بيان آية الله قاسم (البحرين إلى خير) – 11 سبتمبر 2021
البحرينُ إلى خير
لا يُقال بأنّ كلّ الناس على حدٍّ واحدٍ كبيرٍ من الصبر والقدرة على مواجهة التحديات، ولكن في الساحة العامة البحرينية التي تريد لها السياسة الحاكمة فيها أن تكون ساحةً لعيش العبيد كثيرون كثيرون، لا يمكن للقيود الخارجية، والإرهاب الخارجي، أن يستعبد نفسياتهم أو يضعف من روح الحرية التي تغنى بها شيئًا.
وفي سجون البحرين أعداد كثيرة من أحرارها، والذين لا تنكسر إرادتهم في الحرية ولا تلين، ولا ينال سجن الأبدان وعذاباتها منها أثرا، بل يزيدها مكابرةً وقوّة.
وفي المهاجر النائية والقريبة من مهاجري البحرين ومهجّريها من أبنائها الأحرار، انتشارٌ واسع لا تستطيع الغربة أن تُنسي جمعهم محبة الوطن، وحقّهم في العودة إليه، والمشاركة في بنائه وصنع تاريخه، أو تُنسيهم حقّه عليهم في الدفاع عنه، والعمل على إنقاذه.
ولكلّ أحرار الساحة العامة في البحرين، والأحرار من أبنائها في سجونها، وفي المهاجر، اصرارٌ هائل ثابت على استرداد كلّ الحقوق، وحقّ الحرية الإنسانية الشريفة، والحرية السياسية، يجعل الطريق مفتوحًا لعودة الحقوق وإنجاز المطالب العادلة، حين تجتمعُ كلّ القوى، وتُنَسّقُ كلّ الجهود، وتتوحّد الكلمة.
ولا حر من أحرار الساحة العامة للوطن يرضى بحلٍّ يُبقي أحدًا من السجناء السياسيين والحراك السياسي في سجنه، ولا سجين من سجناء الرأي السياسي يشتري حريته بحرية شعبه، ولا مهجّر أو مهاجر حر يقبل سوء أحد من الشعب -سجينًا أو غيره-، وهذا مصدر قوّة للشعب ومطالبه.
ولا يُغيِّرُ هذا الوضعَ أن يضعُفَ طرفٌ هنا أو هناك، وأن تتخلّف إرادةٌ وأخرى، مُتاجِرةً بقضايا الشعب أو مهزومة أو مخدوعةً مغرّرًا بها.
التعب موجود، ولكنَّ الصبر دواءُ التعب، ولولا تحمّل الإنسان الأتعاب ما كاد يُنجزُ شيئًا.
وعلى الحكومة أن تعتزّ وتفخر بهذا الشعب، لا أن تعتز وتفخرَ بعلاقةٍ هي عين الذُلّ مع إسرائيل.
عيسى أحمد قاسم
١١ سبتمبر ٢٠٢١