يوم من أيام الإسلام وظهوره
هناك يوم من أيام الإسلام وظهوره سماه الأبطال لما أملاه الواقع بيوم المقاومة والتحرير . وهو من الأيام الشاهدة للاسلام والخطاب الإسلامي والتربية الإسلامية وكفاءات الإسلاميين وقدرتهم على الانقاد والتغيير بما ينفع الناس ويمكث في الأرض ليخصبها من عطاء السماء وينيرها بكلمة الوحي، يوم المقاومة والتحرير يوم طرد العدو الغاشم الإسرائيلي من جنوب لبنان على يد الإرادة الإسلامية الصلبة والتربية الإيمانية الفاعلة والرجولة والحزم والأخلاق والوعي والحنكة والاستماتة في الحق والاسترخاص للدنيا والتفوق على ألم الجراحات وبعد النظر وصوابيته، وعشق التضحية والتسابق على الجنة والثقة بمدخور الجزاء، وكثيراً من رصيد ضخم، وعدة معنوية كبيرة وما توفره وتغرسه وتنميه وتزكيه في العقول والأنفس والأفئدة كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله “ص”.
وما المقاومة؟ مقاومة قلة مؤمنة بضئيل من عدة وسلاح للكفر العالمي في أعتى قلاعه وأشر رموزه وأضخم جبهاته أميركا وأوربا والربيبة اسرائيل. ومع هذه الجبهة العريقة العنيفة الطاغية الإرهابية المرهبة اسناد من دول شتى كان ينبغي لبعضها أن تكون لانتمائها للاسلام نصيرة حق على الباطل، ومظلوم على ظالم.
وما التحرير؟ تحرير لأرض من أرض الإسلام، من قبضة باغ عنيد بثمن مكلف، وكلفة باهظة، وأكبر من ذلك أنه تحرير لإرادة الإنسان المسلم من قبضة الكفر العالمي، ومن لف الثقة من فاعلية الإيمان، ومن ضياع الوزن، ومن الظن السوء لقيمة الإنتماء للإسلام، وبأن الطرح الإسلامي فاشل فشل الطروحات الأخرى التي كثيراً ما قادت الإمة لانتكاساتها وانسحاباتها المخزية .
خطبة الجمعة (8) 2 ربيع الاول 1422 هـ – 25-5-2001 م