الحديث الأسبوعي لـ آية الله قاسم – العقل والجهل – ١٥ مايو ٢٠٢٤
ثاني حلقات دروس سماحة آية الله قاسم في باب “العقل والجهل” في أصول الكافي، بحضور جمع من طلبة العلوم الدّينيَّة وذوي الاهتمام الفكريّ والثقافيّ، وذلك بمجلسه في مدينة قم المقدَّسَة – ليلة الخميس 15 مايو 2024 (الحلقة الثانية):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين
الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا النبي العظيم وآله الطيبين الطاهرين
أقرأ هذين الحديثين بحضراتكم الكريمة، والمحفوظين لكم -أنتم تحفظون الحديث- مع حذف السند:
عن أبي عبد الله “عليه السلام” قال، قال رسول الله “صلى الله عليه وآله”: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، ألا إنّ الله يحبّ بغاة العلم.
الحديث الثاني عن أبي عبد الله “عليه السلام”، قال: طلب العلم فريضة.
الأول يقول فريضة على كلّ مسلم، الثاني يقول طلب العلم فريضة، الأول مقيّد، الثاني مطلق.
فريضة على كلّ مسلم، الإسلام بعد العقل يفرض العلم على كلّ مسلم، العقل يفرض العلم على كلّ مسلم، لأنّه إذا وجب الإسلام وجب تعلمه، وإلا لم يُعرف حلاله من حرامه، ولم تعرف دقّة مفاهيمه، ولم تُعرف مراميه، فوجوب الإسلام يوجب تعلمه وإتقانه ليُعمل به.
والناس مسلمٌ وكافر، الكافر هل يجب عليه التعلّم؟ هل يجب عليه العلم؟ وهنا كأن المعني بالعلم -أو على الأقلّ المصداق الأوضح هو العلم بالدين-.
يقول الحديث “طلب العلم فريضة”، وهو يعمّ المسلم وغير المسلم، فمن أين يأتي وجوب العلم للدين على الكافر؟
طبعاً هناك فطرة تقول بالدين، وتضايق القلب والعقل المهملين للدين، فطرة لا ننفك عنها ولا تنفك عنّا، وهي لا يُقضى عليها وإنْ أمكن أن يخفت صوتها، أن تُطمر إلى حدٍّ أو آخر، لكن هذا الإطمار لا لحدّ التغييب الكامل، هذه الفطرة تدفع الإنسان إلى البحث عن الدين. العقل له دخلٌ هنا، احتمال صدق الدين وبعد تعدد الأديان، يوجب العقل البحث عن أصل الدين وعن أيّ الأديان أحقّ، أنا عرفت إجمالاً وجوب الدين، الأخذ بالدين، أنّ هناك ديناً يفرضه الله على العباد، موجود نصرانية، يهودية، إلى آخره، وهناك اختلاف في أيّ الأديان أصحّ، وأيُّها مجزٍ وأيُّها غير مجز، فهنا يأتي دور العقل ليحتّم علينا معرفة أيُّ دينٍ هو الأصحّ، فاليهودي مسؤول، الكافر أصلاً مسؤول، النصراني مسؤول، كلُّ من ليس له دينٌ وكلّ من له دين مسلماً كان أو غير مسلم يجب عليه أن يتعرّف أين هو الدين الحقّ الذي يرضاه الله تبارك وتعالى، كما يجب النظر في النصرانية عند الشكّ في الإسلام، يجب النظر في الإسلام، فطلبُ العلم فريضة.
الطريق ما هو للمعرفة؟ الطريق هو العلم، الطريق إلى تمييز الدين الحقّ عن الدين غير الحقّ هو طلب العلم.
طلبُ العلم كما يجب لمعرفة الدين، يجبُ لإبقاء الحياة الاجتماعية، البحث عن النظام الاجتماعي الصحيح، والمجتمع غير المبني على قواعد متينة راسخة، على قواعد ليس فيها خطأ، ليس فيها ظلم، ليس فيها تساهلٌ لأمر الحياة، ليس فيها تساهلٌ لأمر المجتمع. مجتمعٌ من هذا النوع ليس مؤهلاً للبقاء، ويحمل جرثومة انتهائه، فإذن يجب طلب العلم الذي يتقوّم به بقاء الحياة، وبقاء الحياة يحتاج إلى مجتمع.
النمو الإنساني، النمو للنفس الإنساني متوقف على طلب العلم، النمو مرتبط به المنهج الحقّ الصحيح المؤدي الناجح، هذا المنهج لا ينال إلا بطلب العلم، وبمعرفة أمر الدين بالدقة، هذا المنهج لا يكون ناجحاً بالكامل، لا يؤدي وظيفته التامة على مستوى الدنيا وعلى مستوى الآخرة إلا بأن يكون منهجاً علمياً عادلاً، إلا بأن يكون منهجاً رحيماً حكيماً، من دون ذلك لا يمكن أن يبني الحياة ولا يؤدي إلى سعادة الآخرة.
فلّما يأتي الأول (طلب العلم فريضة على كلّ مسلم) بما سبق، لأنّ الإسلام إذا كان يعتمد عليه نجاح الحياة في الدنيا كما يعتمد عليه تحقيق السعادة الأخروية وجب التعلم على كلّ مسلم بما هو مسلم.
الثاني يجب التعلُّم على الإنسان بما هو إنسان، تلبّس بدينٍ أو لم يتلبّس، تلبّس بدين النصرانية أو اليهودية أو بأيّ دينٍ آخر، يجب عليه التعلُّم ليصل إلى الدين الصحيح وصولاً علمياً ولحدّ أن ينال -وهو طبعاً الشيء الأرقى- درجة اليقين بهذا الدين دون غيره.
سُئل أبو الحسن “عليه السلام”: هل يسع الناس ترك المسألة عما يحتاجون إليه؟ فقال لا.
مرّة مسألتي التي أحتاج إليها هي السؤال عن الدين الأقوم، الدين الصحيح، الدين المأذون به أو الدين الغير مأذون به، الدين الذي عطلت بعض أحكامه والدين الذي قائمةٌ أحكامه، ومرّة مسألتي تتعلق إذا كان الشخص نصرانياً فأسئلته يحتاج إليها بحسب ما يوجبه دينه هو معرفة الأحكام النصرانية، اليهودي كذلك، المسلم كذلك، فلا يسع أحداً من أصحاب الأديان من معرفة دينه الذي يحتاج إلى معرفتها، طبعاً نحن نسأل عن وظيفتنا التي نكتسب منها أسباب الحياة وأولها لقمة العيش، هناك سؤال مرتبط بإنسانيتنا أهميته أكبر، أهميته المعنوية أكبر، وهو السؤال عن مسائل ديننا، مع الأسف أنّ الشاب في الثانوية، قل في الجامعة، يتدنى الأمر أن يكون في الابتدائي، ويعطي لنفسه حقّ الإفتاء في الدين، لمتعلّمٍ أمر الدين بدرجةٍ وأخرى يعطي لنفسه حقّ الإفتاء لنفسه بل أكثر من ذلك الإفتاء لغيره، أن يتقدّم الركب العلمي في بلدٍ أو آخر وهو يحتاج إلى تعليمٍ كثير، أن تُنشأ حوزاتٌ يرأسها من لا يكاد يفقه شيئاً أو يفقه بعض الشيء أو لا يفقه شيئاً، وهو من العوام، أن تُرأس حوزات تزعم أنها تخرّج أجيالاً إسلامية واعية فاقهة، تقف على الحجة الشرعية في كلّ ممارسةٍ وفي كلّ عملٍ تأتي به في الحياة. إنسانٌ لا يُجيد أمر صلاته إلى حدٍّ كبير يرأس حوزة ليُخرِّج الأجيال الواعية للأمّة الفاقهة الحريصة على الإسلام، هذا فضلاً عن السلوك وهو مصيبةٌ كبرى لا ينفع معها العلم وإنْ عظُم وكَثُر.
هل يسع الناس ترك المسألة ليحتجّوا بجهلهم أمام الله عزَّ وجلّ؟ لا يُراد منّي أن أعرف كلّ شيء، لا يُراد منّي وأنا أقلّد في موضع التقليد أن أدرك كلّ شيء حتى في الرسالة العملية في مسائل هي خارجة عن ابتلائي بالكامل، لكن المسألة التي هي محلّ ابتلائك مسؤولٌ أن تعمل بها، أنت في ميدان العمل بها، أنت في السياسة إذن لابد أن تلمّ بأحكام الأمور السياسية التي تقع في اختصاصك على الأقل، في دائرة اهتمامك، وزير، مدير، هذا والأمر يعمّ كلّ موظفٍ وظيفةً تتصل بالسياسة أن يُجيد الأحكام الشرعية التي تدخل في إطار وظيفته. تاجر، أي ممتهنٍ أي مهنةٍ أخرى هو مسؤول عن فقه ما يتصل بدائرة مهنته.
تقول الرواية سمعتُ أمير المؤمنين “عليه السلام” يقول: أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به.
بلا طلب العلم، إعلان الشهادتان يعطيني اسم المسلم، ويعطيني ما لم يظهر ما أكفر به، سواء كان الشهادتين أو غير الشهادتين مما يكفر بإظهاره الإنسان، هذا يعطيني اعتبار الإسلام في المجتمع الإسلامي ويترتب على ذلك ثبوت الحقوق المترتبة على ظاهر الإسلام، لا يستباح عرضي، لا يستباح مالي، لا يستباح دمي، لكني لستُ مسلماً، واقعي ليس واقع الإسلام.
حتى يكمل الإسلام لابد من طلب العلم والعمل به.
إنسانٌ شهد الشهادتين، يعمل بعض أحكام الإسلام، ويتخلف عن العمل ببعضها، ويتخلف عن تعلُّم تمام أحكام الإسلام الداخلة في ابتلائه، ليست كلّ أحكام الإسلام، هذا إسلامه ناقص، وأمّا نقص الإسلام الذي إطاره أعمّ من المسؤولية الشخصية فهذا مبتلىً به كلّ غير المعصومين عليهم السلام، يعني أكبر الفقهاء عنده نقص في فهم الإسلام، قد لا يكون عن تقصير ولكن طبعاً ليس من غير المعصومين نجزم بأنه مكتمل الفهم الإسلام، ومحيطٌ بكلّ أحكام الإسلام، طبعاً هو ليس معاقباً على ذلك للقصور لا التقصير، العقوبة تكون على التقصير وليس على القصور. الله عدلٌ، عدله مطلق، فلا يكلّف نفساً إلا وسعها، ومن فقد القدرة على العلم طبعاً هو ليس مكلّفاً لأكثر مما يستطيع أن يتعلّم مما يدخل في دائرة الوجوب.
بقية الحديث: ألا وإنّ طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال.
طبعاً للحياة، طلب المال أكثر ضرورة، للبقاء في الحياة والحفاظ على حياته واجبٌ عليه، ولا بقاء من غير لقمة العيش وأسبابٍ أخرى، فضرورة طلب الرزق طبعاً كبيرة ومقدمة على طلب العلم، إمّا أن يموت أو أن يدرس، لا، فليحافظ أولاً على حياته.
من ناحية الوجوب، ومن ناحية الشرف، ومن ناحية سعة المصير، وكمال الإنسانية، العلم أوجب.
فلو لم تنحصر قدرته في التوفر على طلب العلم أو على طلب الرزق، ووسعه أن يطلب العلم أو يطلب الرزق مع تيسر أمر الحياة عندما يقيم حياته وحياة من يعوله، هنا من أجل طلب الكمال في الناحية المالية، والتعملق في المستوى المالي، يسع هذا الإنسان، تاجرٌ تحتاج تجارته إلى رعايته، وتجارته فوق ما يحتاج، وصرفُ شيءٍ من الوقت في طلب العلم الداخل في دائرة عمله الابتلائي ليكون علماً داخل في ابتلائه، هل له أن ينصرف لتجارته ليبني مملكة مالية لا حدود لها -مجازاً لا حدود لها- ويبقى جاهلاً في المسائل العملية في دينه؟ لا، هذا عليه أن يبحث عن معلّم، إلى آخره، أوجب.
إنّ المال مقسوم، تعليل أمير المؤمنين “عليه السلام” بحسب هذا الحديث في تقديم وجوب العلم على الرزق، أنّ المال مقسوم، ضمنه الله عزَّ وجلّ، يمرض الإنسان، يعجز، حتى يمكن أن يتكاسل، إذا كان له يومُ حياة، يومٌ واحد في الحياة، الله يسوق رزقه، طبعاً مع حثّ الإسلام حثّاً شديداً على عدم الاتكالية في الرزق، وعدم الاكتفاء بالدعاء، أوّل الدعاء العملي في طلب الرزق هو طرقك أبواب العمل ومحاولتك الحصول على العمل الذي يُكسبك ما يقوّم حياتك، هذا دعاء عملي، ما أمكنك الدعاء العملي فدعاؤك النظري لا يأتي دوره، بمعنى أن تكتفي به، نعم تسعى وتدعو، وتجاهد في سبيل الله وتدعو بالنصر، دعاءٌ بالنصر مع القعود عن الجهاد في سبيل الله مسلكٌ تسلكه أمّة الدعاء منها غير مقبول، بحسب فهم الدين بأنّه غير مقبول، هذه الأمة مقصّرة وقد تُؤدّب بأفظع الهزائم، قد يعذبها الله عزَّ وجلّ بأفظع الهزائم.
إنّ المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادلٌ بينكم، والعادل طبعاً يفرّق بين العامل وبين غير العامل، وحين يفرّق في الرزق مع عمل الجميع فمن منشأ حكمته وعدله تبارك وتعالى، لغرضٍ حكيم على الأقل للابتلاء، على الأقل للاختبار، ولتنخلق علاقة بين المحتاج وبين المحتاج إليه، والغنى يختلف في وجوهه وفي حيثياته، ليس هناك غني مطلق والثاني فقير مطلق، كلُّ ذي غنىً محتاجٌ للآخرين حتى للفقير، للضعيف، والضعيف والفقير محتاجٌ للغني، لا يوجد أحد ممتاز بغناه في كلّ الحيثيات وواحد آخر كلّه ضعف، لا.. هذا غنيٌ بشيء والآخر غنيٌّ بشيء آخر، والغني محتاجٌ للفقير، مرّة لقوّة ساعده، ومرّة لكلمته، وليس هناك غني يستطيع أن يعادي كلّ الفقراء، نعم يظلمهم، ولكن في الوقت الذي يظلمهم يحتاج إلى غطاءٍ لظلمه، ولإعلامٍ يصحح سمعته، حاكم لا يستطيع أن يعادي ملايين بلده ويستثير هؤلاء ولا يستعين بإعلام كاذب وواجهات علمائيةزائفة، وذلك لا لشيءٍ إلا لحاجته لهؤلاء الفقراء.
الله عزَّ وجلّ عندما وعدكم برزقكم وهو عادل وضامن للرزق، سيفي لكم، والعلم مخزونٌ عند أهله، يعني ينبغي لكم أن تطلبوه من عند أهله، وإلا بقي عند أهله، هذا مع ما أُمر به العلماء من المبادرة لنشر العلم، وهذا ليس في أمر الدين فقط وإنما كل جوانب العلم التي تحتاجها البشرية وتقدمها ونضجها ومعرفتها لأسرارٍ من أسرار الكون يقرّب فهمها الإنسان من الله تبارك وتعالى ويعطيه صورةً ولو مصغّرة عند عظمته وقدرته وإحاطته وعلمه وتدبيره.
هنا أيضاً حديث، قال أبو عبد الله “عليه السلام”، قال رسول الله: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، إنّ الله يحبُّ بغاة العلم.
الجهل نقص، العلم كمال مقابل ذلك النقص، والله هو الكامل المطلق، والكامل المطلق لا يحبّ النقص وإنما يحبّ الكمال، وهو يحب عباده تبارك وتعالى، ولا يحبّ لعباده إلا ما يقع على طريق كمال إنسانيتهم، وذلك هو العلم وليس الجهل.
سمعتُ أبا عبد الله “عليه السلام” يقول: تفقهوا في الدين فإنّه من لم يتفقّه منكم في الدين فهو أعرابي.
يعني الفهم العميق، ذات الدين، وقيمة الدين، وضرورة الدين، فهمه فهماً يسوق إلى الالتزام به والتعلُّق بأذياله وبذل الرخيص والغالي في سبيله.
لو عرفتُ الكثير من مسائل الدين ولم أعرف لها قيمة، أنا أحملُ صورةً عن الدين، لكني لا يطلق عليّ أنّي أفقهها.
(فهو أعرابي)
سكان البادية الذين لا يدخلون الحاضرة إلا نادراً، وجوّ البادية ليس فيه علمٌ ولا تعليم، ولا فقهٌ ولا تفقّه، فهو يشير إلى نقص، أعرابي يعني ناقص، لا لمجرد وجوده في البادية وإنما لبعده عن العلم، وهنا “توجيه” للمؤمنين بأن يسكنوا الأمصار الكبيرة وذلك بلحاظ غنى الحركة العلمية في الأمصار الكبيرة، ووجود عبقريات أكثر، ووجود جوّ علمي أكثر حيوية، ولأنّ كلمة العالم في قرية صغيرة، خاصة في الزمن الأول، الآن من قريته يستطيع أن ينشر العلم في كلّ مكان، ولكن في الزمن الأول علمه سيبقى في قريته، والناس الذين يتعامل معهم لا يزيدونه علماً، لا يستثيرون عقله، ولا يدفعونه بأسئلتهم ودرجة نضجها إلى المطالعة وطلب العلم وما إلى ذلك، ثم وهو لا يجدُ سوقاً لعلمه قد يفتر طلبه للعلم، والذين أعطوا كثيراً في وقتهم هم العلماء الذين يصل صوتهم إلى شرقٍ وغرب، أما إذا انحد صوت العالم في حدود قرية فيها عشرة بيوت، الفائدة مهما كان هذا العالم ضخماً جداً إلا أنّ فائدته قليلةٌ جداً لا يُنظر إليها.
(تفقهوا في الدين فإنّه من لم يتفقّه منكم في الدين فهو أعرابي، فإنّ الله يقول في كتابه “وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ”)
يطالب الإسلام بالحركة العلمية النشطة، يوجب على الأمة أن لا تنسى ضرورة الفريق الكبير في الاختصاص العلمي بالدين، ليبقى أمر الدين، ليحيا، لينشط، ليتسع، ليتقدّم، ليتغلغل في العقول بشكل كبير جدّاً، في القلوب، في الأنفس، في السلوك العملي، في الأوضاع العملية، في كلّ جوانب الحياة.
الله عزَّ وجلّ يريد حاكميةً مطبقة، مستوعبة، ثابتة؛ للدين. حاكمية لداخل الإنسان، لجوانح الإنسان، لنيّة الإنسان، لسعي الإنسان، لكلّ أوضاع حضارته الخارجية، فلابد من الفريق المختص والذي تتقدم الحاجة إليه حاجات.
الفريق الاختصاصي في أمر الدين من علماء كبار ومبلغين وما إلى ذلك، يراه الإسلام أنّه هو الذي يعطي للحياة، لكلّ جوانبها، قيمتها العالية، ويطبعها بالطابع الإنساني المفطور على حبّ الكمال.
وغفَرَ الله لي ولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.