الرّافضة لسياسة الدّولة والمندِّدة بها، أو أن يختفي كل صوت من أصوات المعارضة فيؤدي ذلك إلى حلول بدائل مكان هذا الصوت المعتدل من البدائل المرفوضة الضّارة بالوطن، والتي فيها خسارة للجميع، ويجب ألا تكون؟!([43])
أَوَلَيسَتْ المسيرات والاعتصامات السياسية المعارضة الحاشدة التي يصل المشاركون في بعض محطاتها إلى مئات الألوف في هذا البلد الصغير، ومن أبناء الشعب القليل العدد، ولا يقِلُّ واحدها في الكثير الكثير منها عن عشرات الألوف مع هذا الصّوت، وتُطلقه مكرّرًا قويًّا إلى عنان السماء؟!
فإذا كان السجن لكلِّ جاهر برأي سياسي مخالف للسّياسة التي تنتهجها السلطة في التعامل مع الشّعب فإنه لا مكان لهؤلاء كلِّهم إلّا السجن.
وهذه سياسة غاب لا سياسة بلد يمتُّ للحضارة بصلة.
الأستاذ المجاهد خليل المرزوق له انتماء سياسي واحد هو انتماؤه لجمعيته المعروفة، وليس له انتماء آخر، ورأيه في المطالبة بحقوق المواطنة لكلِّ مواطن، وإصراره على السلمية، وإنكاره لأساليب العنف أمرٌ معلن بوضوح، ومتكرّر، ومشدَّد عليه.
وإنَّ إسكات صوت الدّين، والصّوت السياسيّ المعارض بالقوّة لا يُقدِّر فاعلوه أنهم في بلد عريق الحضارة، متجذِّر الإيمان، وأرضٍ صُلبة في تاريخ إيمانها وتديُّنها، وأنَّ هذا الشعب في تاريخه من صناعةِ أسمى عقيدة، وأصدق وأشرف دين.
وينسون أنَّ محاولة من هذا النوع إنما هي مكابرة يائسة لما تقتضيه حضارة هذا الشعب وإيمانه وعقيدته ودينه.
لابد من الالتفات إلى أنَّ هذه المحاولات تُوقِعُ خسائر في النّاس، وتضاعف السلبيات، وتسيء للحكومات، وتُحدِث للشعوب المصائب ولكن مع ذلك كلّه لا يمكن أن تُحقِّق غرضها من إسكات صوت الدين والحرية والمطالبة بالحقوق لا بالنسبة لهذا الشعب ولا غيره من الشعوب اليوم، وخاصة من مثل هذا الشعب المثال في العراقة الحضارية، والمثال في التديُّن والإيمان([44]).
اللهم صل وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اجعلنا لا نعدل عن دينك، ولا نرضى سبيلًا غير سبيلك، وممن يرجع في كل طاعته إليك، ولا يرى التشريع إلَّا لك، وأن الأمر والنهي أمرك ونهيك، ولا يشرك بك أحدًا يا رحمان يا رحيم يا كريم.
اللهم ارحم شهداءنا وموتانا، واشف جرحانا ومرضانا، وفك أسرنا وسجناءنا، ورد غرباءنا سالمين غانمين في عزٍّ وكرامة برحمتك يا أرحم الراحمين.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}([45]).
[1]– وأن الله عز وجل لم يرزق شيئا لذلك الغير.
[2]– عيون الحكم والذمواعظ ص435 ط1.
[3]– الوسق ستون صاعًا وقيل حِمل بعير.
والمُهدى من عليّ عليه السلام هو خمسة أسواق، العطاء كان بهذا المقدار.
[4]– الضُرباء: الأمثال.
[5]– ما أعجبك! ما هذه النفسية؟!
[6]– ننقل الرواية كاملة للفائدة:
الإمام الصادق عليه السلام: إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ـ بَعَثَ إلى رَجُلٍ بِخَمسَةِ أوساقٍ مِن تَمرِ البُغَيبِغَةِ، وكانَ الرَّجُلُ مِمَّن يَرجو نَوافِلَهُ ويُؤَمِّلُ نائِلَهُ ورِفدَهُ، وكانَ لا يَسأَلُ عَلِيّا عليه السلام ولا غَيرَهُ شَيئا، فَقالَ رَجُلٌ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام: وَاللّهِ ما سَأَلَكَ فُلانٌ، ولَقَد كانَ يُجزِئُهُ مِنَ الخَمسَةِ الأَوساقِ وَسقٌ واحِدٌ.
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام: لا كَثَّرَ اللّهُ فِي المُؤمِنينَ ضَربَكَ اُعطي أنَا وتَبخَلُ أنتَ، للّهِ أنتَ! إذا أنَا لَم اُعطِ الَّذي يَرجوني إلّا مِن بَعدِ المَسأَلَةِ، ثُمَّ اُعطيهِ بَعدَ المَسأَلَةِ، فَلَم اُعطِهِ ثَمَنَ ما أخَذتُ مِنهُ، وذلِكَ لِأَنّي عَرَّضتُهُ أن يَبذُلَ لي وَجهَهُ الَّذي يُعَفِّرُهُ فِي التُّرابِ لِرَبّي ورَبِّهِ عِندَ تَعَبُّدِهِ لَهُ وطَلَبِ حَوائِجِهِ إلَيهِ، فَمَن فَعَلَ هذا بِأَخيهِ المُسلِمِ ـ وقَد عَرَفَ أنَّهُ مَوضِعٌ لِصِلَتِهِ ومَعروفِهِ ـ فَلَم يَصدُقِ اللّهَ عز و جل في دُعائِهِ لَهُ، حَيثُ يَتَمَنّى لَهُ الجَنَّةَ بِلِسانِهِ ويَبخَلُ عَلَيهِ بِالحُطامِ مِن مالِهِ، وذلِكَ أنَّ العَبدَ قَد يَقولُ في دُعائِهِ: اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ. فَإِذا دَعا لَهُم بِالمَغفِرَةِ فَقَد طَلَب لَهُمُ الجَنَّةَ ، فَما أنصَفَ مَن فَعَلَ هذا بِالقَولِ، ولَم يُحَقِّقهُ بِالفِعلِ. المصدر: موسوعة معارف الكتاب والسنة ج7 ص130 ط1.
[7]– ولا يَمسَّه من أحد إذلال.
[8]– العيبة ما يجعل فيه الثياب. كالحقيبة.
[9]– المستدرك للحاكم النيسابوري ج4 ص183.
[10]– موسوعة معارف الكتاب والسنة ج7 ص131 ط1. وجاءت في كتاب عيون المواعظ والحكم عبارة (وسمح به لوارثه) بدل عبارة (وخلّفه لوّرثه).
[11]– المصدر نفسه.
[12]– المصدر نفسه.
[13]– تتزوج زوجا ثانيا يستفيد زوجها الثاني من مال زوجها الأول الذي بخل به على نفسه.
[14]– منية المريد ص136 ط1.
[15]– موسوعة معارف الكتاب والسنة ج7 ص132 ط1.
[16]– بحار الأنوار ج73 ص12 ط2 المصححة.
[17]– عدة الداعي ص34.
[18]– موسوعة معارف الكتاب والسنة ج7 ص133 ط1.
[19]– المصدر نفسه.
[20]– المصدر نفسه ص135.
[21]– بحار الأنوار ج68 ص352 ط3 المصححة.
[22]– عيون المواعظ والحكم ص476.
[23]– المصدر نفسه ص481.
[24]– سورة العصر.
[25]– طبعا قوة هذا المنطق على المستوى العملي، هو أقوى من كل ذلك المنطق، من كل تلك الأمور على المستوى العملي، وليس في ميزان الحق.
[26]– أنت يا صاحب السلطة.
[27]– أي عند الأمة.
[28]– إنه يوم القائم عليه السلام.
[29]– ماذا نريد من هذه الأفعال والإجراءات والتصرفات؟
[30]– أليس هذا سعيًا عمليًّا جادًّا للتخلّص من الدين نهائيا؟!
[31]– ولا أتكلم عن مذهب خاص، لأن ظلم مذهب هو ظلم للمذاهب الأخرى. إطفاء نور مذهب معيّن هو خطوة أولى لإطفاء نور كل المذاهب.
[32]– هذا يفعله.
[33]– نعرف أنّ الصلاة لم تُقيَّد بإذن من أحد، أن الصوم لم يقيّد بإذن من أحد، وأن كل التكاليف لم تُقيَّد بإذن من أحد. يبقى طلب العلم وهو واجب من واجبات الإنسان المسلم، وتعليم الدين وهو واجب من واجبات الإنسان المسلم، عملية التبليغ وهو واجب كذلك، عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ثابت، هذه المجموعة من الواجبات بخصوصها قُيِّدت بأيٍّ من القيدين: قيد التكليف أو قيد الأداء والامتثال؟ قُيِّد التكليف بها بأن يُستأذن من الحاكمين أو أن يأذنوا ابتداءًا؟ هذا بالنسبة للتكليف. هل قُيِّد صحّة الأداء والامتثال بأن أستأذن، بأن يُؤذن لي؟ أم أن إذن الله ينسف كل أرضية لإذن عبيده؟
[34]– هتاف جموع المصلين (معكم معكم يا علماء).
[35]– بعد أن لم يُعتبر إذن رسول الله صلّى الله عليه وآله يُعتبر إذن وزير معيَّن، وزارة معيَّنة، آدمي من الآدميين؟! واغربة إسلاماه!! واغربة إسلاماه!! واغربة إسلاماه!!
هتاف جموع المصلين (بالروح بالدم نفديك يا إسلام).
[36]– وكلُّ ذلك متمثِّلٌ في ترحيل سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي.
[37]– وكلُّ ذلك متمثل في مصادرة المجلس الإسلامي العلمائي.
[38]– فإذن لنوقف قراءة القرآن على الإجازة لأن فيه تدخّلًا في السياسة.
[39]– الآية 44، 45، 47 من سورة المائدة، صرخة مدويّة في وجه أي سياسة مخالفة للشريعة. ماذا نفعل بالقرآن؟ نلغيه؟ إذا أردنا أن نلغي الجانب السياسي للقرآن فلنلغ حتى عقيدته. نوقفه على الإجازة؟ الذين يدافعون عن قرار فيه استئصال للدين، تضييق عليه، عليهم أن يقبلوا أن نُعطّل القرآن، أن نوقف قراءته على الإجازة.
[40]– أليس هنا أمر وهناك أمر، أليس الأمر هناك إلهي وهنا إلهي؟
[41]– أليس كل هذه واجبات، أليست هذه الأمور كلها من الواجبات الشرعية الثابتة؟
[42]– هتاف جموع المصلين (لن نركع إلا لله).
[43]– وأن لا نفتح لها بابا أصلا؟!
[44]– هتاف جموع المصلين (الله أكبر، النصر للإسلام).
[45]– 90/ النحل.