بيان آية الله قاسم حول الإعدامات في شبه الجزيرة العربية – 14 مارس 2022
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أشدَّ حُرمة الدَّم المُسلِم في الإسلام، وما أشدَّ استخفاف حكّام مسلمين به، وما أعظمها من تبعاتٍ بالغة الخطورة على أمن الأمّة، واستقرارها، ونفسيّات أبنائها مما يؤدي إليه هذا الاستخفاف.
وما كان هذا إلاّ لتاريخٍ طويلٍ صَمَتَ فيه صوتُ الأمّة عن إنكار المنكر والأمر بالمعروف، وكلّما تكرّست هذه الحالة وطالَ الصمتُ تبلَّد الضمير الإسلاميّ والإنسانيّ، وعَلَت موجاتُ الظلمِ، وسَفْكِ الدم الحرام، وانفتح الطريق بلا أيّ عائقٍ إلى انتهاك الحرمات، وللفساد في الأرض.
وإنّه لو كان للدّين لسانٌ صائتٌ ناطقٌ كلسان الإنسان لامتلأت كلّ آفاق الدنيا بالإنكار المدوّي -الذي يصمّ الآذان منه- لمجزرة الإعدامات للعدد الضّخم من المسلمين من أهل القبلة والتي جرت في شبه الجزيرة العربية، وليس إلا للمطالبة بالحقوق التي أوجبها الله لعباده على كلّ من يتولّى أمر الحكم فيهم.
رَحِم اللهُ شهداءَ هذه المجزرة، ورَفَعَ درجتهم في الجنّة، ورَبَطَ اللهُ على قلوب ذويهم بالصبر والسلوان الجميل، وقلوب الأمّة المؤمنة التي تشاركهم المُصابَ وألمَه العميق.
عيسى أحمد قاسم
١٤ مارس ٢٠٢٢م