بيان آية الله قاسم حول العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى – 12 مايو 2021

بيان آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم حول العدوان الصهيوني اليهودي على المسجد الأقصى – 12 مايو 2021

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسوله النبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين.

المعركة الأخيرة بين الصهاينة والفلسطينيين، والتي أخذت نارها في تصاعد وانتشار متسع، والتي أشعلتها يد العدوان الصهيوني واليهودي على المسجد الأقصى؛ هي معركة مع الأمّتين العربية والإسلامية، وهي في بُعدها الإسلامي معركة مع مقدّس إسلامي أصيل أكبر من البناء والأرض، يجب على الأمّة حمايته والدفاع عن حرمته، وحفظه عن الرجس الجاهلي الذي تمارسه الغطرسة الصهيونية واليهودية المنحرفة.

ولأنّ الحرب على الأمّة كلّها، فعلى الأمّة أن تكون صفًّا واحدًا في مواجهتها.

وأشدّ وأقبح ما يتنافى والموقف الذي يحتّمه واجب الدين على الأمّة من الاستنفار في وجه العدوان الشرس على الشعب الفلسطيني وتهويد القدس والمسجد الأقصى، هو التطبيع القائم بين عددٍ من الدول العربية والعدو الصهيوني، والمتنامي إلى حد التحالف الاستراتيجي بين الطرفين.

وإذا كان هذا التطبيع خطيرًا وقبيحًا وعارًا وخزيًا من أول يوم، ومخالفًا إلى حدّ الصراحة لمصلحة الأمّة ووحدتها؛ فهو اليوم أشدّ سوءًا وخطرًا وبشاعة وجرأة على الأمّتين العربية والمسلمة، وأكثر هدمًا للصفوف ونصرةً لعدو الأمّة.

فهل تتراجع الدول المطبّعة لهذا عن خطئها الكبير وتتوب إلى الله سبحانه، وترجع إلى جبهتها الطبيعية، وتشارك في التضحيات من أجل القدس والأقصى وكلّ المقدسات والحرمات وكرامة فلسطين والأمّة، أو يمضي بها التعصب على الاستمرار في خيار التطبيع مع ما في ذلك من بُعدٍ عن دينها وانقلاب في الموقف على أمتها ، ونصرة عدو الله على ولي الله، وهدم قلاع الأمّة وتقويض بنائها المجيد؟!

لا شك أنّ التطبيع مأساة كبرى من مآسي الأمّة.

ومأساةٌ أخرى فتّاكة هي هذه الجاهلية المبتدعة التي تضرب الإسلام والمسلمين في أي مكان باسم الإسلام تحريفًا للإسلام، وافتراءً عليه، وتشويهًا له، واسقاطًا لعظمته، وتنفيرًا منه، وقضاءً على أمّته.

هذه الجاهلية التي عبّرت عن نفسها بوحشية بالغة في تفجير مدرسة سيد الشهداء في أفغانستان، حتى سقط من سقط من شهداء وجرحى من المؤمنين الأبرياء ضحايا للطائفية العمياء، والجاهلية المقيتة، والعدوانية الشرسة، والعمالة الطاغوتية العالمية المعادية للأمّة الوسط.

يا أمّة الإسلام اليومَ يومُ وحدتكم الإسلامية الكبرى ويوم الفداء والتضحية والبذل والاستئساد في سبيل الله لإنقاذ الأقصى والقدس وفلسطين ومصير الأمّة، ولمواجهة الفتنة الداخلية الكبرى.

اليوم يوم الله أكبر، حيّ على الصلاة في الأقصى، حيّ على الجهاد حيّ على الجهاد.

اليوم وحدتكم تحميكم من الهلاك وتنتصرون بها، وفي فُرقتكم اليوم النهاية، وفي تشتتكم الهوان والدمار.

عيسى أحمد قاسم

١٢ مايو ٢٠٢١

زر الذهاب إلى الأعلى