كلمة آية الله قاسم في مرقد شهيد المحراب الحكيم – 27 يناير 2019م
آية الله قاسم يزور شهيد المحراب الحكيم: من واجب الأمة أن تتعلم دروس الجهاد على يديك
قال سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم مخاطباً شهيد المحراب سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم خلال زيارة لروضته الشريفة في النجف الأشرف بأن من واجب الأمة أن تتعلم دروس الجهاد على يديه.
وشدد سماحته في كلمة أمام ضريح الشهيد الحكيم بأنه جاهد وبذل ما في الوسع من أجل بناء الكتلة الإيمانية الصالحة والقائدة للأمة.
جاء ذلك خلال زيارة سماحته لعدد من مراقد الفقهاء الأعلام يوم الأحد 27 يناير 2019.
للمشاهدة :
https://www.youtube.com/watch?v=z4QCZvpzwms
*وفيما يلي ينشر “مركز المقاوم للثقافة والإعلام” نص كلمة سماحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين على السراء والضراء
السلام على الأطهار الهداة محمد وآله الأبرار
السلام على الذرية الصالحة من أبناء رسول الله “صلى الله عليه وآله”
السلام عليكم أيها الحكيمان
سيدنا السيد محمد باقر الحكيم..
ألفتك من سيرة الأئمة عليهم السلام، واهتمام بشأن الرسالة والأمة، وحفظ القرآن، أن جاهدوا وبذلوا كل ما في الوسع من أجل بناء الكتلة الإيمانية الصالحة، وكنت واحداً من أبرز أبناء هذه الكتلة الإيمانية الصالحة، وقد بذلت الجهد الكبير في بناء الإمتداد للكتلة المؤمنة الصالحة الناهضة بمسؤولياتها الكبرى أمام دينها ورسالتها وأمتها.
لقد صنعت فعلاً كتلة مؤمنة صالحة، وجاهدت في الله جهاداً عظيما.
كابر الكفر والشرك والنفاق، كابر كل ذلك، الإيمان، فكابرت كل أولائك، ووقفتَ الوقفة الشجاعة الثابتة الباسلة الصابرة، وبرهنت على النَفَس الكبير في سبيل الجهاد في الله، وبذلتَ كل ما في الوسع من أجل نصرة الدين والأمة..
إنك لم تنسَ ربك، لم تنسَ واجبك، لم تنسَ مسؤوليتك، لم تنسَ أمتك، ومن هنا لم تنساك أمتك، وستبقى مذكوراً في قلوب هذه الأمة قبل ألسنتها ما دامت هذه الأمة.
أبيت إلا أن تكون المجاهد من خريجي مدرسة الحكيم ومدرسة الصدر الأول، وكنت وريثاً لهذا الجهاد مخلصاً صادقاً، ومثلاً حياً كريماً في هذا السبيل..
من واجب الأمة أن تتعلم دروس الجهاد على يدك كما تعلمته على يديّ أستاذَيْك، وكلٌ منكم تعلّم الجهاد على يد أعظم أبطال الأرض، محمد بن عبدالله “صلى الله عليه وآله”، وعلي أمير المؤمنين “عليه السلام”، والأئمة الأطهار “أرواحنا لهم الفداء جميعاً صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين”.
هذا بناءٌ ضخم بناه محبوك من أجلك، ولكنك أكبر من كل هذا البناء كله، وما كانت عظمتك أن عشت لمثل هذا البناء وتوقعاته، إنما عظمةُ كلُّ أمرءٍ عبدٍ لله عز وجل في الأرض بما يكون له من صلة صادقة لله عز وجل، وعمل صالح من أجله، وجهاد في سبيل البناء للأمة الرسالية الكبرى، والكتلة الصالحة القائدة في هذه الأمة ولهذه الأمة..
جاهدت وبذلت ما في الوسع، وما من عبدٍ يبلغ في كرمه مبلغ كرم الرب تبارك وتعالى، فأبشر بجنة خُلدٍ ونعيم خالد وبرضوان من الله عز وجل، وعيشٍ سعيد مع رسول الله وآله “صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين”، وهذا هو أقصى المُنى، وهذا هو الربح الأعظم، ونسأل الله عز وجل أن يُنيلك ذلك كلّه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..