كلمة آية الله قاسم بمناسبة يوم القدس العالمي 2021
شارك سماحة آية الله قاسم بكلمة في «المنبر الموحّد» بمناسبة يوم القدس العالمي ٢٠٢١م بمشاركة أمين عام حزب الله سماحة السيّدحسن نصرالله، وقادة المقاومة الفلسطينية الجهاد وحماس، وزعيم حركة أنصارالله، والمقاومة الإسلاميّة في العراق (عصائب أهل الحق)، إلى جانب عددٍ مِن شخصيات النّضال في العالَم الإسلامي والمسيحي. يوم الأربعاء ٥ مايو ٢٠٢١م
فيديو الكلمة :
صوت الكلمة :
نص الكلمة :
“القدسُ أقرب”
السلام على أهل الحقّ من عباد الله ورحمة الله وبركاته
القدس اليوم أقرب من كلّ ماضي الصراع حولها للتحرّر الكامل من القبضة الصهيونية، والتطهّر التّام من رجسها.
نقول هذا رغم الاصرار الاسرائيلي على تهوديها، ورغم صفقة القرن ومؤامرة التطبيع التي انخرط فيها عدد من الدول العربيّة متحمّلةً عارها، وسوء عواقبها، وهي من أخطر المؤامرات على وجود الأمة وهويّتها ومقدّساتها ووحدتها وأمنها وأرضها وخزائنِ ثروتها.
نقولُ بأنّ القدس هي أقربُ اليوم للتحرّر والتطهّر والانعتاق؛ لإيمان جبهة المقاومة العملاقة النامية، والفصائل الحُرّة للمقاومة الفلسطينية وملايين من شباب الأمة ورجالها ونسائها؛ بأنّ القدس وفلسطين والدين قبل المال والدم والروح.
والحقُّ أنّه ما لم ترَ الأمة هذه الرؤية، وتُترجَم في واقع سلوكها إلى مواقف عمليّةٍ جهاديةٍ مستبسلة تفرض هيمنتها على ساحة الصراع مع العدو الصهيوني؛ فلا الأقصى ولا القدس وفلسطين ولا الدين ولا الأمة، لا تطهُّر للأقصى ولا تحرر للقدس وفلسطين ولا عزّ للأمة، وذلك لما عليه الجبهة المعادية بعرضها العريض من الصهيونية ودول طاغوتية كبرى ودول التطبيع الخياني من ارادة التركيع لأمّتنا وسحق ارادتها الحرّة.
-واليوم يومُ صراعٍ مريرٍ مصيري يتقرّر من خلاله ظهور الحقّ أو انطماسه، غطرسة الباطل أو ذلّه-.
واليوم قد بدأ الطمع الصهيوني التوسعي في التوجّه في اندفاعةٍ جنونيةٍ محتضنة ومدعومةٍ -بكلّ أسفٍ- من قبل الدول العربية المُطبِّعة إلى تأسيس تواجدٍ رسمي واسعٍ صهيوني في منطقة الخليج، ومجتمع يهودي متماسك شبه مستقل مخطط له من الصهيونية العالمية وداعميها المستكبرين، ومدعوم من دول عربية، يأخذ على عاتقه دور النواة لفلسطين جديدةٍ مغتصبةٍ في منطقة الخليج، في طريق توسعة السيطرة على عموم الأمة وإذلالها.
وقد اختيرت البحرين مركزاً أوليّاً يتوافد عليه المكوّن البشري لهذا المشروع من الصهاينة واليهود من كل الآفاق على مثال ما كانت عليه الحالة الفلسطينية في ابتدائها.
وفي البحرين يتم التحضير لبناء هذا الكيان الغازي، على يد دول محور التطبيع، وتبدأ انطلاقته من أرضها.
وموقف البحرين شعباً من التطبيع والتدفّق الصهيوني عليها؛ هو أنْ لو أجمعت الارادة الاستكبارية من محليّةٍ وخارجية على تحقيق كلّ مطالبه الحقوقيّة والسياسيّة على أن يركب قطار التطبيع-قطار الخسران والهلكة وجهنم الدنيا وجهنم الآخرة- أو لا يتصدّى لحركة هذا القطار في اتجاهه لأهدافها الخبيثة القتّالة لأمّتنا، ولا يُشارك في مقاومته وعرقلته، أو أن يُرحّب بتدفّق الصهاينة على أرضه، ويكون لهم التواجد بين صفوفه؛ لاختار على ذلك كلّه بكلّ تصميم خياراً واحداً مشرِّفاً؛ هو خيار المقاومة المستميتة على المدى الطويل من أجل حقوقه، والمقاومة الفولاذية الممتدّة في صفّ من صفوف أمّتنا الواحدة الحرّة المتلاحمة ضد التطبيع، ومن أجل تحرير القدس وفلسطين حتى النصر أو الشهادة.
شعبُ البحرين مع الموت في سبيل الله، في سبيل تحرير الأقصى والقدس وفلسطين وسلامة الأمة ودينها ووحدتها، لا يلين له عود في معركة الجهاد لأعداء الله ورسوله وأمّتنا العظيمة الوسط.
-لسلامة الدين كلّه، ولسلامة الأمة كلّها، ولسلامة كل مقدّساتنا ومقدسات الأديان الصحيحة؛ لابد من معركةٍ ضارية تنهي العدوان الطاغوتي على المقدسات وعلى الأمة وعلى الحق من أي شبرٍ من الأرض-.
شعبنا مع هبّة باب العامود وكلّ هبّة أخرى من أجل مقدسات الأمة ومصيرها.
وهبّة باب العامود إنذارٌ جدّيٌ أوليٌّ صارخ لتفجّرٍ مزلزلٍ على يد كل الأحرار من الفلسطينيين والعرب عامة، وأمّة الإسلام المجيدة أوّل من يتقدّم صفوفه أبطال المقاومة الباسلة وقادتُها العظام الذين عرفت الصهيونية من بطولاتهم ما أرعبها.
إنّ بين الصهيونية وما تريده من احتلال المسجد الأقصى حاجزاً رفيعاً سميكاً منيعاً لا قِبَلَ لها باختراقه ولا القفز عليه من رجالٍ قلوبهم كزُبر الحديد، أشدّاء لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يبالون أن وقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت، ولا يبيعون آخرةً بدنيا على الاطلاق، تجمعهم عقيدة التوحيد ملايينَ دفاعاً عنها وعن مقدّساتها وقيمها وعدلها، وعن الإنسانية جميعاً، حتى ينتصر العدل ويُقام الحقّ ويعمّ الدنيا السلام، أو يتم نيل شرف الشهادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.