من يوم القدس الأول ١٩٧٩ إلى مسيرة طريق النصر الكبير ٢٠١٩
مِن يوم القدس الأوَّل ١٩٧٩، اللحظة التي أعلنَ فيها الإمام الخميني آخر جمعةٍ مِن شهر رمضان المبارك يومًا للقدس، فوقفَ آية الله قاسم قائلاً:
«اللهم انصر عبدك وابن عبدك المحامي عن دينك والمجاهد في سبيلك والمناهض لأعدائك المنتصر لأوليائك الناشر للواء شريعتك المحيي لسنة نبيك الساعي في الأرض بالخير والمعروف والمحارب للشر والمنكر السيد روح الله الموسوي الخميني. اللهم وانتصر به لدينك وأعزه واعزز به أولياءك الذين استضعفهم الظالمون وتظاهروا عليهم وضايقوهم في دينهم ودنياهم» فخرجَ مُلبّياً ومعه عَشَرُة آلافٍ مِن ذلك الزَمن، وصولاً إلى اليوم ٢٠١٩ الذي خرجَ فيه بين جموعٍ مليونيةٍ في الجمهوريّة الإسلاميّة وسائر بقاعِ الأرض، يقولُ فيهم «مسيرة هذا الطريق مستمرة حتى يوم النّصر الكبير».
قال قاسم في ذلك اليوم وهو يؤم الحضور: «وطهر منهم أرض أنبيائك وشتت شملهم على يد عبدك السيد روح الله الخميني نائب وليك القائم وشرفه بهذا النصر الكبير والفتح الكريم تجعله على يديه إظهاراً لأمره واعزازه لشأنه وباباً لإكرامه وزيادة لمثوبته» .. أربعون عامًا، والعودُ يقوى والعزمُ يتوقَّد. و إرثُ الإمام الخالد يزدادُ توهجًا وتحقّقا في شتّى بقاع المُستضعفين رُغم كلّ مساعي المُستكبرين.
مسيرة ببداية لن يعقبها إنتهاء، والهدف: إزالة إسرائيل من الوجود وسيادة الإسلام الأصيل.
فيما يلي نص الدعاء الذي ألقاه سماحته في مسجد الشيخ محسن بالدراز سنة ١٩٧٩ عشية يوم القدس العالمي بعد إعلان الإمام الخميني عنه ونشرته “مجلة المواقف” حينها:
اللهم اخف اليهود كما أخافوا عبادك الآمنين
(اللهم انصر عبدك وابن عبدك المحامي عن دينك والمجاهد في سبيلك والمناهض لأعدائك المنتصر لأوليائك الناشر للواء شريعتك المحيي لسنة نبيك الساعي في الأرض بالخير والمعروف والمحارب للشر والمنكر السيد روح الله الموسوي الخميني. اللهم وانتصر به لدينك وأعزه واعزز به أولياءك الذين استضعفهم الظالمون وتظاهروا عليهم وضايقوهم في دينهم ودنياهم، وانتقم ممن يشيع في الأرض الفساد ويسعى بالأذى لأهل طاعتك وينشر الباطل بين عبادك ويعادي قرآنك وسنة نبيك ويكيد للعاملين في سبيلك ويحارب أهل مودتك، ويكون للكافرين عضدا وعلى المؤمنين لشهواته مستعينا بالحقوق المسلوبة على نشر أضاليله وبث سمومه وهدم الأخلاق التي ارتضيتها لعبادك وجاهد من أجلها رسلك وحفلت بأمرها كتبك.
اللهم انك تعلم جرأة اليهود على دينك وخيانتهم لرسالتك وتحريفهم لكتابك، وعداوتهم لشريعتك التي بعثت بها خاتم أنبيائك وآخر رسلك وكيدهم للإيمان والمؤمنين من عبادك وانتهاكهم لحرمة المقدسات في دينك وتلويثهم لأولى القبلتين لدى نبيك ومنطلق معراجه إلى سماواتك ومايريدونه بالإسلام من الكيد وفي الأرض من الفساد، ومااقترفته أيديهم من القتل والترويع بغير حق ومن تشريد الآمنين، ولقد أعانهم على بلوغ مابلغوا إليه من التكبر في الأرض والسيطرة بالظلم أن أمة الإسلام قد ابتليت بحكام جور جاهلين لايهمهم من أمرها مايهم المسلم الغيور كيف وهم ينهجون نهج أعداء الله في الحكم ويشاركونهم في الإسراف في الشهوات ويتآمرون معهم على الامة ويسعون وإياهم للقضاء على الملة ..؟
اللهم إنا نشكو إليك سوء حالنا ونسألك أن تعيننا على أنفسنا في النهوض بما أوجبته علينا من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصرة أوليائك ومعاداة أعدائك، والدعوة إلى سبيلك والسعي إلى مرضاتك في كل ميدان من ميادين العمل الطيب الذي يقرب منك وفي كل ساح من سوح التضحية التي ينال بها رضاك.
اللهم أخف اليهود كما أخافوا عبادك الآمنين وطهر منهم أرض أنبيائك وشتت شملهم على يد عبدك السيد روح الله الخميني نائب وليك القائم وشرفه بهذا النصر الكبير والفتح الكريم تجعله على يديه إظهاراً لأمره واعزازه لشأنه وباباً لإكرامه وزيادة لمثوبته..
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين..)
مجلة المواقف- العدد 290 / الأربعاء 29 رمضان 1399هـ الموافق 22 اغسطس 1979م ص 40و41.