الجالية البحرانية في قم تقيم حفلاً تأبينياً في الذكرى الأولى لاستشهاد سليماني والمهندس
*مركز المقاوم للثقافة والإعلام – قم المقدسة
أقامت الجالية البحرانية في مدينة قم المقدسة حفلاً تأبينياً في الذكرى الأولى لاستشهاد الشهيدين القائدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس بمشاركة سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، والمعاون الثقافي في حزب الله سماحة الشيخ أكرم بركات، ومنسق فيلق القدس في الحرس الثوري العميد الركن محمد فلاح زاده، وسفير الجمهورية اليمنية في طهران السيد إبراهيم الديلمي.
ودعا المشاركون في الحفل الذي أقيم مساء الخميس 24 ديسمبر 2020 بمدرسة الإمام الخميني وبثته القنوات الفضائية ومواقع التواصل، إلى تقديم هذين البطلين لأجيال الأمة عبر المناهج التربوية ووسائل الإعلام كقدوات عملية تمهِّد لحركة الإمام القائم (عج).
وأثنى المشاركون على جهاد وتضحيات الرجلين البطلين اللذين سطّرا ملاحم الفداء في أكثر من ساحة، مستحضرين جهادهما الرائع العظيم الذي أرعب دولة الاستكبار العالمي أمريكا وصنيعتها إسرائيل وقضّ مضاجعهما.
قاسم: شهداء المقاومة قدوات عظمى.. وشعب البحرين سيبقى وفيّاً
وفي كلمته التي عرضت في الحفل، قال سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم بأن الجهاد الرائع العظيم للشهيدين القائدين سليماني والمهندس بما وراءه من حكمةٍ وبصيرةٍ وعمق نظرة وقدراتٍ متنوعة وصدقٍ واخلاصٍ للإسلام وجاذبيّة إيمانية وأخلاقية، أرعب دولة الغطرسة والغرور والطاغوتية الكبرى أمريكا، وصنيعتها ما تسمى بدولة إسرائيل، وقضّ مضاجعهما.
وأكد سماحته بأن للأمة في شهداء المقاومة في الزمن المُعاش وقادتها العمالقة قدوة عظمى وعزّ وفخر كبير، داعياً إلى أن تتخذ منهم قدوات في التضحية والفداء وأن يحيوا فيها عشق الشهادة.
وعن ذكرى الراحل الكبير الجمري، وعيد الشهداء، قال سماحته بأن على البحرين أن تعرف حقّ سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري (رحمه الله) الذي أسّس حركة الاصلاح الجديدة فيها وضحّى ما ضحّى في سبيل ذلك، مشدداً بأن على الشعب أن يبقى على طريق شهدائه وكل شهداء الأمة في سبيل الله وفيّاً لإسلامه العظيم، لا يردُّه عن نصرته شيء، ولا يقبل أن يذلّ لظالم، ولا يقبل أن يدخل في ولاية كافر، ولا أن يسكت على ضياع حقٍّ لا يرضى الله بضياعه.
بركات: الثأر للشهيدين ليس ثأراً موضعياً
وقال المعاون الثقافي في حزب الله سماحة الشيخ أكرم بركات، بأن الثأر للشهيدين ليس ثأراً موضعياً، ولا يقتصر على ميدان خاص، كما أن الثأر لهما لا يقتصر على مكان خاص وزمان خاص، بل هو ثأرٌ ينطلق من الاصطلاح الكربلائي وهو ثأر الله، والذي يمتد بامتداد قامتيهما، والذي يزيل العقبات من وجه الممهدين لحركة المهدي بما يؤدي إلى ملاقاته “عج”.
واستحضر سماحته ما أسماه بعض الملامح الثقافية للشهيدين، مؤكداً بأنهما رجلا الميادين، لا الميدان الخاص، وإنما الميدان الذي يمثل ميدان حركة المهدي.
وأضاف سماحته بأن الشهيدين ذابا في الولي الفقيه ذوباناً لقائد المركب الذي يوصل إلى ذلك المجتمع التكاملي الإنساني، لافتاً إلى أنّ لهما من البصيرة ما يجعلهما يستحضران المشهد الأكبر ويقرءان كل حدثٍ لا من خلال القراءة المنفردة، بل ضمن اللوحة والمشهد.
وذكر سماحته بأن الشهيدين كانا منفتحين على الآخر، الانفتاح الذي ينطلق من فهمٍ عميق لفاضل الطينة، ومن نظرةٍ رحمانيةٍ لعيال الله، وأنهما كانا شجاعين في كل ميدان، الشجاعة التي جعلت من كلٍّ منهما قائداً لا سائقاً، يقود من أمام وهو القدوة للمجاهدين.
ودعا سماحته إلى الاستفادة من هذه الملامح الثقافية في المناهج التربوية، ووسائل الاعلام، ومختلف الأساليب الفنية، مضيفاً بالقول: لنحاكي بهذا الملمح الرجل المُمهِّد العالمي للإمام المهدي (عج)، ليكون صاحب هذا الملمح القدوة الذي يشكل وقوداً يزيد في حركة التمهيد.
الديلمي: إلى الوحدة في مواجهة المستكبرين والطغاة
من جانبه دعا سفير الجمهورية اليمنية في طهران، السيد إبراهيم الديلمي، شعوب أمتنا الإسلامية أن تتوحد في مواجهة المستكبرين والطغاة والظالمين، وأن تكون أسرة المستضعفين هي ديدن المؤمنين من أبناء هذه الأمة، وأن تكون غايتنا هي رضا الله سبحانه وتعالى عنّا.
وقال الديلمي الذي نقل تحيات القائد الكبير السيد عبدالملك الحوثي لشعب البحرين، بأن دم الشهيد سليماني قد سال على طريقٍ هي الطريق الذي نؤمن بأنه طريقنا، وسفك دمه في سبيل قضية هي قضيتنا جميعاً، وهي التحرر من قوى الاستكبار العالمي ومشروع الصهيونية العالمية، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وأداتها في المنطقة إسرائيل والأنظمة العميلة كنظام آل سعود وآل نهيان وآل خليفة، ومن معهم من المهرولين المتساقطين في وحل العمالة.
وأضاف الديلمي بأن دماء هؤلاء الشهداء وعلى رأسهم الحاج قاسم سليماني قد سالت على طريق القدس، وعلى طريق تحرير المسجد الأقصى، لافتاً في الوقت نفسه بأن الحاج سليماني كان صادقاً فيما عاهد الله عليه باخلاص ووعي وبصيرة قلّ نظيرها، وقد بقي ثابتاً على ذلك حتى قضى نحبه بعد أن بقي ينتظر الشهادة أكثر من أربعين عاماً.
وشدد الديلمي بالقول “إن الظلم الذي يعاني منه أخوتنا في البحرين الشقيق، هو جزءٌ من الظلم والعبث الذي تمارسه دول الاستكبار العالمي ضد الشعوب المؤمنة، ونحن على يقين بأن عاقبة صبر البحرانيين ستكون نصراً إن شاء الله”.
كما أكد الديلمي في ختام كلمته بأن العدوان الأمريكي السعودي الصهيوإماراتي على اليمن سيبوء بالهزيمة والفشل أمام صمود وثبات وإيمان وإرادة وعزيمة المجاهدين اليمنيين الذين سطروا أعظم الملاحم البطولية لما يقارب ستة أعوامٍ من القتل والحصار الظالم الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
فلاح زاده: القادة الشهداء تصدوا لكافة المشاريع التي وضعها الغرب للمنطقة
إلى ذلك، قال منسق فيلق القدس العميد الركن محمد رضا فلاح زاده بأن القادة الشهداء تصدوا لكافة المشاريع التي وضعها الغرب للمنطقة، لافتاً في الوقت ذاته إلى الجرائم التي يرتكبها أدعياء الحرية والديمقراطية ضد أبرياء العالم.
وأكد زاده بأن الغرب قام باسم الحضارة والدفاع عن حقوق الانسان بتنفيذ جريمة ابادة الشعب العراقي، كما أن الغرب الذي يدعي الدفاع عن حقوق الانسان هاجم اليمن ويدافع عن قصف مدنها.
وشدد زاده على أن القادة الشهداء لم تتزلزل عقائدهم يوماً، وأنهما كانوا على استعداد للدفاع عن المدرسة الحسينية وطاعة ولاية الفقية، مشيراً إلى أن الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس سجلا حضوراً في كافة الجبهات ودافعا عن العتبات المقدسة، وتصديا للارهابيين واعداء الله في الجبهات وكان عملهما خالصا لله وكل جهادهم كان في سبيل الله.