كلمة آية الله قاسم في مؤتمر الفن الملتزم – 2023
كلمة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في مؤتمر الفن الملتزم للدفاع عن القضية المركزية .
انعقد المؤتمر الدولي في المجمع الثقافي والفني ببرج آزادي بطهران وخلال المؤتمر، تم تكريم الفنانين الفائزين في المهرجان الثالث للكاريكاتير – 20 فبراير 2023م
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا النبي الكريم و آله الطيبين الطاهرين
السلام على الأخوة القائمين على الندوة الدولية والتي اختير لها عنوان “دور الفني الملتزم في الدفاع عن القدس الشريفة”
السلام عليكم أيها الأخوة الكرام ورحمة الله وبركاته وعلى جميع حضور هذه الندوة المباركة
“دور الفن الملتزم في الدفاع عن بيت المقدس الشريف”
ليس في الإسلام حرية مطلقة في اختيار العمل ولا الهدف ولا الوسيلة والأسلوب، ومن ذلك الأسلوب الرسمي والأشكال الكركتورية مما أصبح شيئاً رائجاً جدًا في خدمة القضايا التي تهم الناس وسلاحاً فعالاً من أسلحة المعارك في هذا الزمن.
الإسلام دائماً يختار الصحيح النظيف البنّاء، ومن كل ذلك من العمل والوسيلة والأسلوب والهدف لا يختار إلا ما فيه بناء الإنسان واستقامته والارتفاع به إلى مستوى محلّق من الكمال.
والفن الداخل في معركة المواجهة الوجودية مع جبهة الاستكبار والكفر والنفاق من أعداء الأمّة مأخوذ فيه شرعًا أن يكون ملتزمًا وهدفه كريمًا وأن يعتمد الصدق، كما يلحظ فيه فيه جنبة السبك الجمالي وقوة التأثير والتفوق على الفن الرخيص الساقط والهادف هدفاً سيئاً عند الطرف المقابل.
معركة الأمّة اليوم مع أعدائها مصيرية وتحتاج إلى حشد كل الأسلحة المباحة ، والوحدة واستثمار كل الطاقات وتنسيق الجهود ، والقيادة الواعية المخلصة الرشيده التي تقود جهاد الأمّة كلها إلى النصر.
وجبهة المقاومة تحتاج دائمًا إلى إمداد وليسجل تاريخ الصراع الفلسطيني ضد العدو الصهيوني النازي الغازي المحتل ناصراً مسرعاً في نصرته، ثابتاً عليها، كريمًا فيها، مبدئيًا في بذله على طريقها بقدر ما عليه الجمهورية الإسلامية وثورتها وقائدها العظيم الذي كان مجاهراً وعملياً في نصرته لقضيّة الأمة قضية فلسطين والقدس وبيت المقدس حتى من قبل أن تبدأ الثورة ، ولا زالت الجمهورية المباركة تتابع بذلها السخي ونصرتها الصادقة للمقاومة، المقاومة في فلسطين وعموم المقاومة والقضية الفلسطينية بصورة شاملة، دعم الجمهورية الإسلامية إلى قضية الأمة قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى دعم ثابت ونصرة حية ومستمرة ومتدفقه رغم الخذلان وحتى التآمر والتطبيع مع العدو الصهيوني من عدد من الدول العربية. وشعوب الأمة لا يعوزها الوعي لقيمة الدوري الإيجابي الذي تمارسه الجمهورية الإسلامية في نصرة القضية المركزية للأمة وهي القضية الفلسطينية الملتهبة، دعمٌ لا تمثل كلفته كلفة ماديةً فحسب فأكبر من ذلك ما يسببه من إشتعال روح العداوة العنيفة من الاستكبار الغربي وأذنابه وتآمر وحربِ على هذه الجمهورية المباركة من كل عدو من اعداء الإسلام والإنسانية ، هذا الموقف المسؤول المشرف من الجمهورية الإسلامية بالنسبة لقضية فلسطين قضية الأمّة ومجابهته المبدئية للعدو الصهيوني والإسرائيلي من حقه أن يدفع الأمّة للتمحور في صراعها مع الأعداء حول الجمهورية الإسلامية وإدراك حجم المسؤولية في الحفاظ عليها والحماية لوجودها و دعمها الدعم المتواصل ، و يقتضي الموقف أن تتحد الأمة في موقفٍ صلبٍ في وجه التآمر على هذه الجمهورية من خارج محيط الأمة ومن داخله .
تعيش الجمهورية الاسلامية والقضية الفلسطينية والنصر والضفر والعز لجبهة المقاومة والخذلان لكل الأعداء والمتآمرين على قضايا أمتناً المجيدة. دعم الجمهورية للقضية الفلسطينية دعمٌ شرعت فيه الثورة والدولة على إدراك منهما بما له من كلفة ثقيلة وما يسببه هذا الدعم من متاعب جمة وهائلة من أعداء القضية الفلسطينيه والامة ودينها العظيم للجمهورية الإسلامية و منذ بداياتها، ومما يبرهن على أن خلفية هذا الدعم ومبدئية الثورة والدولة اتخاذ الموقف الإيجابي الداعم نفسه من القضية السورية والعراقية واليمنية، والنصرة المقدورة لكل حركة تحرر من حركات المستضعفين المظلومين المضطهدين في الأمّة وحتى خارجها، وهو دعم يجمع عليه النظام الرسمي في الجمهورية والوجود الشعبي والفقهاء والعلماء ولا تتوقف دعوة الولي الفقيه إلى مواصلته والإصرار عليه، وذلك من باعث الشعور بالمسؤولية الإسلامية والإنسانية، هو دعمٌ ما رافق منه الإعلام وما لم يرافقه الإعلام ظاهرٌ بينٌ مبرهن على نفسه بنفسه.
للإعلام دورٌ ولكن ولو لم يكن إعلامٌ أو كان الإعلام غير كافٍ فإن هذا الدعم معلنٌ عن نفسه مبرهن عليها وبنفسه.
كل الكلمة المجاهدة مكتوبة أو منطوقة، منثورة أو منظومة ،وكل المال وكل الدم الغالي الشريف من أجل فلسطين والقدس قدس المسلمين أجمعين.
وثم إن كل فلسطين والقدس من أجل ظهور كلمة الله في الأرض وحاكمية الحق الذي جاء به الوحي من عنده ليكون السلام والرخاء والمحبة وكل شيء من الخير الذي يعم الأرض كل الأرض والعالم كل العالم وهو ما كانت من أجله بعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وما اجتمعت عليه جهود كل النبيين والمرسلين من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله.
وما دخلت فيه اليوم جبهة الكفر وجبهة النفاق في مكابرة عاتية وشديدة مع هذا العطاء السماوي العظيم الذي جاءت به رسالات الأنبياء والمرسلين بمن ٍمن الله تبارك وتعالى والغلبة لله ورسوله والمؤمنين.
إن في فلسطين والقدس بركاناً هائلاً يتفجر وزلزالاً يتواصل بين الحق والباطل بين أهل الأرض وغزاتها المعتدين، بين المقاومة والغاصبين.
وإن لهذا البركان انعكاساته على أكثر من أرض من أراضي الأمة ومنها أرض البحرين، هناك صراعٌ في هذا البلد المسلم الأبي ذو الجغرافية المحدودة بين السياسة الاستكبارية عبر الأداة السياسية المحلية وبين الإرادة الشعبية الحرة المقاومة من أجل الحرية والكرامة والإستقلال والعزة للحفاظ على الهوية وسلامة الدين و الأمة وما النصر إلا من عند الله (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم).
و شكرا لأصحاب الفن الرفيع الذين لا يبخلون بقدراتهم الفنية في نصرة القضية الفلسطينية وقضية القدس وبيت المقدس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.