بيان آية الله قاسم حول موقف شعب البحرين من استهداف دينه – ١ نوفمبر ٢٠٢٤
بسم الله الرحمن الرحيم
ما من مجتمعٍ إنسانيّ -يغنى بشيءٍ من إنسانيّته يُسهِم في تحديد أهدافه وتحريكه نحوها- إلّا ويهمّه أمر بدنه وإنسانيّته، وإنّ علاقته بحكومته لتُكيَّف بمقدار ما تبذله من جهد، وتبرهن عليه من صدق في خدمة هذين البُعدين، والوفاء بمتطلباتهما.
ولا يُتعقّل في حقّ مجتمع هو كذلك أن يرضى بحياةٍ كحياة الحمير تُطعَم لتُمتطى وتُسخّر، وهو كذلك لا يرضى أن تُملَك عليه أسباب الحياة ومقوّمات العيش المشتركة ويُهمَل للجوع والعري والموت.
وتسقط كلّ حكومة في نظر شعبها، ولا يبقى مبرر مطلقاً لاستمرارها إذا فشلت في أداء حقوق الشعب من حيث حاجات البدن، أو قيم الروح، والمكانة الإنسانيّة.
وللمجتمع المسلم خاصيّته بشأن الاهتمام الرّوحيّ والشرف الإنسانيّ الأعلى المرتبط بالدين الإلهيّ الحقّ الذي يأبى لأبنائه أن يخسروا شيئاً من دينهم هذا ليربحوا كلّ الدنيا.
وعليه فإنّ على أيّ حكومة -تريد رضى شعبها المسلم وأن تتوافق معه بما يحقق ولو درجة معقولة من الاستقرار- أن تبرهن قولاً وعملاً على صدقها واحترامها لشعبها في كلّ ما هو من أمر الدّين والدنيا والإنسانيّة الكريمة، وألّا تعلو إرادتُها إرادتَه، وألاّ تؤخّر النظر لمصلحته، وتقدّم النظر لمصلحتها.
وإنّ شعبنا الإسلاميّ في البحرين من الشعوب الإسلاميّة الواعية الغيورة البصيرة، لا يُستغفل ولا يرضى بأن يُظلم في دينه ودنياه، أو تُخدش عزّته وكرامته، وتُشترى منه عقيدته وشريعته الإلهيّة بمكسب من مكاسب دنياه.
شعبنا مسالم في حدود ما أمر الله ونهى، لا خارج هذه الحدود أبداً، في حدود ما يرضى الله ولا يدخل في غضبه.
عيسى أحمد قاسم
28 ربيع الثاني 1446هـ
01 نوفمبر 2024م