كلمة آية الله قاسم عشية يوم القدس العالمي – 4 أبريل 2024م
كلمة سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم عشية يوم القدس العالمي في الحسينية البحرانية بمدينة قم المقدسة – 4 أبريل 2024م / 24 رمضان 1445هـ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام على الأمة المجيدة الرشيدة الهادية في الأرض، السلام على أمتنا الإسلامية المباركة.
يوم القدس العالمي، متى كان إعلانُ يوم القدس؟
كان بعد أربعة أشهرٍ من رجوع القائد العظيم الإمام الراحل الخميني -أعلى الله مقامه- من فرنسا، وبعد ستّة أشهرٍ من ولادة الجمهورية الإسلامية المباركة، كانت الجمهورية في عهد المهد، كانت في دور التكوين، لم تقم بعدُ على ساق، في ذلك الوقت الحرج وبعد ستّة أشهرٍ من ولادتها يأتي إعلان الإمام لليوم العالمي للقدس، وهو إعلانٌ خطير يستثير الغرب المعادي للإسلام الذي يعرف لماذا احتّلت إسرائيل وعَمِلَ على احتلالها لفلسطين. المقصود الأول لاحتلال فلسطين هو الأمّة الإسلامية، بلاد الإسلام كلّها، المقصود القضاء على الإسلام.
فلسطين لو كانت فكراً غربياً، لو كانت ديناً غربياً، لو كانت ولاءً غربياً لما عاداها الغرب، ولما احتاج إلى احتلالها.
غزة اليوم لو كان أهلها غير مقدسيين هوىً، إيماناً، ولاءً، اعتزازاً؛ لما حوربت غزة.
القدس لو تغيّر وجهها على يد المسلمين أيضاً ما كانت تُحارب، ولـ أُبْقيَت الولاية باسم الإسلام على القدس، على أن تبقى روح هذه الولاية على خطٍّ غير خط السماء، على غير خطِّ دور العبادة الصادقة.
غزةُ محاربة كلّ هذه الحرب، فلسطين محاربة كلّ هذه الحرب لما فيها من توجّهٍ إسلامي، من عشقٍ إسلامي، من إيمانٍ بالإسلام، من اعتزازٍ إسلامي.
في أمريكا مَن تبغضه أمريكا، في فلسطين المحتلة مَن يُحبّه اليهود، المسلم في أمريكا مبغوض، الخارج على دين الله، المجافي للإسلام، المحارب للإسلام في قلب تل أبيب محبوب.
ما كلّ المسلمين مُعادَوْن من أمريكا ومن إسرائيل، هناك المطبعونوالمطبعون محبوبون من إسرائيل ومن أمريكا ومن الطاغوتية العالمية، والمقصود الأول للهجمات الشرسة إنما هو الإسلام والمؤمن الصادق.
ما دلالة إعلان يوم القدس، وفي ذلك الوقت الحرج؟
– وعي عميق ضاربٌ في العمق.
– غيرة شديدة مشتعلة على الإسلام وعلى المسلمين.
– شجاعة فريدة.
– توكُّل بالغ على الله عزَّ وجلّ.
– رؤية مستقبلية واقعية، آنية ومستقبلية نافذة.
تلك هي الخلفية وراء إعلان الإمام الخميني -أعلى الله مقامه- أنّ يوم آخر جمعة من شهر رمضان، وشهر رمضان بخصوصه، شهر الصوم بخصوصه، ويوم الجمعة بخصوصه، إعلانه أنّ ذلك اليوم هو يوم القدس العالمي الذي دعا المسلمين جميعاً في كلّ الأرض أن تجتمع كلمتهم في ذلك اليوم وتعلو صرختهم في الأرض حتى تصل عنان السماء بمظلومية القدس والدين وبمحاربة الإسلام وبوجوب مواجهة الكفر العالمي والطاغوتية العالمية التي تريد أن تقضي على نور الله في الأرض.
هذه هي الخلفية، لابد أن نعرف من هو المواجَه، ولماذا هذه المواجهة، وهل فلسطين وغزة والقدس مقصودة في حدّ ذاتها أو أنّ المقصود هو الدين الحقّ لله في الأرض.
حربُ القدس وغزة وفلسطين:
حربُ القدس وغزة وفلسطين مكلفةٌ جدّاً، هذه الحرب القائمة بين اليهود وأمريكا من جهة، والدعم الغربي، وبين المسلمين، وبين المقاومة من أبناء المسلمين؛ حربٌ بالغة الكلفة.
دماء، أعراض، جوع، عطش، عريٌ، تشريد، ثكالى، يتامى، إلى آخر القائمة، رعبٌ دائم لا ينقطع ليلاً ولا نهاراً.
هذه كلفة هائلة عظيمة، لكنها رخيصة، يجب أن نعدّها رخيصة، لماذا؟
من جهتين:
– لدفع الهزيمة، هي رخيصة. هذه التكاليف لدرء الهزيمة رخيصة وضئيلة، لأنّ الهزيمة ليست هزيمة بقعة من الأرض، ليست هزيمة قطرٍ من أقطار الأمة من البلاد الإسلامية، ليست هزيمةً ماليةً فقط، هزيمة شاملة على مستوى المادة كلّ المادة، على مستوى الإنسان كل الإنسان المسلم، على مستوى البلاد كلّ البلاد الإسلامية، على مستوى المقدسات، المعنويات، الدين الكريم. درء هذه الهزيمة ترخص الأنفس ثمناً له، فضلاً عن الأموال وعن كلّ شيءٍ آخر.
– النصر المطلوب، هذا البذل قليلٌ أمامه، نصرٌ دائم طويل الأمد، رفيع الأفق، واسع المساحة، نصرُ أمة، نصرُ أجيالٍ متوالية، نصرُ دنياً ونصرُ دين، نصرُ كرامة، نصرُ تاريخ، نصرٌ مُؤمِّن، نصرٌ شامل، مثل هذا النصر ماذا تساوي الأموال أمامه؟ ماذا تساوي الأرواح أمامه؟ أيُّ شيءٍ يكبره؟ أيُّ شيءٍ يساويه؟
عرفنا قيمة البذل الذي تبذله اليوم؟ إنّه بذلٌ عظيمٌ قليلٌ، عظيمٌ في حجمه وفي حدِّ ذاته، قليلٌ فيما يطلبه من درءٍ للهزيمة ومن تحقيقٍ للنصر.
مسيرات يوم القدس وأهميته:
هناك أهمية كبيرة جدّاً لا تُقدِّر لمسيرات القدس في عموم الأمة، مسيرات القدس عامل التفت إلى أهميته السيد الإمام -أعلى الله مقامه-.
يوم القدس يومُ اجتماع كلمة الأمة الصارخة بوجود الجهاد وبوجوب المقاومة، هذه المسيرات عنوانُ عزّ، وعنوانُ كرامة، ومنبع قوّة، ولها آثارٌ إيجابيةٌ ضخمة.
حركة الشوارع تُلهب حركة الضمائر، وحركة الضمائر تُلهب حركة الجوارح، وإذا التهبت حركة الضمائر وتبعها التهاب حركة الجوارح عَلَت قوّة الأمة أضعافاً وأضعاف، واشتدّ عود الأمة، واجتمعت كلمتها، واستؤصل منها الخوف والجُبن وحبُّ الدنيا في قبال حبّ الإسلام، إذا اعتلت الصرخات من أجل الإسلام وبوعيٍ إسلامي وتعرض حقانية الإسلام.
يوم القدس صَنَّاعٌ للأجيال، صَنَّاعٌ للإرادة الفولاذية، صَنَّاعٌ للعزم الرشيد، صَنَّاعٌ للإيمان القويّ، صَنَّاعٌ للهيبة الأخّاذة.
أدريت؟ لو أنّ الشوارع الإسلامية في حواضر بلاد الإسلام وقُراها ونواحيها، وحتى في صحاريها، عمّت وارتفعَ صوتها ولم يبق واحدٌ في الدنيا إلا وعرفها وشاهدها وتفاعل مع هيبتها ومع عظمتها لكان في ذلك سلاحٌ قويٌّ للحركة الإسلامية، للمقاومة الإسلامية، لحلف المقاومة في حرب غزّة والقدس وفلسطين.
لو مرّت خمسُ سنواتٍ متوالية من سنتنا هذه حتّى تمام الخمس لا مسيرة واحدة في العالم في يوم القدس، ماذا سيعني ذلك؟ يعني أنّ الأمة نسيت القضية، أنّها عافتها، أنّها استصغرتها، أنّها كفرت بها، أنّها لم تعُد تُعطي من همّها شيئاً لها، وهذا نصرٌ للعدوّ وكسيرةٌ للأمة، هذا يقتل نفسية الأمّة، ينحدر أشواطاً للأسفل لإرادة الأمّة، يفكك الأمة، يبعثر وجود الأمّة.
تعطيل هذا اليوم، التقليل من شأنه، معناها سلوك درب الهزيمة، ويقود إلى الأزمة الضخمة، وإلى التحوُّل من موقعٍ فيه عزّة بمقدار، إلى موقعٍ يكون موقع المذلّة في الأرض كلّها، وتكون هذه الأمة أذلَّ أمّةٍ في العالم.
يوم القدس يجب الحفاظ عليه كما هو الحفاظ على المعارضة العسكرية وعلى الملاحم العسكرية.
الملاحم العسكرية وحدها لا تكفي، ويومَ يتعطّل يومُ القدس أو يضعف في مظهره الإسلامي الثوري، ويومَ يتراجع خطوة فإنّ ذلك اليوم هو يوم تراجعٍ عن طريق النصر وتوغّلٍ في طريق الهزيمة.
هتاف الحضور: لبيك يا إسلام.
هتاف سماحة الشيخ: لبيك يا إسلام.
لبيك يا يوم القدس.
لبيكِ صرخة الخميني.
لبيكِ صرخة الإمام الخامنئي.
لبيكِ صرخة معسكر القدس.
يومُ القدس، يومُ القدس، يومُ القدس.
حركة يوم القدس، مسيراته الضخمة تُخرِّج أجيالاً واعية، ثورية، مؤمنة، قويّة، ذات عزيمة لا تلين، ذات عود لا ينكسر، ذات قدمٍ لا تعوجّ، ذات ثباتٍ دائم، لا تخرّجُ أجيالاً ذات مواليةً ولاءً بارداً، هو الولاء الثوري الصارخ الفدائي المقاتل، هذا هو عطاء يوم القدس لو عمَّ يوم القدس في مظاهره وفي حركته الأمّة. مصر، الجزائر، تركيا، الخليج كلّها، إلى آخره، ولكن كما أنّ حكومات نائمة، فإنّ الشعوب نائمةٌ بمقدار.
يوم القدس في صرخاته المتعالية التي تملأ الآفاق لو كانت حركة يوم القدس عامّة، هذه ركنٌ ركينٌ في حركة النصر، وتعطّل يوم القدس ثلمة كبيرة في أسباب النصر، معطِّل كبير ليوم النصر، معجِّل سريع ليوم الهزيمة.
حركة مقاومة حربية، مالٌ مشارك، يومُ قدسٍ عالميٍّ صارخ، تربية مهديّة -من المهد- على ولاء الله ورسوله والإسلام، روحُ البذل والتضحية في سبيل الله، روح العداوة للكفر والكافرين الطغاة الذين لا يستهدفون شيئاً استهدافهم للقضاء على الحقّ في الأرض كلّها.
صرخات يوم القدس، حماس يوم القدس، ثوريّة يوم القدس، الكلمة المتعالية الواثقة بالإسلام يوم القدس، من عطاءها أنّها تُحاصر السياسات المحلية الرسمية داخل الأمّة والمعادية للمقاومة والمناصرة للعدوّ في بلاد الإسلام -في كثيرٍ من البلاد الإسلامية سياسات محليّة رسمية عدوٌّ للإسلام والأمة الإسلامية وصديقٌ معين محاربٌ مع أمريكا ومع اليهود ومع المعسكر الطاغوتي في الأرض المُقاتِل للإسلام-، هذه السياسات تنطلق حرّة في غياب يوم القدس وآثاره الممتدة لطوال السنة.
يوم القدس ليس يوماً واحداً، يوم القدس يومُ سنة وأكثر من سنة، لأنّه يُعلِّم المطبّعين بأنّ هنا أمّة مقاوِمة واسعة النطاق شديدة البأس قوية العزم عظيمة الإيمان بقضيتها قضية القدس، قضية الحرمين، قضية المسجد الكبير والمسجد الصغير، قضية المحراب في المدينة، المحراب في القرية.
يوم القدس لحماية المسجد الأقصى، البيت الحرام، حرم رسول الله “صلّى الله عليه وآله”، مسجد الحيّ، مسجد المدينة، مسجد القرية، كلُّ المساجد ستبقى هباء وتعود هباء حين لا يُحمى القدس، وحين لا يُحمى بيت الله الحرام ولا يُحمى حرم رسول الله “صلّى الله عليه وآله”.
كلُّ المساجد الأخرى تأخذ هيبتها وحمايتها، وصدق دورها، وفاعليتها،وهداياتها التي تبثها في الناس من أداء هذه المساجد الثلاثة ومسجد الكوفة العظيم، دورها الإسلامي الكبير، ومن وعيها وصلابتها وصلابة خطيبها ووعيه، وحريّة الكلمة الإسلامية الصادقة التي تنطلق منها.
يومُ القدس، تجمُّعه الهائل، صرخاته المتعالية، شعاراته المهيبة، عزمه الكاسر غير المكسور؛ تزيد في ثقة جبهة المقاومة. جبهة المقاومة المحاربة حين لا تسمع صرخة معها من الأمة، لا تسمع نداءً، كلمةً، تمرُّ السنة كلّها بلا حركة شارع، بلا شعارٍ ثوريّ، بلا مواجهة للباطل، هذه المقاومة تحسُّ بانكسار الظهر أو لا؟ تحسُّ بانكسار الظهر والخذلان، الإمام الحسين “عليه السلام” كان ينادي في الناس هل من ناصر؟ وجنانه أكبر جنان، وإيمانه أكبر إيمان، وشجاعته فوق كلّ شجاعة، وأمله وثقته في الله أكبر ثقة.
أشدّاء، أقوياء، عالو الهمّة، مضحّون بلا تهيُّب، يهجمون على الموت قبل أن يهجم عليهم، هم أولئك رجال المقاومة العسكرية الحربية في أمّتنا، ولكن هذا لا يعني أنّ العزيمة تقوى وأنّ الهمّة تعلو، وأنّ الإحساس بالثقة يتزايد شدّة، حين تكون وراء هذه المقاومة أمّة صارخة، أمّة منادية، أمّة ملبية، أمّة مستعدّة للانخراط في الحرب العسكرية، أمّة تُربّى على المقاومة وحرب العدوّ.
هتاف الحضور: لبيكِ يا مقاومة
هتاف سماحة الشيخ: لبيكِ يا مقاومة
لبيكَ يا إمام
لبيك نصرَ الله
لبيكِ يا قدس..
لبيكِ يا غزّة..
لبيكِ يا يمن..
لبيك يا عراق..
لبيك يا لبنان..
لبيكِ يا مقاومة كلّ المقاومة
لبيك يا صوت المقاومة في كلّ مكان..
توسُّع وجديّة حركة الشارع يوم القدس العالمي بحيث تعمّ هذه الحركة كلّ أقطار الأمّة، كل مدنها وقراها، هذا التوسُّع وهذه الجديّة وهذه الصرخات؛ تعني استجابةً عمليةً لنداء المقاومة، المقاومة المُقاتِلة، والمقاومة المقاتلة تعطي نداءات للأمة بأن لا تنسى قضيتها قضيةَ الإسلام التي تعم قضية فلسطين، القدس، غزة، أيّ بقعة مباركة فيها مؤمن ومؤمنة.
هذه الحركة وجدّيتها وتفاقمها تعني أنّنا سمعنا وأنّنا على خط الاستجابة ومستعدون لأيّ تكليف، ويجب أن تكون حركتنا يوم القدس صادقة وجديّة، وليس يأتي عليها نفاقٌ أبداً، بحيث تكون الصرخة يوم الصرخة من القيادة العليا لا تأخُّر عنها أبداً.
هذه قيمة يوم القدس، لا لارتفاع صرخاتٍ تذهب في الهواء وإنما لتركيز عزائم النفوس، لإلهاب ثورية النفوس، لقتل أيّ ضعفٍ داخل النفس يمنع من نُصرة الله ونُصرة رسوله والمؤمنين.
يوم القدس لإعداد رجالٍ حين يسمعون نداء الحسين لحظة يسمعون نداء الحسين يسارعون للاستجابة له، وبحيث لا يبقى نداء الحسين “عليه السلام” يوم كربلاء، ويوم يأتي للنفير لكربلاء بلا مُجيب.
ينضافُ إلى المقاومة المُقاتِلة، إلى يوم القدس، إلى التربية على الوفاء على العهد من المهد، المال، للمال دورٌ كبير في معارك الحياة. دورُ المال ليس دوراً هامشياً في معركتنا، دورٌ رئيسيٌ في المقاومة، وشعوبُ الأمّة بما فيها من متمولين كبار، وشركات مالٍ عملاقة، عليها أن تؤدي مهمّتها الضخمة في هذا المجال، ثم يأتي دورُ من مَلَك شيئاً من مالٍ فوق ما تقضي به حاجته. هنا شيءٌ وله قيمته الكبرى.
قيادات خطّ المقاومة وقيادات المعسكر اليهودي:
لا أحد يمكن أن ينكر أنّ خط المقاومة في البُعد السياسي والعسكري يتمتّع بقياداتٍ مبدئيةٍ وكفوءةٍ وشجاعة وواعية ومخلصة ومنسجمة ومتلاحمة، وهذا أمرٌ أساسٌ في تحقُّق النصر، هذه ميزة يفتقدها المعسكر اليهودي، الجبهة اليهودية، حيث تناحرها في داخلها وتنافسها على دنياها، وتشاتمها، وتغالبها في داخلها، وما ينتشر فيها من خوف الثورة الداخلية التي تأتي عليها، في قبال ذلك جبهة متماسكة، متلاحمة، ويثق بعضها من بعض، يُفدِّي بعضها البعض، يدخل هذا الطرف من أطرافها وذاك في أكبر المخاطر من غير دعوةٍ من بقية الأطراف، كلّ ذلك لأنّ الكلّ يعبُد معبوداً واحداً، ويقدّس معبوداً واحداً، ويؤمن برايةٍ واحدة، ويتمحور حول تمحورٍ واحد، ليس أرضياً وإنما هو المحور السمائي، والكلّ يؤمن بالقيادة المبدئية النظيفة الفاهمة للإسلام، المضحيّة للإسلام، التي لا تبيع الإسلام بشيء، وتبيع كلّ شيءٍ من أجل الإسلام، هذا الذي يوحّد هذه الجبهة، ويعطيها القوة والهيبة. هذا متوفّر لجبهة المقاومة.
يُعين على هزيمة العدوّ ونصر المسلمين؛ كثرةُ الحماقات التي يرتكبها العدوّ في تصرفاته العدوانية الشرسة، هناك وحشية بالغة، وحشيةٌ أغلظ من وحشية الوحوش وحيوان الغاب، هناك مخالفةٌ للقيم لا تكاد تعرفها الدنيا، هناك انحطاطٌ أخلاقي سحيق، هناك إنسانيةٌ جفّت، كرامةٌ آدمية انتهت، هناك قوانينٌ عادلةٌ عُطِّلت بالكامل، هناك سحقٌ لحرمة المعاهدات والمواثيق، استهدافٌ للإبادة الجماعية بلا حدود، وهذا كلّه يرتكبه العدوّ الإسرائيلي والأمريكي، وهذا كلّه مما يجعلُ رأياً عالمياً على مستوى شعوب العالم يتنامى، يتركّز، ينتشر في معاداة السياسة المتعصّبة المسرفة في القتل والتشريد وهتك الأعراض واستهداف الأبرياء وتحطيم الديار والبنى الأساسية التي تعتمد عليها حياة المجتمعات، والحرمان للأبرياء من نساءٍ وأطفالٍ وغيرهم من لقمة العيش وشربة الماء، في وحشيةٍ مطلقة تتجاوز وحشية الحيوان أشرس حيوان، وأكثر الحيوانات بهيمية.
يا شعوب الأمّة الإسلامية:
يا شعوب الأمّة الإسلامية.. يا شعوب الأمّة العربية.. يا شعوب العالم..
وقفةً سريعة.. قفوا وقفةً سريعة.. مطلوبٌ وقفة سريعة مستعجلة واسعةٌ جدّية قبل فوات الأوان..
وقفة في وجه دولة العصبية العمياء اليهودية وأمريكا المتغطرسة العدوانية، إنقاذاً للعالم كلّه وليس للأمّة الإسلامية فقط، من دمارٍ شامل، وانفلاتٍ كامل إلى أجواء الفوضى والهلاك..
اليومَ اليومَ قبل الغد، الساعةَ الساعة قبل الساعة الأخرى، اللحظة اللحظة؛ ثورة عارمة عالمية ضدّ اليهودية وأمريكا البغيضة.
غداً ستشهد ساحات عالمنا الإسلامي على تقدّمها أو تخلّفها، على صدقها أو كذبها، على جدّيتها أو هزليتها، هل سيبقى شارعٌ من الشوارع إلا وقد امتلأ؟ أم ستكون الشوارع في بلدانٍ كثيرة فارغة وكأنّه يومٌ عاديّ لا يحمل أيّ معنىً كبير!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.