بيان آية الله قاسم في ذكرى دخول درع الجزيرة للبحرين (يوم ظُلِمت الأخوّة) – ١٥ مارس ٢٠٢١م
بسم الله الرحمن الرحيم
يومَ ظُلمت الأخوّة
هبّ شعب البحرين في حراك سياسي سلمي مطالباً بحقوقه المسلوبة، ووضع حدٍّ لاضطهاده، ولرفع الظلم عن كاهله مما كانت الحكومة تمارسه في حقه وتصر عليه.
وتدخّلت قوات درع الجزيرة لتسكت صوت الشعب، وتُبقيَ الوضع الظالم متنامياً يوماً بعد يوم ويزداد سوءاً.
قد يكون هذا التدخل لسد باب الإصلاح والتغيير والتخلص من احتماله، وما أبعد هذا الموقف من الحق والعدل حيث يُحارب الإصلاح والحرية الكريمة في كل الأرض بالحديد والنار، وتسفك الدماء انتصاراً للظلم.
وهل حكومة البحرين أخٌ في الإسلام للجيش الزاحف على شعبها بينما هذا الشعب لا علاقة له بالإسلام؟ وهل في الإسلام أن يُنصر الأخ الظالم بإعانته على ظلمه؟ ما في الإسلام مما جاء به الخبر عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أن ينصر الأخ المظلوم بدفع الظلم عنه، وهو هنا شعب البحرين لا حكومته، وأن ينصر الظالم بكفّه عن الظلم وإيقافه عن العدوان تخليصاً له من أن يخسر إنسانيته، ومن استحقاق عذاب الله الشديد، وناره الحارقة.
الموقف الشرعي الذي كانت دول الجوار والأمّة والعالم مخاطبين به هو منع الحكومة عن سلب الشعب حقوقه والفتك به، وإلزامها بالتخلّي عن الظلم وإقامة العدل.
والأمنية أن يكون الإصلاح الشامل سمة الوقت الحاضر والمستقبل للمنطقة كلها والأمّة، وأن يكون التوجّه غير التوجّه، والرؤية غير الرؤية، والنية غير النية، وأن يفهم أن الظلم طريق الضعف والفناء، وأن القوة والعز والبقاء في العدل.
كان التدخّل ظلماً صارخاً، فلا تبقوا تدخلكم للحظة واحدة.
كان يوماً ظُلمت فيه الأخوّة، وضُيِّعت المروءة، وصار التعاون على الإثم والعدوان، وأُلغي التعاون على البر والتقوى، فتداركوا تصحيح الموقف.
ويقترن بمناسبة تدخّل قوات درع الجزيرة لقهر الشعب المظلوم، والزج بقادة المعارضة ورموزها في السجون إلى اليوم.
والكلمة في هذا الأمر، أنّ إرادة الشعب الحاسمة ألاّ يبقى رمز ولا واحد من رجل أو امرأة أو كهل أو شاب أو طفل من أبناء الحراك السياسي الممثلين لمطلب الشعب في السجن، وأن حريتهم في المقدمة من أي حلّ.
والسلام على من اتّبع الهدى.
عيسى أحمد قاسم
15 مارس 2021